أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - تفاصيل صغيرة من الصورة الكبيرة















المزيد.....

تفاصيل صغيرة من الصورة الكبيرة


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8134 - 2024 / 10 / 18 - 09:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت اللقطات الاخيرة التي سجلتها طائرة مسيرة لاحقت الارهابي يحيى السنوار قبل قتله داخل منزل قد تعرض للقصف من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي رسالة عميقة وجديرة بالتمعن من قبل كل من يدعي الاعتصام والاحتماء بحب الجماهير ودعمهما في أيدولوجيته المبنية على سفك دماء الأبرياء بحجة (المقاومة والدفاع عن الحقوق).
الإرهابي السنوار الذي قاد حماس اثناء وقبل الحرب وروج لعقيدتها الدموية مات وحيدا وبلا مساعدين او مرافقين بعد ان اختبأ بين الاحياء والحارات المدنية فوق الأرض، وفي إنفاق غزة العنكبوتية، مات وليس في ترسانته أكثر من بندقية كلاشنكوف وبضع رصاصات كان يظن انها كافية لصد جيش يستطيع ان يرصد ما موجود تحت الأرض لمسافة خمسين مترا، ويستطيع ان يقطع الاف الكيلومترات ليدمر هدفا يهدد سلام وامن إسرائيل وشعبها، ويستطيع ان يصد سيلا من الصواريخ البالستية وغير البالستية بمنظومة حربية ذكية.
لقد أعاد مشهد قتل السنوار درس اخراج صدام من حفرته التي وجد فيها مأواه الأخير بعد ان انفض عنه الهتّافون، مع فرق بسيط وهو ملاقاة الموت بعد برهة وليس حالا كما حصل لزعيم حماس الإرهابية.
لقد كان الإرهابي يحيى السنوار يعلم علم اليقين ان الوصول اليه ليس أكثر من مسألة وقت بعد ان وقعت خرائط أنفاق غزة بيد الاستخبارات الإسرائيلية، وكما تم الوصول الى الإرهابي الاخر حسن نصر الله، وبعد ان شدد جيش الدفاع الخناق حول الحواضن المحتملة لايواء قيادات حماس الأكثر خطورة ودموية، خرج السنوار من الانفاق وعزل نفسه خشية الوشاية وكانت النتيجة ما رأيناه في اشرطة الفيديو المسربة للصحافة العالمية.
ولو أعدنا النظر لليوم الذي سبق السابع من تشرين الأول من عام 2023 سيكون علينا ان نسأل أولا: ماذا كان يقدم ارهابيو حماس للفلسطينيين والمنطقة برمتها وماذا كانوا يأخذون؟
مما لا شك فيه اننا لم نسمع من كل المنظمات المسلحة التي اباحت الدم العربي والإسرائيلي طوال 75 عاما الا الجعير السياسي المبني على عواطف الجمهور الأمي والجاهل لحقوقه. ومن خلال معايشتنا للفلسطينيين الذي التقيناهم خلال مسير الحياة في بلداننا او في بلدان أخرى اضطررنا للعيش فيها بسبب دمار بلداننا الاصلية. وجدنا ان الأغلبية منهم كانت تريد السلام مع إسرائيل لتعيش الأجيال الجديدة في حياة متناغمة ومسالمة بعد عقود طويلة من الدم والدمار، ولكن الصعود الحاد للتيارات الدينية الراديكالية والتكفيرية قد جر المنطقة باسرها الى شفا الهاوية، وما نعيشه في هذه اللحظة ما هو الا نتيجة أولية من نتائج الاستهتار بدم الاخرين.
كما ان التجربة علمتنا بان ازدياد عدد المساجد والحسينيات والجوامع في مدينة ما لا بد ان تعقبه زيادات مضاعفة في قساوة اهلها وجمودهم وتخلفهم الفكري والحضاري، وبمقارنة مدن عربية مثل بغداد ودمشق وبيروت والقاهرة قبل صعود الملتحين والمعممين لقيادة الشارع فيها وبعده، سنجد ان مظاهر التسامح و النزاهة والتحضر قد اختفت امام قيم التوحش والتغول والانغلاق الفكري الصادم، فلا المدارس قادرة على بث روح المساواة بين طلابها بسبب الطائفية والعرقية والتمييز الديني، ولا القوانين تنصف المظلومين طالما كان أصحاب البنادق والحل والربط هم من يقرونها وهم من يعينون القضاة وهم من يحددون الصالح من الطالح حسب مصالحهم السياسية و العقائدية.
لقد ابتلعت (القدس) كل من نادى باسترجاعها، وابتلعت بالنتيجة مصير ملايين البشر بأحلامهم التي كانت تستطيع ان تبني ملايين الاقداس.
لم يحدث أي اعتداء إسرائيلي على (الفلسطينيين) في غزة او الضفة الغربية قبل يوم 7 تشرين الثاني من العام الماضي، كان كل شيء على ما يرام وكان قادة حماس الإرهابية يستلمون دعمهم الشهري بانتظام من الدوحة دون ان تؤخر الإجراءات الإسرائيلية المصرفية أي عملية صرف، وكان قادة الارهاب في الداخل ( الفلسطيني) ينعمون بالكثير من الأمان والاستقلالية حتى انهم اسسوا حكومة لها وزاراتها ومؤسساتها الخاصة بدون أي تدخل إسرائيلي، فجيش الدفاع الإسرائيلي انسحب من غزة منذ آب 2005، بل ان الجيش الإسرائيلي ضغط على المستوطنين الإسرائيليين الذين رفضوا اخلاء مساكنهم لهدمها وتسليم ارضها لقادة حماس الإرهابية بقبول حزم التعويضات التي دفعتها حكومة ارييل شارون قبل الخامس عشر من آب 2005.
وقد انتهجت حكومة ارييل شارون هذه الخطة لتجنب الضغط الدولي على إسرائيل من اجل حل الدولتين، لان الإسرائيليين يتمسكون بأرض بلادهم التي وعدهم الله بها، ولا يسمحون لدولة أخرى بالظهور داخل ارض الميعاد، وكذلك لعزل حماس داخل غزة وتجنب الصدام معها لعل فكرة للسلام تنبثق من تحت الكوفية (الفلسطينية).
كل شيء كان على ما يرام، وفجأة داهم ارهابيو حماس حشد من الراقصين والموسيقيين في أحد المهرجانات وقتلوا أكثر من ألف بريء اعزل في هذا الهجوم الذي شمل مناطق إسرائيلية متاخمة لمكان المهرجان، وخطفوا أكثر من مائتي طفل وكهل واعزل وعاجز ومريض واحتجزوهم داخل انفاقهم، فمات بعضهم هناك وما يزال قسم آخر يعاني قسوة الاسر، لقد استغل ارهابيو حماس انشغال الجنود الإسرائيليين باحتفالات (يوم كيبور) وزامنوا هجومهم بذكرى حرب تشرين التي دارت على الجبهة السورية والمصرية في عام 1973.
أي ان حماس الإرهابية هي من بدأ الحرب التي ما زالت مستمرة حتى اللحظة. فبعد سنة من هذا الهجوم الإرهابي تحولت غزة الى خرائب متناثرة وأصبح أهلها مشردين بعد ان قتل وجرح ما يقرب من 150 ألف شخص بين امرأة ورجل وطفل، وكان هذا الحصاد الدموي نتاج تحالف حماس الإرهابية مع الراديكاليين الشيعة والسنة من اخوان مسلمين ومبشرين بـ(ولاية الفقيه).
كما ان إسرائيل قد لاحقت ـ وما زالت تلاحق وستبقى ـ كل قيادات حماس الإرهابية وقتلت الصف الأول منهم والصف الثاني وستستمر في ملاحقة من يساندها من مجموعات مسلحة مثل (كتائب القسام) (حزب الله الإيراني) وعناصر (الحوثي) والمليشيات العراقية المؤتمرة بأمر الحرس الثوري وقد يطال الانتقام الإسرائيلي قريبا رؤوس قادة محور الشر في طهران وقم والقاهرة والرياض والنجف.
كل ما يدور منذ سنة هو مجرد عرض لتفاصيل صغيرة من داخل خرائط كبيرة ترسم لشرق أوسط جديد بملامح لا تمت الى كل ما مضى في هذا الإقليم.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلبل ال ( دي. ان . اي)
- الرفسة الاخيرة للثور المعمم
- فيل قريش وابابيل خيبر
- موالي مهدوية العراق
- فيل قريش!
- الارضة القطرية!
- صلعميون بهلويون وطورانيون
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا


المزيد.....




- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: خسائر العدو الإسرائيلي ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم إسقاط مسيرتين من نوع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - تفاصيل صغيرة من الصورة الكبيرة