ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 1779 - 2006 / 12 / 29 - 10:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أيام قليلة وتمر الذكرى الأولى لظهور السيد عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق على شاشة العربية , ظهوره حاز على اهتمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية, فأغلب هذه الوسائل راحت تتناول حديثه الذي وصفته بالناري والهجومي على نظام الرئيس بشار الأسد.
لم يتوقع أحد من السوريين أن تنفصل عرى بعضها عن بعض , فإلى اليوم أغلبهم يعيش تحت قبة نظام الاستقرار المتناهي في الحكم , واللامتناهي في التغير والتبدل.
لعل هذه الاشارة تفسر خروج خدام المفاجىء عن سكة النظام الأبدية , لقد أراد الخروج من فلك التناهي واللاتناهي التي وضعها فيلسوف العرب ( الكندي) إلى ما وراء الطبيعة البشرية.
إنها ميتافيزيقيا الإصلاح والتغيير التي بشر بها خدام , أي الإصلاح الغيبي , فكما يعد رجال الكهنوت المؤمنين بدخول الجنة , وعد خدام بدوره الشعب السوري بالتحرك إلى الاستعداد لخوض معركة التغيير , ولا أحد يعلم ما إذا كان سيدخل الجنة ويحصل على التغيير , أم سيبقى في النار مؤبداً بها ؟.
الظهور المتكرر لخدام على مدار عام 2006 شكل بانوراما متكاملة الوجوه متعددة الاتجاهات , بدأت بانضواء الإخوان المسلمين تحت راية جبهة الخلاص الوطني , وعقدها لمؤتمر بروكسل المشترك , والإعلان عن برنامج عمل مصحوب بمجموعة خطوات نظرية .
إنّ رهان السيد خدام على كسر بيضة النظام , رهان خاسر , ويتساءل البعض عن أي بيضة نتحدث؟ إنها بيضة اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق , فبوابة النظام السوري عتية على التغيير والكسر , الرهان كان منصباً على تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس , ليأتي دور المحقق الكتوم براميريتس , ويستمر الرهان على المحكمة بطابعها الدولي , التي تعثرت بفعل الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان , وبفعل الهبّة الشعبية التي قام بها السيد حسن نصر الله لإسقاط حكومة السنيورة.
تمتاز الأنظمة العربية بأنها عصية على التغيير والغرق في آنٍ معاً, فسياسة عقد الصفقات جارية على قدم وساق , بما فيها بيع الأوطان في المزاد الدولي وبالسعر البخس .
أبو جمال وفي مرحلة سابقة ابن هذه الأنظمة , ولمدة طويلة يعرف كيف تتنفس وتستمر إلى ما لا نهاية ؟ ويعلم علم اليقين أن الظهور على الشاشات لن يجدي نفعاً مع السوري البسيط الذي تتقاذفه الأقدام وكأنه كرة وسط ملعب مخطوف.
من حق السيد خدام أن يختلف مع غيره , ولا يجوز لأحد أن يبخس هذا الحق المقدس .
إنّ الرهان الصحيح على الأجيال الشابة المنزوعة الخوف, لا على الماضي بأدواته القديمة, دون أن يعني ذلك نفياً للماضي والقفز على تجاربه, هذا هو الرهان الذي تتمناه سورية اليوم
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟