أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - الإنتماء الطائفي وباء أحال الناس إلى أشباح














المزيد.....

الإنتماء الطائفي وباء أحال الناس إلى أشباح


مصطفى العمري
(Mustafa Alaumari)


الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 08:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تفرز المواقف الصعبة معادن الناس و تظهرهم على حقيقتهم، فبالوقت الذي تنتفخ فيه المفاهيم و الإدعاءات وبناء هيكلة الأنا، تتلاشى بسرعة أمام الصيرورة العملية التي ينجبها الواقع الفعلي، فتنهزم الادعاءات و التمرد الفارغ أمام صلابة و قوة الحقيقة.
عام 2014 دخلت قوات هجينة الى محافظة الموصل الجميلة، فأحالتها إلى دمار و خراب، خراب شمل النفوس و الأرواح التي تحاول العيش بأمن وسلام، فبدأ التصنيف البشع وفق الانتماء الديني و الطائفي، و يتذكر اغلبية القراء كيف كان مصير الأخوة الأيزيديين و المسيحيين هناك.
في ذلك الوقت استضافتني احدى الفضائيات حول هذا المشهد الخطير و المرعب و اللإنساني، وقد أدليت بما اراه و اتوقعه مع عواطف متأججة و شعور يمزقني لحال الأبرياء من أبناء بلدي، الذين ليس لهم ذنب إلا أنهم مختلفون عن دين و مذهب د ا ع ش، موقفي هذا منبثق من محض إنسانيتي بمعزل عن الدين و المذهب.
بعد يوم التقى بي رجل دين قال شاهدتُ لقاءك على المباشر وانت تتحدث بلغة المفجوع، ثم سأل بلغة الماكر هل أنت مسيحي؟
لم أطل الحديث معه فهؤلاء منتمون بالفطرة و ليس بالعقل. والانتماء الفطري يُحيل الناس إلى أشباح لا يعرفون الحقيقة إلا بفعل يؤثر عليهم، بمعنى أنهم منقادون و أدوات يحركها سيدٌ لهم.
ولا تستغرب أيها القارئ فغالبيتنا هكذا ننساق وفق قواعد التقولب الديني و الاجتماعي.
ان الغالبية من البشر لا يجدون بك الشخص المستقيم العاقل المتزن إلا بعد أن تنتمي لهم ولما يعتقدون به. و لا يكترثون للشخص الذي تحركه الهوية الاولى له وهي الهوية الإنسانية المحض.

اليوم أرسل لي صديق عبر الفيسبوك تعليقاً يحاول فيه أن يدفعني نحو المنطقة التي هجرتها منذ زمنٍ بعيد والتي أنتقدها كثيرا وهي المذهبية الطائفية.
عندها تذكرت ذلك السائل
" انت مسيحي؟"
كتبت له هذا التعليق

تعليقك أوقفني متأملاً تجاه ما كتبتُ و تجاه الوضع الحالي، و أجدُ انك نظرت إلى المنشور بطريقة إختزالية بعيدة عن منهج التفكيك المعرفي، فأنا قلتُ أن بعض المسلمين شوهتهم عقائدهم.
والبعض هنا لا تفيد التعميم بل تؤكد على وجود نسبة ما.
هذا التشويه حصل بسبب التباغض المذهبي و الديني الذي أملاه بعض الفقهاء ودشنوه كمنهج و عقيدة.

اما بخصوص الفقهاء فأدرك أن البعض منهم قدم ما يمليه عليه علمه و ضميره وهذا إجتهاد المتخصص، حتى قيل ان اصاب فله حسنتين وان اخطأ فله حسنة.
كنت آمل منك ان تذهب عميقاً حيث الإنسان المجرد بمعزل عن الدين و المذهب و القومية و التوجه السياسي، لتدرك فداحة الأمر الواقع عندنا.

شعوب ترقص على جثث خصومها والسبب هو إختلاف المذهب و الطائفة.

شعوب لا تدرك الحقيقة إلا بمجس معطوب و نظرة كيدية مملوءة بالغل و الكره و التعصب.

شعوب لا تحركها مشاهد الدم و القتل ولا تأبه للدمار و الخراب و التهجير.

شعوب لازالت تعيش وفق منهج التأريخ المتهالك و الفقه الهالك. سنة و شيعة و صوفية و أباضية وغيرها من الملل.

هذا الظلام الدامس جعلك ان تستقر بضفة و تنعت كتابتي بالسياسية المتوارية وانا وكما تعرف ليس لي شأن بالمذاهب و الأديان و الطوائف و الانتماءات السياسية، ما يحركني هو الإنسان و الإنسان فقط.

ومن تخلو روحه من مروج الأنسنة فليس بإنسان.
كنت أتمنى عليك أن تكتب شيئاً عن المجازر الحاصلة في بلادنا العربية الاسلامية؟!

والإنسان تخوضه التجربة فتعلمه مسالك الحياة العدة و تريه صنوف من الناس و أكداس من المشاهد، ومن لا يرى الملائكة و الشياطين في محاسن الحياة و مكروهاتها يظل قلبه بعيداً عن معرفة الله ، ونفسه فارغة من العواطف ذاوية من الداخل.

الإنتماء الاعمى يحوّل المجتمعات قطعان متأهبة إلى إستلام أوامر التنفيذ و الدفاع، بدون إدراك أو تفحّص للحقيقة. بينما نجد أن اللانتماء يحفزّك على التفكير الجاد و التمرد النافع بعقل خالٍ من أوهام السلف الصالح كما يدّعون.

كتب لي الاستاذ جنان أيوب وهو عراقي مسيحي غير منتمي، تعليقاً على منشوري "المسلمون شوهتهم عقائدهم"

( ليس المسلمون فقط ولكن جميع معتنقي ما يُسمى بالديانات السماوية هُم كذلك فالدين عند الله الاسلام والمسيحيين لهم الأب والابن والروح القدس واليهود يدعون بأنهم شعب الله المختار ؟!!!
الكُل محى عقله وأصبح ضمن القطيع ولو اي إنسان حكّم عقله وما يحدث في غزة من سنة مضت والآن بدأت الكارثة في لبنان لعَرِف الحقيقة وهي الانسان اخ الانسان والمحبة فوق الجميع ودمت استاذنا صاحب الكلمة الحرة والجريئة )

الاستاذ أيوب هو إنموذ لمثقف متمرد على النشأة ولا يأبه لمألوفات المجتمع و عاداته او إعتقاداته، يمتلك بوصلة إنسانية خالصة تتورم لعذابات الناس و تهجيرهم او قتلهم.
بينما وجدت المنتمين المتمذهبين الطائفيين مصطفين طوابير ينهشون بأجساد الناس دون لغوب أو ملل.



#مصطفى_العمري (هاشتاغ)       Mustafa_Alaumari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقول الواهنة لا تنتج إلا أشباح من البشر
- الفنان سعدي توفيق البغدادي أحجية لم يفهم شفرتها الزمن
- جدلية التفكير و مناورة البحث. سؤال مختصر.
- كتاب تحرير وعي الفرد العراقي
- معاناة كاتب مع دار نشر الفارابي ..
- أنسنة المجتمع أفضل من أدينته
- قراءة في كتاب .. غربة في مهب الريح
- هكذا مرت الأيام ..
- رحيل مخضب بدموع اليتامى
- وهم الاعقادات الدينية وباء من نوع آخر
- الإلحاد طفو سطحي أم عمق ذاتي؟
- محطات في الذاكرة
- العقل و أسئلة الجدل التأريخي..
- سلطة البيئة في الهيمنة على الأفراد .. سفرتي الى مصر
- الوجدان العربي و تخمة الهتافات عند الجماهير
- الاسلام و الحداثة
- أسئلة في العمق
- العقل البشري .. بين حذاقة الاستقلال و سفاهة التقليد
- عرب في أمريكا
- داعش .. نحن عندما نتمسك بالنص الديني


المزيد.....




- مقتل 18 نازحا في غارة إسرائيلية على مبنى بزغرتا المسيحية شما ...
- من يهود السفارديم.. دراسة جديدة تحسم جدل أصل المستكشف كريستو ...
- ” استقبلها الآن في ثواني “.. تحديث تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- الصحة اللبنانية: 9 قتلى بغارة إسرائيلية على بلدة ذات أغلبية ...
- ماذا يجمع حكومة مودي الهندوسية بحركة طالبان الأفغانية؟
- ما قصة غضب ترامب من يهود أميركا وثنائه على مسيحييها؟
- ثبتها الان بخطوات سهله…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...
- إعلان نتائج قبول الطلبة من خريجي الإعداديات الإسلامية
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفين في إسرائيل بالطيران ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سا ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - الإنتماء الطائفي وباء أحال الناس إلى أشباح