أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مرزوق الحلالي - طهران ضد إسرائيل: ما هو الحل ضد؟ 1 من 3















المزيد.....

طهران ضد إسرائيل: ما هو الحل ضد؟ 1 من 3


مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب

(Marzouk Hallali)


الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 00:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


هذه الورقة تستند على أطروحة في الأمن الدولي قامت بها الدكتورة فاطمة موسوي في معهد جامعة غوتييريز ميلادو العام في مدريد - l’Instituto Universitario General Gutiérrez Mellado à Madrid – وهي مجموعة ابحاث اهتمت باستعراض إيران للقوة العسكرية والنفوذ في الشرق الأدنى والأوسط والبحر الأحمر ودول الخليج العربي.


انطلقت الباحثة من كون إسرائيل حققت بالفعل أهدافًا عسكرية من خلال عملياتها الهجومية ، لكنها لم تكن كافية ، فاعلة وحاسمة في وضع حد للنفوذ الإيراني ودعمها لشركائها -“الوكلاء” حسب الباحثة. وهذا صراع طويل الأمد.
تقول فاطمة : موسوي أن مفهوم التفوق الروحي، من منظور طهران، هو مفتاح لفهم الحرب الإيرانية واستراتيجية حرب العصابات في حربها غير المتكافئة. إن الإلهام الشيعي لاستراتيجية طهران يعطي الأولوية لـ "القضية" على "الهدف"، فالنتيجة العسكرية للعمل هي ذات أهمية ثانوية مقارنة بالحقيقة البسيطة المتمثلة في القتال وتنفيذ الواجب، بما في ذلك الاستشهاد.


في سبتمبر 2024، كانت طريقة العمل الإسرائيلية تتمثل في البداية في استهداف عدة مئات من أجهزة الحماية وأجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة لقيادة حزب الله وإدارته الوسطى. وقد انفجرت أجهزة الحماية البدائية هذه التي يعود تاريخها إلى التسعينيات، مما تسبب في حدوث وفيات وأضرار جسيمة داخل تسلسل الهرم القيادي لحزب الله. ومع ذلك، كان من المفترض أن تحمي هذه الأجهزة أعضاء الحزب وقيادته من أي اختراق لأجهزة المخابرات الإسرائيلية. علما ان هذه العملية معقدة للغاية، ومن الواضح أنه تم اختراق هده الشبكة في مرحلة ما من السلسلة اللوجستية. [1] فهذه العملية هي نتيجة عمل استخباراتي رفيع المستوى، أدى إلى تصفية الزعيم التاريخي لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر 2024. وكان "السيد" حسن نصر الله بالنسبة للبعض زعيماً كاريزمياً، عزز صفوف الحزب. وجلب لحزب الله حلفاء خارج المعسكر الشيعي، ويعتبره آخرون زعيماً "إرهابياً" صارماً يكرهه خصومه.
-------------
[1] نيويورك تايمز- 17 سبتمبر 2024 مقال شيرا فرانكل- رونين بيرجمان، زرعت إسرائيل متفجرات في أجهزة الحماية التي بيعت لحزب الله.
----------------

فما ان نُشرت الأخبار الأولى عن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادة حزب الله، ثم الإعلان عن تصفية زعيمه التاريخي حسن نصر الله، وسرعان ما انفجرت أسئلة عديدة على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول التقدم المذهل الذي أحرزه جيش الدفاع الإسرائيلي في حربه الوجودية ضد إسرائيل.
ثم تطرح الباحثة سؤال: هل حققت تل أبيب أهدافها العسكرية من خلال إضعاف إيران وحلفائها؟ وهل وضعت حداً لتقدم النفوذ العسكري الإيراني في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر؟


لكن للإجابة على هذه الأسئلة، من المهم التذكير بالسياق العام: كيف تمكنت تل أبيب من الفشل أولاً في حساباتها الاستراتيجية تجاه جيرانها العرب والمسلمين، ومن ثم تحقيق مكاسب عسكرية. فرداً على عملية طوفان التي قادتها حماس في 7 أكتوبر 2023، بدا الهجوم المضاد الذي شنه نتنياهو في قطاع غزة في البداية خالياً من أي استراتيجية عسكرية وسياسية. وقد ساهم هذا الوضع في تشويه الصورة الدولية لإسرائيل. لم يؤد تورط الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة حتى الآن إلى أي وقف لإطلاق النار، الأمر الذي أثار الرأي العام الدولي بشدة، وخاصة بين الشباب وبرز في الولايات المتحدة، تناول المسألة الإسرائيلية الفلسطينية وسياسة حل الدولتين. الحل [3].
-------
[3] انظر : جوردان ماشنيك وإلين كارمارك - فجوة الأجيال في الآراء تجاه إسرائيل معهد بروكينجز- Brookings
-------------
وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن تنخرط طهران في هجوم مضاد للانتقام الفوري ، فقد انتهى الأمر بالاستسلام لضغوط ، ولا سيما ضغط "محور المقاومة". وبعد قرار مجلس الأمن ، ردت قوات الحرس الثوري من سبع مدن إيرانية. وأطلقت نحو 181 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل[4]. ويجب أن نتذكر أن التموضع الإيراني في استراتيجيتها العسكرية يقوم على «الصبر الاستراتيجي»، مما يسمح لها باغتنام الفرص. وفقًا لفن الحرب، فإن المفاجأة في المشاركة العملياتية- من خلال خيبة الأمل- لها تأثير أكبر من بدء هجوم مضاد.
-----------------
[4]. مقابلة مع أوليفييه دوجاردان - Olivier Dujardin - حول تقييم قدرة الرد الإيراني في 1 أكتوبر 2024.
--------------------
ولم تظهر طهران، على عكس تل أبيب، رغبة رد هجوم مضاد دون استراتيجية مسبقة، في أعقاب سلسلة عمليات التصفية لشخصيات رفيعة المستوى. وتعتبر هذه الأخيرة ذات قيمة في تعزيز تسليط الضوء على قوتها في المنطقة. وسواء كان ذلك للانتقام لإسماعيل هنية، ، أو زعيم حزب الله حسن نصر الله، فقد حبست طهران أنفاسها، لكنها في نهاية المطاف استسلمت للضغوط التي مورست حولها.
ولوحظ أنه بعد هذا الرد في 1 أكتوبر 2024 والذي أطلق عليه "الوعد الصادق رقم اثنين" [5]، كأن إيران نفسها انجرفت علنًا رغمًا عنها نحو انخراط أكثر مباشرة في حربها ضد إسرائيل. وأدرك الإماميون[6] - هم إلى حد كبير محافظون إيرانيون متشددون في انتسابهم للإمام الخميني - أنهم قد يفقدون كل الشرعية التي بُنيت في العقود الأخيرة لدى الرأي العام العربي الإسلامي، إذا ظلوا صامتين واكتفوا بالتصريحات السياسية الكبرى، دون عمل عسكري. إنها مسألة مصداقيتهم فيما يتعلق بشركائهم في الميليشيات. وهذه المصداقية تمنحهم الشرعية لإعلان أنفسهم قوة إقليمية.
------------------
[5] الوعد الصادق رقم 2 هو عملية الرد التي نفذتها طهران رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على قادة “محور المقاومة” التابع لها
------------------
إن الموقف الإيراني ظل يستجيب للرغبة في الصبر الاستراتيجي والبراغماتية لتعزيز تقدم طهران الجيوستراتيجي. ويعتمد هذا التقدم على تعزيز العمليات المستوحاة من نهج الحرب غير المتكافئة. وتستخدم طهران وكلائها ضد الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وتسعى إلى كسب تعاطف آراء المجتمعات العربية الإسلامية من خلال الاستثمار في القضية الفلسطينية. وشكل القضاء على الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في عاصمتها إذلالاً لطهران التي أظهرت مدى تغلغل أجهزة المخابرات الإسرائيلية في أجهزتها الأمنية. فالضربة القوية التي تلقتها قيادة حزب الله بعد بضعة أشهرمن شأنها توفير معلومات عن مستوى استعداد تل أبيب، العازمة على مواجهة جبهتيها اللبنانية والسورية، من خلال تقليل الاستثمار على جبهة غزة.

في الواقع، إن هجومي حماس في 7 أكتوبر 2023 ثم هجوم 17 إلى 18 سبتمبر 2024، مروراً بتصفية الزعيم التاريخي حسن نصر الله، سلطا الضوء تباعاً على جزء من مسرح الحرب الأمامية على القطاع الشرقي. ولم تقم طهران بتفعيل عملية طوفان، على الرغم من أنها ساعدت في رفع مستوى مقاتلي حماس وساعدتهم على ولوج "محور المقاومة" المستعد للقتال. فلم تكن طهران سبباً في توقيت هذه الحرب بأي حال من الأحوال، ولكن في الوقت المناسب، سمحت لها بإدراك درجة استعداد أحد خصومها. هناك تحول نموذجي في مفهوم القتال وقراءة جديدة للالتزام العملياتي وجب استيعابها.
الاستهداف هو عملية يقررها المستوى السياسي، وهي تتبع تحليل كافة الخيارات المتاحة ونتائجها. وأظهرت تصفية إسماعيل هنية وحسن نصر الله من جانب تل أبيب عدم وجود أي رغبة في التفاوض. وكانت العواقب على الأرض صعبة: ماذا سيأتي من تدمير هيكل قيادة حزب الله؟ يمكن لهذه الإجراءات أن تسمح للجيش الإسرائيلي بتحسين صورته بين مجموعات سكانية معينة في سياق حرب المعلومات بقدر ما يمكن أن يكون لها تأثير معاكس بين مجموعات سكانية أخرى. يمكن لتل أبيب أن تحتفل بأنها اخترقت هيكل قيادة حزب الله على مستوى تاريخي بينما أظهرت تفوقها التكنولوجي.
_____ يتبع طهران ضد إسرائيل: ما هو الحل ؟ 2 تطرف المواقف_________________



#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)       Marzouk_Hallali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوق العالمي للمخدرات 1
- لقد قيل : إذا كنت في المغرب فلا تستغرب
- اقتصاد الجهل أعلى مرحلة للرأسمالية
- حول كتاب عودة القوى العظمى ل - جيم سيوتو - Jim Sciutto
- حول نشأة مجمع التفكير -- THINK TANK وجهة نظر - فرنسا نموذجا
- حول نشأة مجمع التفكير -- THINK TANK -1من 2
- هل العالم على أعتاب صراع عالمي كبير مقبل- حرب عالمية اخرى-
- امحو فلسطين لبناء إسرائيل رغم انغراس الهوية الوطنية - 4 -
- امحو فلسطين لبناء إسرائيل رغم انغراس الهوية الوطنية - 3 -
- امحو فلسطين لبناء إسرائيل -تحول المشهد وتأصيل الهويات الوطني ...
- امحو فلسطين لبناء إسرائيل رغم انغراس الهوية الوطنية
- الجيش المغربي عزز دفاعه الجوي بمنظومة صينية
- رفض المجتمع المغربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني للذكرى ليس إل ...
- استراتيجية جيوسياسية : لماذا تدعم الولايات المتحدة إسرائيل؟
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن -8
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن -7
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن -6
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن - 5
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن - 4
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن - 3


المزيد.....




- -المدينة البعيدة-.. هكذا تبدو النسخة التركية من مسلسل -الهيب ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 95 عسكريا روسيا من أوكرانيا
- زوبعة في لبنان بسبب -الفوقية الإيرانية-
- مقتل يحيى السنوار: المشهد الأخير وردود الفعل
- رجال الإطفاء يعملون على قدم وساق لإنقاذ المتضررين من الفيضان ...
- عودة ترامب المحتملة تثير هواجس صناع القرار في برلين
- كلمة إسرائيل في الاتحاد البرلماني الدولي تثير أزمة في ليبيا. ...
- انطلاق منتدى موسكو المالي بنسخته الثامنة
- حميميم: -التحالف الدولي- في سوريا انتهك بروتوكولات تجنب التص ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة في البحر العربي بطائرات مسيرة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مرزوق الحلالي - طهران ضد إسرائيل: ما هو الحل ضد؟ 1 من 3