ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 16:19
المحور:
القضية الفلسطينية
الفضائيات الناطقة بالعربية تقوم بتطبيع مع العدو أخطر من التطبيع السياسي الرسمي،إنه التطبيع الإعلامي والنفسي ومن خلاله السماح للعدو بالوصول لكل بيت عربي والتغلغل في الوعي والثقافة العربية وهو ما عجز عن تحقيقه العدو طوال أكثر من ٤٥ عاما من التطبيع الرسمي.
فهذه الفضائيات باتت بمثابة القوة الناعمة في خدمة الاحتلال في نشر الخطاب الصهيوني وتشتيت وعي الجمهور العربي وتشويهه تحت عنوان الموضوعية والحيادية في نقل الخبر.
بالرغم مما يبدو من فروق بين تغطية قناة الجزيرة والعربي من جانب وقنوات العربية والحدث وسكاي نيوز وBBC من جانب آخر إلا أن بينهم توزيع أدوار في التضليل وتشويه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ويلعب مراسلو هذه الفضائيات وضيوفها دورا مكلفين به في نقل المشاهد وإجراء المقابلات وتقديم تحليلات بما يتناسب مع الدور الذي تقوم به الفضائية. ،بعض هذه الفضائيات يضخم من قدرات المقاومة وخصوصا حماس ويتحدث عن البطولات والشهداء وكأن حماس على وشك الانتصار على إسرائيل وفي،نفس الوقت تنقل مظاهر الدمار وجثث الشهداء ومعاناة المرضى ومشاهد طوابير الجياع ،وتنقل صور جيش الاحتلال وهو يدمر قطاع غزة ويقضي على غالبية قدرات حماس العسكرية وينفذ مخططاته الاستراتيجية في الضفة والقدس بل ويتهيء للعودة للاستيطان في غزة،هذا النهج الإعلامي يشتت الوعي ولا يعرف المشاهد إن كان ما يجري يبشر بالنصر أو ينذر بهزيمة، وقد سبق للدكتور فضل عاشور أستاذ علم النفس وكتب عن هذه الظاهرة.
وفضائيات أخرى تقلل من شأن المقاومة وتصف قادة المقاومة بالارهابيين والشهداء بالقتلى وتبث برامج عن حياة اليهود ومعاناتهم مع الهولوكست ولا يخفي مقدموا البرامج والضيوف حقدهم على المقاومة وعلى الفلسطينيين عموما ،وكلها تفبرك من خلال مراسليها مقاطع فيديو بعيدة عن الواقع والحقيقة.
أما ضيوف هذه الفضائيات فيتم اختيارهم بعناية ليتحدثوا حسب توجهات الفضائية ومن يستمع لهم من الجمهور العربي لا يعرف من يصدق وأين الحقيقة؟ وفي نفس الوقت تُشرع هذه الفضائيات أبوابها لقادة الاحتلال والمتحدثين باسم الجيش والمحللين السياسيين الصهاينة والأمريكيين وكلهم يتحدثون بنفس الخطاب والتوجه.
فهل سأل الضيوف العرب في كل الفضائيات أنفسهم عن دورهم في خدمة القضية الفلسطينية وتوعية الرأي العام العربي واستنهاض الهمم العربية لمواجهة ما يهدد العرب جميعا من خطر المشروع الصهيوني التوسعي،
وخصوصا أن غالبية الضيوف ممن يحملون شهادات جامعية عليا ويعملون في مراكز أبحاث ودراسات في العالم العربي وخارجه ؟
هذه الفضائيات تديرها أجهزة مخابرات واشنطن ولندن والدول القائمة فيها.
[email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟