أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دلير زنكنة - الحرارة المميتة في السجون الأميركية تنتهك قوانين القسوة على الحيوانات















المزيد.....

الحرارة المميتة في السجون الأميركية تنتهك قوانين القسوة على الحيوانات


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 8133 - 2024 / 10 / 17 - 21:46
المحور: حقوق الانسان
    


بقلم جون كيرياكو - 4 أكتوبر 2024


كان صيف عام 2013 هو الصيف الأول الذي أمضيته في السجن بعد أن سُجنت بسبب كشفي عن برنامج التعذيب الذي تنفذه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
عندما حل الصيف في لوريتو بولاية بنسلفانيا، كنت قد تعرفت بالفعل على عدد من الأصدقاء، وكان أغلبهم من نزلاء السجن "الإيطاليين"{من أصول ايطالية}. وفي يوم دافئ من أيام الربيع، ذكرت لأحد الإيطاليين أنني لم أمض صيفاً في بنسلفانيا منذ سنوات دراستي الثانوية.
علق صديقي بأن الطقس ربما يكون أكثر حرارة مما كنت أذكره، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تغير المناخ. لكنه أضاف: "كن حذرًا. لا يوجد تكييف هواء هنا. ولن تدرك مدى ارتفاع درجة الحرارة إلا عندما تصبح شديدة الحرارة". وكان محقًا.
كانت الاقسام الوحيدة من السجن التي كانت مزودة بتكييف الهواء هي مكتب السجان والوحدة الطبية وكبائن الحراسة. وكان على 1425 سجيناً (في سجن بُني لاستيعاب 875) أن يتدبروا أمورهم بأنفسهم في ظل الحر الشديد. والأسوأ من ذلك أن العديد من وحدات السكن، بما في ذلك وحدتي، كانت خالية من النوافذ. لم يكن لدينا أدنى فكرة عما إذا كان الجو نهاراً أو ليلاً، أو ممطراً أو ثلجياً، أو مشمساً أو غائماً. ولكننا كنا نشعر بالحر بكل تأكيد.
في الواقع، كنت محظوظاً. أولاً، لم أقضِ سوى 23 شهراً في السجن، وكان لدي حرية أخذ منشفة حمام، ونقعها في ماء بارد، و و وضعها فوقي في السرير. وهذا ما فعله معظمنا لتجاوز الحر. ثانياً، كنت في بنسلفانيا، وليس تكساس أو فلوريدا أو أريزونا أو لويزيانا أو ميسيسيبي أو ألاباما أو أي من الولايات الأخرى التي تشتهر بوجود سجون لا تحتوي على تكييف هواء.
أريد أن أضع هذا الأمر في نصابه الصحيح. أنا لا أتحدث عن شعور الناس بعدم الارتياح فحسب. الأمر أسوأ من ذلك بكثير:
* وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، توفي أكثر من 13 ألف سجين بسبب الحرارة الزائدة في السجون الأمريكية على مدى السنوات العشرين الماضية، أي أكثر من 600 سجين سنويا.
* وتزعم دعوى قضائية مرفوعة حالياً في ولاية تكساس أن درجات الحرارة في السجون هناك تصل عادة إلى ما بين 120 و130 درجة فهرنهايت {49 الى 55 مئوية}وأن السجناء كثيراً ما يلجأون إلى رش أنفسهم بمياه المرحاض لتبريد أجسادهم. ويحاول آخرون الانتحار حتى يتسنى نقلهم مؤقتاً إلى وحدات طبية مجهزة بتكييف الهواء.
* وقد تم رفع قضايا مماثلة تتعلق بالحرارة المفرطة ضد إدارات الإصلاح في جورجيا ونيو مكسيكو ولويزيانا، حيث يزعم المحامون أن قوانين الولاية تقضي بأن تبقى درجات الحرارة الداخلية في سجون المقاطعات بين 65 و85 درجة فهرنهايت ، ولكن يتم تجاهل هذه القوانين ببساطة.
* أدانت الأمم المتحدة افتقار نظام السجون في ولاية تكساس إلى تكييف الهواء باعتباره انتهاكا لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.
* إن درجات الحرارة الصيفية التي يواجهها العديد من السجناء الأميركيين كل يوم تنتهك في الواقع قوانين معاملة الحيوانات بقسوة .
* وفي دراسة أجريت عام 2023 ونشرت في المجلة العلمية PLOS ONE، خلصت إلى أن معدلات الانتحار ارتفعت خلال فصل الصيف في السجون التي لا يوجد بها تكييف هواء. والأسوأ من ذلك، وجدت الدراسة أنه مقابل كل ارتفاع بمقدار 10 درجات في درجات الحرارة الداخلية في السجون، تزيد معدلات الوفيات بنسبة 5.2%. وتبلغ الزيادة 6.7% بين السجناء الذين يعانون من أمراض القلب.

ولكن المشكلة التي تواجه السجون الأميركية بسبب درجات الحرارة الخطيرة لا تقتصر على الجنوب. فقد توصلت دراسة أجراها علماء الأوبئة في جامعة براون إلى أن الوضع أسوأ في شمال شرق البلاد، حيث لا توجد سجون مجهزة بتكييف الهواء، وحيث لا يعتاد السجناء على درجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة.
توصلت الدكتورة جوليان سكارها وفريقها إلى أن موجة الحر النموذجية التي تستمر يومين تعني زيادة في معدلات الوفيات بنسبة 0.8% في الغرب الأوسط، و1.3% في الجنوب، و8.6% في الغرب، و21.0% في الشمال الشرقي.
إن هذه القضية ليست معقدة. فقد أصدرت العديد من المحاكم الفيدرالية، فضلاً عن المحكمة العليا، أحكاماً بشأن حرارة السجون . وقد فسرت المحاكم الفيدرالية حظر التعديل الثامن للعقوبة القاسية وغير العادية على أنه يعني أن ظروف الحبس لابد وأن تفي "بالحد الأدنى من التدابير المتحضرة لضروريات الحياة" ولابد وأن تتوافق مع معايير المجتمع المتطورة للعقوبات.
حكمت المحكمة العليا في قضية فارمر ضد برينان (1994) بأن ظروف الاحتجاز غير دستورية إذا "كانت تشكل خطراً كبيراً على صحة السجين وإذا تصرف مسؤولو الإصلاحيات بلا مبالاة متعمدة تجاه هذا الخطر الكبير".
لا توجد أخبار سارة هنا. فمن السهل أن نقول "اذهبوا إلى المحكمة!" ولكن السجناء ذهبوا إلى المحكمة لسنوات، وفازوا، ولم يتغير شيء.
و من السهل أن نقول "اذهب إلى وسائل الإعلام!" ولكن وسائل الإعلام هي التي أطلعتنا على هذه الفظائع لسنوات. ولا يبدو أن أحداً يهتم حقاً. وبالنسبة لأولئك الذين يقترحون الذهاب إلى الكونجرس، أود أن أسألهم (بسخرية) "في أي منطقة تترشح لإعادة انتخابك؟"
هل يمكنك أن تتخيل نفسك في حملة انتخابية لإلقاء خطابك الانتخابي وتقول: "أريد أن أجعل السجناء أكثر راحة من خلال إضافة تكييف الهواء إلى السجون الأمريكية!" لن تكسب أي أصوات جديدة
وبناء على ذلك، يتعين علينا أن نواصل النضال، سواء كان ذلك في الأمم المتحدة، أو في قاعات المحاكم، أو على صفحات الصحف، أو في الشوارع. فلابد أن يحدث شيء ما في نهاية المطاف.
……………
جون كيرياكو

كان جون كيرياكو محللاً وضابطاً في وكالة المخابرات المركزية من عام 1990 إلى عام 2004.
في ديسمبر/كانون الأول 2007، كان جون أول مسؤول حكومي أميركي يؤكد استخدام أسلوب الإيهام بالغرق لاستجواب سجناء القاعدة، وهي الممارسة التي وصفها بأنها تعذيب.
كان كيرياكو محققاً كبيراً سابقاً في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ومستشاراً سابقاً في مجال مكافحة الإرهاب. وأثناء عمله في وكالة الاستخبارات المركزية، شارك في مهام حاسمة لمكافحة الإرهاب في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، ولكنه رفض التدريب على ما يسمى "أساليب الاستجواب المعززة"، ولم يأذن قط بمثل هذه الجرائم أو ينخرط فيها.
بعد مغادرته وكالة الاستخبارات المركزية، ظهر كيرياكو في مقابلة مع بريان روس على قناة إيه بي سي نيوز، حيث أصبح أول ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية يؤكد وجود برنامج التعذيب التابع للوكالة. وكشفت مقابلة كيرياكو أن هذه الممارسة لم تكن نتيجة لتصرفات عدد قليل من العملاء المارقين فحسب، بل كانت سياسة رسمية أميركية معتمدة على أعلى مستويات الحكومة.
إن كيرياكو هو الموظف الوحيد في وكالة الاستخبارات المركزية الذي ذهب إلى السجن فيما يتصل ببرنامج التعذيب الأميركي، على الرغم من أنه لم يقم بتعذيب أحد قط. بل إنه هو الذي كشف عن هذه الجريمة البشعة.

المصدر

https://covertactionmagazine.com/2024/10/04/deadly-heat-in-u-s-prisons-violates-animal-cruelty-laws/



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين وصعود الفاشية -المقبولة سياسيًا-
- كلام بلا افعال: لماذا الدول العربية عاجزة عن وقف إسرائيل؟
- واشنطن تنصب فخا لإيران فهل تبتلع إيران الطعم ؟
- ما تحتاج إلى معرفته: الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غ ...
- فوز أنورا ديساناياكي: نظرة عن قرب على أول رئيس شيوعي لسريلان ...
- على تركيا أن تتوقف عن منع ذهاب أسطول الحرية إلى غزة
- مايكل بارينتي. الماركسية والأزمة في أوروبا الشرقية
- هل كان الاتحاد السوفييتي -رأسمالية دولة- و-إمبريالية اشتراكي ...
- عصر أحفاد العائلة البارزانية عصر الظلامية والنهب
- اليسار ليس مفهوماً
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ...
- التحالف الخياني النازي الصهيوني
- خمسة حقائق يجب معرفتها عن الشيوعية فريدا كاهلو
- خطاب خروتشوف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي : ال ...
- التحرر المنقطع: المرأة والعمل في ألمانيا الشرقية
- الأزمة المتكاملة في الولايات المتحدة وصنمية النقاء
- الأسس الأيديولوجية للإرهاب الصهيوني
- بونابرت الإسرائيلي
- المادة في حركة: دور الفلسفة الديالكتيكية في العلوم
- مسائل المادية: دور الفلسفة في العلم


المزيد.....




- سفير ومندوب ايران الدائم لدى الأمم المتحدة يؤكد في رسالة الى ...
- مندوب ايران الدائم لدى الأمم المتحدة: نحن على استعداد تام لل ...
- الأول من نوعه.. تقرير حول مكافحة الفساد في المغرب يخلق جدلا ...
- ممثلية ايران بالامم المتحدة: اوربا تتخذ مسارا خاطئا وخطيرا ح ...
- صدور مذكرات اعتقال بحق الشيخة حسينة وقادة حزبها وحكومتها الس ...
- الأمم المتحدة: 345 ألف شخص في غزة مهددون بالجوع هذا الشتاء
- غوتيريش: خطر المجاعة في غزة “لا يمكن قبوله”
- أنباء عن مقتل عشرات المهاجرين الأفغان برصاص الأمن الإيراني
- السعودية: إعدام سوري حاول تهريب أقراص مخدرة إلى المملكة
- لبيد: علينا اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دلير زنكنة - الحرارة المميتة في السجون الأميركية تنتهك قوانين القسوة على الحيوانات