حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 08:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فيلم درامي تاريخي بريطاني-ألماني صدر 2010 من تأليف داريون واخراج كريستوفر سميث، يصنف الفيلم ضمن أفلام الرعب التاريخية، ويدور حول فترة الطاعون الأسود الذي اجتاح أوروبا في القرن الرابع عشر.
يلقي الفيلم الضوء على الصراع بين الإيمان الديني والعلم، وكذلك التوترات الاجتماعية التي نشأت في ظل تفشي الوباء.
تدور القصة في انكلترا 1348 حول راهب شاب شجاع يدعى "أوزموند" (إدي ريدماين) يعيش في دير، حيث يرسل في مهمة من قبل الكنيسة مع فارس يُدعى "أولريك" (شون بين) وفرقة صغيرة من الجنود.
كانت مهمتهم الذهاب إلى قرية معزولة يُشاع أنها لم تتأثر بالطاعون، حيث يُعتقد أن السكان قد عقدوا صفقة مع الشيطان أو يمارسون السحر، لذا ترغب الكنيسة في التحقيق ومعرفة ما إذا كان هناك سحر في القرية، ومعاقبة الزنادقة ان وجدوا.
خلال رحلتهم إلى القرية، يواجهون العديد من التحديات والمخاطر بما في ذلك طبيعة الإنسان المخيفة والظلام الذي يسكن قلوب البشر في أوقات المحن، فعند وصولهم يتبين أن هناك أمورا غامضة تجري بالفعل، وتتطور الأحداث لتصبح أكثر رعبا وغموضا مع اكتشاف المزيد من الأسرار، حيث كانت الإنسانية في صراع دائم مع الموت والخوف.
* التوتر بين الإيمان والعقل : الفيلم يستعرض مسألة البحث عن الأسباب الروحية مقابل الأسباب العملية للطاعون. الفرسان يمثلون الكنيسة، بينما سكان القرية قد يشيرون إلى عدم اتباعهم للقوانين الدينية التقليدية.
ثيم Theme الفيلم
▪︎ يتم استكشاف فكرة .. أن الطاعون قد يكون عقابا إلهيا، وهو ما تؤمن به الكنيسة، بينما بعض الشخصيات في الفيلم تعتبره حدثا طبيعيا.
هنا يبن لنا الفيلم بشكل كبير الصراع بين الإيمان والمنطق، وكيف يمكن أن يقود اليأس الناس إلى التشكيك في معتقداتهم، أو حتى الانغماس في ممارسات خطيرة.
▪︎ عرض لنا الفيلم كيف أن الخوف من الطاعون قاد إلى اضطهاد المجتمعات المختلفة والبحث عن كبش فداء، سواء كان عبر اتهامات بالسحر أو غيره في فترات القلق والخوف الشديدين.
▪︎ تتضح في الفيلم أيضا ثيمة التضحية بالنفس أو بالآخرين لتحقيق أهداف أكبر، سواء دينية أو شخصية، كيف ان السلطة الدينية والسياسية تستغل المواقف الصعبة لتحقيق مصالحها، دون النظر إلى معاناة الشعوب.
* نهاية الفيلم مثيرة للتفكير وتترك العديد من الأسئلة دون إجابة، مما يعزز الطابع الغامض والمثير للتوتر في القصة. تثير النهاية عدة تساؤلات حول الطبيعة البشرية، والمغزى من الإيمان، وكيف يمكن أن يتغير البشر في مواجهة الأزمات الكبرى.
الخلاصة : احداث الفيلم هي تسليط الضوء على هشاشة المجتمع البشري في وجه الكوارث الكبرى مثل الطاعون، وكيف أن الخوف والصراع يمكن أن يدفعا الناس إلى ممارسات متطرفة، سواء باسم الدين أو السحر.
كما يمكن استغلال هذه الكوارث من قبل بعض الجهات الدينية والسياسية للوصول على منافع شخصية ومصالح دنيوية.
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟