لجوء الشباب الإيزيدون إلى الخارج

داود سليمان ملحم

الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 20:35
المحور: حقوق الانسان
    

"لجوء الشباب الأيزيديين إلى الخارج"

#### مقدمة
تعرضت الأقلية الأيزيدية في العراق لموجات من العنف والاضطهاد، خاصة منذ هجوم تنظيم داعش في عام 2014، مما أدى إلى نزوح جماعي وتشتت في مختلف أنحاء العالم. يعد لجوء الشباب الأيزيديين إلى الخارج جزءًا من هذا النزوح، حيث يسعى الكثيرون منهم إلى البحث عن الأمان والاستقرار وفرص حياة أفضل بعيدًا عن التهديدات المستمرة في مناطقهم الأصلية. هذا التقرير يستعرض الأسباب التي دفعت الشباب الأيزيديين إلى اللجوء، التحديات التي يواجهونها، والآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذه الهجرة.

#### أسباب لجوء الشباب الأيزيديين إلى الخارج

1. الاضطهاد والتهديدات الأمنية
- الاضطهاد الديني: تعرض الأيزيديون للاضطهاد على أساس ديني، بما في ذلك القتل والاختطاف والاستعباد من قبل تنظيم داعش. هذا الخطر المستمر يدفع الكثيرين للبحث عن الأمان في الخارج.
- انعدام الأمن: رغم هزيمة داعش في العديد من المناطق، لا تزال هناك تهديدات أمنية وعدم استقرار في سنجار ومناطق أخرى مما يجعل العودة أو البقاء خيارًا غير مستدام للكثيرين.

2. الأوضاع الاقتصادية
- البطالة والفقر: يعاني الكثير من الشباب الأيزيديين من البطالة والفقر نتيجة تدمير البنية التحتية وانهيار الاقتصاد المحلي. الهجرة توفر لهم فرصة لتحقيق الاستقرار المالي.
- نقص الفرص التعليمية والمهنية: تفتقر مناطق الأيزيديين إلى فرص التعليم والتدريب المهني، مما يدفع الشباب إلى البحث عن تعليم أفضل ومستقبل مهني في الخارج.

3. الصدمات النفسية والاجتماعية
- الصدمات النفسية: تعرض الشباب الأيزيديين لصدمات نفسية نتيجة الفظائع التي شهدوها، مما يجعل العيش في نفس البيئة أمرًا صعبًا من الناحية النفسية.
- العزلة الاجتماعية: الشعور بالعزلة وفقدان الروابط الاجتماعية يدفع الشباب للبحث عن مجتمعات جديدة تدعمهم نفسياً واجتماعياً.

#### التحديات التي يواجهها الشباب الأيزيديون في الخارج

1. التكيف مع الثقافات الجديدة
- يواجه الشباب الأيزيديون تحديات كبيرة في التكيف مع الثقافات الجديدة في دول اللجوء. يشمل ذلك اللغة، العادات، والتقاليد المختلفة.

2. الاندماج الاجتماعي والاقتصادي
- الاندماج في سوق العمل: يجد الكثير من الشباب صعوبة في العثور على وظائف مناسبة بسبب الحواجز اللغوية وعدم الاعتراف بالشهادات والخبرات السابقة.
- التعليم: الوصول إلى التعليم العالي يمكن أن يكون تحديًا بسبب المتطلبات اللغوية والمالية.

3. الصدمات النفسية المستمرة
- يعاني الكثير من اللاجئين الأيزيديين من آثار الصدمات النفسية، ويحتاجون إلى دعم نفسي متخصص للتعامل مع تجاربهم المؤلمة.

4. الوضع القانوني
- الإقامة واللجوء: يواجه البعض مشاكل قانونية تتعلق بالحصول على الإقامة أو وضع اللجوء في بلدان الاستقبال، مما يضيف طبقة أخرى من عدم الاستقرار.

#### الآثار الاجتماعية والاقتصادية

1. تشتت المجتمعات الأيزيدية
- هجرة الشباب تؤدي إلى تشتت المجتمع الأيزيدي وفقدان التماسك الاجتماعي. هذا التشتت يمكن أن يؤثر سلبًا على الهوية الثقافية والاجتماعية للأيزيديين.

2. النقص في اليد العاملة المحلية
- هجرة الشباب تؤدي إلى نقص في اليد العاملة المؤهلة في مناطقهم الأصلية، مما يعيق جهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية في سنجار والمناطق المحيطة.

3. تدفقات مالية إيجابية
- على الجانب الإيجابي، يرسل العديد من اللاجئين تحويلات مالية إلى أسرهم في الوطن، مما يساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية للعائلات الأيزيدية المتبقية.

4. اكتساب المهارات والخبرات
- اللاجئون الشباب يكتسبون مهارات وخبرات جديدة في دول اللجوء يمكن أن تكون مفيدة إذا قرروا العودة في المستقبل والمساهمة في إعادة بناء مجتمعاتهم.

#### الجهود الدولية والمحلية لدعم الشباب الأيزيديين

1. برامج الدعم النفسي والاجتماعي
- تقديم برامج دعم نفسي واجتماعي للاجئين الأيزيديين لمساعدتهم في التعامل مع الصدمات والتكيف مع الحياة الجديدة.

2. التعليم والتدريب المهني
- توفير فرص تعليمية وبرامج تدريب مهني لتحسين مهارات الشباب وزيادة فرصهم في سوق العمل.

3. المساعدات القانونية
- تقديم الدعم القانوني لمساعدة الشباب في الحصول على وضع قانوني مستقر في دول اللجوء.

4. تشجيع العودة الطوعية
- برامج تشجع العودة الطوعية من خلال تقديم حوافز ودعم لإعادة الاندماج في المجتمع الأصلي، مع التركيز على إعادة الإعمار وتحسين البنية التحتية.


تظل حياة الشباب الأيزيديين في الخارج مليئة بالتحديات، لكنهم يظهرون قدرة كبيرة على التكيف والاندماج في مجتمعات جديدة. تعتبر الهجرة بالنسبة للكثيرين منهم وسيلة للهروب من العنف والاضطهاد وبناء مستقبل أفضل.

#داود_سليمان_ملحم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات