أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر سلمان - التغيير الثقافي والفكري لم يعد ترفًا














المزيد.....


التغيير الثقافي والفكري لم يعد ترفًا


جعفر سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 20:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك مقولة تنقل عن الراحل لينين مفادها أن (تغيير المجتمع هو كالطرق على الحديد البارد)، مقولة جسدت صعوبة الأمر ووضعته قريبًا من خانة المحال، وهذه بالطبع نظرة واقعية جدًا، فالمجتمعات تبني ثقافتها بشكل تراكمي وعلى مدى زمني طويل نوعًا ما، وليس من السهل بالتالي هدم ما تراكم أو استبداله بآخر.

لا يعني ذلك أن الأمر قد وصل إلى مرحلة المحال المطلق، بل يعني أنه صعب ويتطلب الكثير من الوقت، لأن التغيير هنا ثقافي فكري، أي أنه من سنخ المشكلة المراد تغييرها، بمعنى آخر هو أيضًا تراكمي ويتطلب وقتًا ليس بالقليل كي يُنتج وتظهر نتائجه.

التحدي الأكبر يكمن في تأخر الحل، أو بمعنى أدق تأخر البدء في إنتاج الحل، لأن المشكلة تراكمية، أي أنها تزداد قوة مع الوقت، وتزداد تعقيدًا، فتلك الأفكار السوداء سيكون القضاء عليها أسهل عندما تكون متغلغلة في جيل واحد، وتصعب كلما مر عليها الوقت، لتتغلغل في الأجيال اللاحقة، حتى تغدو بديهيات بالنسبة للناس، يدافعون عنها دفاعهم عن مقدساتهم.

هذه كانت مقدمة كي نستوعب معًا حجم مشكلتنا الفكرية والثقافية الأكبر (من وجهة نظري الخاصة) في البحرين، والتي بدأت تظهر بشكل فعلي في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، وتحديدًا، أتكلم عن الإسلام السياسي الناتج عن موجات تصدير الثورة الإسلامية في إيران.

قد يجادل البعض حول الثورة ومحاولات تصديرها، وإن كانت قد نجحت أم لا، أو قد يتركز الجدل حول مدى نجاحها، وهل أثرت على المجتمع البحريني أم لا، والحقيقة التي قد يحاول البعض إنكارها، هي أن تلك المحاولات قد نجحت في إحداث تغيير في الفكر الجمعي البحريني، وللأسف فقد استطاعت تطويع الكثير من البحرينيين لصالح الإسلام السياسي وفكرة ولاية الفقيه خصوصًا.

كان التخلص من تلك الفكرة أسهل لو أن مثقفي ذلك الزمن تصدوا لها، ولكنهم انسحبوا من تلك المعركة الفكرية، وتركوا الساحة للإسلاميين يعيثوا فيها تطويعًا لفكر ولاية الفقيه ولفكر الإسلام السياسي بشكل عام، حتى وصلنا اليوم لوضع تغلغلت فيه تلك الفكرة على مستوى أجيال، وأصبح من الصعب التخلص منها، أو صرف الناس عنها.

أحد أكبر المصائب التي نتجت عن تصدير الثورة ومعها فكرة ولاية الفقيه، أن هناك جزءًا من هذا الشعب بات في مواجهة مزمنة مع الدولة منذ بداية الثمانينات وإلى الآن، جزء أصبحت المعارضة بالنسبة له وكأنها مرض مزمن لا يستطيع التخلص منه، أو كأنها حالة إدمان لشيء اسمه معارضة لكل شيء وأي شيء يتعلق بالدولة، وكأن مجرد الوقوف ضد كل شيء في الدولة هو الهدف الأسمى.

لا يجب أن يُستهان بهذا التحدي الفكري، ولا يجب أن نبق في موقع المتفرج عليه وهو ينمو ويكبر وينتقل من جيل لآخر، فصحيح أنه مشكلة مستفحلة، لكننا لسنا أموات، ولا نزال في مقام الفعل، ومقام رد الفكرة بالفكرة، ومقام إزالة الظلام بنور الوعي.

فالمصائب الفكرية لا يمكن حلها إلا من خلال حل من طبيعتها، فكما أن الحل للمشاكل المادية هو حل مادي، والمشاكل النفسية هو حل نفسي، والمشاكل الطبية هو حل طبي، فكذلك الأمر مع المشاكل الفكرية، التي ومهما حاولنا حلها عن طريق حلول لا تشبهها فلن نُفلح أبدًا.

قد يكون تطويع الحديد البارد صعب جدًا، ولكن لا حل أمامنا إلا هو، ولا طريق إلا الطرق عليه لعله يلين قليلًا، فنحن لا نملك ترف التغاضي عنه، وتركه يفتك بأجيال أخرى لم تولد بعد، ولا نملك ترف ترك هذا التسمم الفكري العابر للحدود يفتك بشبابنا، ولا نملك ترف رؤية أجيال جديدة تُطحن برحا السياسة، فهؤلاء في النهاية أبناء هذا الوطن، وعلينا جميعًا واجب إعادتهم لوطنهم، وواجب حمايتهم.



#جعفر_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهر لا يسير إلى منبعه
- هل حان وقت الدبلوماسية؟
- الردع الاستراتيجي
- ولاية الفقيه سُلطة الله في الأرض
- الثورة البحرينية ( غياب اليسار )


المزيد.....




- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر سلمان - التغيير الثقافي والفكري لم يعد ترفًا