ماذا لو فاز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟ - اراء ومواقف

بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ
(Abouyasmine Khawla)

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 06:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

تستند هذه الورقة على بعض ما راج في الصحافة على سبيل العرض و الاطلاع ليس إلا
بعد فترة وجيزة، سيتعرف الأميركيون على رئيسهم الجديد. وهذا امر يشغلهم ويشغل الرأي العالم عبر العالم.
فهل سيسترجع دونالد ترامب ولايته الثانية الضائعة أم ستكون منافسته الديمقراطية كامالا هاريس أول امرأة تتولى هذا المنصب بعد انسحاب جو بايدن
الصيف القادم، علما ان معسكرها بأكمله يأمل في ذلك بقوة. وهي ابنة لأب أمريكي من أصل جامايكي وأم هندية من التاميل، ونشأت في كاليفورنيا، وأصبحت مدعية عامة للولاية في عام 2010، ثم تم انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ في عام 2016 قبل أن تصبح نائبة الرئيس في عام 2021.وهي ليست ثرية وثراؤها ليس من عيار خصمها1
-------------------
1 - خلال ثلاث سنوات، بين 2021 و2024، ارتفعت قيمتها من 1 إلى 4.4 مليون دولار.. واليوم، بصفتها نائبة للرئيس، تحصل على 218 ألف دولار (ما يزيد قليلاً عن 200 ألف يورو) شهريًا، حسب مجلة تايم. وإذا تم انتخابها لأعلى منصب، فتحصل على حوالي 400 ألف دولار، أو 370 ألف يورو. وهذا يكفي لجعلها امرأة ثرية، وهو ما لم يكن الحال دائما (خاصة عندما كانت صغيرة)، كما أسرت في مذكراتها في عام 2019. ووفقا لمجلة فوربس- Forbes -، عندما تم تعيينها مدعية عامة في سان فرانسيسكو، فازت بمبلغ 140 ألف دولار سنويا. وارتفع الراتب إلى 200 ألف دولار. لكن انضمامها إلى منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا أدى إلى انخفاض أجرها إلى 159 ألف دولار
--------------------------- -------

هناك أمو ر ظلت الصحافة ترددها
- تعاون أقل، وسياسة هجرة أكثر صرامة، وجهود أقل لصالح المناخ؟
- عدم نسيان محاولات العزل التي استهدفت دونالد ترامب المتهم مرتين بإساءة استخدام السلطة أمام المحاكم الأمريكية. والاعتداء على مبنى الكابيتول في عام 2021 لمنع الانتقال الديمقراطي للسلطة إلى جو بايدن.
-القلق من احتمال عودة دونالد ترامب إلى السلطة. لأنه حسب البعض الذين يتذكرون تصريحاته المهينة بشأن "البلدان القذرة"، في عام 2018، البلدان التي لم يعد دونالد ترامب يرغب في الترحيب بمواطنيها في الولايات المتحدة: "إنه شخص يؤمن قبل كل شيء بالانعزالية، وهو ينظر أولاً إلى الداخل ولا يعتمد على التعددية.
وبهذا الخصوص يرى دانييل سيلك، عالم السياسة في جنوب أفريقيا، أن الولايات المتحدة لا يزال يتعين عليها مواجهة صعود الصين وروسيا والقوى الاقتصادية الأخرى بعد الانتخابات الرئاسية. وما مهما كانت نتيجة الانتخابات لن يكون خيار آخر سوى الاستمرارية الجيواستراتيجية، أياً كان الفائز في الانتخابات، وأياً كان خطاب المرشح دونالد ترامب عن «أميركا أولاً
أما بالنسبة لتشارلز مارتن شيلدز- Charles Martin-Shields -، من مركز أبحاث إيدوس في بون- المانيا-، فهو يعتقد أنه إذا فاز، فإن دونالد ترامب سيكون مهتما بالسياسة الداخلية الأمريكية أكثر من غيرها: حماية الحدود مع المكسيك ومكافحة الهجرة. وهناك نقطة أخرى مهمة، بحسب هذا الباحث الأميركي، وهي ظاهرة الاحتباس الحراري، التي لا ينوي دونالد ترامب أن يأخذها بعين الاعتبار في سياسته بعد أن أخرج الولايات المتحدة من اتفاقيات باريس.

ولذلك، يرى تشارلز مارتن شيلدز أن إعادة انتخاب دونالد ترامب ستمثل خطوة إلى الوراء مقارنة برئاسة جو بايدن فيما يتعلق بالمناخ. وأن ذلك سيكون له "عواقب وخيمة على الدول الأفريقية"، أول ضحايا ظاهرة الاحتباس الحراري.

وهل فوز دونالد ترامب ممكن؟
،يبدو- حسب الكثيرين - أن دونالد ترامب لديه فرصة حقيقية للفوزو استعادة فرصته الضائعة. سيما وأن الهوس الذي أعقب تنصيب كامالا هاريس بعد استقالة جو بايدن بدأ ينفد. ويؤكد دونالد ترامب ما يريد نصف الأمريكيين على الأقل سماعه.و يقدم نفسه قائد للقوات المسلحة، قادر على الإمساك بزمام القيادة بثبات في مواجهة جميع التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه أمريكا القوة العالمية الرائدة. “هل يمكنك أن تتخيل كامالا هاريس تواجه فلاديمير بوتين أو شي جين بينغ؟ » يصرويكرر دونالد ترامب في اجتماعاته وهذا الخطاب الرجولي للغاية يحمله ترامب باستمرار.
بالنظر لما سبق يبدو بالرغم من كل شيء أن دونالد ترامب لديه فرصة حقيقية للفوزو يتعض عليها بنواجده.
لكن هل تستطيع كامالا هاريس الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام دونالد ترامب هذا؟
دخلت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض، المرحلة الرئيسية من الحملة التي تم تنفيذها خطوة بخطوة ضد دونالد ترامب. إنها سياسة ذكية، فهي اعتمدت زرع الغموض. ولكن هل ستكون قادرة على إثارة حماسة الناخبين مثل باراك أوباما من قبلها؟
قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، قد يتساءل سائل: كيف ستبدو الولاية الثانية والتي سبقت أن لدونالد ترامب بعد أن ضاعت منه؟ مجلة "تايم" الأميركية، التي أجرى الرئيس الأميركي الأسبق مقابلتين معها، عنونت عددها: "لو فاز". في أعمدة هذه المجلة، لا وجود لبرنامج بالمعنى الدقيق للكلمة، ولكن بعض الأفكار.
. . . . يخطط دونالد ترامب على وجه الخصوص لترحيل جميع المهاجرين، لإجراء أكبر عملية في التاريخ، لأنهم، كما يقول، "جميعهم مجرمون أو أشخاص تم إطلاق سراحهم من مستشفيات الأمراض النفسية". وللقيام بذلك، فهو لا يعارض إنشاء مخيمات كبيرة للمهاجرين يراقبها الجيش.
. . . . كما يريد فرض رسوم جمركية على كل ما يدخل إلى الولايات المتحدة: 10% على ما يصل من أوروبا، و60% على الصين، وحتى 100% على الهند. ويجيب أحد الصحفيين أن هذا سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وبالتالي التضخم.
و بشأن الإجهاض: يذكر دونالد ترامب عشرات المرات أن الأمر متروك للولايات لاتخاذ القرار على أساس كل حالة على حدة، لكنه لا يعارض حقيقة أن هذه الولايات يمكنها مراقبة حمل النساء للتأكد من عدم حدوث ذلك
من جهة أخرى تم تغريم دونالد ترامب 9000 دولار بتهمة الازدراء أثناء امحاكمته وكان غاضبا بشكل خاص خلال الجلسة الأخيرة، مما دفع قاضي نيويورك إلى معاقبته بسبب موقفه على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي منتصف محاكمة جنائية في مانهاتن، تم تغريم دونالد ترامب للتو 9000 دولار بتهمة الازدراء. هذا ما أمر به قاضي نيويورك يوم الثلاثاء 30 أبريل أثناء ترؤسه جلسة الاستماع، حيث منح لدونالد ترامب ساعتين إضافيتين لإزالة حوالي عشر رسائل تعتبر مسيئة من موقع حملته على الإنترنت. حتى أن القاضي ذهب إلى حد تهديده بالسجن إذا لم يمتثل لأوامره. وفي قاعة المحكمة، نام دونالد ترامب في عدة مناسبات، على الرغم من المخاطر التاريخية لهذه المحاكمة. كما أنه ضرب قدميه، محبطًا من محاميه الرئيسي، تود بلانش، الذي لم يكن عدوانيًا بما يكفي لإرضائه. وبدا آنذاك كأن استراتيجيته المتمثلة في استخدام جلسات الاستماع كغرفة انتظار لحملته للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، بدأت تفشل.
وحسب يانيك ميرور- Yannick Mireur ، المتخصص في شؤون الولايات المتحدة والقضايا الدولية، فإن "احتمال انتخاب ترامب خطير للغاية"، خاصة "في سياق الاستقطاب المستمر والمكثف داخل المجتمع الأمريكي وبين الناخبين الأمريكيين". وهو الوضع الذي يجعل برنامج دونالد ترامب "ثانويا"، بحسب الخبير. ويصر على أن "الأحداث المكثفة للغاية على المستوى الدولي كافية لتغذية خطابها العام وضجيجها وأجهزة الإعلام، بما في ذلك الأخبار المزيفة". ومن شأن إعادة انتخابه أن تمنح دونالد ترامب الفرصة "لتعلم دروس ولايته الأولى" و"أن يكون أكثر انتقاما، بل وأكثر ترامبية- نسبة لترامب- مما كان عليه عندما نجح سابقا وقاد الولايات المتحدة".
"لا شيء يمنعه أويثنيه"

فما يقلق يانيك ميرور- Yannick Mireur - الذي يشير إلى أن دونالد ترامب أعلن رغبته في أن يكون أكثر حسما "في القضايا الداخلية" وأن يكون أكثر عدائية "لجزء من الخدمة العامة والهياكل الفيدرالية الأمريكية"، وهو ما "يخون روح الدستور"، حسب يانيك ميرور "هناك خطر من أن يكون ترامب أكثر تلاعبًا واستبدادًا في ممارسة رئاسته، إذا تم انتخابه للمرة الثانية، حتى يتمكن من إزالة القوى المضادة الكلاسيكية التي يقبلها الجميع في تطبيق حكم القانون". "، ويؤكد، مذكراً بدور رئيس الدولة الأمريكية السابق "أثناء الهجوم على مبنى الكابيتول من قبل جزء من السكان في 6 يناير 2021. وهو الحدث الذي "حرض عليه" وجعل يانيك ميرور يقول إنه "لا شيء يمكن أن يثنيه على نيل ما يرغبه".
إن كامالا هاريس "لن تنهي الحمائية الأمريكية إذا هُزم دونالد ترامب"
كامالا هاريس تدعو رسميًا إلى التجارة الحرة المتوازنة. ولكن في الواقع، يلجأ الديمقراطيون أيضًا إلى الحمائية، حتى لو كانت الطريقة أكثر دقة مما كانت عليه مع دونالد ترامب، كما يقول القاضي ويليام جيرلاش، نائب رئيس إدارة الحسابات الدولية
فالانتخابات الرئاسية الأمريكية تقترب بسرعة. وفي حالة فوزه، سيواصل دونالد ترامب سياسة الحماية التي وضعها منذ عام 2017. وهو لا يخفي هذا. ولكن سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن انتصار كامالا هاريس يعني التراجع في هذا الموضوع. والواقع في واشنطن هو أن الحزبين الرئيسيين في الطيف السياسي الأميركي يتفقان على مبدأ الحماية. إلا أنهم يختلفون حول تنفيذها وتفسيرها…

فلم تتراجع قط إدارة بايدن عن الإجراءات الحمائية المتخذة تجاه الصين. بل غنها أنها عززت هذا النهج. ويخضع نحو ثلث دول العالم حاليًا لإجراءات حمائية وعقوبات اقتصادية من الولايات المتحدة. وترتفع هذه النسبة إلى 60% في البلدان المنخفضة الدخل. إنه رقم قياسي. وقد حدث هذا في ظل إدارة ديمقراطية، وليس في ظل إدارة جمهوريين.
تدعو كامالا هاريس رسميًا إلى التجارة الحرة المتوازنة، لكن الواقع مختلف
رسميا، فكامالا هاريس تدعو إلى التجارة الحرة المتوازنة. وأثناء توليها منصب نائب الرئيس، أبدت مرارًا وتكرارًا قربها من مدير منظمة التجارة العالمية ورغبتها في العمل مع المؤسسة. ومن عجيب المفارقات أن الولايات المتحدة تعمل الآن على منع تعيين قضاة في هيئة تسوية المنازعات، المسؤولة عن ضمان احترام قواعد التجارة الحرة. ومن خلال القيام بذلك، فإنهم يمنعون حسن سير عمل منظمة التجارة العالمية. إذا تم انتخابها، ماذا ستكون سياسة كامالا هاريس فيما يتعلق بالتجارة الحرة؟ وحتى لو اختلفت وسائل تنفيذ تدابير الحماية بين الجمهوريين والديمقراطيين، فإن النتيجة واحدة: سواء مع كامالا هاريس أو دونالد ترامب، فإن الحماية الأمريكية لازال أمامها أمامها مستقبل مشرق.

#بوياسمين_خولى (هاشتاغ)       Abouyasmine_Khawla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات