أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - بير رستم - الهجرة هي مقياسي الأول في تقييم أي تجربة سياسية!!














المزيد.....

الهجرة هي مقياسي الأول في تقييم أي تجربة سياسية!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 22:01
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


نعم ربما يستغرب الكثير منكم، بأن نأخذ مقياس الهجرة من بلدان العالم نحو منطقة وجغرافيا ما، وليس الجانب الحضاري أو الأيديولوجي أو أي مقياس آخر، وذلك لقناعتي بأن الهجرة؛ هجرة الأفراد هي الدليل الأسطع على مدى رقي وتطور هذا المجتمع أو ذاك حيث الإنسان لا يذهب إلى بلد يعاني فيه أكثر مما يلاقيه في بلده ووطنه، بل دائماً يحاول أن يجد البديل الأفضل حيث ليس من السهل على أحدنا ترك كل شيء خلفه من أهل وذكريات وموارد ليذهب لبلد لا يكون فيه الحياة أفضل مما بين أهله وفي بلده الأصلي.

وهكذا فإن كل مقولات الأيديولوجيين سقطت أمام حقيقة ساطعة بهجرة شعوب الدول الإشتراكية السابقة والاتحاد السوفييتي إلى دول أوروبا الغربية حيث وعلى مدى عقود حاول الشيوعيين ومعهم كل اليسار السياسي أن يقنعنا بأن الحياة في الدول الإشتراكية أفضل من الرأسمالية، لكن الحقيقة والواقع أثبت عكس ذلك تماماً حيث كانت الدول الإشتراكية والاتحاد السوفييتي تمنع مواطنيها من مغادرة تلك الدول نحو الغرب ومع سقوط جدار برلين، فإن كل الألمان الشرقيين أرادوا دخول الغربية ولم نجد أحد من الطرف الغربي يريد الذهاب لبرلين الشرقية.

وها هي شعوبنا الشرقية تؤكد هذه الحقيقة مجدداً حيث ومع أزمات الدول العربية رأينا توجه شعوب هذه الدول نحو أوروبا وأمريكا وليس نحو الدول الإسلامية مثل باكستان وأفغانستان، إلا بعض المجاميع السلفية التي تذهب للجهاد حيث تلتحق ببعض القوى الراديكالية النشطة في هذه البلدان، لكن حديثنا ليس عن هؤلاء، بل عن الناس العاديين الذين يبحثون عن المأوى والملجأ الآمن الذي يوفر حياة آمنة كريمة لهم، طبعاً هناك من أراد التوجه لبعض الدول العربية الإسلامية مثل السعودية والإمارات مثالاً، لكن ليس من منطلق ديني، بل من منطلق معيشي حيث الحياة في تلك الدول من حيث المعيشة قريبة من الحياة الأوروبية وفي البعض منها ربما أفضل.

بل لم نشاهد قوافل المهاجرين تتجه نحو الصين وهو البلد الذي يسجل اليوم قفزات في الجانب الصناعي وبالتالي انعكاسات ذلك على الدخل ومعيشة الانسان إذا كان هناك من يقول؛ بأن التطور الحضاري الأوروبي هو الذي يجذب قوافل المهجرين إليها، وإذا كان هناك من يتحجج ببعد الصين عن مجتمعاتنا الشرقية، فإن شعوب دول مثل باكستان وأفغانستان هي على حدودها ومع ذلك نجد بأن هؤلاء يقضون شهور وهم يمرون من عدد من الدول مشياً على الأقدام ليصلوا إلى تركيا ومنها إلى أوروبا وهكذا فهم يسقطون نظرية البعد الجغرافي وإلا لتوجهوا إلى الحدود الصينية المشتركة مع بلدانهم بدل المخاطرة بالوصول لأوروبا!

الخاتمة التي نريد الوصول إليها، هو ما أكدنا عليه في البداية وجاءت أيضاً كعنوان للمقال؛ بان أي تجربة وطنية تقاس بدرجة ما تحقق من حياة كريمة للإنسان بحيث تجعله مواطناً حقيقياً يشعر بكرامته وإنسانيته وليس بمدى قوة أيديولوجيته وشعاراته الثورية، كما في تجربة الدول الإشتراكية سابقاً، ولا حتى بمدى التطور التقني والحضاري مثل التجربة الصينية في يومنا الحالي ونأمل أن تصبح هذه درساً لنا نحن الكرد؛ بأن الإنسان لا يعيش بالشعارات، بل بالحياة الحرة الكريمة.. نعم ربما في مرحلة الثورات والتحرر تقدر الأيدولوجيا تحشيد الكثيرين خلف تلك الحركات والأحزاب، لكن مع إستقرار الأوضاع، فإن الإنسان يريد حياة آمنة كريمة، هو صحيح "بالخبز وحده لا يحيا الإنسان"، لكن دون الخبز لا حياة للإنسان.

طبعأ هذا ليس تبريراً لكل من هاجر وبالأخص نحن الكرد، بل يبدو أن إضافةً لم سبق هناك سبب آخر مهم جعلتنا نترك قرانا ومدننا خلفنا بسهولة، بل نبيع الكثير من الموارد لكي نصل لأوروبا وربما لو أستثمرنا تلك الموارد من حقول وبيوت والتي بعناها لأجل أثمان وصولنا عبر المهربين إلى هذه الدول بحيث لو كنا سخرناها في مشاريع ببلداننا لكانت حياة الكثيرين منا أفضل بكثير من هنا، لكن للأسف عدم ارتباطنا بأرضنا من جهة ومن جهة أخرى ظروف الحرب والصراعات الحزبية دفعت بالكثيرين لترك كل شيء خلفهم والبحث عن بلاد اللجوء والاغتراب وليصطدم البعض منا؛ بأنه كان يبحث عن الوهم وللأسف.. نعم رغم الحرية والحياة المرفهة، لكنك تشعر بأنك شجرة غريبة في أرض غريبة، مثل شجرة الزيتون والتي تحتاج للماء بالتأكيد، لكن هذه الأمطار الغزيرة في هذه الدول سوف تخنقها!

باختصار؛ إذا أردتم أن تعرفوا نجاح أي تجربة سياسية، فأنظروا لمسألة الهجرة هي بأي إتجاه، هل من الخارج لداخلها أم بالعكس من الداخل للخارج وحينها سوف تعرفون مدى نجاح تلك التجربة وفشلها السياسي والوطني.. فالإنسان وحياته وكرامته هو المقياس الأهم في أي تجربة إنسانية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب التركية واللعب بالورقة الكردية؛ هل يعيد الأتراك سينا ...
- تركيا تبحث عن -حسن خيري- آخر!!
- شرقنا والأيديولوجيات القاتلة
- لا ثقة بأردوغان وتحالفه السياسي
- تعليقات وتوضيحات حول الأيديولوجيا والتكنولوجيا!
- كردستان وأهميتها في رسم الخرائط والمشاريع المستقبلية
- قتلتنا خطابات وشعارات الأيديولوجيين
- عام على الطوفان؛ ماذا تم تحقيقه لصالح شعوب المنطقة؟!
- تركيا باتت تدرك بأنها المستهدفة بعد إيران وبأن كردستان قادمة
- نحن والعرب إما ننجو أو نغرق معاً في مستنقعات الآخرين
- رداً على بعض الإمعات الذين ينفون الوجد التاريخي والحضاري للك ...
- الكرد -من يومين صاروا قومية كردية-!!
- هل حان الوقت لإعادة التاريخ الكردي؟
- هل الأوطان تستحق التضحية بالإنسان؟
- هوية سوريا؛ وخزة صباحية لبعض العروبيين
- هل أوج آلان وحده نفى وجود روژآڤاي كردستان؟
- كردستان حلمنا، لكن يبدو هناك من يريد حرماننا من الأحلام أيضا ...
- لم ما زالت كردستان مستعبدة دولية؟
- عفرين وناميبيا
- عفرين كانت وستبقى كردستانية


المزيد.....




- ذرفتا الدموع.. شاهد المغنيتان أديل وسيلين ديون تتعانقان بحفل ...
- قازان تكشف عن مروحية تزامنا مع -قمة بريكس-
- بوليتيكو: أمين عام -الناتو- -يؤكد- وجود قوات من كوريا الشمال ...
- ورقة بحثية: واشنطن موّلت 70% من تكلفة الحرب الإسرائيلية على ...
- حريق ضخم في مخازن عراقية.. ما علاقة -التفحيط-؟
- قصة إقليم دارفور الذي تتزايد التكهنات عن احتمال -انفصاله- عن ...
- دعوات أمريكية وأوروبية للتحقيق في -مخالفات- انتخابية في جورج ...
- عرب ضمن الأكثر استهلاكًا لها عالميًا.. هل تناول المعكرونة صح ...
- لماذا تستمر إجراءات جائحة كورونا في تقسيم المجتمع الألماني؟ ...
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي يبحث تعيين مبعوث لسوريا دون تطب ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - بير رستم - الهجرة هي مقياسي الأول في تقييم أي تجربة سياسية!!