أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد أبو ختلة - الحرب على غزة/طفولة مغتصبة ومستقبل موءود














المزيد.....

الحرب على غزة/طفولة مغتصبة ومستقبل موءود


سعاد أبو ختلة

الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 19:33
المحور: حقوق الانسان
    


الحرب على غزة/ طفولة مغتصبة ومستقبل موءود
لتفاصيل العيش في مخيمات النزوح ملامحها الخاصة، معركة تديرها الأمهات والأطفال، يستوعب الطفل الذي بالكاد يمشي أن هناك وضعاً طارئاً، وأن طائرات السماء تلك التي يسمع صوتها تأتيه بالموت وأحياناً طائرات بصوت آخر تأتيه بموت مغلف ببعض المساعدات، تماماً كما يختنق من والده حين يقبله بشدة أخر النهار ويضغط على ضلوعه، بدون دروس، يدور مع الأطفال الأكبر منه سناً، يحمل دلواً صغيراً ويمضي مع الحشد لتعبئة الماء، يبكي بحرقة حين يأخذ أحدهم دلوه، يريد أن يحمله، ولو ببعض الماء يريد أن يسمع اطراء والدته، يجمعون الورق والحطب، يحملون الخبز للطهي، يحملون الأواني لجلب الطعام من التكَيات، رحلة المساء والصباح لملئ الدلاء، ومنتصف النهار للطعام والخبز، طوابير تنتهك طفولتهم، شحوب يعتلي ملامحهم، لو ربت على رأس أحدهم، شعره المتحطب يخز أصابعك، لونه بهت من الشمس، وحين يقتنصون بعض الوقت يصنعون الطائرات الورقية، ينامون باكراً ويستيقظون باكراً، حيث تبدأ المهام باكراً، تكافئهم الأمهات أحياناً بصنع المناقيش، أو العوجا، وذلك حين تتوفر المواد، وتصبح في المتناول، فمن سمات الحرب غلاء الأسعار، وشح الأغذية وانقطاعها، وانعدام الأمن الغذائي يواكبه منظومة صحية مهنرئة، فالصيدليات المتناثرة عبارة عن أكشاك صغيرة من شوادر غير صحية لحفظ الأدوية والتي غالباً ما تكون مسكنات ومستلزمات اسعاف أولي وبأسعار مهولة، والنقاط الطبية فقط لتشخيص المرض وبشكل نظري، يستمع فيها الطبيب المناوب للشكوى ويحدد المرض، ونوع الدواء الذي يجب أن تجد مكاناً يتوافر فيه، وغالباً أيضاً يعطوك بدائل ليست بفعالية الدواء الأصلي، (جبر من رب العالمين كما تقول الأمهات)
بعد مرور عام على الحرب وشلل جميع مناحي الحياة الآدمية، ظهرت مبادرات صفوف الدراسة وأعلنت وزارة التربية والتعليم والوكالة عن صفوف افتراضية كما انتهج سابقاً في مرحلة الكورونا، المبادرات المجتمعية أنشئت صفوفاً من خيام داخل المخيمات ولم تؤخذ بجدية من بعض الأهالي والأطفال، واعتبروها مساحة لعب وترفيه مع استرجاع بعض الأساسيات في اللغة والحساب، ومع تفاوت امكانيات الأهالي من توفير ملابس وأشياء أخرى تسرب البعض، وعائلات كثر لم تسمح لأطفالها بالذهاب لأن الخيام الدراسية بعيدة والوضع الأمني لا يسمح، وبعض العائلات أطفالها يعملون: البيع في بسطات وجوالة، ومنادي على الركاب في حافلات الركاب المتعددة العربات ...
وفيما بتعلق بتعليم الكبار، يشكل عدم توفر النت مشكلة لطلبة الجامعات، فعليهم أن يجدوا كافيتريا توفر الانترنت ليفتحوا مواقعهم ويستطيعوا تحميل المواد الدراسية، وكيف سيقومون بطباعتها، وهل اجهزة الهاتف واللاب توب الخاصة بهم تحتمل، بعد أن تعرضت للكدمات ولا أماكن للصيانة، وهل سيبقى النت متواصلاً بينما يملأ استمارة بياناته أم ينقطع ويضعف ويقضي نهاراً دون أن ينجز وطبعاً يدفع لصاحب الكافيتريا ما يحويه جيبه من عملة مقابل بطاقة نت لمدة ساعة أو اثنين، ومشروب مضطر لشرائه لأن سياسة المقهى تستدعي ذلك، وأحياناً تدفع مبلغاً للطاولة التي تحتجزها، لأنها تطل على البحر وبها مميزات مثل وصلة الكهرباء بجانبها و لا ننسى طبعاً شحن الجوال واللاب توب وكل مكان له تسعيرته الخاصة، وغالباً يكون النت ضعيفاً لا يصل الطالب لتحديثات الصفحة ويمضي الوقت هكذا ولا يستطيع أن يتقدم للامتحان ويقدم عبر الواتس اعتذاراً يقبل منه ويؤجل وتتأجل كل أحلامه وطموحاته حتى يصيبه الخذلان بالاحباط وهكذا ...
الصفوف الافتراضية لطلبة المراحل الدراسية، تبدو كحل جيد كظرف مثل كورونا، الأطفال في بيوتهم والكهرباء متاحة، شبكة انترنت الاتصالات في كل بيت، متوفر الطعام والشراب، مراتع دافئة وكتب وكراسات، عيون لم تلهبها الشمس، وأصابع لم تتقشف من شظف العيش، روح مستكينة وقلوب مستقرة آمنة، لكن الوضع مختلف في مخيمات النزوح تماماً..
سيتمكن البعض من متابعة تعليمهم الكترونياً لأسباب خاصة والعدد ضئيل جداً فغالبية سكان القطاع هُجروا من منازلهم، وهكذا نقبل على عام دراسي يحرم فيه الطلبة من التعليم وللعام الثاني على التوالي يحرم آلاف الطلبة من كافة المراحل من الحياة الدراسية والتي سيحتاجون بعد الحرب لعام تأهيلي كي يستطيعوا العودة لمقاعد الدراسة، لا سيما وأن آلاف من الطلبة استشهدوا وكانوا رفاق وأقارب وزملاء صف...
مواصي خانيونس في الثاني عشر من أكتوبر.



#سعاد_أبو_ختلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة /مشهد من لوحة دامية
- عداد الموتى في غزة تخطى البشر والحجر
- حرب الابادة على غزة صورة خارج التغطية
- غزة تباد جوعاً وقهراً وقصفاً
- الحرب على غزة تفاصيل لا تعرفها المسَيرة
- الحرب على غزة تهجير وخيام وأرواح
- عام من الحرب على غزة
- اليوم العالمي للمرأة قراءة أخرى
- الحب في زمن الكورونا
- أماكن سياحية فاخرة.. مراتع للأمراض!
- عيد العمال يلقي قفازات آلاف العمال المتعطلين عن العمل في وجه ...
- ثقافة الاقتباس
- ثالوث الجهل والفقر والعنف أسباب معاناة النساء
- صندوق الموسيقى
- كلام في حال الصحافة الفلسطينية
- محاكمة مبارك
- العالم الافتراضي .. حيوات أخرى


المزيد.....




- المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان: الاحتلال يستخدم روبوتات ...
- -الأونروا-: الجيش الإسرائيلي قصف مدرسة تأوي عددا كبيرا من ال ...
- الاتحاد الأوروبي يندد بالهجمات الإسرائيلية على بعثات الأمم ا ...
- رغم تحذير نتنياهو.. الأمم المتحدة: قوات اليونيفيل لا تزال بج ...
- شعار النازحين اللبنانيين، من خيامهم في المدارس..-رح نرجع مرف ...
- مشاهد مرعبة لحرائق خيام النازحين بمستشفى شهداء الاقصى
- اعتقال إسرائيليين.. خططا لاغتيال شخصية بارزة لصالح إيران
- الاونروا:غارة للاحتلال على ساحة مستشفى بغزة احرقت خياما لناز ...
- قصف يطال خيام النازحين في غزة بعد ليلة دامية في إسرائيل وحزب ...
- 4 شهداء و70 جريحا في قصف الاحتلال لخيام النازحين بمستشفى شهد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد أبو ختلة - الحرب على غزة/طفولة مغتصبة ومستقبل موءود