أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - طلبة العراق يواجهون أشكال الامتهان والابتزاز والتمييز















المزيد.....

طلبة العراق يواجهون أشكال الامتهان والابتزاز والتمييز


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 21:56
المحور: حقوق الانسان
    


من عاش حياته الطلابية عضوا بمدرسة كاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية فقد حظي بفرصة كبرى للتعلّم والاستزادة بما يمنحه بناء الشخصية الإنسانية الناضجة بجانب شخصيته العلمية بمدرسته وجامعته.. وبالتأكيد ما أخطه اليوم هو بعض ما أكدته التجاريب ودروسها في الاتحاد وفي الحياة العامة وهي الأدوات في قراءة واقعنا بحانب أدوات معرفية فكرية أصيلة للتحليل والاستنتاج وتكوين الرؤى والبدائل أو الحلول لما يجابهنا.. اليوم أكتب مجددا بروح تضامني مع طلبتنا في الوطن والمهجر ولعل ما اختزنته من عمر وسنواته ساعدني للقراءة والتحليل لكنه أيضا بات بضغوطه يدفعني لانفعالات ومشاعر تبكي الصخر عندما يشاهد شكاوى اللواتي والذين يخرجون للاحتجاج السلمي ولا يجابهون سوى الإهمال والتنكر من طرف مسؤولين.. لكنهن ولكنهم ليسوا لوحدهم في الميدان فمعا وسويا ومثلما انطلق مؤتمر السباع العام 1948 بحراسسة الشغيلة فهؤلاء الأبناء لن نتخلى عنهم فهم قطعة منا مثلما الأبناء البيولوجيين هم الأبناء لنا ولجيلنا الذي يرفض الصمت وها هو يتحرك لا احتجاجا سلبيا بل حراكا سلميا موضوعيا ضاغطا فاعلا مؤثرا حتما
***

ملايين من أبناء العراق، ينتظمون في الفصول الدراسية من التعليم الابتدائي الأساس مرورا بالثانوي العام وليس انتهاء بالجامعي الأولي في العبور نحو الدراسات العليا.. تلك الملايين تجابه معاناة مركبة معقدة..

أولها الخلل البنيوي في قدرات الاستيعاب بالحجم المتاح من المباني والهيآت التربوية التعليمية والتدريسية دع عنكم تهالك المتاح من المباني وحجم القصور في مرافقها والاضطرار لنظم الدوام المزدوج أو الثلاثي.. هذا بجانب الاكتظاظ في الفصول أو حتى ظاهرة الفصول الدراسية في الهواء الطلق أو الجارية بأكواخ لا تمتلك أبسط مقومات السلامة والأمان…والخلل يتجه نحو أشكال استغلال وابتزاز مختلفة بين أجور دراسية وبين تدريس خارجي خاص للتقوية ولاستيعاب ما لا تستطيع المدارس المهملة أن تقدمه للطلبة هذا غير التنافس السلبي الذي تفرضه أساليب الأداء في أجواء محمومة لتسريب الأسئلة الامتحانية ولأشكال الفساد الأخرى ليس أكثرها جرحا وامتهانا تفشي المخدرات والتنمر والتسرب من المدارس والتمييز بين الطلبة على أسس حزبية مغلفة بأستار التدين والمذهبية فيما هي لتمرير عناصر فاشلة أو لا تمتلك الكفاءة العلمية على حساب المجتهدات والمجتهدين..

لينتقل الطالب من السادس الإعدادي إلى الدراسة الجامعية التي لم تعد تفِي بقدرات استقبال طلبة المدارس لا من جهة عدد الجامعات والمعاهد ولا من جهة حجم الاستيعاب الكلي للكليات والأقسام العلمية المتنوعة.. دع عنكم استراتيجيات ملاءمة تلك المؤسسة مع حاجة السوق وظروفه بقصد مطالب المجتمع ومسارات افتراضية لتنميته ومعالجة أسئلته ومطالبه..

الكارثة هنا نهج ترحيل آلاف الطلبة إلى خارج البلاد وحصرا بإيران استغلالا لبدائل كشفت الوقائع عن زيف ما اختارته مع وجود طلبة باتجاه بلدان عربية وغيرها ولكن للتعمية على الفعل الأساس بدفع أموال للجارة المدللة عبر بوابة أخرى وبالدولار.

ويمكنني الإشارة إلى الطالبات والطلاب ممن تظاهر أمام الوزارة وأعلنوها بالصوت العالي أن اتفاق الوزارة معهم بشأن الدراسة لسنة في إيران كان خدعة وعلى الرغم من مطالبة أصوات بينهم وفيهم بأن تتعامل الوزارة مع القضية بالرأفة والأبوية إلا أن الأصوات فضحت كثيرا مما اُرتُكب بحقهن وحقهم من تضييع المستقبل ووضع بخانق يسهل الابتزاز أو بأقل تقدير الخضوع لآلام المعاناة والصدمة والذهول مما نُصِب لهن ولهم من شراك..

لقد تحدثوا عن امتهان الكرامة في إيران وعن الخسائر المادية والنفسية والقيمية هناك وهناك وعن التضييق القسري وإكراههم على أمور سواء خاصة بإشاعة المخدرات وغيرها أو عامة المرتبطة بمعطيات استغلالهم دراسيا ومطالبتهم بدفع الأموال بالدولار بصورة مضافة أو مضاعفة..

القضية كانت منظمات ديموقراطية مهنية للطلبة سجلت موقفا منها مثل:

الفارق في الأداء العلمي بين جامعات حكومية وأخرى أهلية حيث غياب المتابعة والإشراف التخصصي الفعلي على مجموع المؤسسات والكليات الأهلية.
طرد الطلبة من القاعات الامتحانية لـ((عدم تسديدهم)) الأجور أو الأقساط الدراسية للتعليم الموازي والمسائي والأهلي وربما لأي موقف مبيت تم تمرير عدم الالتزام بتوصيات الوزارة بالخصوص!
تفاقم ممارسات التضييق والتمييز التي طاولت طلبة الأقليات الدينية في الجامعات التي تتزايد يوما فآخر بل بات بعضها يُراد له أن يمرَّر بصورة (قانونية) عبر منح الطالب المسلم إعفاء (مسبّباً) من الأجور الدراسية ما يثير مزيد حساسية وشعور بالغبن والتمييز المتفاقم أصلا..
ولابد هنا من التذكير بأن الطالب يتعرض للقمع والتمييز بالسماح للطقوس السياسية الطائفية بحرية الممارسة بكل فعالياتها فيما يتم حجب حرية التعبير عن أبسط ممارسة سواء بمحاولة تقويم أداء أو تقديم انتقاد موضوعي يحظى بالسلامة أو حتى في اختيار توجه فكري في الأداء العلمي للأطاريح والرسائل والبحوث العلمية..
وفي استضعاف الطلبة نجد ظاهرة استغلالية بشعة تُرتكب بحق الطالبات من طرف النافذين في الإدارة من عمداء ورؤساء أقسام بالتحرش الجنسي الصريح بهنّ..
وغير هذا وذاك تغطي الجامعات على الحقائق بإطلاق التصريحات غير الصحيحة أو غير الدقيقة معلنة دخولها ترتيبا عالميا أو إقليميا فيما الخلل جوهري نوعي وبنيوي عميق الغور في النهج العام حيث الفشل بربط الجامعة بالمجتمع وحيث الفشل في ميادين البحث العلمي وحيث الفشل في الأداء واختيار دروب تعليم وتدريس بلا كفاءة..
وليس آخر ذلك أن اتحاد الطلبة العام الأعرق تأسيسا وكفاحا ومبادئ عمل؛ قد تم حظره بادعاءات برهنت الأيام خطلها مقابل ما كشفته من فضائح نهج تفشت به الثغرات والعيوب
وبالعودة إلى مشكلات القبول المركزي وما اتسم به من نتائج لا نجد أن ما أُعلن عنه من افتتاح جامعات وكليات وأقسام بالعشرات لم يتحقق فعليا بل أن ما يُفترض تحققه لم يمتلك أسس افتتاحه وحتى تلك الأعداد لم ترتقِ لمستوى استيعاب مئات آلاف الطلبة من خريجي المدارس ولا فرص توزيعهم العادل بوجود تعدد بالقنوات والمستويات التي تقرأ وسائل القبول أو تختلق تمييزا بالدرجات المضافة لهذا السبب أو ذاك؛ وهي درجات تختلق بالوضع العراقي الراهن تمييزا وفروقا خطيرة جاءت على حساب طلبة البلاد من أبناء الطبقات الفقيرة المعدمة على الرغم من تميزهم ولحساب آخرين مُنِحوا أفضلية بلا أحقية في الغالب..

وبشأن زاوية نظر تخص القبول في الكلبات الطبية وربما الهندسية أيضا وذلك الحجم الكبير في الأولى منهما نرى أن ذلك لا يقرأ بصورة موضوعية دقيقة ما يناسب ذاك القرار وبالحقيقة هناك حاجة ماسة لتغيير استراتيجيات الحكومة والدولة وطريق البناء والتنمية وتغيير الأمور بنيويا بمستوى البنى التحتية وظروف العمل فيها كيما تكون هناك استراتيجية مناسبة في مسارات التعليم..

إننا اليوم بحاجة إلى مراجعة شاملة ليس بمستوى المدرسة والجامعة ونهجهما المخترق بكل الثغرات وأشكال القصور بل وفي إطار مسار الدولة وخياراتها بعد أن ضاع من الزمن ما يزيد على العقدين..

فلنتحرك معا وسويا في حركة تضامنية وطيدة قوية مع أبنائنا طلبتنا وما يتعرضون له من أزمات وأشكال تضييق لأن ذلك يأتي بإطار الحراك الشعبي العام من أجل خيارات البناء والتنمية والوقوف الثابت بوجه الخروق والانتهاكات..

أعمق التضامن معكنّ ومعكم طلبة العلم وبناء العقل والشخصية القادرة على مجابهة مطالب العصر والحداثة ومطالب ما فات العراق من زمن وما اُختُلِق بوجهه من تحديات..

كلمة موجزة
برجاء متابعة المشاهد التي تنقل لكم التظاهرات الاحتجاجية المطلبية للطلبة وللخريجين ولمستويات التعليم والتدريس ولظروف الانتهاكات والاعتداءات ولجرائم التحرش وابتزاز بناتنا في جامعات وكليات ولآلاف يرسلونهن ويرسلوهم إلى أصقاعٍ نائية بعيدا عن الأهل ولآخرين في محاجر يريدوننا تسميتها بالمدارس ولغيرهن وغيرهم ممن يُستدرجون للمخدرات أو لغيرها ولكل الثغرات التي تُنقل و-أو التي لا يسمح بنقلها والحديث محظور عنها… فلنتابع ونرصد ولتتحرك الأفئدة والضمائر ولنتضامن ونوحد الصفوف بخاصة عندما يكون الأمر مما يخص الأبناء، بلى الأبناء ليسوا مجرد فلذات أكبادنا بل أوجاعنا وهمومنا أحزاننا وأفراحنا وكل وجودنا اليوم… فلنؤدّ بعض واجباتنا من أجل مستقبل أفضل لهم

* عضو سابق في اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين ثرواته وأسباب إفقار شعبه!؟
- ما هي التأثيرات المتبادلة بين الانتخابات الكوردستانية والبيئ ...
- كوردستان تنتخب فليعلو صوت الديموقراطية بأروع التزام باللوائح ...
- كل التضامن مع شعب لبنان مع كامل الجهود لوقف الحرب ومعالجة آث ...
- دولة المواطنة: هل هي الخلاص لبلدان الشرق الأوسط؟
- قرارات تجحف بحق الطلبة وتثير الالتباس وتهدد مستقبلهم
- الثقافة والقانون وأسس الارتباط البنيوي العضوي بينهما
- هل يصح أن تلغي الأغلبية الحزبية الأغلبية الديموغرافية وتصادر ...
- بمناسبة يوم النخلة العراقية في14 آب أغسطس
- على مشارف العقد العاشرمن عمر الصحافة اليسارية في العراق
- لماذا نريد يوما عربيا للإبداع والابتكار؟
- الإبداع والابتكار الأخضر ودوره في حركة التقدم عالمياً
- في اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص ما استعداداتنا لمج ...
- اليوم العالمي للعدالة الدولية وما يُرتكب من جرائم بحق شعوب ا ...
- الرابع عشر من تموز ورمزية إحياء الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهور ...
- نداء من أجل اللقاء الوطني في الذكرى 66 ليوم الجمهورية العراق ...
- تجاريب إيجابية للتحالفات الديموقراطية ونقلها المشوه لظروف مغ ...
- الابداع والابتكار ومهام تبني مسيرة التنمية والتقدم بمجتمعاتن ...
- بشأن 14 تموز وقرار تعديل متداول للعطلات الرسمية لاعتماد المن ...
- العلاقات الروسية الأمريكية بين الأحادية القطبية وهيمنتها وال ...


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - طلبة العراق يواجهون أشكال الامتهان والابتزاز والتمييز