أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - مرةً أخرى : لِنَتَفادَ الحربَ الأهليةَ














المزيد.....

مرةً أخرى : لِنَتَفادَ الحربَ الأهليةَ


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1779 - 2006 / 12 / 29 - 12:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في 19.12.2003 كتبتُ الآتي :
" كنتُ أشرتُ في مادةٍ سابقةٍ إلى ما أسميتُه مفاتيحَ الحرب الأهلية ، المتمثلةَ في تَجَحْفُلِ مسلَّحي الأحزابِ مع قوات الاحتلال ، وقيام هؤلاء المسلحين بعمليات اقتحامٍ و دهمٍ واعتقالٍ ، تنفيذاً لأوامر المحتلين الذين أخضعوا ميليشيات الأحزاب المعيّنة إلى قيادتهم العسكرية ، وكلّفوها ما عجزوا هم عنه : إخضاع الشعب العراقي إلى مشيئتهم . لم أكن أعني في ما عنيتُ ، أوباشَ علاّوي والجلبي الذين جيءَ بهم من وراء الحدود ، إذ أنهم يعتَبَرون جزءاً من القوات الغازية ، لكني كنتُ أعني العناصرَ المسلّحة لأحزابٍ وتنظيماتٍ كانت ذات دورٍ بارزٍ في المقاومة المسلحة ضد نظام صدّام حسين .
من المؤلم إخراجُ هذه العناصر من محيطها وتاريخها ، ووضعها إزاء مهمّاتٍ غيرِ لائقةٍ بها ، ولا تنسجم مع صفتها الكفاحية وامتداداتها في تاريخ العراق الوطنيّ . "
*

إلاّ أن الأنباءَ والتقارير ظلّت تتوالى ، مُذّاكَ ، وتتواترُ ، عن الـتحاقٍ فعليّ ، من تلك الميليشيات ، بالوحدات القتالية الفعلية الأميركية ، في بغدادَ وغربيّ العراق بخاصّةٍ ، والمشاركة في أعمالٍ حربية ضد السكّان هناك . بل قيل في تقاريرَ معيّنةٍ إن هؤلاء المرتزقةَ ، من الأكرادِ ، أبـلَوا بلاءً " حسناً " في التنكيل بأبناء بلدِهم .
كان هذا كلّــه يَحْدُثُ ، تحت ستارٍ من الصمت البشِــع .
المرتزقة يقاتلون ويَقتلون في صفوف جيش الاحتلال ، بينما زعماؤهم السياسيون صامتون عن الجريمة ، كأنها لم تكُنْ .
أمّا قبل أيامٍ ، ومع الحديث عن إعادة تموضعٍ للقوات الأميركية ، وانسحاباتٍ ممكنة ، فقد شــرع الساسةُ الأكرادُ أمثال محمود عثمان ومسعود البارزاني يتحدّثون علناً ، متمشدقينَ ، بأن البيشمركة الكردية قد تقوم بعملياتٍ أمنيةٍ ، وقتالية " ضد الإرهاب في أي مكانٍ من العراق " كما أعلن مسعود البارزاني أمام البرلمان الكردي قبل أيامٍ معدوداتٍ .
واضحٌ ، أن الأوامر الأميركية قد صدرت ، بالفعل ، إلى الزعامات الكردية ، لتزجَّ بالمواطنين الأكراد في حربٍ ضد المواطنين العرب ، تنفيذاً لإرادة الاحتلال في تمزيق البلد ، وتفتيت كيانه ، وتنفيذ مجازر جديدة بأيدي البيشمركة الكردية هذه المرة ، كأن المجازر القائمة ليست كافية ، وكأن ثلاثة أرباع المليون من ضحايا الموت العنيف العراقيين ، لم يخففوا شهوة القتل لدى جورج دبليو بوش وجنرالاته وسياسـيّيه وعملائه .
*
لستُ أدري إنْ كان الساسةُ الأكرادُ لم يقدِّروا ، بعدُ ، أو أنهم لم يقدِّروا ، بإطلاقٍ ، خطورةَ ما يُرادُ بهم ...
صحيحٌ أن أي حركة قومية ، تحمل معها ، بالضرورة ، بذوراً شوفينيةً .
رأينا هذا الأمر مع الحركة القومية العربية ، وكيف اندفعت في مقاتلة الأكراد .
لكننا رأينا أيضاً كيف وقف العربُ أيضاً موقفاً آخر :
أنا ، مثلاً ، سُجِنتُ ، لأنني طالبتُ بإيقاف الحرب ضد الأكراد .
الموقفُ المنتظَر من الأوساط السياسية الكردية الأكثر مسؤولية أن تقف ضد ما يريده الأميركيون : الإيقاع إلى الأبد بين العرب والأكراد في العراق .
الموقف المنتظَر هو رفضُ تجحفُلِ البيشمركة مع قوات الاحتلال ، وتحويلِها من وحداتٍ عسكرية وطنية كرديّة إلى مرتزقةٍ تحت إمرة الأميركيين المحتلّين .

الموقف المنتظَر هو أن يتمسّك الزعماءُ الأكراد بالمصالح العليا للشعب الكردي ، لا بالمصلحة الآنيّــةِ لإدارة الاحتلال .
والمصلحة العليا للشعب الكردي هي في علائق جوارٍ حسنٍ وقُربى مع العراقيين العرب .

المطمح النبيل ، والمشروع ، للشعب الكرديّ ، هو في نيل استقلاله الحقيقيّ ، لا في أن تكون أرضُهُ مستعمَرةً جديدةً للولايات المتحدة ،
بقواعدها العسكرية ، واقتصادها التابع ، وعملائها المعششين في المفاصل الرئيسة للإدارة الكردية .
المقاتلون الأكراد مهمّــتُهم التاريخية ، النبيلة ، هي الدفاعُ عن كردستان المستقلة .
أمّا زَجُّــهُم في حربٍ طويلةِ الأمدِ ، عجزَ عنها الأميركيون ، فهو خطرٌ ينبغي تلافيه منذ الآن ...

لندن 28.12.2006




#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق : ولايةُ الذمّيّ ، لا ولايةُ الفقيه
- تفكيك العراق العربي
- قصيدةٌ أخرى عن - باب سُليمان
- جحيم عبد العزيز الحكيم
- المماليك وأيامُهم الزائلة ...
- الجانب الآخر من الحدود
- مرحباً !
- الحمارُ الحَرونُ الذي بُلِيْنا به
- شكراً للشعب الأميركيّ !
- صدام حسين عميل منذ نعومه مخالبه
- هديّةٌ صباحيّة
- الشيوعي الأخير يقرأ أشعاراً في كندا
- الشيوعيّ الأخيرُ يعدِّلُ في النشيدِ الأممي ّ
- في البحر الكاريبيّ ، في يوم ٍما ...
- الشيوعيّ الأخير يعود من الشاطيء
- تأطيرُ المثقفين العراقيين في الخارج استعماريّاً
- شهادةُ جنسيّةٍ
- سيمفونيات ناقصة حقاً ....
- مَن وراء الهجوم على السفارة الأميركية في سوريا ؟
- ارتِباكٌ


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - مرةً أخرى : لِنَتَفادَ الحربَ الأهليةَ