متلازمة الأذن الموسيقية..اغرب اضطراب نفسي

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 22:37
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

متلازمة الأذن الموسيقية
(لمحبّي الموسيقى والسيكولوجيا)
أ.د. قاسم حسين صالح

متلازمة الاذن الموسيقية (بالإنجليزية: Musical ear Syndrome)‏هي وصف لحالة بعض ممن يفقدون حاسة السمع وذلك بسماع هلاوس سمعية تتمثل بأصوات وموسيقى بصفه خاصة ليس لها مصدر حقيقي. وهي مرض نادر جدا يصيب شخصا من كل 10000 شخص فوق سن ال65 عاما ..في المملكة المتحدة فقط. وفي الغالب يشعر المريض بطنين مستمر في الأذن.
وتسمى ايضا (دودة الأذن الموسيقية) تكون الهلوسة السمعية الموسيقية فيها تشبه طنين الأذن ،حيث ينتج رنين او هسهسة. ويشير المختصون الى انها لا تعد مرضا مخيفا، لكن الهلوسة المستمرة قد تزعج المرضى وتؤثر على حياتهم.
ويحدثنا التاريخ عن فنانين كبارا اصيبوا بهذا المرض النادر ،اشهرهم هو المؤلف الموسيقي الألماني روبرت شومان (1810-1856) الذي عدّه بعض النقاد اشهر مؤلف موسيقي في الحركة الألمانية الرومانسية.


ومن غرائب ما حصل له انه كان يقضي المساء لوحده في احدى المقاهي.وفي احدى المرات زمّ شفتيه في صمت وهو يصفر ..واستمر يصفر طوال الوقت ، في حالة وصفها احد الأصدقاء "عيناه بدت كأن لديه شيء عليه فهمه والسماع بعمق لروحه..فقد كان حتى في الصحبة ..وحيدا!".
والأغرب ما حصل لهذا العبقري انه كان في احدى جولاته بهولندا مع زوجته الموسيقية ايضا (كلارا)، حيث حققا نجاحا جماهيريا كبيرا، بدأ يسمع أصواتا وموسيقى رهيبة في رأسه..وثّق ما حصل له صديقه عازف الكمان (يواكيم) بقوله:( في 6 فبراير 1854 بدأ الليل يهبط ،فهرب روبرت والقى بنفس في نهر الراين، وانتشل من الماء، وتأكد للمختصين انه اصيب بالجنون ، فطلبوا من أسرته ايداعه في احدى المصحات القريبة من (بون).
كان أحيانا في حال جيدة وأحيانا أخرى يضيع في الأصوات والرعب، وكانت زوجته كلارا ، التي لم يسمح لها الأتصال به، تجلس بعيدا عن مرأى البصر وتراقبه من خلال النافذة.
ويختم صديقه (يواكيم) مذكراته عنه بقوله: الموت حرر شومان في سن 46 في 29 يوليو 1856 .
أخيرا
ان متلازمة الأذن الموسيقية ..من اغرب المتلازمات النفسية ،واندرها..فلا تخف منها ان كنت عبرت الستين وتشكو من طنين الأذن.
*

#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات