|
الفيلسوف الألماني - كانط - --- والخارطة الفلسفية الحديثة للأنسانية ؟!
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 18:12
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
الفيلسوف الألماني " كانط " والخارطة الفكرية الحديثة للأنسانية عبدالجبارنوري - أبورفاه المقدمة : أيمانوئيل كانط Kant Immanuel 1724 – 180 ، فيلسوف ألماني بارز من مواليد مدينة (كونسيبيرغ) ميناء على ساحل بحر البلطيق على الحدود مع بولندا جنوبا وليتوانيا شرقا ضمن مقاطعة بروسيا( ألمانيا الشرقية سابقا) فهو ليس من جيل الفلاسفة الألمان ( المثاليين ) بل يكون محسوبا ضمن مجموعة فلاسفة العالم الروسي السوفياتي المتحررفكراً وفلسفة ، توفي كانط في 12 شباط 1804 وقد نُقشتْ على شاهدة قبرهِ عبارتهِ الشهيرة الأنسانية المقتبسة من كتابه النقد العملي { شيئان كلما تأملنا فيها بأمعان يملأن الذهن أعجاباً ورعبا متزايدين إنهما السماوات المرصعة بالكواكب فوقنا والقانون الأخلاقي في دواخلنا } . النص: الأدب المقارن يحكي ما(بين) الفلسفة العدمية الألمانية وفلسفة السوفيتات الروسية الأنسانية !؟ -أن أنتشارالمد الفلسفي المعرفي لكلا الطرفين الألماني والروسي يحدد لهما القرنين السابع والثامن عشر ، كانت العدمية السوداوية التشاؤمية هي السائدة على المعرفية القيمية الفلسفية الوجودية كمثل في أستعراض أفكار الفيلسوف الألماني (شوبنهاور )الذي يقول : إن الوجود هو المادة الملموسة فقط ، أما ما يطرح في عالم الغيبيات فلا قيمة لها ويميل بالتعمق في دراسة الديانة البوذية الهندية التي تقوم على أساس أن الحياة قائمة على أنواع من الشرور الطبيعية والخلقية ، أما الوجود عبارة عن المادة المطلقة ، فليس في الوجود غير المادة ، ويتفق الأغلبية من فلاسفة الألمان في التشاؤمية السوداوية أن الموت نهاية للألام وعذابات الحياة. ولآجل الحفاظ على ( النوع ) وديمومة أستمرارية الحياة ببؤسها وشقائها يستلزم أمرين مهمين : ( العقل والغريزة الجنسية ) بل يذهب البعض أكثر في الغلو في السوداوية والأحباط النفسي يدعون إلى نبذ الحياة الشريرة ولو كان بالأنتحار ( كتاب أرادة وفكر لشوبنهاور ) ، فكان أنتشار هذه الأفكار المتطرفة الشعور بالعزلة والكآبة والخوف والقلق ترك أثرا كبيرأً في أضطراب البوصلة الأجتماعية والثقافية في زمن النازية 1939-1945 والدعوة لتبني (النازية ) الميل لثقافة ألفوقية البشرية لآصل النوع بتفضيل الجرمانية بعجرفة وغطرسة غير مبررة على البشرية وخاصة خطابات الفيلسوف اليميني المتطرف (نيتشه ) وفي زمن هتلر بالذات صرخ بأعلا صوته {أيها الألمان عيشوا على فوهة بركان } ، وهي دعوة لنشر الكراهية بين اليشر والتقوقع الضيق للهوياتية الشعبوية في قدسية وسموالجنس الجرماني . أما التجربة السوفييتية البلشفية سوف أختصرها بشخصية الأديب الروائي والفيلسوف المشهور ( ديستوفيسكي )ولآنهُ أشهرمفكرأنساني غاص في أعماق الذات البشرية للمجتمع الروسي والعالمي من مشاعر وأحاسيس وسوسيولوجية أجتماعية أنعكست تأثيراتها المعرفية القيمية بمدى عالمية أممية في منجزاته الثرة والثرية في الأنسنة وحب الخير والسلام : كالأخوة كارمازوف والأبله والجريمة والعقاب والمقامر والمراهق ورواية الشياطين حيث أثرى المكتبة الروسية والعالمية ب43 منجز ، يقول في مقدمة كتابه حياة لها معنى { علينا نحن البشر أن نتساعد ونحب بعضنا ونمسك أيدي بعضنا بعضاً فأما الوصول إلى المدينة الفاضلة ( اليوتوبيا ) أما أن نهلك معاً في جحيم أتون مدينة الأشرار ( الديستوبيا ) ويقول في عقيدته اللاهوتية عن الوجود أن نهب محبتنا للرب أحراراً لا عبيداً ، ويقول في روايته ( الأبله ): خير للأنسان أن يكون تعيسا من أن يكون سعيدا ومخدوعاً ، وأضيف نجاح السوفيتات في التجربة الأشتراكية العلمية في توزيع الأصلاح البنيوي الأنساني للمجتمع بشكل عادل ، وثمة تجديد في عالم الفلسفة ، أن في عالم الفلاسفة الروس السوفيت تتصارع الأضداد الخير والشر والحقيقة والزيف والرحمن مع الشيطان والموت والخلود والعاقل والأهبل فالنصر يكون للأفضل والأحسن الأكثر مقبولية ، والآن حانت الفرصة بأن نأخذ *بيلوغرافية حياة وأفكار الفيلسوف الألماني الشرقي المفعمة بالأنسنة والحرية للفيلسوف : أيمانوئيل كانط : أيمانويل كانط 1724 – 1804 يُعدُ واحداً من أعظم فلاسفة الغرب الأوربي ، لا سيما في *الميتافيزيقيا ، ونظرية المعرفة ، والأخلاق ، وعلم الجمال . ثمة أضافات للفيلسوف (كانط) للحداثة الفلسفية : - في حقل فلسفة الأخلاق وضع كانط رافعة ( الدافع ) فكلما كان الدافع غريزي يكون الفعل ليس أخلاقياً ، وأعطى أبرز مثال في المتدين يعمل الخير وينتظر حياة أخرى يترجم فيها شهواته وأشباع ملذاته وتهدئة غرائزهِ فيتحول العمل إلى عمل أنتهازي. - في حقل الأمانة أعتبرها صائبة عندما تكون( لذاتها) قبل عواقبها السالبة . - في فلسفة كانط يضع نظرياته حول محور الفكر الأنساني لكون الأنسان غاية بغض النظر عن أفكارهِ ولونهِ فهومصدر الأهتمام في الحدث والحديث . - فلترة علم الأخلاق من الديماغوجية الوعود الكاذبة والوهمية . - كانط هو أحد الفلاسفة الذين كتبوا في (نظرية المعرفة) في جعل الدين في حدود مجرد العقل و*أنطلوجية الوجود وتأسيس *ميتافيزيقية الأخلاق . - لفد حقق كانط في منجزاته الفكرية معجزة أدبية في المعرفة القيمية والدعوة لنبذ العزلة والسوداوية التشاؤمية والأعتماد على قوة وقدرات الأنسان الأيجابية وقد غيرت خارطة الفكر الأنساني لاحقاً في منجزاته الثرة والممنهجة : كتاب نقد العقل الخالص 1781 وكتاب نقد العقل العملي 1788 وكتاب نقد ملكة الحكم 1790وكتابهُ لأجل السلام بين الأمم 1795 ( لاحظ تلاحق الأنجازات في فترة قصيرة وتبدأ بالنقد ) . الأفكار الرئيسة للفيلسوف كانط : -النقدية الكانطية : وتعني الفلسفة النقدية التي تسعى إلى تحليل قدرات العقل المعتمدة على الحواس والعقل في كتابه نقد العقل الخالص يشير كانط إلى إن المعرفة ليست شيئا تأتي من العالم الخارجي وحده بل هي مزيج من البيانات الحسية وأسهامات العقل البشري في تنظيم تلك البيانات ، مقسماً فلسفة المعرفة إلى قسمين : المعرفة المعتمدة على العقل والمعرفة التي تعتمد على التجربة فهو يؤكد على العقلانية في تفسير الحدث والحديث على طول سيرتهِ الفلسفية .، وتتجلى بشكلٍ رئيسي في كتابه نقد العقل الخالص " حيث سعى إلى حل الصراع بين التيارين الرئيسيين في الفلسفة في زمانه التجريبي ( مثل جون لوك وديفد هيوم ) والعقلانية ( مثل ديكارت ولايبنيتز ) نقد كانط هذه التيارات عبر القول : { إن المعرفة ليست مجرد نتاج العقل أو للتجربة وحدها بل هي مزيج من الأثنين أي إن العقل لديه أطر قبلية مثل ( الزمان والمكان والفئات المعرفية )التي تنظم التجربة الحسية . - العلاقة بين العقل والأرادة الحرة : يرى كانط التمييز بين العالم الظاهري الذي تحكمه قوانين الطبيعة والعالم الأخلاقي لذا أعلن إن الحرية شرط أساسي للأخلاق يجب أن يتصرف الأنسان بطريقة شاملة وعمومية كقانون عالمي معترف به ، وان الحرية لا تعني الأنقياد للشهوات والرغبات الطائشة بل التصرف وفقا للعقل . - في الدين والعقل يرى كانط أن الدين يجب أن يكون في حدود العقل وحدهُ وأن الأيمان يجب أن يخضع على الأدلة العقلية والأخلاق . - السلام الدائم يقدم كانط رؤيته حول كيفية تحقيق السلام الدائم على هذا الكوكب الجميل ونبذ تجار الحروب ، وضح ذلك في كتابه ( مشروع للسلام الدائم ) طرح كانط رؤيتهُ لفكرة السلام العالمي الدائمي والدولة الجمهورية المثالية التي تعتمد على القوانين . - أجمالا أسهم كانط في أحداث ( تحول ) جذري في الفلسفة من خلال { الربط بين المعرفة الحسية والعقلية وترسيخ القيم الأخلاقية على أسس عقلانية . - كانط أحد فلاسفة عصر التنوير حيث حصل على شهادة التخصص في موضوع ( المنطق والميتافيزيقيا ) نشر كانط كتابهُ سنة 1755( التأريخ الطبيعي العام ونظرية السماوات ) The General Hystory and Theory of the Heavens وضع فيه آراءهُ في تأريخ يداية الكون ونقد الدين لخص وجهة نظره القابلة للجدل وربما مفاجئة ولبعضها القدسية . - منجزات كانط الفلسفية والتي يبدأها بكلمة نقد : نقد العقل الخالص الذي يبحث في المعرفة القيمية الأنسانية بشرح الحدث المدني والديني بالعقل المادي لا الغيبي فكانط يعتبر من جماعة ( المذهب العقلي ) لكون المعرفة تنبع من العقل ، ونقد كتاب نقد العقل العملي ، وكتاب نقد ملكة الحكم ، وكتاب تأريخ بداية الكون ونقد الدين . شرح مصطلحات --------------- *الأنطولوجيا : هي فهم دراسة الوجود والكيان وطبيعة الأشياء وفهم ماهية الواقع . *الميتافيزيقيا : يهتم بطبيعة الكون وما يحكم العقل والجسد بالوجود . *بيلوغرافيا : دراسة السيرة الشخصية للكبار( سياسيين ومؤرخين وفنانين ) وفهرست سنة منجزاتهم وعنوان الكتاب والمقدمة والتقديم والممترجم . كاتب وناقد أدب عراقي مغترب في أكتوبر2024
.
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تدهور الدينار العراقي ----- غثاثة سياسية وأقتصادية !؟
-
دراسة نقدية لرواية - الشيخ والبحر - للروائي آرنست همينغواي ّ
...
-
كوكب اليابان وهموم سوسيولوجية معصرنة في رواية - الصرخة الصام
...
-
تأملات واعدة للفلسفة الأقتصادية السياسية لكارل ماركس !؟
-
السياسة ( حرفة ) والوطن ( رسالة ) !؟
-
مقصلة الفكر الحر
-
تأريخ العراق ----- مئة عام كوابيس لعنة في ذاكرة أجيال !؟
-
ثقافة الأدب الساخر--- عند شعراء وأدباء العراق !؟
-
القرصان الأقتصادي ---- نموذج صندوق النقد الدولي !؟
-
سياسة الأغراق التجاري ---- والأقتصاد العراقي االمأزوم !؟
-
هاجس ثيمة الحارة في رواية - أولاد حارتنا - لنجيب محفوظ
-
دراسة لكتاب ثلاثة عقود من النضال النقابي---- لفيصل الفؤادي
-
ثيمة الديستوبيا في رواية مزرعة الحيوان لجورج أورويل
-
lمقاربة نقدية لكتاب - حياة لها معنى - لديستوفيسكي !؟
-
قراءة أنطباعية لكتاب - السر - ----- لرواندا بايرون
-
دراسة نقدية للمجموعة الشعرية - مشاهدات مجنون في عصر العولمة
...
-
هاجس التصدي عند شعراءالمهجر الشاعر أحمد مطر !؟
-
العدمية بين الفيلسوفين المعري وشوبنهاور ؟!
-
الدولة العراقية -- بين العصف المأكول وطوفان الأزمات والمعالج
...
-
تحرير الأنسان----- واليسار التقدمي
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|