حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)
الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 12:28
المحور:
القضية الفلسطينية
لا تزال تحظى القضية الفلسطينية باهتمام العالمي، منذ بروزها سنة 1948م. حيث كشفت الأحداث ما بعد سنة 1948 ووصولًا إلى عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م، بأن المشكلة الأساسية في هذه القضية تكمن في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحرمان شعبها من حقوقه الوطنية، حيث ترافق مع ذلك الاحتلال إقامة دولة إسرائيل، واقتلاع مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، بل ووصل الأمر إلى تجريد هذا الشعب من مقومات الحياة والعودة والحرية.
وفي هذا السياق تكتسي عملية طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023م أهمية بالغة. فخلال عام من انطلاقها استطاعت أن تكرس دينامية القضية الفلسطينية، وأن تجعل منها قضية عادلة تتمتع بتضامن عالمي لم يسبق له مثيل. وتأتي هذه المقالة في إطار تسليط الضوء على عملية الطوفان الأقصى وتوضيح بعض أبعادها المهمة.
في الحقيقة عبرت هذه العملية في مضمونها بأن روح النضال والمقاومة الفلسطينية لا يمكن لها أن تخمد بسهولة، كما أوضحت بأن مصير الفلسطينيين أصبح بأيديهم، كذلك بينت بروز ذهنية فلسطينية جديدة استطاعت أن تواكب متطلبات العصر، وتوظف تقنيات العصر في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
كما أنه من خلال تتبع منحني تطور هذه العملية نلاحظ بأنها عملية ليست بالسهلة، كما أنها لم تخلو من صعوبات وضحايا.
أعتقد بأن المعادلة المهمة في هذه العملية تكمن في كون قيادة المقاومة في غزة كانت تدرك جيدًا ماذا تريد، وما الذي يجب تغييره.
ولعل أهم بُعد في هذه العملية هو بُعدها الدولي، حيث أوضحت بأن القضية الفلسطينية كانت مطروحة بشكل خاطئ في المحافل الدولية، وهذا يعني ببساطة شديدة بأن الطريقة التي طرحت فيها القضية الفلسطينية منذ 1948م كانت خاطئة، ولم يتم فهم وإدراك مضمون القضية، حيث كان هناك إغفال واضح للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. لقد انتجت هذه العملية وعيًا وإدراكًا دوليًا بأهمية وجدية تناول القضية الفلسطينية بطريقة مغايرة وموضوعية تأخذ في اعتبارها إحقاق الحقوق الوطنية الفلسطينية. وهذا يعني محو ما تم إنجازه من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 1948م، سواء من حيث الاحتلال أو الاستيطان، والبدء من أهمية الحياة والعودة والحرية للشعب الفلسطيني.
إذن يمكن القول، بأن عملية طوفان الأقصى أنتجت أفكار جديدة، ذات مدلول قيمي وهادف، ورسالة معمقة عن القضية الفلسطينية كشفت ألف حياة خلف كل موت، مما عزز في بناء وعي وإدراك دولي عن المعاناة الفلسطينية الحقيقية، وأوضح للعالم بأن المعاناة الفلسطينية أكبر من أن يتخطاه البصر، وإن أي بوصلة لا تشير إلى الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ستكون بوصلة عمياء.
#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)
Hussein_Salem__Mrgin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟