أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في طبيعة الصراع الإقليمي، ومحددات ثقافة و مواقف قوى اليسار( التقدّمي،  الوطني الديمقراطي التحرري )؟















المزيد.....

في طبيعة الصراع الإقليمي، ومحددات ثقافة و مواقف قوى اليسار( التقدّمي،  الوطني الديمقراطي التحرري )؟


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في طبيعة الصراع الإقليمي، ومحددات مواقف قوى اليسار( التقدّمي، الوطني الديمقراطي التحرري )؟
يروّج طيف واسع من النخب الثقافية والسياسيّة" اليسارية" لأدوات المشروع الإيراني إعتقادا منهم أنّ الصراع يدور بين قوى التحرر في المقاومة الإسلامية التي يقودها النظام الإيراني وبين حكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي وداعميهم الاقليميين والدوليين - تحالف الولايات المتّحدة وإسرائيل- متجاهلين طبيعة وعوامل سياق مشاريع السيطرة الإقليميّة وحيثياتها في دوافع هجوم طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية "الانتقامية" التي تكشف طبيعة مختلفة للحرب ، وتوجّب قراءة سياسية غير إعلامية ، وموقفا يساريا موضوعيا بعيدا عن التخندقات التي رسمها الإعلام وثقافة نخبوية منفصلة ، تُعمّق الانقسام والحقد بين السوريين!
الفكرة الرئيسية التي يطرحها الإعلام ، وجوهر ثقافة " دعايات المقاومة "، هي التي تضع الصراع والحرب بين خندق الاحتلال والقوى الإقليمية والدولية الداعمة لإسرائيل، خاصة الولايات المتّحدة، وبين قوى محور المقاومة ، الذي يقوده النظام الإيراني بشكل مباشر عبر وكلاء محليين، ويسعى لتحرير فلسطين... وقد عززت سياسات حكومة اليمين الصهيونية المعادية لأبسط حقوق الفلسطينين السياسية والإنسانية افكار ومشاعر الدعاية الإيرانية، وأضاف إليها نتنياهو في هذه الحرب بعدا " ديمقراطيا" في " مقاومة " حكومته لتهديدات النظام الإيراني، فهل حقّا هي طبيعة الصراع والحرب ؟(١)
التساؤل الرئيسي الذي أحاول مقاربة جوابه الموضوعي :
إذا كنا معنيّن حقا بمصالح الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري الذين تدور رحى الحرب الطاحنة في بلدانهم وبدماء شبابهم وعلى حساب مقوّمات دولهم ، أليس حريٌّ بنا العمل على فهم طبيعة هذه الحرب المصيرية الدائر رحاها إقليميّا منذ السابع من أكتوبر الماضي وما توجّبه في وعي وسلوك قوى اليسار الوطنية الديمقراطية ؟(٢).

اوّلا،
في معايير تحديد طبيعة الصراع ؟
ما هي معايير تحديد طبيعة الحروب بين محور المقاومة و" إسرائيل " التي يستجرّها مشروع السيطرةالإقليمية الإيرانية منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي ؟ هل تأتي في إطار حروب التحرر الوطني والقومي؟ وهل يمكن في عوامل سياق تسيّد مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية(الإمبريالي )أن تأتي حروب التحرير الوطنية والقومية خارج أو في مواجهة مع سياقات النضال من أجل تحقيق أهداف المشروع الديمقراطي ( على يد سلطات أنظمة غير ديمقراطية ، وأذرع جهادية ، ميليشاوية ، معادية لقوى ومسارات التغيير الديمقراطي)؟ وهل نصدّق إدّعاء نتنياهو انّه يحارب اليوم من أجل" ديمقراطية "الشعب الإيراني؟
هل نعتمد في تحديد طبيعة المشروع الإيراني على طبيعة السلطة السياسية في المركز و الشركاء؟ ام على طبيعة المشروع الذي تواجهه في مرحلة محددة من المشروع العام ؟
بمعنى ، هل يحقّ لنا الاستنتاج انّه يكفي أن يكون مشروع النظام الإيراني في مواجهة المشروع الإسرائيلي " الإستعماري" ليكي يكون مشروعا تحرريا؟
هل يكفي الاعتماد على افكار دعايات النظام الإيراني ووكلائه لكي نعتبره مشروع مقاوم للإحتلال الإسرائيلي؟
ألم تحتاج جميع قوى أصحاب مشاريع السيطرة عبر التاريخ إلى يافطات إنسانية واخلاقية( إيدولوجيّة ) ووطنية قومية تحرريّة للتغطية على حقيقية اهدافها، وتضليل طيف واسع من الشعوب ليكون أداتها و جمهورها ؟
١في طبيعة السلطة السياسية الإيرانية !
هل يمكن لسلطة النظام الإيراني أن تكون حاملا إقليميا لمشروع التحرر الديمقراطي؟
هي سلطة استبدادية ، تتخذ من أيدولوجيا الإسلام السياسي الجهادي هويّتها السياسية ، ومن قوى ميليشاوية جهادية أدوات سيطرتها السياسية والعسكرية والأمنية، وقد أظهرت ممارساتها على صعيد الداخل الإيراني وفي دول الإقليم التي سيطرت عليها ، عداء محكما لقوى وصيرورات الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي.
٢ في طبيعة مشروع سيطرتها الإقليمية: تمارس تلك القيادة السياسية لتحقيق أهداف مشروع السيطرة الإقليميّة التي تسعى للهيمنة على جميع دول المنطقة ( بما فيها إسرائيل)نهجا احتلاليا استيطانيا من خلال فرض تغيير قسري على خارطة شعوب دول الإقليم الديموغرافية ، ومن أذرع الإسلام السياسي الجهادي وتفتيت المجتمعات طائفيّا وعرقيا أدوات تحقيق أهداف مشروعها، ومن التساوق مع سياسات السيطرة الإقليميّة الأمريكية نهجا لإدارة علاقاتها الدولية وضمان نجاح أهداف مشروعها .
بناء عليه ، يبدو جليّا أنّه ليست هويّة ضحايا الحرب من شعوب المنطقة وقضاياها المشروعة في التحرر والدمقرطة ، ولا جمهور الوكلاء الخاص، الذي يشكّل جزء لايتجزأ من النسيج الاجتماعي الشعبي العام ، هي التي تحدد طبيعة الحرب ، بل ما يحدد طبيعة كل أشكال الحروب هي هويّة أصحاب مشاريع السيطرة المتصارعة ومصالح وسياسات سلطاتها المهيمنة ، وطبيعة أهدافها السياسية وأدوات تحقيقها ، وقد تجسّدت منذ مطلع خمسينات القرن الماضي في الإقليم بمشروعين خارجيين رئيسيين ، مشروع السيطرة الإقليميّة الإسرائيلي ( في سياقات تحقق مشروع السيطرة الإقليميّة البريطانية والفرنسية في حقبة ما قبل نهاية الحرب العالمية الثانية)، ومشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، وأدواته الإقليميّة المتغيّرة وفقا للشروط التاريخية ، والتي برز فيها صعود وتمكين قوى الإسلام السياسي الجهادي قبل نهاية سبعينات القرن الماضي ، وشكّل أقواها وأكثرها تناغما مع اهداف مشروع السيطرة الإقليمية الأمريكية محطّة انتصار الثورة الإسلامية الخمينيّة في طهران، شباط ١٩٧٩، وإطلاق مشروع سيطرتها الإقليمية التشاركية في مطلع ١٩٨٠!
ثانيا ،
في طبيعة الحرب الراهنة :
إذ بات واضحا أنّ الحروب التي تفجّرت في أعقاب طوفان الأقصى،(وكانت تشكّل حربا هجومية من قبل محور المقاومة ، استطاعت حكومة الحرب أن تحتوي الهجوم عسكريا ، وتحوّلها من حرب دفاعية ، إلى حرب هجومية)، هي بين مشروعين لتشكيل شرق أوسط جديد :
١ المشروع الإيراني، المتشارك مع الولايات المتّحدة، الساعي لتثبيت نتائج ووقائع ما حققه من إنجازات سيطرة إقليميّة في حروب متواصلة منذ ١٩٨٠، (شكّل آخرها حروب مواجهة ثورات الربيع العربي منذ نهاية ٢٠١٠، والتي باتت تتمثّل عشية السابع من أكتوبر ٢٠٢٣في سيطرة حماس على القطاع ورفح وتطلّعها للسيطرة على كامل مناطق السلطة الفلسطينية وتهديدها المستمر لأمن دولة الكيان ، وفي سيطرة حزب الله على لبنان ، ومناطق واسعة في سوريا ، وسيطرة الحوثي على اليمن وممرات التجارة العالمية، والحشد الإيراني على العراق ، والسيطرة العسكرية الإيرانية في سوريا) في مواجهة "مقاومة" إسرائيل ، ترفض القبول بحقائق الأمر الواقع الأمريكية الإيرانية ، وسعىت لتغييرها عبر هجمات عدوانية متصاعدة القوّة منذ مطلع ٢٠٢٠ .
٢ المشروع الإسرائيلي، في مواجهة سياسات الولايات المتّحدة، الساعي منذ ١٩٩٥ لتقويض شروط التسوية السياسية الفلسطينية الإسرائيلية، والمتمحورة أهدافه بعد ٢٠٢٠ لمواجهة أدوات السيطرة الإيرانية في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا ، والمتطلّع لتوجيه ضربات موجعة لمواقع ارتكاز سلطته في إيران ، مواقع تصنيع السلاح والنفط، وإضعاف سيطرته الإقليمية، وربما تحجيمه الى الداخل الإيراني.(٣).
ثالثا،
تساؤلات واستنتاجات :
١ هل يغيّر واقع أن تقاتل إيران لتحقيق أهداف مشروعها بدماء أبناء شعوب المنطقة- الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين- من طبيعة المشروع وما يوّلده من حروب ؟
حقائق الواقع تقول :
لقد استتثمر النظام الإيراني منذ ١٩٨٠، في سياقات تحقيق أهداف مشروع سيطرته الإقليمية، مليارات الدولات، وجهد ضخم ، خصص له أقوى أذرع مرتكزات النظام العسكرية والاقتصادية- الحرس الثوري- وضحّى بخيرة نخبه العسكرية ، من أجل بناء أدوات ارتكاز محلية ، تقاتل بالنيابة عنه ، ومن أجل تحقيق أهداف مشروعه ، وليس في ذلك غرابة ،وهو سلوك سيطرة استعمارية معروف على مدى التاريخ!!(٣).
٢ أين يجب أن يكون موقع قوى التحرر والدمقرطة اليسارية في خنادق الصراع ؟
إذا كان واضحا عداء المشروع الإسرائيلي لأهداف وقوى وصيرورات التغيير الديمقراطي والتحرر الوطني ، فهل تتوافق معها قوى ونهج وأدوات المشروع الإيراني ؟
في خندق الصراع على السيطرة الإقليمية، هل ثمّة طرف أو جبهة أو قوّة داعمة لقوى التحرر والدمقرطة لكي تنحاز إليه نخب اليسار الديمقراطي التي تمثّل موضوعيا تطلّعات الشعوب ، ومن واجبها قيادات نضالاتها لتحقيق أهدافها التاريخية؟
أليست نهج وأدوات مشروع السيطرة الإقليمية التشاركية بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني هي الأكثر فتكا بصيرورات وقوى التغيير الديمقراطي والتحرر الوطني ؟ هل نحتاج إلى تأكيد موضوعية هذا الاستنتاج، وقد شكّل بداية انتصار تيّار الخميني خلال العشرة الأوائل من شباط ١٩٧٩ ضربة قاضية لمسار التغيير الديمقراطي في إيران، بقياداته اليسارية والإسلامية الوطنية ....!
(١)- ألا توجّب تلك الحقائق على النخب الوطنية الديمقراطية فهم طبيعة الصراع ، قبل تحديد انحيازها السياسي والأخلاقي بغضّ النظر عمّا تعلنه أكاذيب دعايات القوى المتصارعة وهويّة ضحاياه ؟
في ترويجه لمشروع السيطرة الإقليميّة الإسرائيلي الجديد ، دغدغ نتنياهو مشاعر الإيرانيين ، وبشّرهم أنّ إسقاط سلطة النظام المعادية للديمقراطية ، الناهبة لثروات بلادهم، أصبح أقرب مما يتوقّعه الكثيرون، وحثّهم على النضال معا من أجل تحقيق أهداف مشروع التغيير الديمقراطي الإيراني.
في نفس السياق ، يصرّ إعلام وقيادات "محور المقاومة " الإيراني على تأكيد الطابع التحرري للمشروع ،ونبل مقاصد النظام الإيراني في دعم حركات " المقاومة الإسلامية " . هذا ما حرص على تأكيده الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الثانية بعد اغتيال الأمين العام للحزب :
" ليست المعركة معركة إيران ونفوذ إيران في المنطقة كما يقول نتنياهو خداعا وكذبا. المعركة معركة تحرير فلسطين من قبل الفلسطينين. وايران وحزب الله وكل الآخرين يساعدون الفلسطينيين ليحرروا ارضهم . هذه هي المعركة. من هنا يجب أن نبدأ وأن نقيّم."
(٢)- لقد شكّل عجز عقلية نخب " اليسار" السياسية والثقافية عن فهم طبيعة الصراع على سوريا في أعقاب حراك ربيع ٢٠١١ العامل الرئيسي في منع بناء وعي وثقافة سياسية موضوعية ( ثورية)، وما نتج عنها من انقسام ، والتحاق بأجندات أصحاب مشاريع السيطرة الإقليميّة ، وأحد أسباب منع تشكيل قيادة وطنية ديمقراطية ، باتت حاجة مصيرية لقيادة نضال السوريين الديمقراطي!! لقد انطلت على الجميع الرؤية التي روّجتها ثقافة وافكار الدعايات حول تخندقات القوى المتصارعة، وكان الهدف تغييب حقيقة تقاطع مصالح وسياسات الجميع في منع حصول انتقال سياسي وتحوّل ديمقراطي- الهدف المركزي لنضال السوريين التاريخي والراهن .
فإذا كانت في سياق تحقيق أهداف الحراك السلمي السياسية مصلحة السوريين ، على صعيد الشعب ونظام الحكم واحدة ، ويقتضي تحقيقها السير على طريق إصلاحات سياسية وطنية ، تعزز شرعية النظام ، وتلبّي تطلّعات وآمال السوريين المشروعة في توفير ظروف حياة كريمة، فهل كانت تلك المصالح الوطنية السورية المشتركة في دوافع و أهداف و سياسات ومصالح أصحاب مشاريع السيطرة الإقليميّة التي سارعت للتدخّل ومنع توافق السوريين ، والتي إدّعت سعيها لحماية مصالح سلطة النظام أو انحيازها لتطلّعلات السوريين المشروعة ، لكنّها عملت في الواقع وفقا لمقتضيات مصالح قواها الخاصة ( والمشتركة )على تعزيز أسباب تقسيم السوريين إلى خنادق متناحرة، و تورّطت في الصراع على السلطة ، وأخذت حروبها مسارات التطييف والميلشة، وتدخّل عسكري إقليمي ودولي مباشر ، بقيادة الولايات المتّحدة، وانتهت مطلع ٢٠٢٠ بتقاسم سوريا ، الجغرافيا والشعب والنظام ، إلى حصص ومناطق نفوذ ، وتحوّل السوريين في السياق والصيرورة الى " خنجر" لتقطيع مسارات التغيير الديمقراطي، وانتهى جميع السوريين، في بقايا النظام والمعارضة إلى أدوات وسلطات أمر واقع ، تتشابه في طبيعة الاستبدادية، ووتتناحر على " الشرعية " ، وتتنافس على الارتهان لقوى الاحتلال ؟
ألم يكن العامل الرئيسي في تحديد طبيعة الصراع ( ادواته واهدافه ومساراته ، وصيرورته)، الذي تفجّر في أعقاب ربيع ٢٠١١ هو طبيعة المشاريع الإقليمية ، وأهداف قواها السياسية ، ومواقع التناقض أو التقاطع في مسعى كلّ قوّة لتحقيق أهداف سيطرتها السياسية الخاصّة- علاوة ، بالطبع ، وفق كل ذلك ، على طبيعة خطط وسياسات الولايات المتّحدة ، صاحبة أقوى مشروع سيطرة إقليمية ، في مواجهة استحقاقات تغيير ديمقراطي باتت ممكنة بفضل تضحيات السوريين ، وإصرارهم على توفير شروط بناء مشروع ديمقراطي وطني ، لمصلحة جميع السوريين والدولة السورية ؟
في حين اصرتّ نخب "الإخوان" وطيف واسع من النخب الوطنية على فهم طبيعة الصراع من منظور أهداف السوريين السياسية المشتركة، متجاهلة ما حصل من تحوّل جمهور الحراك إلى " مقاتلين " في سياقات " الخَيار الأمني الميليشياوي " ،ومعتقدة أنّ صيرورة" الخَيار الامني العسكري الميليشياوي" (التي اتخذت أصحاب المشاريع من مساراتها ما يناسب شروط تحقيق أهدافها ) هي نفسها صيرورة " الثورة "؛ تجاهل الوعي السياسي والسلوك النخبوي اليساري طبيعة مصالح وسياسات أصحاب مشاريع السيطرة الإقليميّة التي حددت طبيعة الصراع ، وفي مقدمتهم الولايات المتّحدة الأمريكية- فكانت النتائج كارثية على صعيد الوعي السياسي والثقافي النخبوي ، وعلى صعيد الممارسة السياسية ، وبات الجميع أدوات...وطوابير في تحقيق أهداف مشاريع قوى الحرب الإقليميّة!
(٣)-
في أبرز عوامل السياق التي تبيّن موضوعية فهم طبيعة الحروب المتواصلة في أعقاب هجوم طوفان الأقصى هي وقائع اكتمال صيرورة حروب تقاسم سوريا إلى حصص ومناطق نفوذ في نهاية ٢٠١٩ بقيادة الولايات المتّحدة ، وما تخللها من تبلور محاور إقليمية ، برز فيها " التركي و السعودي والايراني والإسرائيلي ، وما أعقبها منذ مطلع ٢٠٢٠من مشاريع سياسية أمريكية ، اخذت مسارين متكاملين، مشروع التطبيع الإقليمي، ومشروع التسوية السياسية في سوريا ،(حيث شكّل النظام الإيراني الشريك الرئيسي للولايات المتّحدة، سواء في تقاطع مصالح وسياسات إطلاق صيرورة الخَيار الامني العسكري خلال ٢٠١١ أو فيما وصلت إليه من نتائج ، خاصة تقاسم السيطرة على سوريا )،التي بيّنت خطوات وإجراءات تحقيق أهدافها سعي أمريكي واضح لتثبيت حصص السيطرة الإيرانية التشاركية، خاصة على مناطق سيطرة الحكومة السورية، فكان من الطبيعي أنّ يتقدّم إلى واجهة الصراع الإقليمي التناقض الرئيسي بين أدوات وقوى مشروع السيطرة الإقليميّة الإيرانية ( المتساوقة مع خطط التسويات السياسية الأمريكية) وبين مصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي وجدّت في سياسات تثبيت أذرع وكلاء النظام الإيراني الميليشاوية في سوريا (ولبنان وفلسطين) ما يهدد أمنها القومي !
وكانت قد تنبّهت موسكو و" تل أبيب " خلال النصف الأول من ٢٠١٩ لمخاطر تثبيت الوجود الإيراني في سوريا على مصالحهما المشتركة ، وسعيتا لمؤتمر رؤساء مكاتب الأمن القومي للوصول إلى رؤية مشتركة ، التأمت جلساته صيفا في " تل أبيب"، وخرجت بتفاهمات كاملة حول ضرورة تقييد الوجود الإيراني في سياق تسوية القرار٢٢٥٤ و تفكيك سلطات الأمر الواقع ، وكان انقلاب واشنطن بعد انتهاء ولاية ترامب عليها السبب الرئيسي في فتح أبواب الصراع على مصاريعها بين أهداف وأدوات مشروع السيطرة الإيرانية وحكومة الاحتلال ، بصمت روسي مفهوم .



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في- قنبلة الرف- الإيرانية و آليات السيطرة التشاركية الأمريكي ...


المزيد.....




- ضابط ألماني: أمل زيلينسكي في الغرب خاب
- السبب الكامن وراء الشعور بالتعب المستمر
- رئيس وزراء السويد كريسترسون يطالب الاتحاد الأوروبي بتصنيف ال ...
- -القبول بحل الدولتين أصبح أكثر إلحاحاً بعد السابع من أكتوبر- ...
- الكرملين: الحديث عن تهديد روسيا -الناتو- مغلوط وغير منطقي
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرتين قادمتين من سوريا
- الإعلام العبري يقارن بين حرب 6 أكتوبر وأحداث 7 أكتوبر
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- دمشق.. وصول طائرة مساعدات فنزويلية للنازحين اللبنانيين (صور) ...
- تزامنا مع -القمر الدموي العملاق-.. اكتشاف ارتباط بين البدر و ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في طبيعة الصراع الإقليمي، ومحددات ثقافة و مواقف قوى اليسار( التقدّمي،  الوطني الديمقراطي التحرري )؟