شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8132 - 2024 / 10 / 16 - 22:00
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إسرائيل تصعّد مجازرها و جرائم حربها عبر لبنان : - نتنياهو يهدّد ب" دمار و عذابات مثل تلك التي نشاهدها في غزّة "- و الولايات المتّحدة تدعم إسرائيل و توبّخ الشعب اللبنانيّ
جريدة " الثورة " عدد 875 ، 14 أكتوبر 2024
www.revcom.us
هل تريدون معرفة لماذا يوجد 40 ألف جندي من جنود الولايات المتّحدة في الشرق الأوسط و لماذا إسرائيل ، الحليف
الأساسي للولايات المتّحدة ، تنفّذ إبادة جماعيّة و جرائم حرب في غزّة ، لبنان ، و عبر المنطقة ، و تهديد بالحرب ضد إيران ؟
إبدأوا بالتالى :
" يقوم النظام الرأسمالي المهيمن اليوم ، و لا يمكنه الوجود أو السير دون ، على الإستغلال الوحشيّ لتماما مليارات الناس عبر العالم – و خاصة منتهى الإستغلال الخبيث لشعوب ما يسمّى بالعالم الثالث ( أمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا ) بما في ذلك أكثر من 150 مليون طفل – مجبرين على الشغل في ظروف شبيهة بظروف العبيد في معامل هشّة و المناجم و المزارع . "
( @BobAvakianOfficial, REVOLUTION 84 )
بالنسبة إلى حكّام الولايات المتّحدة ، الحفاظ على الموقع الهيمني في هذا النظام العالمي الإستغلالي يتطلّب أنّ أن تسيطر الولايات المتّحدة على المناطق و الأسواق و الموارد المفاتيح عبر الكوكب ، بينما يمنع المنافسين من القيام بذلك ، و يمنع الجماهير الشعبيّة من التمرّد ضد إستغلالها و إضطهادها .
و القيام بكلّ هذا يقتضى عنفا همجيّا – حروب و تدخّلات و إنقلابات و إغتيالات و التعذيب و أكثر من ذلك لا تنتهى . و هنا تأتى إسرائيل كفارض مسلّح لمصالح الولايات المتّحدة في الشرق الأوسط ، و لماذا تواصل الولايات المتّحدة دعمها و تمويلها و تسليحها بما يفوق 17 بليون دولار في السنة الفارطة وحدها – حتّى في وجه الإبادة الجماعيّة الواضحة و الوحشيّة في غزّة .
وتوسّع إسرائيل حملة الغزو والقصف بالقنابل والإرهاب - أكثر من مليون مهجّر وأكثر من ألفي قتيل و المزيد كلّ يوم :
هشام البابا ، لبناني عمره 59 سنة ، طريح فراش في مستشفى في مدينة صيدا . كان يزور أخته دونيز لما قصفت إسرائيل منزلها . و قد وقع تحت الأنقاض طيلة 9 ساعات قبل إنقاذه . لقد كان أحد " المحظوظين " . و أخته و زوجها و أطفلاها تمّ قتلهم . " لقد قتلوا جميع الناس لكنّهم لم يقولوا لماذا ضربوا هذا المكان هذه جريمة حرب " ، قال . نحن مائة بالمائة أناس عُزّل . لسنا منخرطين مع أيّ كان . " لقد كان هذا القصف " وحشيّا " (1) .
و ثمّة آلاف القصص مذل هذه في لبنان ، و نما العدد مذّاك .
يوم الخميس ، 10 أكتوبر 2024 ، دمّرت إسرائيل مبنيين من ثمانية طوابق و أربعة طوابق وسط بيروت ، عاصمة لبنان، قاتلة 22 إنسانا و جارحة 117 آخرين . و كانت هذه المباني تقع في ماطق مدنيّة كثيفة السكّان بمنازل و عمارات و مدارس و مغازات . كانت تلك الضربةّ الأكثر قتلا لإسرائيل في بيروت في السنة الماضية من الحرب . (2)
و القنبلة التي خلّلإت هذا العدد من القتلى و هذا الدمار صُنعت في الولايات المتّحدة الأمريكيّة . و كشف تحقيق ميداني لجريدة " الغوارديان " بقايا " علامة تصنيع الولايات المتّحدة و قطع توجيه الهجوم على ذخيرة الهجوم " تحت أنقاض المبنى المهدّم . و هذه أدوات إرشاد تستخدم مع القنابل الكبرى للولايات المتّحدة التي زنتها بين 500 و 2000 باوند / حوالي طن .
و أعلن الجيش الإسرائيلي حديثا أنّه شنّ غارات جوّية ضد أكثر من 1100 هدف منذ بداية غزوه البرّيّ للبنان في غرّة أكتوبر . و قد قتلت إسرائيل أكثر من 2100 لبناني و لبنانيّة و جرحت أكثر من 10.212 في السنة الفارطة من الحرب . و أكثر من 1000 من القتلى قضوا في الأسابيع القليلة الأخيرة . و أكثر من 100 طفل قُتلوا في فقط ال11 يوما الأخيرين و جُرح 690 آخرين – " الأكثر دمويّة ، الأكثر جرحى و الأكثر تحطيما " بكلمات منظّمة اليونيسيف ، [ للأطفال ] التابعة للأمم المتّحدة – طوال الشهرين الأخيرين . زهاء 400 ألف طفل آخرين أُجبِروا على مغادرة ديارهم .
تهديدات نتن – النازي ب " دمار و عذابات مثل تلك التي نشاهدها في غزّة " :
هذا القتل الجماعي على نطاق واسع ليس عرضيّا و لا نتائج جانبيّة لعمليّات عسكريّة " دقيقة " و " محدودة " تقوم بها إسرائيل التي تفعل كلّ ما بوسعها لتجنيب المدنيّين الإصابات . بالضبط هو عكس ذلك و الوزير الأوّل بنيامين نتنياهو ( " نتن- النازي " ) قال الكثير من هذا في الأسبوع الماضي .
في 8 أكتوبر ، أصدر رسالة مشؤومة مهدّدا الشعب اللبناني و معتبرا أنّ الموت و العذابات التي يواجهها أتت نتيجة خطئ اللبنانيّين : " لديكم فرصة إنقاذ لبنان قبل أن ينهار في الهوّة السحيقة لحرب طويلة ستؤدّى إلى تدمير و عذابات مثل تلك التي نشاهدها في غزّة ".
لبنان بلد له سيادته بسكّان متنوّعين ، بمن فيهم مسلمين من الشيعة و مسلمين من السنّة و مسيحيّين و عدد من التيّارات السياسيّة المختلفة . و حزب الله كمنظّمة أصوليّة إسلاميّة تدعمها إيران هو القوّة السياسيّة و العسكريّة المهيمنة ( و لكن ليست الوحيدة ) في لبنان و أهمّ قاعدة مساندته هم السكّان المسلمين الشيعة في لبنان .
و مدى أهداف إسرائيل ل" إنهاء اللعبة " ليس واضحا . إلاّ أنّ تهديد نتنياهو و عمليّات إسرائيل توضّح ، على الأقلّ ، أنّ إسرائيل تعمل على تحطيم حزب الله و لا تعير أيّ إنتباه لكيف أنّ عديد الآخرين يتمّ ذبحهم و إعاقتهم أو ترهيبهم ، و مدى الدمار المتسبّب فيه في المسار – بكلمات أخرى ، أنّ بقيّة لبنان يُترك كمجرّد " أضرار جانبيّة ".
و هذا الصنف من القصف العشوائيّ بالقنابل و العقاب الجماعي بلا جدال جرائم حرب و إعتداءات على سيادة لبنان . وهي تنفّذ بدعم من الولايات المتّحدة .كيف نعرف ذلك ؟ لأنّه في 9 أكتوبر ، يوم أصدر نتن- النازي تهديداته ، تحادث مع الرئيس بايد و نائبة الرئيس هاريس . و أكّدا له الدعم الأمريكي " الذى لا يتزحزح " لإسرائيل . و لم تقع الإشارة إلى التهديد الحامل لإمكانيّة الإبادة الجماعيّة أو العدوان الهمجي ضد لبنان .
و هنا إليكم بعض من ذات التكتيكات الإجراميّة التي تستخدمها الآن إسرائيل في لبنان و التى إستخدمتها لأكثر من سنة ضد الشعب الفلسطيني في غزّة :
القصف الجماعي الكثيف و القتل العشوائي للمدنيّين و تدمير الهياكل المدنيّة :
تقصف إسرائيل بالقنابل المستشفيات و تقتل العاملين بالرعاية الصحّية . و في اليوم عينه الذى هاجمت فيه مبانى في بيروت و قتلت 22 شخصا ، قصفت بالقنابل مستشفى تابع للهلال الأحمر ( المعادل الإسلامي للصليب الأحمر ) على الحدود بين لبنان و سوريا . و قتلت إسرائيل خمسة من موظّفى الإسعاف في جنوب لبنان يوم 9 أكتوبر . و أكثر من مائة طبيب و عامل بالإستعجالي قتلتهم الهجمات الإسرائيليّة في السنة الماضية ، بمن فيهم 72 في شهر واحد فقط ، عندما جدّت غارات إسرائيليّة على مؤسّسات الخدمات الصحّية في لبنان .
و قد أدانت منظّمة الصحّة العالميّة الهجمات المتصاعدة على عمّال الرعاية الصحّية و المستشفيات و حذّرت من إنتشار الأمراض في الملاجئ المكتظّة بالنازحين نتيجة الهجمات الإسرائيليّة .
و في الأثناء ، أجبرت الضربات الإسرائيليّة حوالي 40 بالمائة من ال1.5 مليون طالب لبناني على مغادرة ديارهم ، حسب المسؤولين اللبنانيّين ، مؤخّرة بداية السنة الدراسيّة .
تدمير قرى بأكملها :
و يبيّن شريط فيديو جوّي أنّ إسرائيل قد سوّت بالأرض ما لا يقلّ عن قريتين لبنانيّتين قرب حدوده . (3) و في قرى مارون الراس و يارون عدد كبير من المنازل سوّيت بالأرض ، إلى جانب جامع عمره 300 سنة بقنابل متحكّم فيها من الجيش الإسرائيلي ، و مناطق واسعة في القرى وقع حرقها . و قد تُركت هذه القرى و تدمير المواقع المدنيّة جريمة حرب.
مناطق القتل :
و قد حذّرت إسرائيل اللبنانيّين الذين يعيشون في جنوب لبنان ليخلوا " المباني و المناطق الذين يستعملهم حزب الله لأهداف عسكريّة مثل تلك المستخدمة لتخزين السلاح " – دون تحديد ما هي المناطق التي هناك حاجة إلى إخلائها و أين توجد المناطق الآمنة . و كذلك وقع تحذير الناس ضد قيادة سيّاراتهم ، الطريقة الأساسيّة التي يلجأ إليها الناس للفرار . و كلذ هذا يعنى أنّ أيّ لبناني و لبنانيّة يبقى أو يحاول الفرار بالسيّارة يمكن أن يُستهدف و يُقتل .
تهجير طويل الأمد :
نهاية الأسبوع الماضي أرسلت إسرائيل المزيد من الجنود إلى لبنان و وسّعت من غزوها للجنوب . و أصدرت أوامر إخلاء للقرويّين عبر جنوب لبنان ، مضطرّة الناس من أكثر من مائة قرية و منطقة مدنيّة على الفرار . و حسب قناة البى بى سى، ثلث سكّان لبنان – بمن فيهم معظم سكّان جنوب لبنان – يخضعون الآن لأوامر الإخلاء . (4)
و عدوان إسرائيل المدعوم من الولايات المتّحدة و فظائعه في لبنان ليسوا يعمّقون الأمور الرهيبة بالنسبة للشعب اللبناني وحسب ، و إنّما أيضا يسرّعون خطر حرب إقليميّة أوسع نطاقا بإمكانيّة تأثيرات تدميريّة على المنطقة و أبعد منها .
و الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة في غزّة ، و عدوان إسرائيل ضد لبنان ، و تهديداتها للمنطقة يجب أن يتوقّفوا . و يقع على كاهلنا نحن في الولايات المتّحدة أن نفعل كلّ ما في وسعنا لإيقافهم . و هذا يعنى عدم الإختيار بين المضطهِدِين المجرمين و كلّهم غارقون إلى العنق في دماء الشعوب .
و مثلما كتب بوب أفاكيان في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي على @BobAvakianOfficial الثورة عدد 88 ، " زمن نادر و حاجة ملحّة – للثورة – و ليس لمواصلة الخضوع لعبوديّة هذا النظام " :
" مهما كان ترامب فظيعا ، فإنّ دعم هاريس و الحزب الديمقراطي يعنى الإنخراط عن وعي في التواطؤ في الحرب الصليبيّة للرأسماليّة – الإمبرياليّة لتبقى المستغِلّ و المضطهِد و الناهب رقم واحد للشعوب و للبيئة ، حتّى بثمن المخاطرة بمستقبل الإنسانيّة و بوجودها ذاته .
و هذا ليس وقت الوقوف إلى جانب مجموعة مضطهَدين أو أخرى . هذا زمن نادر ... إنفتاح نادر جدّا – فرصة يمكن أن تتوفّر مرّة واحدة في العمر – فرصة إستغلال الإنقسامات العميقة في صفوف الحكّام المضطهِدين و الهجوم على كامل نظامهم بهدف الإطاحة به كلّيا و تعويضه بشيئ أفضل بكثير ."
هوامش المقال :
1. Israeli airstrikes in Lebanon take heavy toll on civilians, Washington Post, October 11, 2024.
2. Airstrikes in Beirut Kill at Least 22 and Level a Building, Lebanese Officials Say, New York Times, October 10, 2024.
3. New Images Show Lebanese Border Villages Flattened in Israeli Invasion, New York Times, October 9, 2024.
4. Israel Sends More Soldiers Into Lebanon as Strikes Hit Beirut and Damascus, New York Times, October 8, 2024 BBC World News, October 13, 2024.
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
