عندما غنت صوت العرب لعبد الكريم قاسم !!!

ورد الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 536 - 2003 / 7 / 7 - 03:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

يقودني حظي العاثر أحيانا كثيرة لمشاهدة التلفزيون ، لا أعبأ إلا بالأعمال الدرامية المميزة و أحيانا أشاهد برامج حوارية يقنعني تفاهة معظمها بصواب فكرتي بالاقتصار على مشاهدة الأفلام القديمة فقط ، أمس أذاع التلفزيون المصري  برنامجا بعنوان  " هذا المساء " ، شدني لمتابعته صوت مطربة جزائرية أعتقد أن اسمها " مهدية " ، الصوت قوي و الكلمات جميلة تتحدث عن العروبة ، لم لا ، فلنتقارب أو نتفاهم أو نتحد بطريقة عقلانية و لنتكتل اقتصاديا أولا و لنحل مشاكلنا الداخلية قبل كل شيء ، شرط ألا يبقى أي من الفاسدين و الطغاة بأمكانهم حتى لا يتحدوا علينا ، و شروط أخرى كثيرة تتضاءل أمام هذا الشرط !! ،  قد لا يتحقق أي من هذه الأحلام لأننا لم نغير ما بنا بأيدينا نحن، و قد لا تتحقق أحلامنا إلا بعد عقود و قرون لكن لا بأس أن نغني لها ، لا نريد أن نقتل الأحلام عندما ندرك عجزنا  عن تحقيقها فالخطأ فينا و ليس فيها ...

المهم ، تحدث في البرنامج الإعلامي الكبير وجدي الحكيم عن إذاعة صوت العرب ، فالبرنامج خصص للاحتفال للعيد الخمسين لها ، و التي أذاعته أيضا على موجاتها ، لا بأس فصوت العرب  يحسب لها الكثير و عليها الكثير أيضا ، سأله المذيع عن أهم الخبطات و المقالب التي صنعتها صوت العرب  !!

فتحدث الحكيم عن بعض الخبطات الهامة و منها أنه " عندما حدثت محاولة الانقلاب على عبد الكريم قاسم في العراق عام 59 كنا نذيع لأيام  أن  فريقا من صوت العرب متواجد ببغداد الآن و سينقل على الهواء مباشرة واقعة خروج عبد الكريم قاسم من المستشفى الفلاني ، و انقلبت الدنيا بالعراق بحثاً عن فريق صوت العرب في بغداد  دون جدوى ، حتى جاءت لحظة خروج قاسم من المستشفى و ترقب الجميع إذاعة صوت العرب التي ذاعت لحظة خروجه " يا خارجة من باب الحمام و كل خد عليه خوخة "  !!!!

في الحقيقة لو أن هذا الخبر وصلني من أحدهم لقلت له " كافي مبالغة " أو حتى " كافي خرط " فلم أكن أصدق أن صوت العرب كانت لتنزلق لهذه الهفوة التي لا تليق بإذاعة ساهمت في الكثير و هدمت الكثير أيضا ، و مهما بلغت عداوة النظامين ( ناصر- – قاسم ) فالإذاعة التي كانت تبث من القاهرة لم تتوقف عن الإعلان عن نفسها إذاعة لكل العرب ، و لم يكن يليق بها أن تصل أبدا لهذا المستوى ، و حتى لو أرادت نقدا أو حتى هجوما على نظام أو زعيم ،فلا أعتقد أنه كان يجب أن يتم  بهذا الأسلوب المبتذل ،  و لا يعقل أيضا أن يكون هذا الحدث بالتحديد هو ما يُذكر في العيد الخمسين للإذاعة ، و في هذا الظرف تحديدا .. فعلى الأقل كان يجب الاقتصار على ذكر محاسن الإذاعة ، و الحقيقة أن لها من الايجابيات ما لا يستطيع منصف نكرانه ، أما أخطاؤها التي لا يستطيع ذو ضمير تجاهلها فلا يعقل أن تجمل و  تقدم بهذه النبرة من الفخر و السعادة في عيدها الذهبي  ..

ذكرني هذا بأمر آخر حدث في زمان قريب نسبياً ، عندما كانت صوت العرب في شتاء 1999 تذيع في فترتها الإخبارية  مساء برنامجا يتحدث فيه بعض العراقيين المعارضين لنظام صدام حسين ، لا أتذكر اسم البرنامج تحديدا ،  ربما " رسائل إلى حاكم بغداد " أو شيئا من هذا القبيل ، ثم توقف البرنامج بعد فترة قصيرة ، كان هذا البرنامج أثناء " سحابة صيف "بين النظامين المصري و العراقي زالت فجأة ، الغريب أن أحد الأسماء التي تحدثت في هذا البرنامج كان معارضا عراقيا أو هكذا قدم نفسه حيث كان يعمل بالصحافة أيضاً ، و كان له معاملة مع الأمم المتحدة - طالب لجؤ ، و كان ينشر أحيانا بجرائد عربية و بالجرائد المصرية و منها أخبار اليوم ( التي لا يطيق رئيس تحريرها ابراهيم سعدة شخص صدام حسين و لا ندري هل هذا موقف من نظامه و من كل نظام ديكتاتوري ) ، كان ينشر في فترة سحابة الصيف إياها نقدا لاذعا لصدام حسين ، ثم حدث أن رُحل هذه الصحفي فجأة من مصر في ظروف سيأتي يوم لنشرها .. رحل في صيف 99 عندما انقشعت سحابة الصيف التي شابت صفو علاقات النظامين شتاء العام نفسه !!!! و لم يشفع له مقالاته في أخبار اليوم او أحاديثه الناقدة لصدام في صوت العرب

و هكذا أثبتت صوت العرب أنها إذاعة عربية أحيانا و مصرية حكومية في معظم الأحيان

و للحديث بقية ..

 

#ورد_الخياط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات