إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 11:13
المحور:
حقوق الانسان
في بداية شهر دجنبر ساهمت ثلة من الشباب المنخرطين تحت لواء الأحزاب السياسية في جامعة المواطنة الديمقراطية التي أشرف عليها منتدى المواطنة وكتابة الدولة المكلفة بالشباب بتعاون مع مؤسسة "فريدريك نومان" وراجت خطابات ومداخلات بخصوص المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية وظل محور حاضرا بقوة في كل النقاشات وهو دور الشباب في التحول الديمقراطي، قضت هؤلاء الشباب أياما يغترفون المفاهيم والمضامين التي تبعث عن الأمل وتصور الغد ورديا.
لكن بمجرد رجوع المشاركين إلى حلبة الواقع المعيش لاحظوا الفرق الشاسع بين الصورة التي تكونت لديهم بجامعة المواطنة الديمقراطية وما يجري ويدور في المجتمع، لاحظوا قلة الديمقراطيين فكرا وممارسة، ووقفوا من جديد على حقيقة أنستهم الصورة التي خرجوا منها من جامعة المواطنة الديمقراطية، وهي أن الديمقراطية ليست لا بالخطابات ولا دروس تلقن لتحفظ عن ظهر قلب، وإنما هي أولا وقبل كل شيء تربية وسلوك، وجب تكريسهما في البيت والمدرسة ومقر العمل وفي السوق والحافلة وحتى في الحمام.
إن الثقافة الديمقراطية وثقافة المواطنة لا يمكن بأي حال من الأحوال اختزالهما في جامعة تدوم أيام أو وصلات إشهارية تلفزية بهذه المناسبة أو تلك، فهذه الثقافة لا تستلزم تلقين الناس تعريفات ومفاهيم وإنما تستوجب تعريفهم بمقوماتها الضرورية والتي بفقدانها تفتقد الديمقراطية والمواطنة مضمونها الحيوي.
كما أنه ليست كل مواطنة ديمقراطية، فالمواطنة هي مقدمة النظام الديمقراطي، لأن المواطنة هي أولا تكريس سيادة القانون والمساواة أمامه وممارسة الحقوق، والحقوق تستوجب المطالبة بها في حين أن الرعية لا تتوقع حقوقا وإنما التعامل بالحسنى فقط، ولن تتكرس ثقافة المواطنة إلا إذا شملت المواطنة كافة مناحي الحياة، لكن المواطنة كانتماء عضوي بالدولة لا تحيا وتُفَعّل دون حاضن ديمقراطي يهبها الانتماء والاعتراف.
فالمواطنة هي حالة تعاقدية بين المواطن والنظام السياسي، وليست حالة تعاقدية بين الإنسان والأرض كما هو الحال بالنسبة للانتماء، إذن، والحالة هذه، كيف يمكن مطالبة شريحة اجتماعية، أغلب عناصرها تعيش التهميش والإقصاء الممنهجين رغما عنهم، إضافة إلى اليأس والإحباط نتيجة شعورهم بأنهم يعيشون عالة على ذويهم، في مجتمع ما زالت فيه المواطنة لم تستغل إلا النزر القليل من المساحات التي تكتسحها، أن يكون كل مواطن موالي، لهذا فإن خرق حقوق المواطنة لا ينفع معه أي نعيق أو تطبيل وتزمير لجامعة المواطنة الديمقراطية، هذا في وقت لا زالت ظروف الإقصاء والتهميش تغذي يأس وإحباط جيل من الشباب.
فالعلاقة بين المواطنة والديمقراطية علاقة توأمة، لأن الديمقراطية تقوم على أساس الاعتراف بالإنسان وحقوقه الأساسية من كرامة واختيار وحرية وإرادة، فهل أغلب شباب المغرب يشعر بصون كرامتهم تحت شمس وطنهم حتى نطلب منهم أن يساهموا في تكريس المواطنة؟
هذا هو السؤال.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟