بهار رضا
(Bahar Reza)
الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 12:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحريات وحصان طروادة .
بعد الحرب البادرة بدا العالم منقسم إلى مجموعة صغيرة من الدول الغربية والتي تتحكم بالحياة العسكرية والسياسية والاقتصادية والمالية، وصولًا إلى المؤسسات التعليمية والإعلامية والبحثية والثقافية لبلدان العالم الثالث والخامس. وهذا ما يجعل شعوب الدول الاخرى مكبلة الايادي، ولا تمتلك الحرية في اختيار النظام الذي تريده، وسيؤثر هذا بدوره على الخيارات الأخرى ومنها الحريات الشخصية . وما دامت هذه الدول قادرة على فرض الحصار على الدولة المغضوب عليها، وتقييد اقتصادها، فسينعكس هذا التقييد الاقتصادي على مستوى وكيفية ممارسة مبدأ الحريات الفردية، وبهذا الشكل تتمكن من تحويلها إلى نقطة اختراق ضدّ الدولة المعنية. ببساطة فأنها تستخدم مبدأ الحريات الشخصية والتي ساهمت في تدميرها ، كحصان طروادة لبسط سيطرتها التامة والشاملة على تلك الشعوب .
في كتابهDet Lykkelig Arabien والذي يتحدث فيه المستشرق الدنماركي Carsten Niebuhrs عن رحلته الاستكشافية الى الشرق سنة 1761, يأتي على ذكر مدينة النجف في العراق مندهشا لتقبل المثلية الجنسية هناك .
في العصر العبّاسي، كانت ظاهرة ممارسة (اللواط) كانت ظاهرة شبه عامة،
كذلك في عصرنا الحديث ، أي قبل نشوء اول كيان ديني في الشرق الأوسط في فلسطين، كانت شعوب المنطقة متعايشة بسلام مع هذه الفئة وفي الكثير من الأحيان كان الرجل يتزوج ويستمر في نفس الوقت بممارساته غير الأخلاقية والمقززة اجتماعيا اما دينيا ، فقد جاء ذكر قوم لوط في سورة العنكبوت والنمل والأعراف والحجر والشعراء دون ان يضع القرآن حداً واضحاً على من يمارس المثلية .
اما حرية الأديان فقد عاش الصابئة والمسيح والزرادشتية والعلي الهيه والشبك واليهود الى جانب المسلمين بسلام لا بل وزير المالية العراق وعلى مدى اربع سنوات كان يهوديا.
.
تابعت حملة ( المرأة ، الحياة ، الحرية) والتي انطلقت شرارتها بعد مقتل مهسا اميني في ايران ، بالطبع انا متعاطفة مع هذه القضية وما زلت داعمة لحرية اختيار الحجاب من عدمه ، لكن استوقفني بعض الداعمين لهذه القضية العادلة احدهم هو" وريث العرش" الإيراني ! الرجل لا ينظر لأخته الأكبر منه سنا من خلال مبدأ ( المرأة ، الحياة ، الحرية) فنراه قفز على " تتويجها " ليعلن نفسه كوريث للعرش, والأخرى هي هيلاري كلنتون ، تدعم الحركات النسوية حول العالم بينما تعيش مع متحرش ، استغل منصبه كي يجبر متدربة البيت الأبيض على ممارسة الجنس الفموي ، هذه النوعيات التي لا تؤمن بحقوق المرأة باستغلالها للحدث التي تكبل أيدينا بقيود إضافية ، تجعلنا ان نكون بين نارين نار سلطاتنا التي فرضت علينا من قبلهم ونارهم التي نعرف انها ستاتي على ما تبقى من انسانيت
#بهار_رضا (هاشتاغ)
Bahar_Reza#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟