|
الموقف المبدئي من الاحتلال لوطننا
شوكت خزندار
الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 08:11
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
حول المصاقة على قرار المحكمة باعدام صدام حسين !
قبل أشهر عديدة ، نقل ليً أحد رفاقي القدماء وهو قادم من احدى الدول الأوربية إلى دنمارك ، رسالة شفوية من احدى بنات السكرتير السابق لحزبنا الشيوعي العراق السيد ( عزيز محمد ) ، تقول : ( لم أكن أعلم أن كاكه شوكت حاقد إلى هذه الدرجة على بابا ؟
ثم أضاف رفيقي على لسانها (عندما كنت صغيرة أيام الجبهة والتحالف أزو مقر اللجنة المركزية لوحدي أو مع أخوتي وفي بعض الحالات كان والدي لديه ضيوف مع سفير من سفراء الدول الاشتراكية ، يقول والدي : أذهبي إلى مكتب عمك أبو جلال لحين مغادرة الضيف ... هكذا كان والدي يعامل أبو جلال من بين الكثير من الرفاق القياديين ... فلماذا هذا الحقد على والدي ؟
سألت رفيقي ، وهل هي قد قرأت كتاب ( سفر ومحطات ) ؟ أجاب الرفيق : حقاً لا أدري ! ولكنها كانت في زيارة إلى أربيل وعندما عادت من أربيل قالت لي هذا الكلام ! كنت حريص جداً لمعرفة الموقف الحقيقي ، فيما لو كان كلامها هي من أفواه السيد عزيز محمد أم كلامها هي ... أجاب رفيقي ، لا أعلم ولم أسألها عن ذلك !
حملت الرفيق العبارات التالية إلى أبنة السكرتير السابق : لم أعرف الحقد في يوم ما حتى تجاه ألد أعدائنا الطبقيين من الاستعماريين وخونة شعبنا ... يوم الرابع عشر من ثورة تموز عام 1958 ، وعندما رأيت الاعمال الانتقامية من قبل الجماهير الغاضبة تجاه عدد غير قليل من أقطاب الحكم الملكي البائد ومنهم ( الطوقان ) تألمتُ كثيراً وأصبت بمرض وغثيان ولم أخرج من البيت لمدة أكثر من عشرة أيام متتالية لأنني أكره العنف والعنف المضاد .
فكيف بيّ أن أحقد على رفاقي من الذين عملت معهم لسنوات وسنوات ... ولكنني أغضب أشد الغضب كلما تذكرت أعمال وتصرفات ونهج السيد عزيز محمد تجاه رفاقه وحزبه وكلما راجعت سياسات عزيز محمد ، أسكر حتى الثمالة ... وعندما قرر السكرتير السابق تصفيتي وتصفية زوجتى وأولادي الخمسة في دمشق ، كان بامكاني أن أنتقم أشد الانتقام له ولكل من شاركه عند محاولتهم تلك. ولم أفعل ؟ فهل يعتبر موقفي ذاك ، هو الحقد ؟
ثم أضفت وقلت لرفيقي ، قل لها ، لو زار السيد عزيزمحمد محل إقامتي في دنمارك سوف أرحب به طيلة إقامته هنا وأبادله الكلام الجميل ... دون أن أتنازل لحظة واحدة عن موقفي المبدأي تجاهه وتجاه سياساته المشينة وتجاه رفاقه وحزبه قيد شعرة .
هكذا وبهذا الوصف أعلاه ، كلما تذكرت مواقف وسياسات السيد صدام حسين تجاه حزبنا الشيوعي العراقي وتجاه الشعب العراقي عامة وخصوصاً تجاه الشعب الكوردي لم ولن أعرف الحقد تجاه الرئيس السابق صدام حسين كحقد شخصي قطعاً ، وهنا أكرر مجدداً كلما تذكرت سياسات ومواقف صدام حسين أسكر حتى الثمالة ، وفي الوقت نفسه ، أستنكر القرار ، قرار الاعدام ومحاولة اعدامه أشد الاستنكار، هذا هو موقفي ولن أحيد عنه لحظة واحدة ... خاصة وان المحكمة وقراراراتها والمصادقة عليها هي من صنع المحتل الغازي لوطننا العراق وهي صادرة من أشد أعداء شعبنا ووطننا وهي إدارة الشر والعدوان ، الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية .. وكمبدأ عام أنا ضد حكم الاعدام بحق أي كان ، وانها جريمة لا تغتفر ، انها جريمة بحق الانسانية جمعاء . هنا تذكرت وعدت إلى :
فهـد وتصوره عـن القـائـد ! (( ترى كم من الوقت يلزمنا لنجعل من أحدكم طباخاً ؟ كم مرة ستحترق أصابعه.. وكم ستعاني عيناه من الدخان .. وكم أكلة رديئة من صنعه سنضطرإلى تناولها نحن ؟ وهو ليس سوى طباخ ! فكم ستكون معاناة الطبقة حتى تطور قائدها الذي يقودها إلى تغيير ظالم والأنتصار بثورتها الأجتماعية (( ؟ ))القيادة فن يعكس عمق وسعة الفهم ووفرة المعارف وحدة الذكاء والفطنة والدأب والنشاط وروح المبادرة والتفاني وكرم الأخلاق وسماحة الطبع وحسن التعامل مع الآخرين والجرأة والشجاعة ، وأن يمتلك إلى جانب كل هذا ناصية النظرية الثورية وحسن تطبيقها في الظروف الملموسة ، ويمتلك المقدرة على فهم الأوضاع الملموسة التي يقود فيها حركته بتعقيداتها وتطوراتها . وبرغم كل هذا ، فالقائد يظل محكوماً بالأوضاع التي يعمل في إطارها وإن سعى إلى تكييفها بما يخدم حركته ويظل إلى جانب هذا وذاك بشراً يمشي على الأرض كما يمشي الآخرون)) حديث " فهد " أعلاه كما جاء في كتابي سفر ومحطات ، وهو في السجن. عند محاولة اغتيال القائد الأممي البارز(تولياتي) . ونقلت في كتابي أيضاً : قرار المكتب السياسي حول كتابة تأريخ الحزب في الأول من كانون الثاني عام 1974 كلفتُ باستلام كل ما يرد إلى الحزب من تقارير ورسائل إلى الحزب، لقد قاربت التقارير والرسائل الألف واجمالي صفحاتها ( 3000 ) صفحة ، ومن خلال هذا الكم الهائل من المعلومات التاريخية ، تعرفت على تاريخ الحزب بصورة لم تتوفر لأي رفيق في الحزب مهما كان موقعه . فكل رفيق كان قد تعرف على جزء معين من حياة وتاريخ الحزب ، حسب اختصاصه وموقعه الحزبي .
لقد جلب انتباهي العدد الكبير جداً من التقارير والرسائل التي تدين القيادات الحزبية تاريخياً عد الرفيق فهد ، كان هناك تقرير مفصل كتبه أحد قادة الحزب السابقين وهو( عزيز عبدالهادي ) وتقريره مرفق بتقرير(مالك سيف) وكان موضع دهشتي ان (مالك ) يتحدث بكل احترام ومودة عن " فهد " ويقول : ان فهد كان قائداً بروليتارياً فذاً . ويضيف كما قال مالك سيف ، لو بقي فهد على قيد الحياة ، لكان الشيوعيون على دفة القيادة السياسية للسلطة ، لأكثر من بلد عربي . ثم يضيف ان الشيوعيين العراقيين ، لم يدركوا ما هية " فهد " وبقائه حياً ، وبتوجيه منهما ، البريطانية والأمريكية أعيدت المحاكمة وأعدم ؟! ******* وبالنسبة لحزب البعث ، لو لا صدام حسين ، مهما اختلفنا وأدنا مواقفه وأساليبه السياسية الملتوية وتعاونه مع رجالات الداخل والخارج والذين كانوا أساساً ضد مواقف البعث ونهجه ، لما تمكن البعث من استلام دفة القيادة السياسية في العراق ... وعندما استلم البعث السلطة السياسية ، لم يكن عدد أعضاء البعث يتجاوز الـ ( 69) عضواً كقيادة وقاعدة ... فمن حق البعث التمسك بصدام حسين حتى اللحظات الأخيرة من حياته .
وعندما يأتي قرار اعدام صدام حسين على يد قطب الامبريالية العالمية ، الولايات المتحدة الأمريكية ومعها البريطانية ، علينا أن نتذكر جيداً الجريمة الكبرى بحق القائد البروليتاري الفذ " فهد " ورفاقه الأبرار ، حازم وصارم ... من هذا المنطلق وحده أستنكر وأشجب قرار اعدام صدام حسين .
ولا يهمني قطعاً ما يصدر وباقلام ، خالية من الحد الادنى للخلق والاداب من بعض الانتهازيين المتقمصين بالبعث ، مهما كثروا.. فإني أتعامل مع المواقف المبدأية بأشد حرص ونقاه ولن أحيد عنه مهما قيل أو يقال ؟ فأنا ضد حكم الاعدام في كل ظروف ومكان . فعملية الاعدام جريمة بشعة .
#شوكت_خزندار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاحزاب الثورية والحركات الاسلامية الراديكالية
-
خاطرة !
-
وجهة نظر
-
(المشكلة تكمن في : (1
-
آه ...يا حكومتي - الحبيبة ؟- والسابقة
-
صدام حسين وناظم كزار والذكريات الاليمة
-
ليس المهم ! الذكريات مع التوضيح
-
السير بالاتجاه المعاكس لحركة التاريخ(خطاب مفتوح للسيد مقتدى
...
-
السير باتجاه المعاكس لحركة التاريخ !
-
الثورية تكون هكذا وإلا ؟
-
فصل الدين عن الدولة ؟ أم الدولة الاسلامية ؟
-
يا شغيلة اليد والفكر اتحدوا
-
فهم المخططات الأمريكية بالمقلوب
-
تحية الاكبار والاجلال للقائد البروليتاري الفذ الراحل فهد
-
التاسع من نيسان / ابريل 2003 يوم أسود في تاريخ العراق والعرا
...
-
القسم الثاني لتقييم بحث مكرم
-
تقييم عام لبحث مكرم الطالباني عن حزب هيوا
-
الحرية لصاحب الكلمة الحرة عبده جميل اللهبي
-
تلبية حقوق المرأة والمساواة هي مرآة تقدم الحضارة للمجتمعات ا
...
-
بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني- الحلقة 1
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|