صبري الرابحي
كاتب تونسي
(Sabry Al-rabhy)
الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 18:16
المحور:
القضية الفلسطينية
تناقلت كبرى المواقع الاخبارية خبر إستشهاد يحي السنوار الرجل الأول في حركة المقاومة الاسلامية حماس.هذا الخبر وبالرغم من عدم تأكيده من الحركة فتح أبواباّ عدّة للنقاش حول مستقبل المقاومة ومجريات الصراع، بل جعلت من غياب يحي السنوار مفتاحاً لما بعد هذا الخبر من حيث وزن الرجل عسكرياً وسياسياً بعد توليه قيادة حماس مؤخراً.
الاغتيال أو الأشتباك:
منذ إذاعة الخبر عبر الجيش الاسرائيلي تم التأكيد على أن المسألة لا تعدو سوى إشتباكاً مع مجموعة مسلحة تحصنت داخل منزل برفح جنوبي القطاع.
المصادر نفسها أكدت أن إستشهاد السنوار كان حادثاً عرضياً في سياق الاشتباكات اليومية بمعنى أن عملية إستهداف الرجل الأول في حماس لم تكن لا نجاحا مخابراتيا ولا حتى عسكرياً بقدر ما قادت الصدفة جيش الكيان إلى أكبر أعدائه.
إذن شاهد العالم بدلائل العدو نفسه أن السنوار كان في وضعية المقاتل العادي ولم يكن متحصناً بمآمن الزعماء أو حتى الأسرى كما يدّعي الكيان وبذلك سقطت إحدى أكاذيبه داخل عدم توقعه بأن يكون الملثم المشتبك هو أكثر المطلوبين لديه.
حالة التخبط في الادارة الاسرائيلية:
أحد أهم المؤشرات عن تأثير خبر إغتيال السنوار على الادارة الاسرائيلية هو مسارعة يوآف غالانت وزير الدفاع إلى إعلان الخبر في سياقات تأكيده إستباقاً لإعلان الخبر من قبل غريمه السياسي داخل الحكومة وحكومة الحرب رئيسها بنيامين نتانياهو.
حالة التخبط أيضاً ظهرت من خلال خطاب غالانت الذي يستهدف إستمالة عائلات الأسرى لضمان تأييدهم له أمام نظيره نتانياهو المسؤول الأول عن الملف الذي كثيراً ما شكّل نقطة خلافية وقضية للمزايدة بين الطرفين في أكثر مراحل عدم الاستقرار التي تعيشها حكومة الاحتلال منذ أشهر.
وبالتالي نجح السنوار كخبر في أن يهزّ الحياة السياسية للكيان وجذبه إلى حيث يريد كما كان يفعل منذ تحريره وصولاً إلى هندسة عملية طوفان الأقصى.
السنوار:بطل السردية الاسرائيلية:
مثلما نجحت السردية الاسرائيلية في إظهار كل قيادات المقاومة في فلسطين وعلى رأسهم يحي السنوار في ثوب القيادات الآمنة خلف خطوط الفصائل والأسرى، فإنها نجحت من حيث لا تعلم في تسليط الضوء على بطولة السنوار الزعيم العسكري والسياسي المشتبك والذي يتقاسم الميدان مع رجاله.
حتى الصور التي نشرها الكيان حول متعلقات يحي السنوار لم تظهره سوى في مظهر المقاوم الملثم الذي ترك خلفه مسبحته وسلاحه ليتحول إلى زعيم ملهم لا يمكنه إلا أن يزيد المقاومة ثباتا وإستقرارا على خيار البندقية.
صور الكيان صححت نظرة العالم لقيادات المقاومة لتخلق في المخيال الشعبي تأكيداً إضافيا على بطولة السنوار التي سيخلفها أبطال كثر من بعده بل ونجحت في إجهاض آمال نتانياهو في إفتكاك بطولة الحرب كما وعد وكما رسم لها من خطط وأهداف.
السنوار في كل المآلات إفتكّ البطولة حياً ومازال يفعل إلى حين تأكيد مصيره الذي لن يتأخر أكثر.
#صبري_الرابحي (هاشتاغ)
Sabry_Al-rabhy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟