أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله وتصور البشر له















المزيد.....


الله وتصور البشر له


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 14:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من خلال لحظات تأملية فى تاريخ الجنس البشرى ونشأة الحضارات وعباداتهم الفطرية لآلهة تشبه إلى حدً كبير أساليب عبادة البشر ‏الحالية، بل وبعبارة أدق وأصح أخذنا من أجدادنا الكثير من قصص الخلق والعبادات من الآلهة المختلفة فى الحضارات القديمة، وبتقدم ‏المعارف الإنسانية وإستخدام إبداعاته العقلية وصل الإنسان إلى تكوين الآلهة التى تتناسب مع طبيعة العصر الذى كان يعيش فيه، ‏ويكفى أن نسترجع إلى ذاكرتنا الملك إخناتون الذى فكر مثل الأنبياء وأستطاع توحيد الآلهة والأديان وجعله دين واحد وإله واحد، وهذا ‏كلام ثابت فى الكثير من البرديات التى تثبت أن الفكر الإنسانى مستمر فى تطوير معارفه بما يتناسب مع عصره وزمانه الذى يعيش فيه.‏

مثال على ذلك فى الحضارات المصرية والبابلية والسومرية وتركيزى هنا على تلك الحضارات لأنها مركز الحضارات الإنسانية الأخرى، ‏وبنظرة فاحصة لما تركته الحضارة المصرية والسومرية سنجد الكثير من الوصايا والقيم الأخلاقية التى تؤسس لمجتمع قائم على العدل ‏ورفض الظلم ومحبة الله المتمثل فى الملك الإله وتقديم الأحترام له، وتقديم الأحترام للوالدين كما هو مكتوب فى المعابد الأثرية أو فى ‏الآثار الحضارية لتلك الشعوب، يكفى أن نقرا ما كتبه هنرى برستد فى كتابه: فجر الضمير، عن المنظومة الأخلاقية المصرية والتى ‏سبقت وجود الوصايا العصر بألف عام، وأقول ذلك لأن فكرتنا الآن عن تلك الآثار التى نراها أنها معابد كانت تمارس فيها طقوس دينية ‏ويتم تجاهلها وكانها لا تخص حياتنا وتعليمنا، لكن فكرتى تقول أنها ليست كذلك لسبب بسيط فالمعابد تكون شكلها وطريقة بناءها تشبه ‏إلى حد كبير المساجد أو الكنائس أو الهياكل اليهودية، لكن ما وجدناه من آثار هى مجرد أعمدة ضخمة وعالية ومتجاورة أى قريبة من ‏بعضها البعض ونقوش عليها لا تدل على أن الغرض من وجودها تأسيس مكان عبادة بل لأغراض أخرى لم نكتشفها بعد، لأنه من ‏المستحيل أن يكون أجدادنا بهذه الصورة الساذجة التى يكون أهتمامهم الوحيد هو إقامة معابد خالية من أى شئ ويفسرها إنسان اليوم ‏بأنها مجرد معابد ثم نقول بأنهم أصحاب حضارة!!‏

فالإنسان المصرى القديم والسومرى والبابلى كان بارعاً فى الطب والرياضيات وعلوم الطاقة والبناء وغيرها، والدليل هو وجود الكثير من ‏السجلات المكتوبة حتى الآن مثل كتاب الموتى من وصايا دينية وسجلات الملك حمورابى بما تحتويه من تعاليم أخلاقية هى أساس ‏شرائع اليوم فى قوانين الدول المعاصرة، وهناك السجلات والتدوينات على جدران المعابد والبرديات والموميات التى تبين بوضوح أستعمال ‏المصرى القديم لعلوم الطب وإجراء الجراحات الدقيقة على جسم الإنسان، كذلك فى علوم الفلك والرياضيات التى سبقت عصرها ومازلنا ‏نكتشف الكثير منها ويعتقد الكثير من علماء اليوم أن المصريين القدماء أستخدموا الرياضيات فى بناء الأهرامات وإقامة المسلات الكبيرة ‏ونقلها التى وزنها يصل لعدد كبير من الأطنان يعجز إنسان اليوم عن فهم تلك التقنيات التى أستخدموها.‏

وما يقوله الكثير من العلماء والباحثين اليوم ان تلك المعابد أو الأهرامات لم تكن أماكن للعبادة أو لدفن الموتى أو أستعراض لعظمة ‏ملوكهم، وليس خافياً أن العالم الصربى الأمريكى نيكولا أو نيقولا تسلا أستطاع الوصول لبعض معارف المصريين عن الطاقة وكيفية ‏بناءهم للأهرامات وأنها مراكز إنتاج للطاقة، وواصل أبحاثه وأختراعاته العديدة من توليد الكهرباء ونقلها لاسلكياً بل وأستطاع إنتاج الطاقة ‏ونقلها مجاناً لكل مكان فى العالم بدون أسلاك، لكن أبحاثه تلك أختفت مع غيرها من الأبحاث بل سرقتها وأخفتها عمداً الحكومة ‏الامريكية تلك التجارب والأبحاث والنظريات التى كان يمكن لها أن تغير وجه العلوم الحديثة لكن ما يتم الأستفادة منها أو التى كشفت ‏عنها المؤسسات الأمريكية قليل مثل الأبراج اللاسلكية وحقول الطاقة المغناطيسية والكهرومغناطيسية وغيرها.‏

معنى ذلك أن عقل الإنسان القديم والحديث فى أستطاعته عمل الكثير والكثير عندما يستخدمه بالطريقة الصحيحة والأساليب العلمية، ‏لكن إنسان اليوم فى بلاد العرب أو بالتحديد فى بلاد مصر الكبيرة التى تشكل نسبة كبيرة من بلاد العرب مشغول بقضايا غيبية يعتبرها ‏إهتمامه الأول والوحيد الذى يشغل عقله وقلبه، ويتناسى أن لدينا عقول يمكنها أنتقاء وغربلة الأفكار الغربية وأختيار ما يناسب ‏مجتمعاتنا للنهوض بها وتعديل مناهج التعليم لتتناسب مع تكنولوجيا العصر بالطريقة التى تتناسب مع طبيعة الإنسان الشرقى ومساعدته ‏على الأرتقاء بعقله وبعلومه الحقيقية ولا يجلس ليندب حظه أو يتهم بقية شعوب الأرض بأنهم يتآمرون عليه وهو لا يملك شيئاً حتى ‏يتأمرون عليه ليسرقون منه علوم أو أختراعات أو تكتولوجيا حديثة، بل كل ما يملكه المصرى والعربى هو ثقافة روحية دينية ولا يملك ‏علوم المستقبل بل يتجاهلها ويتجاهل حضارته ويعتبر نفسه أنه يملك ما هو أثمن وأغلى من علوم الغرب ويتباهى بكلامه هذا دون تقديم ‏إثباتات على أن مجتمعاته تنتج قوت وطعام شعوبها أو لديها المصانع التى تنتج أحتياجاتها من الصواريخ او الطائرات أو الهواتف الذكية ‏أو من وسائل المواصلات وغيرها من الأجهزة التى يستوردها من البلاد الأوربية، فى الوقت الذى تسبح مدارسنا وجامعاتنا فى التخلف ‏والجهل لسيطرة الأفكار الجمعية الغيبية التى تقيد عقولهم وتفقدهم القدرة على الإبداع.‏
أعرف أنها أفكار متكررة ويتم ترديدها كثيراً فى أيامنا هذه....‏

أخيراً أترككم مع بعض الأسئلة والتأمل فى بعض الأفكار السريعة وتمحيصها وما نعرفه عنها مثل:‏

ما هى القيم الأخلاقية التى نؤمن بها فى عصرنا الحاضر وكيف نطبقها؟ ‏
هل نؤمن بالأخلاق والعدل والحب والسلام والأستقامة والمودة والعمل وإعطاء كل ذى حقً حقه والتواصل مع أفراد المجتمع، أو نؤمن ‏بأخلاق الكراهية والدمار وقتل الآخرين وظلم من يختلف عنا؟

أى منظومة قيم أخلاقية تنادى بذلك؟ أى إله أو آلهة تنادى بالكراهية وسفك الدماء والتمييز بين شعوب المجتمعات الحديثة وليست ‏البدائية؟؟؟

لماذا نشوه شخصياتنا بتلك الصفات القبيحة التى لا يرضاه بل ويرفضها كل إله وكل بشر لديه إحساس إنسانى ويملك ضمير تربى على ‏أخلاق إله حقيقى؟؟‏



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير الله مع البشر
- أيادى الله ودماء البشر ‏
- الله والآلهة الحقيقية
- الله منبع الكراهية
- الله وأطلال الإمبريالية
- إله الكفر وإله الإيمان‏
- جبناء التكفير إجراميين
- تكفير أتباع المسيح ‏
- الخوف من الله أو عليه؟
- تكفير المسيحية بدون تعليق!! ‏
- الدكتورة وفاء سلطان ومسيحى اسمه وحيد
- فكرة الله والتنوير
- فكرة الله الكوميدية
- وكالة نجاسة التخلف العربى
- وكالة ناسا ونجاسا ما الفرق؟
- حكومة ورثة علماء الفراعنة
- حكومة رئاسية فاشلة قبل أن تبدأ
- عنصرية الله يا أهل ذمم الأديان
- وين الخجل العربى وين؟ وين الملايين؟ ‏
- أهل الذمة وضلال الله


المزيد.....




- إدانات عربية لعملية اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى ...
- افتتاح الباب المقدس في كاتردائية القديس بطرس بالفاتيكان إيذا ...
- زيلينسكي يحتفل بعيد حانوكا اليهودي بحضور مجموعة من الحاخامات ...
- حماس:ندعو الدول العربية والاسلامية لردع الاحتلال والتضامن لم ...
- الأردن يدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- بعد سقوط نظام الأسد... ما مصير الطائفة العلوية في -سوريا الج ...
- اجدد تردد لقناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل وعرب سات حدث ...
- بقائي:الهجمات الاسرائيلية المتكررة على اليمن هي لتدمير الدول ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024.. القناة الأولى لأناشيد وبر ...
- الترفيه والتعلم في قناة واحده.. تردد قناة طيور الجنة 2024 لم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله وتصور البشر له