|
مشوار الصداقة
رشا أرنست
(Rasha Ernest)
الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 12:59
المحور:
سيرة ذاتية
تتعدد المواقف في حياتنا مع المقربين إلينا ، و الإنسان يعرف الآخر من مواقفـــــــه و تصرفاته و آرائه و لكن موقف واحد أو رأي واحد لا يكفي أن يعرف كل منا الآخر . يوم من الأيام قد نختلف و لكن الاختلاف لا يقلل من شأن الثاني أو يعيبه ، ربما يكون نابع من خبرة بسيطة و أدراك لم يكتمل بعد . و ليس هذا إننا لن نتفق في يوماً آخر بل سيساعدنا على توسيع قلبنا حتى يستطيع أن يستقبل أشخاص اكثر بمميزات اقل .و للحياة أيضاً مواقفها التي نتعلم منها كل يوم . ابتسمت لي الحياة عندما وجدت من يشبهني في أسلوبي و طريقتي و يستطيع أن يفكر معي بصوت عالٍ ، و قلت في نفسي إنني وجدت صديق يشق معي الحياة لنحفر معاً آثار أقدامنا على هذه الأرض ، نسير يحمل كل منا الآخر و يساعده في فهم معنى هذه الحياة الثائرة . فتحت زراعي و قلبي لاستقبال صديقي الأول في مسيرتي القصيرة في هذه الدنيـا ، و لم اكن ادري وقتها إنني وجدت ظلاً لصديق و ليس صديق تصورت انه يبحث عني كما ابحث عنه . تقابلنا ، تعارفنا ، أخذنا الحوار الهادئ بين طياته كبحر عميق يُخبأ بداخله كل ما هو عجيب و غريب و لكن لم انتبه وقتها أن هذا البحر له صرخاته المفاجئة التي ستفاجئنا في وقتاً ما عاجلاً أم آجلاً و أخذ كل منا يدخل بأعماق الآخر كبذرة تنغرس في الأرض حتى تستطيع أن تستنشق هوائها و هي مغروسة في عمـــــــــق الأرض و حدث ما تناسيناه ، أن نتقابل في نقطة تكون هي أيضا نقطة مفترق الطرق ، عصفت بنا أمواج أفكارنا كل منا بعيد عن الآخر و كأن البذرة التي نغرسها تختنق بل و تكاد أن تموت . توقف كل شئ ، الحوار .. الغرس .. حتى الصمت هو أيضاً توقف . عندما اختلفنا لم يستطع كل منا أن يُصغي كما كان يفعل في البداية . علمت وقتها أن في الصداقة نستطيع أن نتكيف سوياً في كل شئ الأفراح .. الأحزان .. الأحلام .. الحواديت و عندما نصل إلى أفكارنا و وجهات نظرنا فأننا نسقط كل الأشياء ، نفقد البصيرة و يبصر كل واحد إلى نفسه فقط . تختلف الأمور لنصبح أربعة و ليس اثنين ، اثنان متفقان و اثنان مختلفان . و تنتهي المسألة في حل من اثنين : الأول أن نُغلق الموضوع بعد أن تكون وجهات نظرنا تركت آثراً سلبياً كل منا في الآخر ، و الثاني أن يكون الحوار اشتد و فقد كل منا إحساسه بالآخر فنصل إلى مفترق الطرق . أدركت من خبرتي الأولى لمعنى الصداقة إننا إذا أردنا أن نستمر مرتبطين لابد في البداية من الاستعداد لقبول كل منا الآخر بكل ما هو عليه و أن يساعد كل منا الآخر في فهم نفسه و الآخر . هذا هو الشاق و الصعب في صداقة واقعية . إذا استطعنا أن نفعل ذلك سنكمل الطريق سوياً مهما اختلفنا في أي شئ ، ستزهر و تثمر البذرة التي غرسناها بقلوبنا.
#رشا_أرنست (هاشتاغ)
Rasha_Ernest#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إذا وجدت
-
رفيق
-
قلمي
-
تعددت الأنواع و الزواج لم يعد زواج
-
الشحاذ بين الماضي و الحاضر
-
وقت بلا عنوان
-
دعوة للحبّ
-
الصعيد ضحية إعلامنا المستنير
-
إعاقات متنوعة
-
أطفال يحملون الأثقال
المزيد.....
-
-لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م
...
-
نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس
...
-
كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر
...
-
من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه
...
-
حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو
...
-
ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
-
مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا
...
-
-حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
-
-روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع
...
-
علاج واعد يوقف الشخير نهائيا
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|