أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال الحسين - الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام الجزء السادس















المزيد.....

الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام الجزء السادس


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1779 - 2006 / 12 / 29 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما هو معلوم نطقت المحكمة الإبتدائية بتارودانت بحكمها الجائر في حق المجتمع المدني بإوزيون يوم الخميس 21 دجنبر 2006 ، و ترجع هذه الأحداث إلى يوم 07 ماي 2006 حيث نظم الفلاحون الفقراء المسيرة الحمراء دفاعا عن حقوقهم المشروعة ، و هي الحق في الأرض و الماء و أركان و تنمية الأمازيغية ، تلك أربعة أركان لنضال المجتمع المدني الأوزيوي و التي استقاها من الصراع الطويل للفلاحين الفقراء من أجل البقاء خلال تاريخهم الطويل ، الحافل بالتناقضات الأساسية مع النظام الحاكم خادم الرأسمال من أجل تأمين استمرار تدفق خيرات سوس على عواصم الغرب.

لماذا الحق في الأمازيغية ثانية ؟

استمر الصراع على السلطة بين الأمازيغ والطبقات السائدة لعدة قرون ولم يتم حسمه نسبيا لصالح الدولة المخزنية إلا بالتحالف مع الاستعمار المباشر خلال القرن الماضي بعد القضاء على مقاومة الفلاحين الفقراء الامازيغ خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين بعد سقوط جبل صغرو سنة 1934 ، و تم تركيز تحالف الاستعمار والإقطاع وتفكيك الملكية الجماعية للأراضي وتركيز الملكية الفردية الرأسمالية وبالتالي تفكيك نمط الإنتاج الجماعي للأراضي وتركيز نمط الإنتاج الرأسمالي في اتجاه تصدير المنتوج الفلاحي بعد الاستيلاء على أراضي الفلاحين الفقراء ، وتحويل هؤلاء إلى عمال زراعيين بالضيعات والمعامل التي تم إنشاؤها على أراضيهم منذ الأربعينيات من القرن الماضي ، والذين يتعرضون اليوم للاستغلال المكثف في ظل الدولة المخزنية الحديثة بعد تحالف البورجوازية والإقطاع بعد مؤامرة 1956في ظل الحماية القانونية للاستثمار في المجال الفلاحي ، الذي يعتمد على استغلال واستعباد العمال الزراعيين في ظل الممارسة العملية لمدونة الشغل الرجعية التي تشرعن لاستعباد الطبقة العاملة وخاصة المرأة العاملة وحرمان الفلاحين الفقراء من الحق في الأرض والماء واستغلال الثرواث الطبيعية وتنمية اللغة والثقافة الأمازيغيتين.

إن الأمازيغية كمنظومة فكرية و ثقافية و لغوية تشكلت عبر تاريخ الإنسان بالمنطقة المغاربية التي خلف بها تراثا حضاريا و ثقافيا يشهد على إبداع الامازيغ اقتصاديا و اجتماعيا / قوى الإنتاج التي ساهمت بشكل كبير في تطور الأمازيغية ، و سياسيا و ثقافيا/علاقات إنتاج جد متطـورة ( تنظيم الري ، تنظـيم الملكية الجماعية للأراضي ، تدبير الإنتاج الفلاحي و المعدني...بناء الدول ، تدبير الطرق التجارية...) وبالتالي تأسيس دول عظمى ، و تأسيس نمط إنتاج يرتكز إلى الملكية الجماعية للأراضي يعمل فيه الفرد لصالح الجماعة التي تقوم بدور الحماية الجماعية للأفراد في ظل النمط " الاشتراكي العفوي " الذي يعتمد على الممارسة العملية لحركة الإنسان و تفاعله مع الواقع الملموس ، إن عامل الاقتصاد / البنية التحتية يعتبر بعدا أساسيا في بنية الدولة و استمرار النظام السياسي القائم بها في مرحلة تاريخية معية كما يعتبر نمط الانتاج عاملا أساسيا في تطور الأنظمة السياسية باعتباره يؤثر في حياة الفرد و الجماعة ، ففي ظل الدول التي بناها الأمازيغ يتسم فيها نمط الانتاج بالبعد الجماعي مما يجعل المجتمع متماسكا و قادرا على الحركة و التطور خاصة في منطقة ذات بعد جيوـ سياسي مهم ، مما ساهم في إفراز بنية هوياتية متميزة / الأمازيغية التي ساهمت بدورها في تركيز نمط الإنتاج الجماعي / " الاشتراكية العفوية " و بالتالي بناء علاقات إنتاج ذات الخصوصيات المحلية التي طبعت حياة الإنسان بالمنطقة المغاربية و المغربية بالخصوص ، واستمر نمط الإنتاج الجماعي للأراضي باعتبار الفلاحة الركيزة الأساسية في الاقتصاد إلى أن ظهرت الدولة المخزنية ،

و في ظل الدولة المخزبية تم تهميش الامازيغية بدعوى قدسية العربية و تقديس الوافدين من الشرق العربي ، و بالتالي تهميش الإنسان بالمنطقة المغاربية و المغربية بالخصوص في ظــل الأنظمة المطلقة التي استولت على الحكم ، و التي فرضت الارتباط الايديولوجي بالمشرق على المنطقة مما جعل الامازيغ يعيشون الهوة بين واقعهم الملموس ، المتمثل في الانتمـاء التاريخـي و الحضاري للمنطقة المغاربية في ظل نمط الإنتاج الجماعي الذي يجعل الإنسـان مرتبطا بالأرض و بالواقع الملموس المرتبط بالصراع ضد الرأسمال باعتباره نقيض الملكية الجماعية لوسائل الانتاج ، و يشكل إلإرتباط بالفكر الميتافيزيقي المفروض على الامازيغ من طرف النظام المخزني من خلال العلاقة بالشرق العربي عائقا أساسيا لتطوير الامازيغية ، حيث يعتبر الشرق مركز القــرار الايديولوجي و السياسي و الثقافي و بالتالي البناء الاقتصادي و الحركة الاجتماعية التي يتم توجيهها إلى خدمة الطبقات السائدة ، الشيء الذي يحول دون الارتقاء بالإنسان بالمنطقة إلى مستوى المواطنة و ذلك بعد خلق الهوة بين انتمائـه التاريخي بالمنطقـة المغاربية و علاقتـه الايديولوجية بالشـرق خدمة لصالح النظام القائم الذي يعتمد الحكم الفردي في السلطة ، مما يجعل الامازيغ في المرتبة الدنيا لإبعادهم عن مركز السلطة و حرمانهم من الحق في اتخاذ القرار السياسي و تقرير مصير الشعوب بالمنطقة المغاربية و المغربية بالخصوص ، و بالتالي تجريـد الامازيغ من حقوقهم السياسية والمدنية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، ولم تتـم السيطرة المخزنية على السلطة بالمفهوم السائد اليوم للدولة إلا بعد صراع مرير استمـر عدة قرون بين الطبقات المسيطرة على الحكم/ الكومبرادور و الإقطاع و بين الفلاحبن الفقراء الامازيغ المبعدين عن مركز القرار السياسي و المجردين من الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، و لم يتم حسـم هذا الصراع نسبيا لصالح الطبقة السائدة إلا في ظل تحالف الإقطاع و الإستعمار خلال القرن العشرين ، و ذلك بعد القضاء على المقاومة البطولية للفلاحبن الفقـراء التي تعتبر ملحمة الريف بقيادة بطلها محمد عبد الكريـم الخطابي أروع ما أنجزه الأمازبغ في التاريخ الحديث بالمنطقة المغاربية.
إن ما تتعرض له الطبقة العامة والفلاحون الفقراء و الكادحون من استغلال مكثف له جذور تاريخية تمتد إلى مرحلة المقاومة المسلحة للفلاحين الفقراء ضد الاستعمار المباشر ، الذي عمل على عزل البوادي عن المدن بعد الانتصار النسبي لتحالف الإقطاع و الاستعمار على مقاومة جبهة الطبقات الشعبية بقيادة الفلاحين الفقراء ، و تم تهميش الامازيغية لكونها تؤثر على القوى المنتجة/ البنية الفوقية باعتبارها منظومة فكرية و ثقافية / البنية التحتية التي تشكل مكونا أساسا ذي البعد الهوياتي بالمنطقة المغاربية في علاقة جدلية بتطور القوى المنتجة ، و هكذا يتم استغلال الامازيغ في ظـل الحماية القانونية المخزنية من خلال ممارسة التهميش عليهم لضرب حقهم في التنمية باستغلال أراضي الفلاحين الفقراء ، و بالتالي استغلال قوة عملهم في الضيعات و معامل التلفيف تحت الحماية القانونية لمدونة الشغل الرجعية التي تمت المصادقة عليها من طرف الأحزاب المخزنيـة و الممخزنة في البرلمان و النقابات الحزبية و البيرقراطية ،الشيء الذي يعطي الشرعية للنظام المخزني / وكيـل الليبرالية المتوحشة من أجل المزيد من الاستغلال المكثف للإنسان وفتح المجال أمام العولمة الليبراليـة المتوحشة عبر الشركات المتعـددة الاستيطان و المجموعات المالية للمزيد من الاستغلال المكثف للثروات الطبيعية و استعباد الطبقة العاملة خاصة المرأة و الطفل و بالتالي حرمان الفلاحين الفقراء من حقهم في الأرض والماء والثروات الطبيعية و تنمية اللغة و الثقافة الامازيغية.
و يشكل العمل على إبراز الطرح التقدمي للقضية الامازيغية في الساحة السياسية عبر النضال الديمقراطي الجذري أمر لا مفر منه و مطروح بحدة على تنظيمات اليسار الجذري ، وذلك عبر إبداع أشكال نضالية ملموسة و أطروحات نظرية تقدمية لإبراز موقع الامازيغية في الصراع الطبقي من اجل الديمقراطية و حقوق الانسان و بناء الدولة الإشتراكية ، و ذلك لمواجهة الطرح الرجعي الرسمي المدعوم من طرف الأحزاب المخزنية و الممخزنة بالبرلمان و أشباه المثقفين المسخرين من طرف النظام ، من اجل تفكيك البنية المخزنية للدولة و إشاعة الديمقراطية و تفكيك قيود الفكر الأصولي و التسخير الايديولوجي للدين الذي يقيد الانسان و يستعبده لتسهيل استغلاله و تهميش مكوناته اللغوية و الثقافية و الهوياتية ، مما يفسح المجال أمام قوى الظلام للتغلغل في أوساط الجماهير الكادحة التي ترى في أطروحاتها الظلامية منفذا للخلاص من القهر والفقر و الظلم الممارس عليها ، الشيء الذي يعطي الشرعية لهجوم الليبرالية المتوحشة على حقوق الشعوب بقيادة الإمبريالية الأمريكية والذي يستهدف الثروات الطبيعية والتراث الثقافي و الحضاري والمسار الديمقراطي والهوياتي ، الذي بلغ مداه في الآونة الأخيرة خاصة بعدما يسمى بأحداث 11 شتنبر التي تم استغلالها من طرف الإمبريالية الأمريكية كذريعة لغزو الشعوب وضرب مصالحها باسم "محاربة الإرهاب" ، والتي انطلقت من أفغانستان باعتبارها بؤرة توتر عرفت صراعا مريرا بين المنظومتين الاشتراكية والرأسمالية منذ أواخر السبعينات تم فيها توظيف عنصر الدين/الإسلام السياسي لمواجهة المنظومة الاشتراكية في محاولة لتوظيف الدين/الإسلام السياسي نقيضا للفكر الاشتراكي ، و بعد إسقاط التجربة الاشتراكية بالاتحاد السوفياتي وشرق أوربا عملت الامبريالية الامريكية على محاربة القوى الاصولية بأفغانستان والتي تمت تنميتها بالأمس من طرفها لاستغلالها ضد المد الاشتراكي ، وهرعت الأنظمة العربية الرجعية والتي ساندت قوى الإسلام السياسي بالأمس إلى مباركة المخطط الإمبريالي الأمريكي المدعوم من طرف الشركات المتعددة الاستيطان و المؤسسات المالية الدولية لتصفية حركات الشعوب ضد المد الاستعماري للعولمة الليبرالية المتوحشة، التي اتخذت عنصر الدين/الإسلام السياسي إيديولوجية لاستباحة استغلال ونهب الثروات الطبيعية للشعوب وتدمير تراثها الثقافي وبالتالي طمس هوياتها.

تارودانت في : 27 دجنبر 2006



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ا ...
- الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ...
- الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ...
- الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ...
- الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ...
- المحاكمات الصورة من طبيعة النظام الحاكم بالمغرب
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الحادي عشر
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء العاشر
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء التاسع
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثامن
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء السابع
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء السادس
- لصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الخامس
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الرابع
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثالث
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثاني
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الأول
- في الذكرى الخامسة لتأسيس الحوار المتمدن
- حملة التضامن مع مناضلي جمعيات الجتمع المدني بأوزيوة بتارودان ...
- من سيطرة الدين على الدولة إلى تسخير الدين أيديولوجيا


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال الحسين - الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام الجزء السادس