أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - الجبهة النسائية ....وإنتاج قيم المواطنة وتكافؤ الفرص















المزيد.....

الجبهة النسائية ....وإنتاج قيم المواطنة وتكافؤ الفرص


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1780 - 2006 / 12 / 30 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم السبت اجتمع نساء ورجال في جمعية نسائية بشمال المغرب، لتقييم يوم عمل شاق، ساهم فيه 10أطباء وخبيرات ومساعدات اجتماعية ومؤطرات للتوعية المدنية. لاستقبال 500 امرأة في حيين شعبيين مهمشين. كل واحد منهما على طرف من المدار الحضري. حي الصومال داخل المدار الحضري. وحي اللوزيين خارج المدار الحضري. كانت المدرسة الابتدائية الرابطة بينهما مركزا لليوم المدني الاجتماعي التوعوي والتضامني.

الجمعية المعنية تتكون من شبكة جهوية في جهة طنجة تطوان، لها ثلاث مراكز بعمالة تطوان (المحنش/طابولة/مرتيل) ومركز بعمالة المضيق ومركز بعمالة شفشاون.

لم يكن من السهل أن تنزل الجمعية جمعية السيدة الحرة بثقلها من المراكز الخمسة مع اللوجستيك الإضافي من ولاية تطوان ووسيلة النقل من جماعة المضيق....لكن النساء المؤطرات وقد نسجن ميكانزمات العمل اليومي الصحي والتعليمي والمهني والتوعوي والاجتماعي....تشربن بنفسية المقهورين في تفاصيل الصراع، في العمل والعائلة والشارع.....

غير أن التصور المتكامل بناء على مرجعيات حقوقية ومناهج عمل وبرامج سنوية وتقارير تقويمية وورشات لتبادل الخبرة وترقية أساليب الممارسة، لم يكن ممكنا لو لم تكن أطر الجمعية مناضلات من أجل المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص. بناء على الجودة في الأداء، التي تتبلور بعمل تصاعدي لولبي، يتفاعل فيه الفرد مع شبكة العلاقات الجمعوية الجماعية....

امتدت العلاقات العامة للجمعية نحو الدار البيضاء وفاس والرباط، وهي عبارة عن طريقة تواصلية الكترونية وعبر شبكة الهواتف والفاكس...والمواقع الاعلانية والاعلامية...ثم تفاعلت العلاقات الأفقية مع الجمعيات الأخرى بناء على حصيلة فوق الأرض، ممتدة في جدول زمني للاشتغال وفي بنية بشرية تصل 40 منصب شغل..تدخل ضمن مفهوم الاقتصاد الاجتماعي الذي يجعل الجمعية النسائية آلة لإنتاج العلاقات الجماعية. تكافح العضوات في المكتب الجهوي وفي المجلس الجهوي والمنسقات والمسؤولات على برامج العمل والمشاريع من أجل أن ينسج العقل العملي عبر الممارسة قيما إضافية تزيد في توضيح الروية والخلاصة للعقل الخالص الفكري...مما يدفع الجمعية إلى تجديد طاقة الاشتغال. وذلك عبر الربط المتواصل بين العمل والنظر...

وهذا الربط يجري أيضا بين المحلي حيث تجلب المستفيدات منظومة أفكارهن حول الحياة والعلاقات والحقوق والواجبات. بينما تأتي المنظمات النسائية الوطنية والدولية، بمنظومة من المفاهيم والمرجعيات الحقوقية...المتفتحة أكثر على مفهوم تمكين النساء، من الوسائل الكريمة للعيش التفكير والتعبير وتدبير العلاقات.

مما يطلق شحنة من الفعالية والعمل المثابر، في سياق إثبات الذات ونفي الفكرة المسبقة عن الدونية كمحتوى متكلس في الذهنية المغربية الموروثة بناء على انتشار التفسير الذكوري الفج للعلاقات الاجتماعية تتنكر لدور الأم والأخت والزوجة والبنت في بناء التراكم المادي للأسرة.

هذه الجدلية الحلزونية التي لا تتكلس عند الهرمية البروقراطية العمودية هي التي تقوي حظوظ التأثير العملي بين النساء في الهامش الواسع لمدينة متوسطة الحجم الديمغرافي قوية التأثير والإشعاع الجغرافي بسبب دورها في تاريخ الحركة الوطنية....

لقد كتبت إحدى الصحف البريطانية عن مدينة تطوان ما مغزاه تحولها إلى مصدر لإنتاج الشباب المتفجر...وأوردت الجريدة البريطانية حججا وحيثيات من مصادر الأمن الاسباني والأمريكي والمغربي، في كل من العراق حاليا وأفغانستان سابقا...

والآن، قد يحسب القارئ حسابا سياسويا فيعتقد أن الاشادة بما سبق ذكره بروباغندا مزيدة ومنقحة...لكن الخلية المكونة في محكمة الاستيناف والنيابة العامة تعرف الدور التضامني وإعادة زرع الثقة الذي تنتجه الجمعية في وقت أصبحت أدوار الأحزاب السياسية لا تزيد عن الدوران في الحلقة المفرغة التي لا تصل في أحسن الأحوال إلى خدمة الوسيلة وهي الصعود إلى مواقع السلطة...بينما يفلت الهدف المطلوب من العمل السياسي وهو تغيير ما بالمجتمع من أوضاع تحث على فقدان الثقة وعلى العزوف من المشاركة المواطنة....

إذا ما صادف أن اطلعت نساء مثقفات وفنانات مبدعات، على سبيل المثال لا الحصر، سامية اقريو أـو لطيفة أحرار، ستؤكد أو تكذب هذه السطور....

في المقابل يمكن التفصيل في مسيرة حي الصومال، الذي أخذ اسمه من أحداث الصومال في بداية التسعينات...لكن السياسيين الذين عملوا على خلق دوائر انتخابية وتدخلوا لتسهيل الاقامة لعمال الشركات الرومانية والبولونية قصد التوفر على البطاقة الوطنية وكذا الاقحام السريع في اللوائح الانتخابية، مقابل مستوى تحت عتبة الفقر من العيش، إذ سارع بعض محترفي الانتخابات لكسب المنافع والمواقع، إلى جلب الماء بالسيتيرنا وراء الجرار يوميا إلى أن مرت انتخابات التسعينات....

هذا الحي جاء من أجل التشويش على برنامج إعادة هيكلة درسة سمسة الممول من طرف الولايات المتحدة بعدما هيأت البلدية الاتحادية في حينه الملف لتوفير الدراسات الكفيلة بتبرير صرف 25 مليون دولار....

ونتيجة للصراع الحزبي في انتخابات التسعينات بقيت المدرسة المنجزة من طرف وزارة التعليم بلا ماء ولا كهرباء بسبب تقاعس الجماعات المنتخبة عن القيام بمسؤولياتها في التسعينات وإلى اليوم.....رغم وجود بعض المنتخبين ذوي الرغبة في تحسين وضعية أبناء وبنات الحيين المهمشين (الصومال واللوزيين)...

إن عمل الجمعيات النسائية لا يبقى هباء منثورا إذا صادف النخب الوطنية المتشربة بالأهداف الراهنة للعمل السياسي والاجتماعي والمدني. والذي يقتضي درجة من الترفع الحزبي ومن الأريحية الوطنية من دعم ركائز جديدة تفضل المواطنة والتحديث....فقد حضي فرع الجمعية بشفشاون بدعم من مؤسسة محمد الخامس للتضامن، إذ تفهمت المستشارة الملكية زوليخة ناصري وكذا الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان بدعم جمعية السيدة الحرة بشفشاون...ولو أن بعض رؤساء المصالح الخارجية لم يتكيفوا بعد على دور النساء القيادي في جبهات اجتماعية ونسائية....

لكن العمل المثابر سواء مع الممولين أو مع اللجنة الأوربية وممثليها في المغرب وكذا الربط الرفيع بين المنتوج المهني الملموس للمرأة من خلال تعريف بالجمعية في مختلف المدن المغربية أو عبر نسج علاقات مع باحثات وباحثين من خلال اشتغال المكتبة وكذا النبش في أدوار المرأة المغربية في المقاومة السياسية ضد الاستعمار سابقا أو في مقاومة ضنك المعيش المادي والرمزي القاهر في كل موقع محافظ ذكوري ماس بكرامة الأمهات والزوجات على حد سواء....

إن عمل الجمعيات النسائية هو المعول الحقيقي الذي يحفر لماء التغيير المنصب من منبع مدونة الأسرة مجراه رغم الصخور في مواقع عديدة حيث توقع الوثائق للزواج أو للطلاق أو للإرث. فما حد جلدك مثل ظفرك....وما بكى لك غير شفرك....



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمتلك العقل السياسي المغربي مفتاح التواصل مع النواة الصلب ...
- هل تكفي الانتخابات الموريطانية والحكم الذاتي المغربي؟
- الاستحقاق المهني بين النصوص واللصوص
- المسألة الترابيةأي رأي للمجتمع في مستقبل القضية؟
- الانتخابات المقبلة هذه الماكيط، فأين الروح؟
- حول الحالة الثقافية التعددية المتشظية الجريحة
- معضلتنا في السياسة الأمنية؟ حالة المغرب
- الإصلاح الدستوري في المغرب: هل يمكن تلقيح الفصل التاسع عشر ب ...
- متفجرات الحقيبة السياسية
- تكريم العقل .....تخصيب لرحم الحرية
- قاتل أعداءك بسلاح الحب
- عقوبة الإعدام بين الترتيب الدولي للمغرب ورسالة فيكتور هيغو ح ...
- من أجل أفق آخر للعلاقات المغربية الجزائرية
- ضعف القدرة التوقعية لدى القيادات الحزبية
- سلوك النخب السياسية موقع اللقاءات الموازية في صناعة الاختيار ...
- بين روحانية رمضان وجمالية الجسد
- خلق الحدث السياسي
- مقاربة الإصلاح في أميركا اللاتينية
- الوجه السلبي من البونابرتية في السياسة الخارجية الجزائرية
- المغرب:الانتقال من من بناء -القوة- إلى بناء الثقة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - الجبهة النسائية ....وإنتاج قيم المواطنة وتكافؤ الفرص