أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - إدريس ولد القابلة - تأملات حرة حول صعود سلعة استهلاكية عالمية: الوسائط المتعددة - multi-média 2















المزيد.....

تأملات حرة حول صعود سلعة استهلاكية عالمية: الوسائط المتعددة - multi-média 2


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 09:30
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


الدور الحالي للدعاية والتضليل؟

لم يكن من الممكن لمثل هذا التحول الهائل غير المسبوق في تاريخ البشرية أن يتشكل وتتطور آثاره دون مساعدة الأدوات والناقلات التقنية، التي أصبحت أكثر عددا وتنوعا وجاذبية وكفاءة أكثر من أي وقت مضى فما هو الدور الحالي للدعاية والتضليل؟
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، اكتسبت الدعاية سمعة سيئة. إن استخدام الفاشية والنازية لها قد يفسر رفض نشاط قديم جدًا، كان يعتبر مقبولا – بشكل ما- منذ فترة طويلة. إن نشر الإيمان يشكل بالنسبة للعديد من الديانات رسالة للوعاظ.و يعد تاريخ المسيحية مثلا في ظل الإمبراطورية الرومانية بمثابة مشروع دعائي هائل وناجح بشكل مدهش. وسبب التدهور المعاصر للدعاية هو أن الأنظمة الشمولية تعمدت الخلط بين المعلومات والدعاية في حين تسيطر بإحكام على مصادر المعلومات وتحظر نشر المعلومات المتناقضة والتعبير عن آراء متباينة.
الدعاية- البروباغندا و ترافق كل مواقف المواجهة. وقد لعبت دورًا بارزًا خلال الحربين العالميتين. وفي الفترة من 1914 إلى 1918 ظهر تعبير "حشو الجمجمة"- « bourrage de crâne » بالفرنسية و “skull stuffing” بالانجليزية - لوصف ضخامة مبالغات الدعاية الفرنسية لصالح الحرب. وخلال الحرب الباردة، كانت "صوت أمريكا" أو "إذاعة أوروبا الحرة" أو "بي بي سي" تتولى مهمة توفير معلومات دقيقة وتعزيز القيم الديمقراطية للعالم الحر التي كانت بطبيعتها تعارض الأيديولوجية الشيوعية. ويمكننا أن نعتبر أن أحد أسباب فشل الولايات المتحدة في حرب فيتنام يرجع إلى تأثير الدعاية السلمية التي جعلت الصراع غير شعبي، خاصة بين الشباب الذين اضطروا إلى المخاطرة بحياتهم في ظل التجنيد الإجباري وهو صراع بدا أن أهدافه، التي لم يتم تحديدها بشكل جيد، غير شرعية.

تنقسم الدعاية إلى ثلاث فئات
ما يسمى بالدعاية البيضاء المفتوحة، التي يتم الإعلان عن مصدرها، وتنشر المعلومات بناءً على الحقائق والتحليلات التي تم إنشاؤها بواسطة أجهزة إرسال يمكن تحديدها. وبهذا المعنى فهي لا تختلف عن صحافة الرأي التي تظهر بوضوح، إن لم يكن انتمائها إلى حزب سياسي (ما يثير الاستياء بشكل متزايد)، على الأقل دعمها لمجموعة من القيم. وحتى لو عرضت الحقائق بعبارات تحليلية تتفق مع وجهة نظرها فإنها لا تختبئ. وهي لا تسعى إلى الخداع بل إلى التأثير على الحالة الذهنية وطرق تفكير جمهورمستهدف محدد بهدف التمسك أو حسن النية تجاه الأطروحة التي يسعى المصدر للدفاع عنها.
الدعاية الرمادية التي لم يتم تحديد مصدر معلوماتها. يتم بثها بطريقة محايدة. إنها إعادة إرسال دون وجهة نظر، دون اعتراض. إنها قريبة من المعلومات البسيطة ولكنها قريبة أيضًا من الشائعات.
وأخيرا الدعاية السوداء التي تخفي مصدرها أو تخترع أصلا كاذبا. ويمكن نعتها بالمعلومات المضللة لأنه، يتم إعدادها وتنظيمها وتخطيطها وتنفيذها سرًا في الخفاء بهدف إحداث تأثير نفسي مزعزع ومقلق للاستقرار على هدف تعتبره عدوا.
وهناك ثلاث فئات من "الأهداف" أو "المستهدفين":

- المعسكر المراد تعزيز قناعاته وحمايتها من الدعاية المعارضة؛
- والعدو المراد تقويض معنوياته؛
- "الأطراف الثالثة": المحايدين، والحلفاء والمتعاطفين، والمجتمع الدولي... المراد كسبهم لقضية.

و طبعا تختلف الرسالة الدعائية حسب خصوصيات كل مستهدف من هذه المستهدفين.
أما بالنسبة للمعلومات المضللة، فيُفهم على أنها التطوير المتعمد ونقل معلومات كاذبة مقنعة بعناية من أجل إظهار مظهر الأصالة. ويهدف تضليل حكم المتلقي المستهدف، وتشجيعه على اتخاذ قرارات غير مناسبة وإشراكه في أعمال تتعارض مع مصالحه ومبادئه. إن المعلومات المضللة، بهذا المفهوم، ظلت على الدوام موجودة على مر الزمن. ولكنها أضحت تلعب دورًا متزايد الأهمية مع تطور المعلومات وتكاثر ناقلات الاتصال وشبكة التواصل. لقد تنامت ظاهرة المعلومات المزيفة (الأخبار المزيفة) بسرعة كبيرة بعد أن سيطرت على شبكات التواصل الاجتماعي. وهذا يتوافق مع نشر معلومات كاذبة عبر القنوات الإعلامية (الصحافة والإذاعة والويب). وغالبا ما يكون ذلك مسعى متعمدًا (معلومات مضللة لغرض)، ولكنه قد يكون أيضًا خطأً صادقًا أو إهمالًا (معلومات مضللة لكنها غير مبيتة).

ويمكن تفسير نمو هذه الظاهرة بانتشار شبكات التواصل الاجتماعي في وقت قصير جدا (ظهرت لينكد إن- Linkedin - فيسبوك، يوتيوب، تويتر، وإنستغرام بين عامي 2003 و2010)، و تعاظمت قوة محركات البحث (جوجل وغيره ). ومن خلال تكثيف تداول المعلومات، فقد ساهموا في انتشار الدعاية والمعلومات المضللة. وهي تقدم أربع خصائص رئيسية ذات أهمية كبيرة للمضللين:

تمنح المعلومات المضللة أربع خصائص رئيسية وهي ذات أهمية كبيرة للمضللين:
- عدم الكشف عن هويته المصدر؛
- الوصول إلى جمهور غير محدود (مليار مستخدم لفيسبوك في يوم واحد)؛
- تكلفة تكنولوجية منخفضة
- إمكانية الإنكار المعقول.
وهذا ما شجع على انتشار الدعاية والتضليل

يُنظر إلى صفحة الفيسبوك على أنها وسيلة ترفيه للمستخدمين ومصدر دخل للمعلنين عن العديد من الإعلانات. ولسوء الحظ، هذه الصفحات مليئة بالمعلومات الكاذبة. وأظهر تحقيق أجرته صحيفة لوموند أنه في حوالي مائة صفحة كان هناك 233 رسالة تشير إلى معلومات كاذبة.

إن غزو الشبكات الاجتماعية بالمعلومات المزيفة، والذي يتفاقم بسبب الاستيلاء غير القانوني على بيانات الحياة الخاصة، يأخذ شكل حملات حقيقية تهدف إلى خداع الرأي العام وتشويه الأداء الطبيعي للانتخابات مثلا في عدة دول. وتستخدم بعض الدول هذه النواقل لأغراض التدخل في الحياة السياسية. ففي عام 2016، تعرض الاستفتاء البريطاني على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانتخابات الرئاسية الأمريكية للتلوث بشكل خطير من خلال حقن الشائعات الكاذبة والافتراءات.

وهكذا، وفي مواجهة الانتشار المتزايد للرسائل المزيفة وغير المؤكدة والتي لا يمكن التحقق منها، يصاب المواطن بالفزع وأحياناً يغرق في عدم التصديق. وينتهي به الأمر إلى الشك في الحقيقة والموضوعية وحتى الواقع. ومن أجل تجنب هذا الفساد للقيم الأساسية للمجتمعات الديمقراطية، من المهم تثقيف المواطن بحيث يتولى المسؤولية بعقل نقدي وبحدر شديد - من أجل بناء معلوماتنا واتصالاتنا بجدية ومسؤولية: معرفة كيفية المقارنة، والإحالة المرجعية، والتحقق، وتخصيص الوقت للتفكير من خلال التشكيك في قيمة الرسائل.
وقد يبادر إلى دهن الكثرين هذا التساؤل - هل نشهد حاليا تزايدا في نظريات المؤامرة؟

___ تأملات حرة حول صعود سلعة استهلاكية عالمية: الوسائط المتعددة - multi-média 3 -هل نشهد تزايدا في نظريات المؤامرة؟____________________________________________________________



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات حرة حول صعود سلعة استهلاكية عالمية: الوسائط المتعددة ...
- القضية العربية -الإسرائيلية والانقسامات داخل الجامعة العربية
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -12 –
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -11 –
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -10 –
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -8 -
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -9 -
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -7 -
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي -6 -
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي – 5
- مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي - - 4
- -مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي--3
- -مجلة أنفاس: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي--2
- -مجلة أنفاس المغربية: من المنتدى الأدبي إلى المنتدى السياسي-
- سيمون دو بوفوار : من فيلسوفة مع إيقاف الاعتراف إلى فيلسوفة ك ...
- سيمون دو بوفوار : من فيلسوفة مع إيقاف الاعتراف إلى فيلسوفة ك ...
- التطبيع في المغرب : موقفان متعارضان موقف رسمي مخزي وموقف شعب ...
- وقفة بانورامية سريعة عن تسلح المطبعين مع الكيان الصهيوني
- على سبيل التفلسف على في إشكالية الشر3
- على سبيل التفلسف على في إشكالية الشر والحرية 2


المزيد.....




- حصاد الصحة 2024.. ابتكار أول لقاح في العالم للوقاية من السرط ...
- لو أطفالك بيحبوا -الدباديب-.. اعرف تأثيرها على جهازهم التنفس ...
- هل يساعد العسل فى إنقاص الوزن؟.. 5 خرافات اعرف حقيقتها
- فيروس متعدد الأوجه. كيف يسير الفيروسات حياة المخلوقات منذ تش ...
- تقرير عبري -محجوب على الإنترنت- عن حشد مصر عسكريا ضد إسرائيل ...
- كيف يؤثر الإفراط في شرب القهوة أثناء الحمل على دماغ الجنين؟ ...
- أوكسفام تدين قتل إسرائيل 4 من مهندسي المياه في غزة: تعميق لل ...
- كيف تؤثر أدوية إنقاص الوزن على -علاقتنا- بالطعام؟
- لو ابنك بيخاف من التعامل مع الناس بره البيت.. الأعراض وطرق ا ...
- تجربة جديدة للبحث عن الأكسيونات.. فهل نرى المادة المظلمة أخي ...


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - إدريس ولد القابلة - تأملات حرة حول صعود سلعة استهلاكية عالمية: الوسائط المتعددة - multi-média 2