أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رانية عبيد احمد - ديكتاتوريه البروليتاريا..............المصطلح الذي ظلم كثيرا















المزيد.....

ديكتاتوريه البروليتاريا..............المصطلح الذي ظلم كثيرا


رانية عبيد احمد
كاتب وباحث

(Rania Obead Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8132 - 2024 / 10 / 16 - 16:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في لقاء في الايام السابقة كان النقاش يدور حول الرؤية الماركسية للديمقراطية وكان احد التعليقات ان العنوان غير موفق لأننا لا نعرف اي صله للديمقراطية بالماركسية وما نعرفه عن الماركسية هو ديكتاتوريه البروليتاريا. رأيت ان أتحدث بشيء من التفصيل حول مصطلح ديكتاتوريه البروليتاريا ولماذا استخدم في الادب الماركسي وما هو هدفه وشكله. اعتقد ان الماركسية تنظر الى الديمقراطية نظره شامله حيث تؤمن ان الديمقراطية الاشتراكية هي اوسع اشكال التمثيل الجماهيري، حيث يكون للجماهير الحق الكامل في التحكم في الحياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وليس ديمقراطية شكليه تعنى بتصويت يتم كل خمس سنوات لاختيار مناديب في البرلمانات. الديمقراطية الاشتراكية هي تمثيل لكل المواطنين في عمليات اتخاذ القرارات المختلفة المؤثرة على حياتهم. اما ديكتاتوريه البروليتاريا فهي فتره مرحليه وقصيره جدا وتكون في خلال فتره الانتقال من المجتمع الرأسمالي الى المجتمع الاشتراكي. اما عندما تزول الطبقات ويزول بالتالي اي شكل من اشكال الديكتاتورية او التحكم في الافراد بل يتحول المجتمع الى مجتمع متوافق يحكم نفسه بنفسه فعليا وليس مجازيا.
يتحدث ماركس وانجليز في البيان الشيوعي عن طبيعة الصراع الطبقي في التاريخ وفي ظل النظام الرأسمالي. ويؤكدان انه في ظل النظام الحالي فان المجتمع ينقسم الى طبقتين اساسيتين طبقه البرجوازية المسيطرة والمتحكمة وطبقه البروليتاريا المضطهدة والمستغلة. كما يوضحان ان هذا الوضع في ظل النظام الرأسمالي وفي ظل امتلاك وسائل الانتاج من قبل البرجوازية لا يمكن الغائه الا من خلال ثوره يقودها العمال. كما يذكران ان فتره ما بعد ثوره هي فتره لسيطرة البروليتاريا والعمل في تحطيم الدولة الموروثة من النظام البرجوازي واقامه دوله اشتراكيه. لا يمكن ان نتجاوز في هذه النقطة كيفيه سيطرة النظام البرجوازي على نظام الحكم حيث تقوم الطبقة المسيطرة بالتحكم في اشكال الحياه المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأفراد وذلك نابع بالأساس من سيطرتها على الاقتصاد ومن ثم السياسة. كما تقوم الطبقة المسيطرة باستخدام الدولة كأداة لإخضاع الطبقة المستغلة كما يذكر لينين بالتفصيل في كتابه الدولة والثورة. لذلك من اهم اهداف الثورة الاشتراكية القضاء على الدولة البرجوازية وكل ادواتها العنفيه من الجيش والشرطة اما بقية اشكال الدولة لابد من سيطرة البروليتاريا عليها والعمل على تفكيكها للانتقال لمرحله بناء الدولة الاشتراكية.

بعد انهاء الطبقات في الدولة الاشتراكية الوليدة فان مفهوم الديمقراطية يمكن ان يتوسع ليشمل ان يكون الاشخاص قادرين على اتخاذ مختلف القرارات في مناحي حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية سأذكر هنا بالنص ما كتبه لينن في كتابه الدولة والثورة عندما شرح مفهوم الديمقراطية في ظل النظام الاشتراكي " الديموقراطية وخضوع الأقلية للأكثرية ليسا بالشيء ذاته. الديموقراطية هي دولة نعترف بخضوع الأقلية للأكثرية، أي منظمة لممارسة العنف بصورة دائمة حيال طبقة من قبل طبقة أخرى، أو حيال قسم من السكان من قبل قسم آخر. إن هدفنا النهائي هو القضاء على الدولة، أي على كل عنف منظم دائم، كل عنف حيال الناس بوجه عام. نحن لا نتوقع حلول نظام اجتماعي لا يراعى فيه مبدأ خضوع الأقلية للأكثرية. ولكننا نطمح إلى الاشتراكية، ونحن مقتنعون من أنها ستصير إلى شيوعية فتزول نظرا لذلك كل ضرورة إلى استخدام العنف حيال الناس بوجه عام، إلى خضوع إنسان لإنسان، قسم من السكان لآخر، لأن الناس سيعتادون مراعاة الشروط الأولية للحياة في المجتمع بدون عنف وبدون خضوع". ويمكن ان نرى في هذا الاقتباس كيف يوضح لينين ان الديمقراطية الاشتراكية هي اوسع بكثير عن شكل الديمقراطية الليبرالية المعروفة اليوم. حيث ان التعريف المعروف للديمقراطية الليبرالية هي خضوع الأقلية للأكثرية اي ان هنالك البعض يكون خاضع لجزء اخر من المجتمع. ولكن لينين يذكر هنا ان فكره الخضوع نفسها هي فكره مرتبطة بالنظام الطبقي وايضا مرتبطة بالعنف لأنه لا يمكن اخضاع اي افراد بدون استخدام العنف. ولكن في ظل النظام الاشتراكي الذي تختفي فيه كل الطبقات يختفي فيه مفهوم العنف والاخضاع. لان المساواة بين الافراد لا تستدعي اي نوع من انواع الخضوع. وهنا ببساطه يمكن ان نقول انه في ظل الديمقراطية الاشتراكية ليس هنالك خضوع لاي شخص او لاي مجموعه لمجموعه أخرى ولكن تتحقق قمه الديمقراطية بان يكون لكل الافراد الحق الكامل في ممارسه حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبذلك تكون الديمقراطية الاشتراكية هي الشكل الاسمى والارفع من اشكال الديمقراطية التي تضمن للجميع حقوق متساوية.
يتحدث ليون تروتسكي وفي فصل كامل من كتابه الارهاب والشيوعية عن مفهوم ديكتاتوريه البروليتاريا ويشرح بالتفصيل كيف ان الانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية لا يمكن ان يتم الا من خلال ثوره تقتلع النظام القديم وتخلق نظام جديد. اعتقد ان رؤيه رومانسية يمكن ان تتخيل ان بالإمكان ان تتم عمليه الانتقال بشكل سلس ومن دون مقاومه النظام القديم ومن دون مقاومه الرأسمالية. بالتأكيد ان النظام الرأسمالي سيسعى بكل قوه لمحاربه النظام الجديد وذلك ببساطه لان الاشتراكية ستنزع منه كل وسائل سيطرته. لذلك فانه بالضرورة في خلال فتره الانتقال لابد من ممارسه شكل من اشكال السيطرة من قبل القوى الثورية ومجموع الطبقة العاملة ضد الملاك والرأسماليين. هذه المسالة واحده من ضرورات الانتقال الى النظام الاشتراكي. ولكن لابد ان اؤكد ثانيه ان هذه الفترة ليست مستمرة انما هي فتره مؤقته الى حين ان تمتلك الطبقة العاملة كل وسائل الانتاج وتسيطر تماما على السلطة السياسية والاقتصادية وتختفي الطبقات. بعد تلك الفترة لا يكون هنالك اي حوجه لسيطرة فئه على فئه وذلك لاختفاء الطبقات وبالتالي اختفاء الصراع الطبقي. لذلك فان مصطلح ديكتاتوريه البروليتاريا هو مصطلح يقصد منه سيطرة الطبقة العاملة في فتره مؤقته وهي فتره الانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية على مقاليد السلطة ومحاولتها لهدم النظام القديم وبناء نظام جديد. وبنظره اخرى لمصطلح ديكتاتوريه البروليتاريا فنرى ان البروليتاريا والعاملين هم غالبيه المجتمع او الأكثرية لذلك في فتره ديكتاتوريه البروليتاريا فهي فتره سيطرة الغالبية واخضاعها للأقلية البرجوازية ولكن ذلك لفتره محدودة الى ان يتم القضاء على الدولة بشكلها في ظل النظام الرأسمالي.
وفي الختام اعتقد ان مصطلح ديكتاتوريه البروليتاريا واحده من المصطلحات التي واجهت بهجوم كبير من قبل مختلف الافراد سواء من اليمين او من يدعون انهم في اليسار. واظن ان هذا النقد يرجع الى عدم فهم المصطلح بشكله الكامل وعدم فهم النظرة الماركسية لتغيير المجتمع من النظام الرأسمالي الى النظام الاشتراكي. وفي بعض الاحيان اعتقد ان تغييب فهم الماركسية هو امر مقصود به مواصلة الهجوم على الماركسية كأداة لتغيير المجتمع. اعتقد لابد من ان تيم اعاده قراءه الماركسية بأفق مفتوح وذلك للتمكن من فهمها ومن استيعابها وهذا بالتأكيد لا يمنع من نقدها الذي يجب ان يستند على الاقل لفهم معقول لأهم مبادئها وتصوراتها.


المراجع
1- كارل مـاركس و فريدريك انجلز (1848) البيان الشيوعي
2-فلاديميرلينين (1917 )الدوله والثوره
3- ليون ترتسكي (1920) الارهاب والشيوعيه



#رانية_عبيد_احمد (هاشتاغ)       Rania_Obead_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا ملحة امام الحركة النسوية
- قراءه في كتاب فلاديمير لينين الدولة والثورة
- بين عنف الدولة وعنف المجموعات ……. هل يمكن بناء سلام مستدام
- مسابقات الجمال بين تشيئ وتسليع النساء وتسويق صناعه التجميل
- المرأة وقضايا اعادة الإنتاج الاجتماعي ..... اما ان لهذا القي ...
- قراءه في كتاب الاشتراكية او الفناء معنى الثورة في زمن الكارث ...
- ديمقراطية اشتراكية ام ديمقراطية ليبرالية
- قراءة في كتاب روزا لوكسمبرج إصلاح اجتماعي أم ثورة


المزيد.....




- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفدًا من المكتب السياسي لحزب ج ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أمام بورصة نيوي ...
- تركيا: تحييد عنصرين من عناصر حزب العمال الكردستاني في شمال ا ...
- رئيس حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربين: إن لم توقف مش ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أمام بورصة نيوي ...
- من أوكرانيا إلى فلسطين.. تحديات الأممية المتسقة
- الشرطة الباكستانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهري ...
- ترامب يهدد اليساريين المتطرفين بهذا الإجراء..وحملة هاريس ترد ...
- بلاغ السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رانية عبيد احمد - ديكتاتوريه البروليتاريا..............المصطلح الذي ظلم كثيرا