أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمار أسامة جبر - غزة وفلوريدا ومعاون الجزار














المزيد.....

غزة وفلوريدا ومعاون الجزار


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 16:23
المحور: حقوق الانسان
    


إن المقارنات تفيد أحيانا في استنباط مفاهيم وأدلة تساعدنا على فهم واقعنا المعاصر، ومن هذه المقارنات المقارنة بين الشعوب وجغرافية تواجدها، وفيما يهمنا أنها عن مكانين على كوكبنا، تحولتا بين ليلة وضحاها إلى منكوبتين، إحداهما بفعل أيدٍ إجرامية، والأخرى بفعل إعصار مداري، وبالرغم بأنهما لا تتشابهان في أسلوب المعيشة والبقعة الجغرافية، إلا أنهما تقاسما نفس سوط الجلاد، فالإدارة الأمريكية التي تدير معركة غزة بتفرعاتها اللاحقة، لوجستياً واستخبارياً وعسكرياً ومالياً، وأنشأت الميناء العائم على جثث وأشلاء الضحايا في غزة لا تبالي أيضاً بمواطنيها في ولاية فلوريدا المنكوبين، فهي لا تبالي بالإنسان سواء بسواء، فبدلاً من تقديم الدعم المعنوي والمادي لمتضرري الولاية الأمريكية، تقوم بإرسال حزمة مساعدات بقيمة 8.7 مليار دولار إلى طفلتها المدللة في المنطقة، إجراء ربما كاد يمر مرور الكرام، وتطويه ذاكرة الشعوب القصيرة الامد، لولا اعتراض كثير من الأمريكيين أنفسهم على تخبط إدارة بايدن في التعامل مع أزماتهم الداخلية ومعالجة المشكلات التي تعصف بالمجتمع، ومنها البطالة التي يعاني 4.2% من سكانها منها، وأزمة السكن والارتفاع الملحوظ في أسعار الإيجار، التي تؤدي بطبيعة الحال إلى تشريد العديد منهم إلى الساحات العامة والحدائق والشوارع، هي حكومة مُصرة على بقاء إسرائيل في وضع متقدم على دول المنطقة، ورفدها بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكا وتدميراً، عقلية استعمارية بدأت بتأسيس الولايات، ولا زالت نهجاً يبني ويؤطر لعلاقاتها الدولية، وكيفية تعاملها مع المشكلات التي لا تؤثر معظمها في اقتصادهم، ولا على مواطنيهم، فهي تحمل عبء منفرداً، وتضخ الأموال فقط لإبقائها على سدة القطب الواحد، وهي سياسة ستزول، وينقلب السحر على الساحر أجلا أم عاجلا، فلا ثابت في علم السياسة، وشكل وأحجام الدول، والعالم شهد انهيار إمبراطوريات حكمت العالم من شرقه إلى غربه، وزالت وزال وجودها من التاريخ، ولم يبق من ذكرها ما يكتب في صفحات التاريخ، يجب على الأمريكيين في هذا التوقيت العصيب عليهم، الاتعاظ من مصير الشعوب التي تحولت من مصاف الأمم إلى أرذلها، وهو مصير لم تكن تلك الكيانات تفكر فيه، ولو في أسوأ كوابيسها، ولعل انهيار الكيانات السياسية عبر التاريخ تشعله شرارة صغيرة، وتحوله إلى نار رمضاء تحرق ما يواجهها، ولهم في انهيار الاتحاد السوفيتي خير دليل، وانتفاضة الألمان وهدم جدار برلين، وغيرها من الأمثلة.

انتهى تدمير الإعصار في فلوريدا، لكن الدمار المدعوم أمريكيا لم ينته ما زالت أيدي القتلة تعيث في الأرض القتل والتشريد والتدمير، دمار مدعوم بالمال والسلاح والفيتو الأمريكي، دمار لا يلوح في الأفق أي وسيلة لإيقافه، أو الاستفاقة من دون النظر إلى نتائجه الكارثية، والتي تحتاج أعواماً لإصلاح واعمار ما حدث، وأعواما إضافية لمعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، لسكان عاشوا المجزرة طيلة سنة كاملة- وما زالوا-، لم تتوقف القنابل الذكية خلالها من سحق الجماجم، ولم تتوقف الرصاصات عن استهداف الرضع، ولم يسلم من هذه الحرب المشافي والمدارس ودور العبادة، حرب همجية بلا هوادة، تسحق كل شيء في طريقها من دون تفكير، فالحماية المطلقة التي تمنحها إياها الولايات المتحدة، تساعدها على الإفلات مرة تلو المرة عن كل جرائمها وأثارها، في ظل مجتمع دولي شجاع فقط في التنديد، وليس له القدرة على حماية مؤسساته الدولية ومقراتها، التي سوتها آلة الحرب الإسرائيلية بالأرض، وليس له القدرة على حماية موظفيه الدوليين، ولا حتى قواته التي تجرأ الاحتلال على الطلب منها بإخلاء مواقعها.


تحتاج غزة من الداخل الأمريكي، إلى قرار شعبي يرفض سياسات دولتهم ونهجها، ودعوتها إلى الالتفات إلى الداخل المصاب، وإنقاذ حيوات الناس في فلوريدا وما حولها، وضخ الأموال إلى الداخل بإنسانية، وإيقاف التمويل المفتوح للحرب التي لا تجلب إلى الدمار لغزة، إنهاء هذه الحرب يبدأ ممن ذاق الآن مرارة اللجوء والعوز وعدم توفر الماء والغذاء والمسكن ممن تشردوا بفعل ظاهرة طبيعية لا حول لهم في إيقافها أو التخفيف من آثارها، وهم قادرون بالضغط على حكوماتهم لإيقاف الحرب التي تشارك بها بإرادتها ودعمها وتمويلها، تستطيع الوقوف ولو لمرة واحدة بشكل جدي، ورفع العصا أمام الحكومة التي لولاها لتوقف سرطانها من التمدد، فمن يدعم ويمول ويمنح الفيتو، يجب أن يطاع، يجب على الاحتلال إطاعة عرابه، ولو بالقوة، فالحرب التي بدأها بهمجية على قطاع غزة ينتشر هشيمها إلى الضفة، وهو ما يريده احتلال لا يود منح الشعب الفلسطيني حقه في الحياة، ويوجعه أن هذا الشعب حيٌ، ويقاوم الاحتلال بما أوتي من قوة، فهو احتلال ضعيف أمام عظمة سيدة فلسطينية تعمل مدرسة تلاميذ، يلاحقها وزيره الإرهابي بن غفير، ويغيظه التمثيل الدولي المتزايد لدولة فلسطين في المحافل الدولية، ويرى أن الفلسطيني إرهابي بالفطرة.

شعبنا كان ولا يزال يطالب بحقه الوجودي في أرضه وسمائه وبحره ونهره، ولا يطلب إلا من المحتل الخروج والرحيل بكل أدواته الاستيطانية المقيتة، وهو على لسانه شاعره الوطني محمود درويش لخص هذه المغادرة ب " أيها المارون بين الكلمات العابرة، احملوا أسماءكم، وانصرفوا، واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا……



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام على المجزرة
- الهولوكوست في فلسطين
- الجنيه الفلسطيني ماضٍ مُغيب
- النكبة حكاية العائدين
- الاصطفاف الدولي . فلسطين مثالاً
- غزة التي لا يغيب الموت عنها
- جمهورية الموز المُخدر
- غزة والقذيفة الأخيرة
- الانطلاقة 59
- الصهيونية
- ستنتهي الحرب
- الحرب
- أكتوبر ونيف
- بريكس BRICS
- ثلاثة مسامير في نعش الكيان
- جيوبوليتيك الدولة الفلسطينية
- النكبة .. جريمة مستمرة
- النكبة.. جريمة مستمرة
- الميليشيات الصهيونية، وجه الافعى الأخر
- أزمة كيان الاحتلال مع التعديلات القضائية


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار في لبنان وغزة
- الأمم المتحدة تطالب بإلغاء القيود الحدودية المفروضة على اللا ...
- نزوح مؤلم وفقدان مفجع 
- التعاون الإسلامي تدين استمرار جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائ ...
- خطر الموت جوعًا أو قتلا بالقصف يواجه عشرات آلاف السكان شمال ...
- المفوضية السامية تكشف عدد اللاجئين السودانيين الذين استقبلته ...
- المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان: الاحتلال يستخدم روبوتات ...
- -الأونروا-: الجيش الإسرائيلي قصف مدرسة تأوي عددا كبيرا من ال ...
- الاتحاد الأوروبي يندد بالهجمات الإسرائيلية على بعثات الأمم ا ...
- رغم تحذير نتنياهو.. الأمم المتحدة: قوات اليونيفيل لا تزال بج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمار أسامة جبر - غزة وفلوريدا ومعاون الجزار