أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس ثقافية ــ 316 ــ















المزيد.....

هواجس ثقافية ــ 316 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 00:50
المحور: قضايا ثقافية
    


استطاع حسن نصر الله في موقعه كتابع ذليل لإيران أن يحول لبنان الجميل إلى محمية إيرانية، بل حول كل الطوائف الأخرى إلى كركوزات، يركضون وراء جبته السوداء يطلبون رضاه ورضى عقله البدوي أن يسمح لهم بتولي المناصب الحكومية.
حزب الله قزم الأقزام، وكشف تفاهتهم، ودونيتهم، وسخافة انتماءهم الديني والمذهبي، وأنهم مجرد هراء، بل خراء.
ما بناه حزب الله البدوي، خلال أربعين سنة، استطاعت إسرائيل بعشرة أيام أن تخلخله وتحوله إلى أمعة فارغة، وكشف خواء العرب والمسلمين في العالم كله، وجعلهما يقفان منبهرين بقدرات هذه الدولة الحداثية جدًا، الدولة المرنة في التعاطي مع الحرب والسلام.
ثمانين سنة من الهزائم المكررة، المتشابهة، لم تغيل في هذا العقل العربي والإسلامي قيدة أنملة، استمر خطابهما هو هو دون تغيير سوى الجعجعة والبكاء والندب.
اليوم عادت الطوائف إلى جحورها وكأن أربعين سنة من الإذلال الذي تعرضوا له على يد حزب الله لم يعلمهم شيئًا.
عادوا ليختلفوا على كل شيء، على المحاصصة الطائفية، على المناصب، طبعًا بعد أن أزاحت إسرئيل صرماية حسن نصر الله من فوق رؤوسهم.
الطوائف ورجالاتها كانوا ولا يزالوا كركوزات تافهة، قميئة وكريهة، لا قيمة لهم، أنهم من أتفه البشر، وأولهم نبيه بري وسليمان فرنحية وجبران باسيل اللقلوق ومجموعة الوزراء والنواب.
يجب أن تشكروا إسرائيل، لأنها عرتكم وكشفت قيمتكم ودونيتكم، وتخلفكم وعجزكم وثرثراتكم واستعلاكم وفراغكم النفسي والسياسي.


لم أعد أومن بتحررنا، طالما ما زالت ثقافتنا استبدادية، المجتمع المدني فيه مقموع، الحريات مقموعة. حزب الله الإيراني وصي على لبنان، المال اللبناني سرق تحت اشرافه، وهناك الكابتكون، هو الذي كان يعين رئيس الجمهورية ووزير المالية، بل بلع لبنان كله بمليشياته، حول لبنان إلى سجن ضسق، وخاض حروبه في سوريا للدفاع عن نظام الاستبداد، وحول لبنان إلى محمية يشرف عليها أصحاب العمائم السوداء. مقياس موقفي من أي إنسان أو حزب أو دولة هو الحريات العامة والخاصة، والمجتمع المدني، وايماني الأول ان الديمقراطية هي المخرج الأول لازماتنا. بعد أن تنعمت بالديمقراطية في السويد، وبالحرية لم أعد أقبض اي شعار صادر من حزب ما، تيار ما، دولة ما، تتاجر بالسياسة أو أي تيار يأخذني إلى ملعبه ويسرق حقوقي وحريتي تحت شعارات كاذبة وفضفاضة.

الكلام الفضفاض لم يعد يعنيني، عشت في سجن حافظ الاسد وعلمت أنه بدوي، وكان يقدم نفسه ممانع ومقاوم، دمر سوريا وشعبها للهروب من استحقاق الحريات، لهذا لا أقبل هكذا عقل مريض، أن يقاتل واحد بحمولات متخلفة على الصعيد الثقافي والقيمي، ثقافته تعود للقرون الوسطى.
أما إذا انتصر فان حمولة انتصاره سيضعها في العودة إلى زمن ثقافي فيه قيم لا تتفق مع قيمي، أنا أومن بقيم الحرية والديمقراطية، وبالحريات العامة والخاصة.
حزب الله يمثل دين في طائفة، المقاومة بالنسبة له مجرد مشجب من أجل الوصول إلى السلطة ولتأمين مصالحه، ومصلحته هي مصلحة ايران وديناصورها الميت، اقصد الخامئني

الحداثة ليست سياسة فقط، أو استغلال، هي قيم منوعة، العلم جزء من الحداثة، الفكر الحر، وضع المرأة المعاصرة، القوانين الناظمة لقيم الفرد وحقوقه.
السياسة حالة همجية، لم تروضها الحداثة إلى اليوم، لكن ضمن الحداثة هناك قيم الحرية والعدالة والمساواة والحقوق ضمن الدستور.

إبليس، هو الذي يمنحك الحرية لتتجاوز عقم هذا العالم.
إنه يحرضك، يدخل دماغك ينغل فيك، في اعماقك، لينتشلك من ذاتك الخامدة الكسلانة، ويضعك في فضاء الفكر والبحث.
يدعوك للتمرد على السائد والمكرر والعقيم، لتتحرر من القيود، من عقم الثقافة السائدة، من الأخلاقيات الكاذبة والمزيفة.
يدعوك أن تفكر، أن لا تستسلم. إن تتمرد على العبودية، على الله، على الصنم الذي تحول إلى كائن منافق ومرابي، المساند والواقف إلى جانب النخب المالية والمسيطرة والسلطة.
إن الله، الأب الروحي للسلطة، رسخ هذا الخراب النفسي والعقلي والأخلاقي في حياتنا.
إن إبليس بمعناه الرمزي هو المعارضة الحقيقية، ليس للسلطة فحسب، وأنما لكل القيم الراسخة في أعماقنا منذ أول حجر في زاوية البناء المتداعي، في عقولنا المكررة جيلًا بعد جيل.


الأخلاق لا تتجرأ كما يقولون، بمعنى لا يوجد انصاف أخلاق أو ربع أخلاق.
أما أخلاق كاملة أو لا أخلاق.
الكراهية لا أخلاق، والعدوانية لا أخلاق، وشتم الآخر المختلف لا أخلاق، وتعظيم الذات لا أخلاق.
عليك أن تنظر إلى الآخر على أنه جزء منك، أخوك في الحياة والمصير، أن لا تميز سين من الناس عن عين.
يجب أن تنظر إلى الآخر بعقلانية، بحب، دون أي حمولة دينية أو قومية أو أيدلويوجية.
الإنسان واحد في العالم، تدخل السياسة على الخط وتقسمه إلى أديان وطوائف وقوميات.
الأم التي تبكي على ابنها هي أم في المقام الأول، هي ثكلة، حزينة، ممزقة.
اليوم عالمنا منقسم على نفسه بعمق، ولا يوجد لغة العقل في هذا الانقسام، وسيفرز عالمين، عالم ينتمي إلى الضحايا أكثر ومهزومين أكثر، وسينتصر القلة، أصحاب المال والسلطة، وسيضحكون علينا ويضحكون على الجميع، الجميع منّا.
وهذالجميع منّا سيبكون على خيباتهم أكثر فأكثر، وسيستمرون في الطريق ذاته، طريق الهزيمة ذاتها.
لكن النتيجة ستكون انفصال الناس عن بعضهم ويتحولون إلى أجزاء وأجزاء وأجزاء.

القضية الفلسطينية بالنسبة لحماس هو مجرد مشجب أو رافعة لتصعد عليها.
إن ما تفعله هو مقدمة لتنفيذ أجندتها الدينية.
أهالي غزة مجرد رهائن لديها، دروع بشرية لتحمي نفسها.
إنها تتحدث عن الأمة الإسلامية، عن مشروع أيديولوجي يوتوبي يشمل العالم الإسلامي كله، ولكن تتفيذه يجب أن يكون بالسلاح


نحن ظل الغرب شئنا أم أبينا، نمشي على خطاه أينما ذهب، ليس نحن كعرب ومسلمين فقط، أنما الروس والصينيين والهنود والأتراك والبرازيليين واليابانيين والأفارقة.
النغم واحد، والفوارق قليلة جدًا.
منذ أن تحولت السلعة أو البضاعة إلى العالمية، لم نتوقف عن الجريان أو الركض وراء بعضنا، نركض لنمسك الظل الهارب منا.
لم يبق هناك خصوصية اجتماعية أو اقتصادية أو فكرية أو بيئية أو فلسفية، حتى الأمراض أضحت واحدة سواء النفسية أو الفيروسية أو الجرثومية.
حتى الطعام سيندمج في بعضه، وسيضيع الطعام الوطني لجميع شعوب الأرض، وتصبح كالهمبرغر هي الشكل المفضل.
الآلة حولتنا إلى آلة، لا طعم لنا ولا لون ولا شكل ولا تفارق بين هناك وذاك، حتى الحروب لم تعد حروبًا طبيعية، أصبحت مصنعة لا طعم لها ولا حماس ولا جلد.
اللعبة كالغميضة، نركض كالعميان وراء الجرس علنا نمسكه، لكن دون فائدة.


المدرسة، الإعلام، الثقافة العامة رفعت من شأن الأخر وقللت من شأننا، جعلت البلاد الأخرى هي مصدر الإلهام، الشيوعيين حولوا الدول الاشتراكية إلى يوتوبيا، والطرف المعادي لهم، جعلوا الولايات المتحدة هي الحلم، واعتقد ان الجهة الثانية ما زالت تعلي من شأن هذه الدولة العملاقة تكنولوجيًا.
عندما كنت صغيرًا في الصف السابع والثامن والتاسع، وأنا صاعد، كنت اقرأ لسارتر وكامو وشتايبنبك وساروليان وماركوز، في الحقيقة كنت اقرأ للكتاب والروائيين الغربيين بكثرة خاصة في المراحل الأولى، كان الاساتذة يشجعوننا على قراءة أعمال الغرب نتيجة تطوره، لكن كان هناك من يشير إلى تشيؤ الإنسان فيه.
جئت إلى السويد، في الحقيقة لم أكن متفاجئًا كثيرًا مما رأيت سوى أن الإنسان السويدي شبه معزول عن العالم، وعن عالمه ومحيطه.
الخلل ليس في الإنسان، أنما في الآلة، هذه الأخيرة دمرت الكائن الطبيعي في الإنسان، جعلته يركض وراء الجزرة الموعودة، كالمزيد من الاكتشافات العلمية والمزيد من المال.
اعتقد أن الولايات المتحدة هي أكثر دولة شيئت الإنسان لتهرب من اللا تكوين النفسي والاجتماعي والوجودي في وجودها، واقعها السيكولوجي فيه خواء كامل، دولة لا عاطفة فيها، لا تاريخ، لا مشاعر، انهت شعب كامل وأخذت مكانه، هروبها من قدرها دفعها أن ترتكز على المال والصناعة للتعويض عن أزمتها الداخلية، وحملت البشرية عبئها، لهذا ترى الجميع يركضون وراءها.
علينا أن لا ننسى أن الشرق لديه ما لدى الغرب، الشوارع ذاتها والمدن وطريقة بناء البيوت، والسكك الحديدية والمعامل والصناعة، وشكل إدارة مؤسسات الدولة، ولدى أغلب الدول الانتخابات وإدارة شؤون المجتمع السياسي ولو بالقليد، ونتلقى الثقافة ذاتها في المدارس والجامعات وأغلب حواراتنا جاءت على النغم الغربي.
جاء الكثير من الناس إلى الغرب، ومنهم إلى السويد، وفي أذهان الكثير منهم أن المجتمع الغربي، مجتمع يوتوبي خالي من العيوب.
لكننا بالتأكيد قرأنا عن المدن الرأسمالية والاستغلال والتراتبية.
نحن بلدان وشعوب صورة مصغرة عن واقع الغرب، في كل مجالات الحياة ولو في الشكل.
عندما كنت صغيرًا، كنت أذهب مع والدي بالسيارة في فترة الستينات إلى القرى في الجزيرة السورية، كنت ارتدي ثياب عصرية، حذاء جلد، جوارب بنطال، شعر ممشط، قميص، كان أطفال الضيع ينظرون إلي كإله، لأنهم لم يزوروا المدن، لكن بالتاكيد عندما كبروا وذهبوا إلى المدارس في المدينة اكتشفوا انهم يشبهون ذلك الطفل الساحر الذي جاءهم في يوم من الأيام، وأكتشفوا فيما بعد أنه كان طفلا عاديًا يستطيعون أن يكونوا مثله.
هذا مثال على ذلك، بمعنى لو جئنا الى اوروبا قبل مئة سنة لكانت نظرتنا مختلفة.


بوجود السلطة سيخرج الدكتاتور من القمقم، من العتمة وهو يرتدي ألوان مختلفة، أسود أو حنطي أو أبيض أو أصفر.
المشكلة ليست في الألوان، أنما في قدرة المارد على إخفاء نفسه بالتلوين.
لقد حاول المارد ـ السلطة أن يقدم نفسه دون عيوب أو أخطاء، لكن ذلك محال.
هل الدكتاتور الواضح بلونه الأسود أجمل، أم الأخر بألوانه المختلفة؟
لم يستطع التطور العلمي والفكري والفلسفي أن يغير مفهوم السلطة، وكل المحاولات لتغييره باء بالفشل.
وحياة الإنسان كلها تتمحور حول هذا الكائن الصنم، الميت.


الثقافة هي التي تصقل الشخصية وتهذبها وتفتح الباب لمسارات كثيرة ومعارف.
يشعر المرء في حضرة المثقف بالسمو والرقي والراحة النفسية.
البحث عن المعرفة يبعد الإنسان عن المحنط والراكد والرتابة.
وشوق إلى التواصل مع كل ما هو جديد.
وكلما كانت المرأة مثقفة، كلما كانت روحها أكثر سموًا وتهذيبًا. وأكثر انفتاحًا على الحياة والمجتمع، وأكثر تحملًا للمسؤولية الشخصية والعامة.
المرأة التقليدية كارثة على نفسها ومجتمعها، مبغاها العيش بما انتجه المجتمع التقليدي من تراكمات شكلانية.
دائمًا اتمنى أن يكون للمرأة حضور في هذا الجانب، وخاصة في الجانب الفني والأدبي، كالرسم والموسيقى وغيرهما.
لا شك يوجد، بيد أنهن قلة قليلة جدًا. أغلبهن يمشي مع التيار.
لقد عانينا في السابق من هذا الخواء واعتقد أن الأمر ما زال مستمرًا، الأمل في المستقبل.


هل احترق الفنان السويدي لأنه اساء للرسول برسوماته، أم هو حادث طبيعي؟
لنقل أن هذا الفنان احترق بسبب هذه الإساءة، ما ذنب المرافقين له؟
الأقنية الإسلامية تتشفى من موته، واحتراقه، مع أنه مجرد فنان، بمعنى أن هذا الفنان ليس محاربًا أو مسك السيف وقاتلك، أنه سيد الريشة، يكتبون:
نفوق الرسام السويدي.
لقد شاهدت كيف هجموا عليه في صالة فنية في استوكهولم قبل بضعة سنوات، هؤلاء منّا وفينّا، يريدون قتله بحضور الشرطة وحراستهم، وهذه الصالة مملوءة بالفعاليات الفنية والأدبية والسياسية، من سويديين وغيرهم.
ألم يأت الوقت ليعبر المسلمون عن رأيهم في هكذا قضايا بالعقل واللغة والكتابة؟
أليس لنا جميعًا عقل وقدرة على تحليل أية ظاهرة فنية أو أدبية او سياسية بلغة عقلانية نرد فيها على من يسيء؟
إلى متى نبقى اضحوكة لهذا الطرف أو ذاك؟
يا أهلنا وجماعتنا، نرجوكم ردوا الحجة بالحجة، كفى، لا تعطوا الأخر الحق في رجمنا.


الفايكنك، مسلسل تلفزيوني طويل، عرض على نت فلكس، بتقنيات إخراجية بارعة جدًا. المخرج بحد ذاته ثروة عالمية. التركيز فيه على المشاهد الخلابة شيء مذهل، وعلى الناس، تقاطيع الجسم والوجه والتعابير، وشكل ألوان الثياب، والسيوف والبلطات والسفن، وشكل القتال.
كان الفايكنك أكثر حرية وثقة بالنفس، وليس لديهم كتب أو مرجعيات دينية مكتوبة أنما تناقل الأفكار كان شفهيًا في بيئة معزولة عن العالم، كالسويد والنرويج والدانمرك.
اعتبره مسلسل سياسي بامتياز، ناقد للعقل الأوروبي الأوروبي، تعرية هذا التاريخ، والشخصيات الفاعلة فيه.
الفايكنك كانوا وثنيين، مؤمنين بالجنة والجهنم، بالإله الخاص بهم، وهناك السحر والخرافات، بيد أنهم كانوا أكثر انسجامًا مع أنفسهم من المسيحيين.
لم يقدموا أنفسهم طهوريون، داعاة الحق والخير، ولم يمارسوا الأساليب الشائنة التي قام بها ملك أنكلترا في ذلك الوقت أو ملك فرنسا.
فملك أنكلترا حول زوجة ابنه إلى خليلته، ومارس كل الأساليب المعيبة من أجل سلطته واستمرارها، فعندما كان يصطدم الدين مع السياسة كان يخضع الدين لمصلحة السياسة، وكان مستعدًا للتصفية السياسية وأستخدم البرغماتية السياسية على أصولها، كاللف والدوران والغدر والكذب، ونقض العهد والتعهدات، ومارس الطعن في الظهر، بمعنى كما يقال عندنا، دمه كان على كفه، لا أمان معه اطلاقًا.
وامبراطور فرنسا كان شاذًا جنسيًا، خسيسًا، له عشيق وعشيقة، أخ وأخت، أجبر الأخ على اخضاعه لشهواته، مؤمنًا جدًا، بيد أنه كان جبانًا قتل أقرب الناس له ثم صفى قاتله.
المسلسل حافل بالصراعات العسكرية والسياسية والأمراض النفسية والعقلية، وكلها تلتف حول السلطة والمال والجنس والملكية والحب والكره والغدر.
والإنسان يتأقلم مع حركة السياسة ودورانها، يطمح نحو الملك والسلطة، وتتنازعه قيم شريره كالغيرة والحسد والتأمر والغش والخداع والكذب والخيانات بالجملة والمفرق، واعتبر هذه القيم قيم سياسية، مع هذا كان الفايكنك أقل سوء، على الأقل لم يدعوا أنفسهم أنهم طهوريون، وعملوا عكسه.
كانوا يتصرفون على طبيعتهم الطبيعية، أي دون لف أو دروان، أي دون أيديولوجية أو إدعاء


رواية الغاب تتحدث عن معمل ذبح العجول وتحويله إلى نقاق.
خلال العمل ممكن تقطع يد العامل أو رجله أو يذهب كله في المقصلة، ويذوب في مجمل اللحم البقري دون أن تتوقف الآلة القاطعة عن عملها.
في يوم من أيام العام 1906، وبمجرد أن انتهى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية تيودور روزفلت من قراءة رواية الغاب للروائي الأمريكي ابتون سينكلر، نظف يديه بمحرمته باشمئزاز ورمى النقاق من نافذة البيت الأبيض، قال:
ـ هذا الطعام سام، افتحوا تحقيقًا بمصدره.
لو تكرر المشهد ذاته اليوم، وقرأ ترامب هذه الرواية، أو استطاع قرأتها هل سيخرج بالانطباع ذاته لسلفه أم سيكمل على النقانق؟


مشهد إعدام المدنيين السوريين على يد السوريين على طرفي المعادلة أثار القرف في نفسي.
كأننا في أفلام رعب، نرى فيها القاتل يجهز على ضحيته بمتعة وسعادة وفرح، وكأنه يمارس هواية لذيذة وسعادة.
ويكمل حياته.
رأينا هذا المشهد في بداية الأحداث، هذا التجبر من قبل جيش الأسد بحق المدنيين في إشارة مؤلمة على أن الوطن منقسم على نفسه، ومارسته المعارضة المسلحة السورية أيضًا.
والمشهد ذاته يتكرر.
هذا التلذذ بالموت يثير في النفس ألف سؤال وسؤال:
ـ لماذا هذا التلذذ بالقتل؟



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية 315
- هواجس عامة وخاصة 314
- هواجس سياسية 314
- هواجس عامة 313
- هواجس فكرية وسياسية وأدبية ــ 312 ــ
- هواجس متعددة ــ 311 ــ
- هواجس فكرية وسياسية ــ 310 ــ
- هواجس متفرقة ــ 309 ــ
- هواجس فكرية 308
- هواجس عامة ــ 307 ــ
- هواجس سياسية وفكرية وأدبية 306
- هواجس عامة أدبية سياسية فكرية ــ 305 ــ
- هواجس متنوعة ومتعددة ــ 304 ــ
- هواجس إنسانية وسياسية 303
- هواجس ثقافية فكرية وأدبية 302
- هواجس أدبية ــ 301 ــ
- هواجس فكرية وأدبية ــ 300 ــ
- هواجس وتأملات 298
- هواجس فكرية ــ 298 ــ
- هواجس عامة ــ 297 ــ


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - آرام كربيت - هواجس ثقافية ــ 316 ــ