سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 09:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مر نظام الملالي خلال العقود والاعوام السابقة بالعديد من المراحل الصعبة والحساسة وحتى إنه قد کان في بعض منها مهددا بالانهيار والسقوط، ولکن ولأن النظام تدارك الاوضاع کما إن الفترة الزمنية لتلك المراحل أيضا لم تکن طويلة بالصورة المناسبة، لکن لايبدو إن أي من المراحل الصعبة السابقة بإمکانها أن تصل من حيث صعوبتها وخطورتها وحساسيتها الى المرحلة الحالية التي يمر بها هذا النظام.
آثار وتداعيات تدخلات هذا النظام في المنطقة وإثارته للحروب والازمات فيها وسعيه لإستخدام وکلائه کوسيلة وعمال لإبتزاز بلدان المنطقة والعالم، قد إنعکست بصورة بالغة السلبية على نظام الملالي ولاسيما بعد أن تلقى ضربات يمکن وصفها بالاستراتيجية من حيث قوة تأثيرها عليه من جراء ما قد تعرضت له حرکة حماس المقربة منه وحزب حسن نصرالله التابع له، وحالة الحيرة والخوف والتخبط التي صارت تسيطر على النظام.
داخليا، فإن الشعب الايراني وهو يتابع عن کثب الاحداث والتطورات ويرى بأم عينيه أين وصل الحال بهذا النظام من جراء تدخلاته في المنطقة وتصديره للإرهاب وکيف إنه قد وضع البلاد على مشارف حرب ومواجهة ليست في صالح إيران والشعب الايراني إطلاقا، في وقت کانت المقاومة الايرانية قد حذرت سابقا من النتائج الکارثية للتدخلات وتصدير الارهاب والى أي منعطف خطير يمکن أن يٶدي وحتى طالبت بإلحاح بلدان المنطقة والعالم بالتصدي للنظام الايراني وعدم السماح له باللعب بالنار ودعم نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام، وإن الشعب يرى بأن هذا النظام لوحده من يتحمل آثار وتبعات سياساته المشبوهة ولايکون ذلك إلا برحيله عن الحکم.
دوليا، فإن العالم کله صار يعلم بأن النهج والسياسات المشبوهة لهذا النظام وعلى مختلف الاصعدة وبکل الاتجاهات، هي التي قادت وتقود المنطقة والعالم الى المزيد والمزيد من التوتر والتعقيد وإندلاع الحروب والمواجهات وبشکل خاص بعد أن لعب دورا مريبا في دفع الاوضاع في غزة الى المنعطف الخطير الحالي، ومن دون أدنى شك فإن النظام الايراني وعلى الرغم مما يزعمه ويدعيه بشأن حرصه على أمن المنطقة وإستقرارها وإنه لايريد أن يدخل في حروب ومواجهات، لکن تصرفاته عکس أقواله الکاذبة والمخادعة وهو کان يسعى دائما من أجل إثارة الحروب بالوکالة لتبقى نيرانها بعيدا عنه ولکنه في مغامرته النزقة الاخيرة في غزة وتداعياتها المدمرة في لبنان والمنطقة لم يعد بإمکانه أن يبقى بعيدا عن النيران التي أشعلها في المنطقة بل ليس شرر هذه النيران وإنما ألسبتها ولهبها ستطاله، وفي کل الاحوال فإن معظم المٶشرات تدل على إن العد التنازلي لنهاية هذا النظام قد بدأت ولاسيما وإن الارضية والاجواء الداخلية أکثر من مناسبة لذلك.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟