أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 04:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان المبعوث الأممي الخاص للصحراء، ستافان دي ميستورا، قد أثار هذا الأسبوع إمكانية تقسيم الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو لإنهاء النزاع. وهو الحل الذي رفضه الطرفان.
وفي مواجهة الوضع الراهن الذي استمر لمدة ثلاث سنوات في عملية تسوية هذا الصراع، أعرب ستافان دي ميستورا عن خيبة أمله أمام مجلس الأمن. وفي "تقييم صريح" للوضع، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة عن "مستوى الإحباط واليأس" لدى الصحراويين، والذي لاحظه خلال زيارته في أوائل أكتوبر لمخيمات تندوف بالجزائر، والنوايا الحربية لجبهة اليساريو منذ إعلانها انهيار وقف إطلاق النار في نوفمبر 2020، و”العداء” المستمر بين الرباط والجزائر العاصمة.
وقال الدبلوماسي الإيطالي السويدي خلال كلمته: "يجب أن نمضي قدما بشكل بناء في العملية السياسية وبشكل عاجل"، مستنكرا الافتقار إلى "الإبداع" و"الانفتاح" لدى أطراف النزاع للاتفاق على حل مقبول من الطرفين. . ولتحريك الخطوط، قال دي ميستورا إنه اقترح على الأطراف المعنية بنزاع الصحراء فكرة “تقسيم الإقليم” على النحو التالي: الشمال للمغرب والجنوب لجبهة البوليساريو، مع مراعاة “حدود الجزء الذي كان تحت نفوذ موريتانيا” بين عامي 1976 و1979.
وخلافا لبعض البلدان في المنطقة وخارجها التي أعربت عن "اهتمام معين بهذا الاحتمال"، فإن المغرب وجبهة البوليساريو لم يظهرا "الرغبة في استكشاف" هذا الطريق، حسبما قال الدبلوماسي الأممي معربا عن أسفه. هذه الكلمات تعكس "يأس" دي ميستورا وتكشف عن "محاولته الضغط على الأطراف"، حسب ما جاء في تحليل قامت به لفأئدة موقع "أوربا بريس" إيرين فرنانديز مولينا، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة إكستر والمتخصصة في شؤون المغرب العربي، مذكّرة بأن خيار التقييم سبق أن ذكره في عام 2002 الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان ومبعوثه الخاص جيمس بيكر.
من جهته، يرى إيسياس بارينادا، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كومبلوتنسي في مدريد، أنه "من غير الواقعي" في هذه المرحلة إعادة النظر في خيار تم استبعاده بالفعل. وأضاف بارينادا مدعيا أن القبول بهذا الحل سيكون بمثابة قبول “الاحتلال غير القانوني” للصحراء من قبل المغرب، مشددا على أنه في حالة تفعيل هذا التقسيم، فإن مدينة الداخلة ستجد نفسها في الجزء من الصحراء الذي تسيطر عليه البوليساريو. لكن المغرب يستعد لاستثمار ما يقارب 1.2 مليار أورو لبناء ميناء المدينة الجديد الذي سيكون بمثابة بوابة إلى المحيط الأطلسي بالنسبة لبلدان الساحل.
وقالت فرنانديز مولينا: "أشك في أن المغرب سوف يستسلم، من وجهة نظر المصلحة الاقتصادية"، مشيرة إلى أن المملكة تمنح أهمية للداخلة أكثر من العيون. في حين لفت بارينادا الانتباه إلى عواقب هذا الخيار، مذكرا بأن تقسيم فلسطين سبب للمشاكل أكثر مما هو حل. وأضاف أن تصاعد الصراع في غزة يقودنا إلى الاعتراف بأنه كان “خطأ كبيرا” تقسيم هذه الأرض بدلا من إنهاء الاستعمار فيها.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟