|
الخطر المتنامي لحرب إقليميّة مدمّرة في الشرق الأوسط : الهجوم الصاروخي لإيران على إسرائيل ، و تهديد إسرائيل بالردّ و الخطر الحقيقيّ جدّا لخروج الأشياء تماما عن السيطرة
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 10:11
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
جريدة " الثورة " عدد 874 ، 7 أكتوبر 2024 www.revcom.us
ليلة يوم الإثنين 1 أكتوبر 2024 ، شنّت هجوما بوابل من حوالي 200 صاروخ بالستي على إسرائيل . معظم هذه الصواريخ وقع إعتراضها بأنظمة الدفاع الإسرائيليّة و البواخر الحربيّة الأمريكيّة القريبة من المنطقة المضادة للصواريخ و بعض صواريخ إيران فعلا أصابت أهدافها لكن لم تحدث سوى وفاة واحدة و القليل من الأضرار . هذا الهجوم الإيراني خرج من مكان مجهول . لقد كانت إسرائيل و إيران خصمين إقليميّين منذ عقود . و الصدام بينهما كان يتصاعد منذ شنّت إسرائيل إبادتها الجماعيّة الوحشيّة ضد الشعب الفلسطيني في غزّة غداة هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على الجنود و المدنيّين الإسرائيليّين . لكن ضربة إيران بالصواريخ في 1 أكتوبر دفع إليها عدد متزايد من الهجمات و الإستفزازات الإسرائيليّة ، خاصة طوال عديد الأشهر الماضية . و حدث مفتاح في هذا إغتيال إسرائيل في 31 جويلية لإسماعيل هنيّة ، القائد السياسي لحماس ، بينما كان في إيران للمشاركة في حفل تسلّم الرئيس الجديد السلطة . و في ذلك اليوم بالذات ، حاولت إسرائيل أن تغتال قائد كبير لحزب الله في بيروت ، لبنان . و كلّ من حماس و خاصة حزب الله حليفان لإيران . فشعرت حماس و إيران أنّ إسرائيل صعّدت هجماتها عليهم إلى " مستويات جديدة " بإغتيال هنيّة . ثمّ في 17 سبتمبر ، شنّت إسرائيل هجوما منسّقا على حزب الله . أوّلا ، فجّرت إسرائيل البيجر التي يستخدمها حزب الله ، متسبّبة في جراح الآلاف من عناصره و كذلك مدنيّين ، و معطّلة إتّصالاته . و تاليا ، بين 23-27 سبتمبر ، نفّذت إسرائيل حملة قصف كبرى بالقنابل . فقتل الإسرائيليّون 700 لبناني ، و إغتالت القائد لوقت طويل لحزب الله ، حسن نصر الله . و بعد ذلك ، في صبيحة غرّة أكتوبر ، شنّت إسرائيل غزوا أرضيّا للبنان . (1) و فهمت إيران هذه التحرّكات على أنّها جهد لإضعاف بشكل كبير إن لم يكن تحطيم حزب الله ، على ألرجح أقرب حليف من حلفاء إيران و أهمّهم في المنطقة ، و إضعاف إيران ذاتها و تأثيرها في المنطقة . لذا ، يمكن أن تكون إيران قد شعرت أنّه ليس لديها خيار عدا أن تردّ . إسرائيل تهدّد بتصعيد كبير ضد إيران – بايدن : الولايات المتّحدة " تدعم تماما ، تماما ، تماما إسرائيل " : فورا عقب الهجوم الإيراني يوم 1 أكتوبر ضد إسرائيل ، الوزير الأوّل أفسرائيلي نتنياهو ( نتن- النازي ) و قادة إسرائيليّين آخرين هدّدوا بهجوم كبير على إيران . و سرعان ما دعّم بايدن تهديد إسرائيل هذا : " لا تخطئوا أبدا ، الولايات المتّحدة " تدعم تماما ، تماما ، تماما إسرائيل " ، و صرّح بأنّ الولايات المتّحدة ستساعد إسرائيل في أن " تنتزع نتائج حادة " . و قامت هاريس بالشيء نفسه . و لم تكن تلك كلمات فارغة . لم تزوّد الولايات المتّحدة إسرائيل بالمليارات من المساعدات العسكريّة سنويّا ، وهي تواصل تزويد إسرائيل بالدعم الدبلوماسي من كلّ قلبها لإبادتها الجماعيّة في غزّة ، لكنّها أيضا تشارك بنشاط في الدفاع عن إسرائيل. ففي 1 أكتوبر ، المدمّرات البحريّة للولايات المتّحدة ساعدت في إعتراض الصواريخ القادمة من إيران . و الآن الولايات المتّحدة ترسل عديد الآلاف الأخرى من الجنود و ثلاثة أسراب طائرات إضافيّة لتلحق ب ال40 ألف من الجنود الموجودين بعدُ في الشرق الأوسط ، إلى جانب مجموعة حاملات طائرات و بواخر بحريّة أخرى تجوب البحار المحيطة بالمنطقة . و العالم يشدّ أنفاسه ، منتظرا رؤية ما ستكون عليه " النتائج الحادة " التي وعد بها نتن – النازي و إمبرياليّو الولايات المتّحدة ... و ما الذى ستفرزه بدورها .
ثلاثة أمور واضحة : أوّلا : كلّ من إسرائيل و إيران يمثّلان مصالح رجعيّة . و إسرائيل ليست دولة إستيطان إستعماري غير شرعيّة تماما فقط بل هي أيضا كلب هجوم القوّة الإضطهادية المهيمنة في المنطقة ، الولايات المتّحدة . منذ تأسيسها سنة 1948 ، بالطرد العنيف لأكثر من 700 ألف فلسطيني و فلسطينيّة بدعم من القوى الإمبرياليّة إلى يومنا هذا ، كانت و لا تزال دولة غير شرعيّة . و تُبقى إسرائيل مليوني فلسطيني داخل حدودها و أكثر من 3.2 مليون في الضفّة الغربيّة المحتلّة في وضع إخضاع ، و الآن تنفّذ إبادة جماعيّة فظيعة ضد 2.3 مليون فلسطيني و فلسطينيّة في غزّة . و إيران دكتاتوريّة دينيّة رجعيّة ، هي ذاتها تهدف إلى أن تُصبح قوّة مهيمنة أكثر على المنطقة ، وهي بصفة متنامية تصطفّ إلى جانب القوّتين الإمبرياليّتين روسيا و الصين . لا يجب مساندة أيّا منهما . ثانيا : لم تكن إسرائيل لتوجد كما هي اليوم دون الولايات المتّحدة و قوى إمبرياليّة أخرى : نحيا داخل الولايات المتّحدة التي دعّمت و موّلت إسرائيل منذ سنة 1948 و طوّرتها إلى كلب هجوم في المنطقة يخدم مصالح الإمبرياليّة الأمريكيّة . و مثلما قال بايدن نفسه قبل 40 سنة ، " إن لم تكن إسرائيل موجودة ، كنّا خلقناها " . بكلمات أخرى ، تحتاج الولايات المتّحدة قوّة مثل هذه لتتصرّف ك" فارض " في الشرق الأوسط ، منطقة حيويّة لسير النظام الرأسمالي – الإمبريالي للولايات المتّحدة و هيمنته على العالم . ثالثا : لا حقّ لإسرائيل في الدفاع عن نفسها : و لأنّ إسرائيل دولة غير شرعيّة ، ليس لها أيّ " حقّ في الدفاع عن نفسها " ، رغم نعيق السياسيّين الإمبرياليّين مثل بايدن و هاريس ، فما بالك بترامب . في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 6 ، @BobAvakianOfficial رادا على " تبريرات " الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة للفلسطينيّين ، يحطّم القائد الثوري بوب أفاكيان زعم إسرائيل أنّ لها " حقّ الدفاع عن نفسها " : " إسرائيل قوّة عسكريّة مسلّحة نوويّا و تلقى تزويدا و دعما كبيرين من القوّة الإمبرياليّة المهيمنة على العالم ، الولايات المتّحدة . و لأجيال ، فرضت إسرائيل إضطهاد ميز عنصري / أبارتايد على الفلسطينيّين ، متنكّرة لحقوقهم الأساسيّة... و الحقيقة هي أنّ إسرائيل شأنها في ذلك شأن الأبارتايد / نظام الفصل العنصريّ في دولة جنوب أفريقيا قبلها ، دولة لاشرعيّة – و من ثمّة لا تملك حقّا شرعيّا في " الدفاع عن نفسها " – و ما تسمّيه " دفاعا " قد إنطوى بصورة متكرّرة على القتل المتعمّد للمدنيّين و منهم أعداد كبيرة من الأطفال . (2) و فوق كلّ هذا ، هذا النزاع بأكمله يطرح الآن الخطر الحقيقيّ جدّا للخروج تماما عن السيطرة ، إلى حدّ نقطة الحرب النوويّة . و مثلما يشرح بوب أفاكيان في رسالته على منصّات التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 87 ، " ،@BobAvakianOfficial " جيش الولايات المتحدة – العبوديّة الجنسيّة ، و جرائم أخرى ضد الإنسانيّة – فرض نظام إجراميّ " ( صدرت قبل التصعيد الإسرائيلي الكبير في لبنان : " بتسليح و دعم العمليّات الإسرائيليّة ، حكومة الولايات المتّحدة ليست تمكّن المذابح الإباديّة الجماعيّة في حقّ الفلسطينيّين و الفلسطينيّات و إنّما كذلك تصعّد من إمكانيّة حرب مع إيران ، و ربّما حرب أوسع نطاقا و أكثر تدميرا حتّى . و في الوقت نفسه ، بتزويدها أوكرانيا بشكل هائل بالأسلحة ، و كذلك بالمعطيات المخابراتيّة و التوجيه الإستراتيجي ، حكومة الولايات المتّحدة و على رأسها إدارة بايدن / هاريس ، بعدُ في حرب غير مباشرة مع روسيا ، بينما تعدّ أيضا لمواجهة عسكريّة مع الصين – و كلّ هذا قد يُفضى إلى حرب عالميّة بين قوى إمبرياليّة مسلّحة نوويّا ، بإمكانيّة القضاء على الحضارات الإنسانيّة كما نعرفها . " هذه الكلمات لبوب أفاكيان صحيحة و هامة ، و تحتاج أن تؤخذ مأخذ الجدّ بدرجة كبيرة . إبقوا متابعين للتطوّرات و متابعين لموقع أنترنت revcom.us و @BobAvakianOfficial على وسائل التواصل الاجتماعي . هوامش المقال : 1. Timeline: The key moments that led to Iran’s missile attacks on Israel, Al Jazeera, October 2 2. Readers are strongly encouraged to read the entire dispatch and to follow @BobAvakianOfficial.
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سنة من الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة في غزّة : رسالة مفتوحة
...
-
إزاء تصاعد عدوان الولايات المتّحدة – إسرائيل في الشرق الأوسط
...
-
مقدّمة الكتاب 49 : حرب الشعب الماويّة في الهند و الحزب الشيو
...
-
مذابح إسرائيل المتعطّشة للدماء و المدعومة من الولايات المتّح
...
-
[ رسالة من سجن أفين بإيران : ] - مشينا حفاة في طريق مزروعة ب
...
-
إسرائيل تفخّخ - البيجر - – قاتلة العشرات و جارحة الآلاف في ل
...
-
سرقة مستقبل 625 ألف طفل في غزّة : كيف أوقف بايدن و هاريس تمو
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 85 : المناظرة بين ترامب و هاريس : ر
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 86 : هذا النظام نظام أعمال وحشيّة د
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 83 :تصويت - الناس - ليس الطريقة الأ
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 84 : النظام الرأسمالي اليوم نظام إس
...
-
لنطلق غضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة : الذكرى الثانية
...
-
بينما - يتجادل - ترامب و هاريس حول من يُوالى إسرائيل بأكثر ت
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 82 : النظام في هذه البلاد ليس - ديم
...
-
إلى جميع الشيوعيّين الثوريّين و جميع من يتطلّعون إلى الثورة
...
-
من يقدّمون المساعدة لإقتراف الإبادة الجماعيّة ليسوا صنّاع سل
...
-
عن حياة أيسنور/ عائشة أزجى أيجى – التي قتلتها إسرائيل لوقوفه
...
-
[ الولايات المتّحدة الأمريكيّة ]: هجوم فاشيّ / تواطؤ ليبرالي
...
-
بوب أفاكيان – الثورة عدد 17 : الإستثناء الأمريكي : مزيد من ف
...
-
إسرائيل تمضى في هجوم شرس في الضفّة الغربيّة - بالضبط - كما ف
...
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|