أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - سياسة أو دين أو شعوذة














المزيد.....

سياسة أو دين أو شعوذة


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 04:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال الرئيس أنور السادات في خطابه بمجلس الشعب قبيل ذهابه إلى إسرائيل: " انني مستعد أن أسافر إلى آخر هذا العالم إذا كان في هذا ما يحمي أن يُجرح أو يُقتل عسكري أو ضابط من أولادي.... أنا أقول مستعدٌ أن اذهب إلى آخر العالم، وستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الان أمامكم، إنني مستعد للذهاب إلى بيتهم ..الكنيست ذاته.. ومناقشتهم".
لم يكن أنور السادات مسلماً عادياً، بل كان أقرب إلى التشدد النصي، والسعي لإعلاء شأن الاسلام، ورغم ذلك قرأ المشهد العالمي وموازين القوي بشكل واقعي، وأدرك أن عصر الفتوحات ولى إلى غير رجعة، وأن يهود بني قريظة وبنو قينقاع غير يهود اليوم، وأن هناك شيء يستحيل تجاهله هو الشرعية الدولية، التي تعترف بإسرائيل كدولة في الأمم المتحدة، ومن ثمة إزالتها كما تقول بعض التفسيرات غير واقعية، فوضع الموروث والنصوص وتفسيراتها جانباً، وتصرف بواقعية كسياسي يريد الخير لشعبه والمصلحة لبلده.
لكن في نهاية الأمر ونتيجة لخلطه ما بين السياسة والدين وتشجيعه للتيارات الدينية المتشددة على التحكم في الأجواء العامة المصرية، أطلق عليه الرصاص أربعة عسكريين متشددين، في سلسلة دموية لا ولن تنتهي بين المستفيدين من الإسلام سياسياً والحكام، أو الحكام المستفيدون من الإسلام سياسياً وخصومهم وهم كثيرون جدا في التاريخ، منهم مرتزقة "حماس" بغض النظر عن جهات ارتزاقهم كافة سواء كانت الإخوان المسلمين أو قطر أو طهران.
مرتزقة للممولين
ورد في الاخبار أن يحيى السنوار جدد الاتصال بممثلي الحركة في قطر خلال الأيام الأخيرة، وانه نقل لممثلي حماس عدة رسائل، يُستشف منها انه لم يغير أو يعدل عن مواقفه بشأن صفقة المختطفين. ما يعني أن إيران أملت عليه هذا الموقف.
كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين أن السنوار أصبح متشبثا أكثر بموقفه بعد ما يقرب من سنة من الحرب في غزة، وهو عازم على رؤية إسرائيل متورطة في صراع إقليمي أوسع، وأن حماس ليس لديها نية للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. موقف إيران نفسه.
رغم كل ما حدث في غزة وفقدان الأسلحة وتدمير بنية "حماس" التحتية، لم يزل المرتزِق الإيراني يحيي السنوار يُصّر على عدم الموافقة على صفقة المختطفين، رحمة بأهل غزة أولا، حيث لا مأوى أو سقف لهم أو طعام أو مدارس أو مستشفيات.
لم يزل السنوار على موقف مموليه لرؤية صراع إقليمي أوسع تتورط فيه إسرائيل، ولن يكون في مصلحة الفلسطينيين أو من يساعدهم في حروب الاسناد، كما تقول كل النتائج على الأرض.
عمق هذا الصراع حرباً وجودية وليست حرباً حدودية، إما أنا أو الآخر، ومفردات الدين سببها وتُزيدها، وما يحدث على الأرض يقول إن الناطقين بالعربية خسروا كل معاركهم (حتى حرب أكتوبر كانت نصراً غير مكتمل) ناهيك عن عدم تحقق أي نبوءة دينية حتى اليوم.
رمزية الكثير من مرويات الأديان التي يؤمن بها كثيرون كوقائع مسلم بها لا تُناقش، وهي تكهنات رمزية وليست حقيقية لاختلاف تفاسيرها، فالاختلافات يستحيل ان تحدث على وقائع أو علوم.
وماذا بعد؟
اليهود وجدوا حلا فإسرائيل دولة عَلمانية نست تماماً نظام ممالكها في التاريخ. ووجد المسيحيون حلاً في عَلمانية دولهم. معضلة المسلمين موجودة ما بين الدين والسياسة والشعوذة التي تعني إيهام أو خداع الناس بما لن يتحقق. معضلة لا حل لها سوى عند المسلمين أنفسهم، وقد وجد بعضهم الحل لكنهم اتهموا بالزندقة أو الخروج عن الدين، والمثير للدهشة هو الإصرار على التمسك بنصوص لم تُكتب لزماننا، وتكهنات لم تصدق، ونبوءات لم تتحقق، وحلاً لهذه المشكلة أوجدوا تفاسيراً لها، وتفاسير للتفاسير مع مرور الزمن تبرر عدم مصداقيتها، وهكذا أصبح التعامل مع الواقع من خلالها غيبيات، رغم الدماء التي تسفك والدمار الذي يحدث، كأن الانسان لا قيمة له، والحياة مجرد لحظات تُهدر، والممتلكات لا احترام للجهود المبذولة للحصول عليها، والأبناء قد أُنجبوا ليموتوا أو للاستشهاد، كما يقولون.
لماذا خلق الإله الإبراهيمي الناس ليحاربوا بعضهم لنشر الإيمان به؟ لماذا جعل الإله الإبراهيمي الايمان به أحد أركان معادة الآخر؟ أما كان أجدى للأيمان به إيجاد طريقة أفضل من سفك الدماء والكراهية المقدسة والحقد الذي يورث من جيل إلى جيل؟



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل الدين كمنظومة سياسية
- عواقب تعامي الحكومات الغربية
- اليوبيل الماسي لفيلم -غَزَل البنات-
- استهداف إلهام شاهين
- مات لبنان لتحيا ولاية الفقيه
- أقوى سياسي على الكوكب
- مبادئ مخفية في إنقلاب يوليو 1952
- الفرار من عدالة المؤمنين
- خدعة إرهابية وخدع بصرية
- فواجع الافراط في التسامح
- -حديث وتعليق- و-حقوق الحب-
- صكوك غفران سياسية
- إدارة الصراعات بالأدعية والغيبيات
- أسماء سقطت من لائحة المتصهينين العرب
- تجربة طوفان أستاذية العالم (2)
- تجربة طوفان أستاذية العالم
- صراع ديني أم تلاعب بالقرارات؟
- اليمين القومي ودور البابا
- موجة طلب اعتذارات من الغرب
- شيكات عربية بدون رصيد


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - سياسة أو دين أو شعوذة