ديار الهرمزي
الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 13:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عبارة المثقف إذا دخل السياسة ينتحر ثقافياً تُعبر عن فكرة أن المثقف عندما يدخل مجال السياسة قد يواجه تحديات وضغوطات تدفعه إلى التضحية بقيمه الفكرية والأخلاقية.
وغالبًا ما تكون السياسة مجالًا للمساومات والصفقات والتنازلات مما قد يتعارض مع المبادئ والمثل التي يحملها المثقف.
أسباب النظر إلى دخول المثقف للسياسة كنوع من الانتحار الثقافي
في السياسة، قد يجد المثقف نفسه مضطرًا لتقديم تنازلات تتعارض مع قناعاته الثقافية والأخلاقية من أجل الوصول إلى أهداف معينة أو كسب تأييد جماهيري.
السياسة تتطلب أحيانًا أن يكون الشخص موجهًا بمصالح حزبه أو تياره وهو ما قد يجبر المثقف على التضحية بمواقفه الفكرية مقابل دعم المصالح السياسية.
المثقف يتميز غالبًا باستقلالية فكره وقدرته على النقد والتحليل بحرية.
عندما يدخل السياسة قد يواجه ضغطًا للانحياز إلى جهة معينة مما يقيد من حريته في التعبير والتفكير.
المثقف في السياسة قد يصبح متهماً بالدفاع عن مصالح معينة أو تمثيل مصالح سياسية مما يضعف مصداقيته كمفكر مستقل ويسهم في فقدانه للثقة لدى الجمهور الذي يقدّره.
أحيانًا السياسة قد تدفع المثقف إلى الانخراط في ممارسات غير أخلاقية أو مساومات تسيء إلى صورته كقدوة فكرية.
تأثير السياسة على المثقف
يمكن أن تُحد السياسة من حرية المثقف في التعبير عن آرائه، نظرًا لارتباطه بتوجهات أو سياسات محددة.
بدلاً من أن يكون المثقف ناقدًا للسياسات قد يتحول إلى مبرر لها أو مدافع عنها مما يفقده مكانته كموجه اجتماعي.
بمرور الوقت قد يجد المثقف أن تأثيره في المجتمع لم يعد فكريًا بقدر ما هو سياسي مما قد ينعكس على مكانته في الأوساط الثقافية.
هل يمكن للمثقف أن ينجح في السياسة دون الانتحار الثقافي؟
بعض المثقفين نجحوا في المزج بين الفكر والسياسة دون التضحية بمبادئهم، وذلك من خلال الالتزام بأخلاقياتهم وتوجيه السياسة لخدمة المجتمع.
يتطلب هذا الموقف الشجاعة والقدرة على مقاومة ضغوط السياسة وعدم الانغماس في لعبة المصالح والصفقات.
القول بأن المثقف ينتحر ثقافيًا إذا دخل السياسة ليس حكمًا مطلقًا، ولكنه إشارة إلى التحديات التي يواجهها المثقف في المجال السياسي.
المثقف الذي يدخل السياسة يحتاج إلى الالتزام بقيمه وتوجيه السياسة لخدمة الحق والعدل و إلا قد يجد نفسه مضطرًا للتنازل عن هويته الثقافية.
#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟