كلام الناس : نظريات زمانية ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 50 - 2002 / 1 / 30 - 10:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

أنتهي يوم أمس برنامج بين زمنين .. قدمته قناة أبو ظبي الفضائية ..!

تضمن البرنامج معلومات وأفكار وشهادات وانتقادات وتفسيرات ورؤى مختلفة حول شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم قدمها بعض معاصريه . منهم من كان مسئولاً في ذلك الزمن ومنهم من كان معارضاً له ومنهم كان من أقاربه ..!

مجموعة من السياسيين العراقيين الخيرين أهلتهم تجاربهم ومستويات وعيهم لاستخدام الموضوعية في قول كلمة حق حتى ممن كانوا من خصوم عبد الكريم قاسم ..

ليس منهم من كان من مؤرخي حياته ودارسي تجربته ..! وهم عديدون داخل العراق وخارجه ..

وليس بينهم شاعر كتب قصائد ذلك الزمن ولا امرأة عانت أو هلهلت فيه لأنه نصرها..!

لكنهم جميعاً أنصفوه وأعدلوه ، نزاهة ووطنية وسعياً من أجل خير الفقراء .

لعل المشاهدين جميعاً لاحظوا أن كل تغيير جديد في نظام البلد يبدأ بالتغيير في علاقة الناس بالسلطة ، وعلاقة السلطة بالناس . .! ليست السلطة براءة أختراع وليست تطبيقات جاهزة يمكن وضعها على منضدة لرؤيتها كما يرى الأنسان طعامه على المائدة يتناول منها ما يطيب له ويحلو ..! بل هي حياة وتجارب حياة فيها انتكاسات مثلما فيها فرص نجاحات ..!

في الظروف غير الطبيعية ، غير الديمقراطية تكون السلطة مجرد فرصة ..!

السلطة فرصة . وفرصة السلطة الجمهورية توفرت صبيحة 14 تموز ..! فحصلت القفزة المفاجئة لمجموعة من الضباط يقودهم رجل شهد جميع المشاركين بالبرنامج الظبياني بحبه لوطنه ولشعبه ..

السلطة فرصة لذلك قفز مقتنصوها يوم 8 شباط بالطائرات والدبابات فذبحوا رجال سلطة الثورة .. انتصروا بالقوة عليهم وعلى الشعب كله .

انتهت السلطتان ، بعد حين من الزمان ، من على عرش الحكم .

الأولى يترحم عليها الناس بعد أربع وأربعين سنة من قيامها .. بينما الثانية لعنها حتى الذين صنعوها بعد سنة واحدة من قيامها ..!

ربما قيل ان الاولى يعوزها روح الديمقراطية ..

لكن الثانية يعوزها روح الحق ..!

ربما في ظواهر الأولى أخطاء كثيرة ..

لكن الثانية لها ظواهر وبواطن . ظاهرها فوضى وشر وباطنها دماء ساحت مع جحود صانعيها بالوطنية خدمة لمصلحة أجنبية ..!

وإذا كان معد البرنامج قد أشار إلى نهاية تاريخ عبد الكريم قاسم فأن تاريخ العراق لم يكتمل ، بعد ، والتاريخ ليس كما يعتقد " فوكاياما " بنهايته ..! التاريخ ليس له نهاية ..! فللتاريخ حركته المستمرة ودورته الدائرة .

وإذا كانت خطيئة سلطة شباط مستمرة بأثواب جديدة في سلطة حزب البعث العربي الاشتراكي القائمة منذ عام 1968 بنفس الجحود والاضطهاد والشر ، فأن ممكنات التقاء الوطنيين العراقيين المعارضين لهذه السلطة ، في هذا الزمان الجديد المفعم بالتجربة والوطنية والروح الديمقراطية ، متواصلة أيضاً ولها من الحق والقدرة ان تشيد وطناً لجميع العراقيين يتيح لهم ما فقدته الأجيال السابقة من حرية وكرامة .

إن محصلة الزمن الفائت تؤكد :

· أن تفاعل الافكار يمكن ان يؤدي الى خير وطننا .

· أن تفاعل الابعاد المشتركة في الحركة الوطنية العراقية بمجموع احزابها وتجمعاتها يمكن أن يكون نهجاً شاملاً لبناء وطن جديد ..

· أن الألتزام الوطني العام بمصلحة الوطن كله لا يتعارض مع جوهر عقيدة أي حزب أو تجمع وطني يسعى من اجل حرية الشعب العراقي كله .

· أن التلاقي بين القوى هو السبيل الوحيد في التقارب من اجل الغايات المشتركة .

البرنامج أثار الكثير من الشجون ، لكن صراحة المتحدثين أرتقت بالنظرة الموضوعية الى مستوى التقييم الايجابي ..

تحية الى معدي البرنامج والى متحدثيه ومشاهديه..

كلام الناس : التخلص من رواسب الماضي ومخلفاته السلبية قوة للجميع ..!!

ــــــ

جاسم المطير

بصرةلاهاي في 30/1/002

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات