أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - موقعة ( الأم بي سي)














المزيد.....

موقعة ( الأم بي سي)


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8140 - 2024 / 10 / 24 - 16:52
المحور: الصحافة والاعلام
    


تدفعنا تعقيدات الحياة أحياناً إلى أن نلدغ من العديد من الجحور التي تنتشر حولنا كسواتر وأفخاخ تستهدفنا في حياتنا وانشغالاتنا اليومية، وتواتر الأمر جعل من اللدغ المتكرر حالة مقبولة نوعاً ما ولا تصلح أن تكون مما يقدح في إيماننا أو مبرراً لدمغنا بالغفلة والتهاون.. وهذا الواقع، مع الكثير الكثير من حسن النية – حد السذاجة – قد يجعلنا نقتنع بجدية إعلان الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية، إحالة مسؤولين في إحدى القنوات التلفزيونية ، دون ذكرها بالأسم، للتحقيق بسبب تقرير إخباري "مخالف للأنظمة والسياسة الإعلامية للسعودية"، خاصة مع تأكيد الهيئة أنها "تتابع باستمرار مدى التزام وسائل الإعلام بالأنظمة الإعلامية للمملكة وضوابط المحتوى، ولن تتهاون في تطبيق النظام تجاه أية مخالفة".
ولكن القليل أيضاً من التفكير، قد يقودنا إلى استنتاج أنَّ موجة الانتقادات والاستهجان التي طالت الإعلام السعودي، والخليجي عامة، وإلغاء رخصة عمل قناة الـ "أم بي سي" في العراق، واقتحام مقرها ، من الممكن أن تكون الدافع وراء تذكر الهيئة المفاجئ لـ " ضوابط المحتوى" وهو ما لم يكن ضمن عناية الصحافة السعودية -بل والخليجية عموماً - وهي تسرف، ولسنوات في النيل من كرامة وأمن وسمعة العرب والعراقيين في أخبار قد لا يكون أشنعها ما تقيأته علينا الـ " أم بي سي"..
من الصعب علينا تقبل أن يصدر تقرير أقرب إلى الجناية منه الى المادة الإعلامية مثل تلك تقرير الـ ""ألفية الخلاص من الإرهابيين.. الشخصيات التي روعت العالم وسفكت الدماء"، من قناة عرف عنها أنها لا تنطق إلا عن هوى ووحي مصادر القرار في البيت السعودي، والأكثر صعوبة هو بلع دور "الزوج المخدوع" الذي تمارسه هيئة الإعلام السعودي ، والتعاطي مع هذا التخرص على أنه حالة خارجة عن السياق الخليجي العام في التعاطي مع قضايا الأمة المصيرية..أو انتظار " الالتزام بضوابط المحتوى " من مثل هذه المؤسسات التي لم يستدر منها مثل هذا الفعل أي صيغة اعتذار للشعوب العربية في محنتها الراهنة واكتفت بإحالة مراسلها "المشاري" إلى تحقيق قد يتم من خلاله – بالتأكيد - التضحية به قرباناً لدرء التهمة عن من هو أقرب منه إلى قلب وعقل أصحاب القرار.
ولنبقى مع هذا المراسل الهمام الذي لفظه أولياء نعمته في العراء ، فالسؤال هنا هو عن ذلك التبسط - والجرأة- مع أمن وكرامة الشعوب العربية الذي تبديه تلك الفئة من المراسلين لوسائل الإعلام الخليجية الذين يسرفون في اللهاث وراء استرضاء الجهات الممولة على حساب الأمانة ومصالح الوطن والشعب العليا عابثين بالحقائق ومغامرين بمقومات السلم الأهلي ارضاءً لتوجهات الوسائل الإعلامية التي يعملون معها..بل ومستبقين الطلب مستمرئين انتاج المادة الإعلامية الزائفة رغم التعارض البواح ما بين هذه الممارسات واحترام الذات والعمل الصحفي الرصين والموضوعي..
صدقاً، قد لا نجد مهمةً أصعب في أن تكتب – أو تستكتب-لدنيا غيرك، و الأكثر تعسراً هو ذلك البذل السخي من النفس والفكر في التقاط ما يمكن أن يكون أكثر تودداً للممول البعيد والأقرب إلى قلبه وإلى ما تحت يمينه، وأقر بحيرتي عن فهم تلك القدرة والتمكن الذي يتحصل عليها المرء لمعرفة نقاط الاستثارة والتقبل المسبق من قبلهم لما سوف يكتب، وكيف يختار المسالك التي تصل به لدغدغة عواطف أولي الأمر واستدرار رضاهم.
لا ندعي فيما سبق إعماماً ، بل هي أمنية على البعض الأقل من أسرتنا الصحفية الذين يقعون في مثل تلك المنزلقات أن يكونوا أكثر حرصاً وحذراً حتى نحفظ للمهنة مصداقيتها لدى القراء... فمثل هذا الفلتان الإعلامي الذي يصاحب كل الخوانق السياسية والأمنية قد يشي بأن هناك العديد من ممتهني الصحافة ممن لا يدركون خطورة وفداحة ما يفعلون... فغياب المعايير والضوابط قد يؤدي إلى خلط كبير وإضرار أكبر على القيم العامة والأخلاق العامة ولا يشيع البلبلة في أوساط المجتمع حسب لكنه إلى ذلك يفقد الصحيفة والكاتب مصداقيتها وهو ضرر معنوي لا يوازيه أي ضرر مادي تتعرض له أية وسيلة اعلامية.
كما ننتظر من هيئة الاعلام والاتصالات التفكير ملياً قبل منح إجازات العمل لقنوات لم نشهد منها الا كل ما يسيء إلى قيمنا وثوابتنا الوطنية، ولا جدال في أهمية العلاقات مع دول الجوار خصوصاً تلك التي تتحصل على القدرة على الإيذاء ولا ضرر في تأليف قلوبهم ببعض المواقف التصالحية الاسترضائية، ولكن ليس إلى الحد الذي يفقد الدولة هيبتها وكرامة شعبها، ويؤسفنا أن نقول بأنَّ العراق لم يتعلم من اللدغات العديدة التي تتواتر – كالمطر- من الجحر نفسه !



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفو القصاع
- التاريخ المحكي..والتاريخ المكتوب
- السيرة.. بين التوثيق والتلفيق
- الثقافة العربية.. والآخر
- فقه التكسب
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام
- التكفير كثقافة استئصالية
- مطر وسماء صافية
- -سفرة- تونس
- دراما.. في رمضان
- (بسطية)..لوغوس هوب
- المثقف الطائفي
- مقعد في مهرجان
- ثقافة الكوارث
- جائزة للإبداع.. وللمبدعين
- فلسطين 1- إسرائيل صفر


المزيد.....




- مقتل وإصابة العشرات في جنوب لبنان إثر غارات إسرائيلية، والجي ...
- مقترح مصري لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة ومفاوضات في الدوحة ...
- دعوات للاحتجاج في جورجيا واتهام لروسيا بتزوير الانتخابات
- من يستطيع إنهاء الحروب.. ترامب أم هاريس؟
- ترامب وهاريس في ولايتين حاسمتين قبل الانتخابات بـ 9 أيام
- صحيفة: قراصنة صينيون يتجسسون على مكالمات شخصيات سياسية أميرك ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو ووزيران يرفضون مقترح مصر بشأن غزة
- ترامب في تجمع انتخابي: هاريس -دمرت الولايات المتحدة-
- بايدن يدلي بصوته في التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة اليوم
- كوريا الشمالية: مسيّرة كورية جنوبية اخترقت أجواءنا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - موقعة ( الأم بي سي)