أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - بعض أسرار العشق :















المزيد.....

بعض أسرار العشق :


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 00:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعض أسرار آلعشق :
بقلم ألعارف : عزيز الخزرجي

ملاحظة : [ألقلب مركز العشق, لكن .. لا تلك المضخة الدّمويّة الحاوية على (الأذنيين و آلبطينيين و اللحم و العروق مع قوة نبض كهربائية مقدارها 7-5% ملي فولت), بل القلب المقصود؛ هو ذات و ضمير و وجود الأنسان كله و الذي عبّرنا عنه بـ (الله)].
و إنّ أهل بيت رسول الله (ص) هم خير مَنْ عبّرَ عن فلسفة العشق و أبعاده, لكن للأسف قصّر العلماء و المراجع في هذا الجانب و حتى الذين ذكروا هذا الأمر فأنهم إنطلقوا من أناس كان لهم بعض الحظ في هذا الأمر الأهمّ الذي جعله الله نهجاً للناجين و السعداء .
قال مدّعوا الحُبّ و العشق :
[إذا رأيتَ البياض قد لاح شعرك ؛ فاعلم بأنّ آلأمنيات لبست أكفانها].
و قلتُ :
ما دُمتَ تعشق ألجّمال – أيّ الله – فإنّكَ تعيش عنفوان الشباب أبداً بقوّة الحُبّ
و قال ألمسيح(ع) :
نقيض الحُبّ ليس آلمَقت بل اللامبالاة! .. إنّها آلّلامبالاة؛ و عكس ألفنّ ليس آلقُبح؛ إنّما آلّلامبالاة .. وعكس الحياة ليسَ آلموت؛ بل اللامبالاة .. بسببها يموت المرء قبل أنْ يموت بالفعل.
(الترجمة ألعربية من آلنّص الأنكليزي الذي ورد في الهامش بلا تصرف)(1).
و سُئل الإمام الصادق (ع) عن العشق المجازي(2)، فقال : [قلوبٌ خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حُبّ غيره] (3).
فالقلب لا يمكن أن يكون مجرّداً و خالياً من كلّ عشق و من أي تعلق و لو للحظة من اللحظات بما في هذا الوجود و قد ينطبق هذه الصّفة حتى على الحيوانات و المخلوقات الأخرى, بل المحبة هي سبب وجود الخلق عموماً, فإنّ هو خلا من حبّ الله تعالى أحلّ آلشّيطان آلعشق المجازيّ فيه - عشق ما دون الله - ليحلّ بدل العشق الحقيقيّ, فحين يضعف ارتباط الإنسان بالمعشوق الحقيقيّ, أو تنقطع علاقته به؛ فان الشيطان و بواسطة قوة التخيّل و التصور يدخل قلب الإنسان عن طريق قوّة جذب ماديّة معينة و الأمر يبدأ أولاً بشكل مودة لتصل بعد مدة قصيرة إلى العشق الذي يعدّ بلاءً .. بلاءً يسقط حتى عفّة إمرأة متزوجة، و يسقط دين رجل عالم متزوج، و مُروّة و إنصاف مسؤول أو رئيس , و أخيراً يجعل الشباب في مأزق و يزل الفتاة العفيفة و الشريف و يُمحق الحياء و الدِّين الذي بعدها المسخ والعياذ بآلله, لكون [الدِّين و الحياء توأمان؛ إنْ ذهب أحدهما ذهب الآخر].

ذمّ العشق(ألمجازي):
للأسباب أعلاه والتي توصل الأنسان حدّ المسخ بات العشق المجازي منبوذاً و ثانوياً خصوصا عند أهل الأيمان و الأنصاف و المرؤءة
لأن القلب الذي هو جوهر الأنسان و مكان العشق؛ لذلك فأن الفلسفة الكونيّة تُحذر السالكين نحو المعشوق الحقيقي من جعل غير الله فيه, لأنه الوحيد الذي يستحق القلب, إنه المعشوق ألّذي قال لعاشقه: [لم تسعني أرضي و لا سمائي ؛ بل وسعني قلب عبدي المؤمن], لذلك :
قال الإمام علي (ع): [الهجران عقوبة العشق](4).
وعنه أيضاً : [ربّ صبابة غرست من لحظة](5).
وعن الإمام الصادق (ع) – لما سُئل عن القلب المغمور في العشق ألمجازي, قال؛
[قلوب خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حُبّ غيره](6).

عاقبة العشق ألمجازيّ:
عن الإمام علي (ع): [ من عشق شيئاً أعشى (أعمى) بصره و أمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة و يسمع بأذن غير سميعة، قد خرقت الشهوات عقله، و أماتت الدّنيا قلبه](7).
وعنه (ع) : [إنك إنْ أطعتَ هواكَ أصمّك و أعماك، و أفسَدَ منقلبك و أرداكَ](8).
وعنه (ع) : [الهوى شريك العمى](9).

ثواب من عَشَقَ و عفّ :
عن رسول الله (ص) : [من عَشَقَ فعفَّ ثمّ مات، ماتَ شهيداً](10).
وعنه (ص) : [من عشق فَكَتَمَ و عفَّ فمات فهو شهيد](11).
وعنه (ص) : [من عشق و كتم و عَفَّ و صَبَر، غفر الله له و أدخله الجنة](12).
الإمام علي (ع) : [ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً مِمّن قَدَرَ فعفّ](13).
عشق الله هو العشق الحقيقيّ الذي يتعدّى كلّ العشوق المجازيّة:

رسول الله (ص): يقول الله عز وجل: إذا كان الغالب على العبد الاشتغال بي جعلت بغيته و لذته في ذكري، فإذا جعلت بغيته و لذته في ذكري عشقني و عشقته فإذا عشقني و عشقته رفعت الحجاب فيما بيني و بينه و صيرت ذلك تغالباً عليه، لا يسهو إذا سها الناس(14).
كيف يتحقق العرفان و الحكمة في وجود العاشق؟
ألفلسفة الكونيّة خصصت مكانة خاصة للعرفان(15) الذي يأتي كآخر مرتبة في طريق السير و السلوك المعرفي, حيث حدّدت معايير حساسة و دقيقة لنيل الضّالّتان (العرفان و الحكمة), و يتحقّقان حين يتّسق العشق المجازيّ مع الحقيقيّ في بوتقة واحدة, و هذه من أعقد المعاناة التي يبتلى بها السالك السائر - المهاجر لله تعالى بعد عبور المحطات الكونية السبعة(16) !
ألعلاقة الأيجابية تتحقق بين العشقيّن (ألمجازي و الحقيقيّ)؛ فيما لو كان العاشق عاملاً بما يلي آلأحكام الشرعيّة و الغاية من أدائها و لا يخرج من طور الأيمان معها نحو الرّذيلة و التّعدي أو تجاوز الأحكام الشرعيّة التي وردت في الرسائل العمليّة حتى لو كان مقابل كرسي السلطان, و تلك هي الحالة المُثلى ألّتي ينبغي إدراكها و العمل بها.
ألعشق عند آلعربيّ و باقي البشر قبل وصول الحالة الأنسانية ثم الآدمية (17):

هو/هي: حالة فريدة يتعطل بحلولها العقل الظاهر و يُفَعّل العقل الباطن لحدود لتجرف الرّوح و القلب و الحواس نحو الشهوة الخفيّة ليقذفهُ ذلك العشق مِن ما يلي البطن فيجعله قاعاً صفصفاً !
هو مثل ما قال الشاعر :
[و آلحبّ إنْ قادت مراكبه الأجساد .. إلى فراش من الّلذات ينتحرُ] نعم ينتحرّ لأنّه عشق مجرّد من المعرفة لا جذور له مثل الحُبّ الواعي.
أما الدرجة العظمى (الأوبتيمم) الذي يصله العاشق / العشق, هو : ما ذلك المتعلّق بآلمعشوق الأزلي الوحيد الذي يستحقه لوحده و معهُ يتحقّق الخلود في وجود العاشق الذي عبر مدن العشق السبعة, و عرف جواب [الأربعون سؤآل](18):
[أبداً لن يموت الذي أحيا قلبه بآلعشق .. إنّهُ مُخلّد بقائنا في هذا الوجود]!
ألعارف ألحكيم عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
The opposite of love is not hate, it’s indifference. The opposite of art is not(1) ugliness it’s indifference … And the opposite of life is not death, it’s indifference. Because of indifference, one dies before one actually dies.
(2) سبق و أن عرضنا الفرق بين (العشق) و (الحُبّ), و بين العشق المجازي و العشق الحقيقي و كما أشرنا له في المقال أعلاه أيضا, و للمزيد عن ذلك ؛
راجع كتاب (أسفارٌ في أسرار الوجود) و كذلك (مبادئ و أسس فلسفة الفلسفة الكونية) و غيرها من المقالات كـ (حقيقة الجمال في الفلسفة الكونية).
(3) عقوبة الله للذين جحدوا بمعرفته ثمّ حبّه, هي: إذاقتهم بحبّ غيره من الماديات و الشهوات, كحب النساء والمال و…إلخ.
(4) البحار: 78 / 11 / 70.
(5) غرر الحكم: 5314.
أمالي الصدوق.: 531 / 3(6)
الخطبة 109، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: (7) نهج البلاغة
(8) نهج البلاغة : شرح النهج لإبن أبي الحديد 7/200.
(9) غرر الحكم: 3807.
(10) نهج البلاغة : الكتاب 31.
(11) كنز العمال : 6999, 7000, 7002.
,7000 , 7002.6999(12) كنز العمال :
(13) كنز العمال : 6999, 7000, 7002.
(14) نهج البلاغة : الحكمة 474.
(15) مراتب الصعود في الفلسفة الكونية تبدء بـ : [قارئ؛ مثقف؛ كاتب؛ مفكّر؛ فيلسوف؛ فيلسوف كونيّ؛ عارف حكيم].
(16) بعبور سبعة محطات أو كما سمّاها النيشابوري بمدن العشق السبعة يتحقق الفناء في الله و هي : [الطلب؛ العشق؛ المعرفة؛ التوحيد؛ ألأستغناء؛ الحيرة؛ الفقر و الفناء].
(17) في الفلسفة الكونيّة؛ حدّدنا المراتب الخُلقية للناس إلى ثلاثة: الأولى؛ الحالة البشرية ثم الأنسانية ثم الآدمية وهي المنشودة لتحقيق الخلافة الألهية في وجود السالك.
عزيز الخزرجي - ألأربعون سؤآل : (ssrcaw.org)(18) للأطلاع على [الأربعين سؤآل] عبر الرابط التالي :



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستمرار محنة الفكر الأنسانيّ :
- هل السؤآل ينقذنا من العبودية ؟
- ملاحظات تحتاج البصيرة لوعيها :
- أعظم عشرين أطروحة دكتوراه عراقية أذهلت جامعات العالم الكبرى ...
- السوداني يستعد لقمع العراقيين !
- العراق يتنفس بآلأحزاب :
- هل الشمول المالي متوفر في العراق؟
- العراق بين نارين :
- كتاب للعظماء فقط :
- قال و قلنا :
- على الحق السلام الأبدي :
- ولادة مشروع جديد :
- صفحات مشرقة لتأريخ عظيم :
- هل العراق بحاجة لدين ثالث؟
- الدين الثالث :
- دور القراءة في الوجود :
- حقائق لها دلالات يجب أن تُدرّس في المدارس :
- دور الفلسفة الكونية في رسم الدساتير :
- الفرق بين حضارتين :
- لماذا كلمة الحق مرفوضة !؟


المزيد.....




- أحد الضحايا قاصر.. اتهام شون كومز بالاعتداء الجنسي في 6 دعاو ...
- هل استعاد حزب الله أنفاسه بعد الضربات الإسرائيلية؟
- بيسكوف: الغرب متخوف من رد فعل روسيا على مشاركته في الصراع ال ...
- موسكو: تدريبات الناتو النووية تصعيد
- بوريل: استهداف اليونيفل أمر غير مقبول
- مشروع قانون فرنسي مثير للجدل حول إسرائيل
- الطائرات الإسرائيلية تقصف خياما للنازحين في سـاحات مستشفى شه ...
- مقتل فلسطينيين اثنين في جنين
- لبنان.. أزمة النزوح تتفاقم
- الرئيس الجزائري يستقبل نظيرته الهندية


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - بعض أسرار العشق :