أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - اكرم حسين - انقسام الأحزاب الكردية في سوريا بين التحديات ، ومسؤولية القيادات....!














المزيد.....


انقسام الأحزاب الكردية في سوريا بين التحديات ، ومسؤولية القيادات....!


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 12:13
المحور: القضية الكردية
    


منذ انقسام الحزب الكردي الاول في سوريا إلى جناحين عام ١٩٦٥، حيث باتت تعرف بـ "اليمين" و"اليسار" ، والأحزاب الكردية في سوريا تعيش حالة من التصدع والانقسام المستمرين ، وبين الفينة والاخرى يطفو هذا الموضوع إلى السطح ، و تتذمر الاصوات ، وتعلو المطالبة بالوحدة ورأب الصدع ، لكن لو دققنا النظر في الذين يذرفون الدموع على هذا الواقع المرير ، تجدهم هم أنفسهم السبب في الوصول إلى هذه المآلات ، ولا زال البعض منهم يشغل مواقع المسؤولية في بعض من هذه الأحزاب، و يدعو الى الوحدة او يقود مساعيها ؟والسؤال الذي يحرق اللسان هنا: هل هذه الدعوات حقيقية أم أنها محاولات غير جدية لاستغلال مشاعرالجماهير الشعبية والضحك على لحاها ؟
من أبرز التحديات التي تواجه الطموحات السياسية للشعب الكردي في سوريا هي انقسام الأحزاب الكردية ، وطبيعة الانظمة الاستبدادية والشوفينية . هذا الانقسام ليس وليد اللحظة كما أسلفنا ، بل هو نتاج لتراكمات سياسية وفكرية واجتماعية على مر السنين . ففي الوقت الذي عانت فيه سوريا من اضطرابات وحروب أهلية متواصلة منذ عام 2011، لم تستطع الأحزاب الكردية أن تلعب دوراً موحداً لمصلحة الشعب الكردي وقضايا الحريات والديمقراطية . وتقود العمل المعارض في سوريا لاعتبارات عديدة ...! لكن ما حدث هو العكس من ذلك . حيث تفاقمت الخلافات والانقسامات بين هذه الأحزاب، مما أضعف موقفها السياسي وأضاع العديد من الفرص المتاحة للعب هذا الدور الريادي وتحقيق مكاسب ملموسة للكرد.
من الواضح للعيان أن العديد من القيادات الكردية التي تتحدث بشكل دائم ومستمر عن ضرورة الوحدة وإنهاء الانقسام داخل الصف الكردي ، هي نفسها التي تعرقل ، بشكل أو بآخر، تلك الجهود. هذه القيادات تتحدث بلسان الواعظين وتنأى بنفسها . لكن عند اتخاذ القرارات أو الدخول في الصراعات ، تبرز الاعتبارات الشخصية والمصالح الحزبية باعتبارها العامل الحاسم في هذا المجال ، وكأن الدعوات والشعارات التي تطلق في المناسبات والتصريحات الإعلامية ليست سوى وسيلة لكسب العواطف والتعاطف الشعبي، وهي في الواقع بعيدة كل البعد عن الجدية.
فكلما دعت الحاجة إلى توحيد الصف الكردي، نجد أن بعض القيادات تضع شروطاً تعجيزية، أو تتبنى مواقف عدائية تجاه الأطراف الأخرى التي لا تتفق معها في الرؤية السياسية والتنظيمية ، والمثير للسخرية أن هذه القيادات تستغل الانقسامات كوسيلة لتبرير عجزها عن تحقيق إنجازات فعلية على الأرض، فتجدها تتهم الأطراف الأخرى بالتعنت وعرقلة الوحدة، في حين أن العوامل الحقيقية غالباً ما تكمن في المصالح الشخصية لهذه القيادات.
وفي هذا السياق لا يمكن إغفال دور النظام السوري و بعض القوى الإقليمية في تعميق الانقسامات بين الأحزاب الكردية. فكل قوة تسعى إلى تحقيق مصالحها من خلال دعم طرف معين ضد طرف آخر. هذا التوظيف السياسي للانقسام لا يخدم سوى مصالح تلك القوى، ويضر بالقضية الكردية في مجملها. إلا أن القيادات الكردية، بدلاً من أن تكون على وعي بهذه المخاطر، تستمر في اللعب على نفس الوتر، مما يزيد من تعقيد الوضع.
إن النتيجة الحتمية لهذا النهج هو إضعاف الموقف التفاوضي للكرد في أي عملية سياسية مستقبلية في سوريا. فكلما زاد الانقسام، زادت الصعوبة في تحقيق أي شكل من أشكال التوافق السياسي الداخلي بين الكرد أو مع الأطراف السورية الأخرى ، وهذه الحقيقة يدركها الجميع، بما في ذلك من يساهمون في الانقسام.
من الضرورة بمكان ، التمييز بين الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الانقسامات ، وبين الأعذار التي تطرحها القيادات لتبرير عجزها عن تحقيق الوحدة .
في الواقع، المشكلة ليست في الانقسامات الحزبية بحد ذاتها، بل في غياب الإرادة السياسية لتحقيق الوحدة. لو كانت هناك إرادة حقيقية، لوجدت الأطراف المختلفة سبيلاً للوصول إلى حلول وسطية تحقق الحد الأدنى من التوافق. لكن ما يحدث هو أن كل حزب يفضل الحفاظ على مصالحه الخاصة، حتى لو كان ذلك على حساب القضية الكردية ككل....!
عندما تعجز القيادات عن تقديم مشاريع وطنية متكاملة أو رؤى سياسية واضحة، تجدها تلجأ إلى التباكي على الوحدة ، وهذا ما يجعل بعض الأطراف تستمر في الحديث عن الوحدة دون أن تقدم على أية خطوات عملية لتحقيقها. وبالتالي يصبح الحديث عن الوحدة في هذه الحالة بمثابة الشماعة التي تعلق عليها كل إخفاقات القيادات الكردية.
الوحدة الحقيقية لا تأتي بالكلمات والشعارات، بل بالأفعال ، ولكي نرى تغيراً فعلياً على أرض الواقع، لا بد أن تبادر القيادات الحزبية الى تحمل مسؤولياتها في تحقيق الوحدة ، لأنها تتطلب تنازلات مؤلمة من جميع الأطراف والأشخاص ، لتجاوز العقبات . وهذا لا يعني التنازل عن المبادئ والقيم السامية ، بل إدراك أن القضية الكردية أكبر من أي شخص أو حزب أو منصب . فإذا لم تستطع القيادات الحالية أن تدرك هذه الحقيقة، فإن الحديث عن الوحدة سيظل مجرد كلام فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع....!
في النهاية، على القيادات الكردية أن تدرك أن الشعب الكردي في سوريا يستحق قيادات قادرة على تجاوز خلافاتها وتحقيق تطلعاته. فالسير على نفس النهج الحالي، سيكون مزيداً من التشتت والضعف، وسيظل الشعب الكردي يدفع ثمن هذه الانقسامات والخلافات .....!



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي ما يحصل في المنطقة...؟
- الأزمة السياسية في سوريا: صراعات متفاقمة وحلول ممكن
- صلاحية الكفاح المسلح في انتزاع الحقوق وبناء الدول..؟
- كيف يمكن الحدّ من الانشقاقات في الأحزاب الكردية في سوريا ؟
- الحوار والتفاوض: مفاهيم أساسية
- الأحزاب الكردية في سوريا : ازمة القيادة ، وتحديات التأثير .. ...
- الشعارات الرنانة وحق تقرير المصير: نظرة موضوعية
- شخصية الكردي السوري ...
- الفكر السياسي الكردي في سوريا تطوراته وتحدياته
- الأحزاب الكردية في سوريا ، أسباب التراجع ومعالم الواقع؟
- الهوية والمواطنة: مفاهيم مترابطة وتحديات محتملة...؟
- الوجود الكردي في سوريا ،تصحيح المفاهيم وتحديات الحقوق ..!
- الفكر المتأرّجح في القضية الكردية : بينَ الواقعِ والأوهامِ ا ...
- فلسفة الكردايتي
- أهمية التعاون مع القوى الديمقراطية في تحقيق حقوق الكرد السور ...
- أهمية الحوار الكردي ، ومأزق النقد الإعلامي ؟
- ضرورات الحوار الكردي في سوريا وأهميته: نحو توافق وشراكة فعّا ...
- جدلُ الداخل/الخارج ،عَوْدٌ على بِدِءٍ...!
- عن ثنائية الداخل /الخارج في الحركة الكردية السورية ؟
- تحديات المجلس الوطني الكوردي في سوريا: بين النقد البناء والع ...


المزيد.....




- هيئة الأسرى: إسرائيل تُفرج عن 90 فلسطينيا السبت ضمن اتفاق وق ...
- الأونروا تحذر من تاثير الوقف القسري لعملها في فلسطين المحتلة ...
- تفاصيل عملية اعتقال قتلة محمد باقر الصدر وشقيقته
- مئات المصريين يتظاهرون على حدود غزة رفضاً لتهجير الفلسطينيين ...
- الإعلان عن عدد الأسرى الفلسطينيين المحررين منذ بدء تنفيذ اتف ...
- اعتقال العميد عاطف نجيب ابن خالة الأسد
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا ترفض قانونا إسرائيليا يحظر الأونروا ...
- الأمن السوري: اعتقال رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا ع ...
- مشروع في تونس لـ -إعادة تأهيل السلاحف البحرية- تدعمه الأمم ا ...
- مصلحة السجون الإسرائيلية توزع -أساور تذكارية- على الأسرى الف ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - اكرم حسين - انقسام الأحزاب الكردية في سوريا بين التحديات ، ومسؤولية القيادات....!