أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جيريش ميشرا - الحصول على الماء -- هل هو حلم؟















المزيد.....

الحصول على الماء -- هل هو حلم؟


جيريش ميشرا

الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 11:41
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لم يمض وقت طويل منذ ان تساءل الروائي البرتغالي والحائز على جائزة نوبل، خوسيه ساراماجو عن المنطق وراء انفاق ملايين الدولارات على ارسال بعثات من اجل اكتشاف هل هناك ماء على القمر ام لا بينما بلايين البشر على الارض لا يتمكنون من الوصول الى ماء الشرب، والصرف الصحي وماء الري من اجل الزراعة. موقفه هذا اتضحت براءة مراميه بواسطة تقرير التنمية البشرية ٢٠٠٦ الصادر حديثا عن منظمة التنمية والسكان التابعة للامم المتحدة، الذي جعل من ازمة المياة على الكوكب بؤرة اهتمامه هذا العام.

في يومنا هذا، اكثر من بليون من البشر لا يحصلون على ماء نظيف للشرب وحوالي ٢.٦ بليون انسان في البلاد النامية ينقصهم الصرف الصحي. تحول ماء الشرب الغير نظيف الى ثاني اكبر سبب لوفاة الاطفال. في المتوسط، يموت في كل انحاء العالم ٥٠٠٠ طفل يوميا من الاسهال. الماء الغير نظيف والصرف الصحي الغير سليم تحولا الى كونهما ثاني اكبر قاتل للاطفال. "عدد الوفيات بسبب الاسهال في ٢٠٠٤ كانت اكبر بحوالي ستة اضعاف القتلى بسبب النزاعات المسلحة في فترة التسعينات". كل عام نفقد ٤٤٣ يوما دراسيا فقط بسبب الامراض المتعلقة بالماء. في اي وقت معين تقريبا نصف سكان البلاد النامية يعانون صحيا بسبب قصور المياة والصرف الصحي. اكثر الفئات تضررا هن النساء والفتيات. فهن ينفقن ساعات من اجل جمع الماء. في اجزاء كثيرة من العالم عليهن قطع مسافات طويلة من اجل الحصول على قدر من الماء. وبالنتيجة، لا تستطيع تلك الفتيات الذهاب الى المدرسة. اكثر من ذلك، ينتج عن نقص المياة الغياب شبه الكامل للمراحيض التي يستخدمها الفقراء في البلاد النامية. تعاني النساء بشكل اسوأ نتيجة لذلك، فهن يواجهن الهوان وعدم الامن عند الذهاب لقضاء الحاجة. المأساة هي ان هذه الاوضاع هي الاوضاع السائدة حتى رغم ان "العالم يمتلك التكنولوجيا، والتمويل، والطاقة البشرية لازالة هذه البلوى بانعدام تأمين المياة لملايين الانفس".

الماء، عبر التاريخ البشري، كانت حاجة ضرورية من اجل البقاء. نقلا عن التقرير، "الماء من اجل الحياة على مستوى الحياة المنزلية، والماء من اجل العيش عبر الانتاج هما ركيزتان من اجل التطور البشري". ورغم ذلك حتى، بلايين الناس يفتقدونهما. ولا يعود ذلك الى النقص المطلق لتوافر المياة ماديا او بسبب ما يسمى النمو السريع لسكان البلاد النامية على نسق نظرية مالتوس. يرفض التقرير بشكل تصنيفي هذا الرأي. "يقول منطقه في طرح القضية بأن جذور مشكلة المياة هذه يمكن اقتفاء اثرها في الفقر، وانعدام المساواة، وعلاقات القوى الغير متساوية، اضافة الى السياسات المعيبة لادارة موارد المياة التي تفاقم من الندرة".

وبرغم حتى ان وسائل الاعلام والحكومات في كل العالم، يوما تهتم ويوما لا، تتحدث بكل الاشكال عن حقوق الانسان وانتهاكاتها الحقيقية او التخيلية، لا يرد ذكر للحصول على المياة من اجل الحياة بوصفها حاجة انسانية اساسية وحق اصيل من حقوق الانسان. حتى في بلد مثل الهند حيث يصبح الحصول على الماء من اجل الشرب والطهي والصرف الصحي والزراعة مشكلة متفاقمة اكثر فأكثر يوما بعد يوم، لم يجذب هذا اهتمام وسائل الاعلام ولا الهيئات التشريعية البرلمانية او الحكومية ليستثمروا وقتا كافيا من اجل مناقشة هذه المشكلة. وبينما يستمر النقاش حول كيفية تحقيق نموا اقتصاديا سنويا برقم مكون من خانتين عدديتين، لا تكاد ترد ملاحظة عن حقيقة ان "المراضة المصاحبة لقصور المياة والصرف الصحي تنسف الانتاجية والنمو الاقتصادي، وتدعم التفاوتات العميقة التي تميز انماط العولمة الحالية وتمسك بتلابيب الاسر الضعيفة في دوامة الفقر".

ورغم الاختلافات في طبيعة المشكلة من بلد الى بلد، هناك نسق مشترك قائم في كل مكان من العالم النامي. هذا النمط يمتلك العديد من الجوانب المشتركة. اولا، نادرا ما تعطي اي بلد من بلاد العالم النامي اولوية سياسية للماء والصرف الصحي، كما هو واضح من بنود الميزانيات المخصصة لهما. ثانيا، في كل مكان السكان الافقر عليهم دفع مقابل اكبر للحصول على الماء لأنهم لا يمتلكون وسائل كافية للوصول الى مياة الشرب العامة. في المناطق الحضرية بالهند وفي اماكن اخرى، الاحياء الفقيرة والعشوائية غير الرسمية التي يعيش فيها فقراء الناس عليهم الاعتماد على مصادر الامداد بالمياة التي يوفرها القطاع الخاص، التي تكون غالية الثمن. الاخير، فشل المجتمع الدولي وضع اولوية مناسبة لوسائل الحصول على المياة في البلاد النامية. كان التقرير صائبا في اشارته الى، "الذي يبرز كل تلك المشاكل، هو حقيقة ان اغلب من يعاني من ازمة المياة والصرف الصحي - فقراء الناس عموما والنساء على نحو اخص - غالبا ما يفتقدون صوتا سياسيا وهو الامر المطلوب لتأكيد حقهم في المياة".

وبغض النظر عن هول المشكلة، فهي ليست غير قابلة للحل لأن لا توجد ندرة في الموارد المالية ولا التكنولوجيا ولا القدرات البشرية التي تستطيع الاضطلاع بها بما يكفي. ومع ذلك، هناك شيء ما ناقصا. بكلمات التقرير، "ما ينقصنا هو السعي المنسق لمد المياة والصرف الصحي للجميع من خلال خطط قومية مصممة بطريقة حسنة وممولة بشكل سليم، تدعمها خطة عمل كوكبية لصياغة الارادة السياسية ولحشد الموارد معا".

يلاحظ التقرير ان السكان الاكثر ضعفا في العالم الذي يبلغ عددهم الملايين هم في قلب هذه المشكلة القائمة. تهدد هذه الازمة بقاء هؤلاء الناس على قيد الحياة لعوزهم الى ماء الشرب النظيف وافتقادهم الصرف الصحي السليم ولدمار سبل حياتهم. ولسنا في حاجة للقول ان "ذلك يعرقل التقدم الانساني، ويسجن اقسام واسعة من الانسانية لحياة الفقر، والضعف وعدم الامان. تزهق هذه الازمة مزيد من الارواح من خلال المرض اكثر من حصيلة القتلى في احرب من خلال المدافع. هذه الازمة تدعم ايضا المظالم الكريهة لعدم المساواة في فرص الحياة التي تقسم الامم الى امم غنية واخرى فقيرة... والتي تقسم داخل البلدان الناس على اساس الثروة، والنوع والعلامات الاخرى التي تدعو للحط والهوان".

متوسط متطلبات المياة للاغراض المنزلية يبلغ حصة صغيرة جدا من اغراض استخدامات المياة، عادة اقل من ٥٪ من مجموع الاستهلاك، ولكن هذا المتوسط يخفي نوع رهيب من انواع الظلم والتفرقة في الحصول على الماء من اجل الشرب والطهي ومن اجل الصرف الصحي. "في المناطق المرتفعة الدخل في المدن الاسيوية، وامريكا اللاتينية وافريقيا جنوب الصحراء يستمتع الناس بالحصول على عديد من مئات اللترات من المياة التي تصل الى بيوتهم يوميا باسعار منخفضة بواسطة المنشآت العامة. في نفس الوقت، سكان الاحياء العشوائية والاسر الفقيرة في المناطق الريفية في نفس البلدان يحصلون على اقل من ٢٠ لتر من الماء يوميا للشخص من اجل قضاء حاجاته الانسانية الاشد ضرورة. تتحمل النساء والفتيات العبء مضاعفا، حيث انهن اللاتي يقدمن التضحية بوقتهن وتعليمهن من اجل جلب الماء".

يقدر الحد الادنى من الاحتياجات للماء بعشرين لتر في اليوم ومعظم الناس المقدر عددهم بـ ١.١ بليون شخص المصنفين على انهم يفتقدون امكانية الوصول الى الماء النظيف يستخدمون فقط ٥ لترات منه يوميا، اي واحد على عشرة من متوسط الكمية المستخدمة يوميا في البلاد الغنية لصناديق الطرد في المراحيض للتخلص من البراز. يبرز التقرير اشكال عدم المساواة الفاضحة في استخدام المياة في الكلمات التالية: "في المتوسط، الفرد الاوروبي يستخدم اكثر من ٢٠٠ لتر - وفي الولايات المتحدة يستخدم الفرد اكثر من ٤٠٠ لتر. عندما يشد الفرد الاوروبي السيفون في مرحاضه او الفرد الامريكي يأخذ حماما سريعا في منزله، بذلك هو او هي يستخدمون كمية من الماء اكثر مما هي متاحة لمئات الملايين من الاشخاص الذين يعيشون في مدن الصفيح او المناطق الجرداء في العالم النامي. صنابير المياة التي يتسرب ماؤها في قطرات نتيجة للخلل في البلاد الغنية تفقد من الماء ما هو اكثر مما هو متاح لبليون من الناس".

زعماء من امثال جورج دبليو بوش وتوني بلير يتحدثون طوال الوقت عن كفاحهم الذي لا يلين من اجل الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان ورفاهية الناس في كل انحاء العالم، ولكنهم نادرا ما يعبرون عن رغبتهم في المبادرة بأي جهود جدية لمساعدة مئات الملايين من الناس في البلاد النامية من اجل الحصول على مياة للشرب والغسيل والتنظيف ولري مزارعهم. لا يوجد نقص في التمويل لأن الكثير من الاموال تهدر في حروب لا ضرورة لها، وفي الانفاق على قواعد عسكرية وفي دفع استحقاقات رجل بوليس العالم الذي عين نفسه ولم يعينه احد.

[email protected]

ZNet - كفاية زي نت العربية



#جيريش_ميشرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جيريش ميشرا - الحصول على الماء -- هل هو حلم؟