أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد اسماعيل السراي - بطل الحكاية















المزيد.....

بطل الحكاية


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 04:47
المحور: قضايا ثقافية
    


شاهدت، قبل بضعة ايام، في احدى القنوات الفضائية الوثائقية(*) المختصة ببث هكذا برامج، فلما وثائقيا عن رحلة جرذ وحيد في احدى البيئات الصحراوية القاحلة. وعلى الرغم من اهوال تلك البيئة المعادية، الفقيرة بالقوت اللازم الذي تحتاجه الكائنات هناك للاستمرار ومن ظروف المناخ الصعبة ووجود اعداء خطرين ممن يفترس او يقتات على الجرذان، من الافاعي الشرسة الجائعة، ومع كون الجرذ كما يبدو قد وفد حديثا الى هذه البيئة الصعبة فهو لم يزل يجهل معالمها ولم يختبرها جيدا بعد، الا ان بطل حكايتنا- او حكاية الفلم الوثائقي - قد اظهر جلدا و قدرة مبهرة على التكيف مع تلك الصعاب. وبعيدا عن مقدرة المخرج الهائلة والرائعة وكاميراته الدقيقة والعالية الكفاءة على تتبع هذا الجرذ في تنقلاته وسكناته في هذه الصحراء، حتى انك لتتخيل لوهلة ان الكاميرات قد تم زراعتها في جميع ارجاء هذه الفسحة من الصحراء التي يتحرك فيها بطلنا الجرذ فلم تترك تلك الكاميرات تفصيلة واحدة من تفاصيل حياة ذلك الجرذ هناك الا وقد سجلتها وقيدتها، لكن الذي اثار تفكيري في هذا الفلم الوثائقي هو قدرة صانع محتوى هذه القصة على كسب تعاطفنا لصالح الجرذ، واعتقد ان سبب ذلك التعاطف هو كون صانع الحكاية قد جعل من الجرذ بطل هذه الحكاية ومحور أحداثها. كان الجرذ جائعا يبحث عن شيء يأكله، وفي ذات الوقت كانت هنالك ايضا افعى جائعة تبحث عما تأكله في هذه البيئة الصحراوية الشحيحة الطعام ، وان لم تكن الافعى هنا من ابطال الحكاية الذين يريد منا مخرج الفلم او صانع المحتوى ان نتعاطف معهم، وان كانت هي أيضا من شخوص الحكاية المهمين، لكنها كانت البطل الثانوي الشرير كما اراد لها صانع المحتوى الوثائقي، او هكذا يتبادر الى ذهننا. كان الجرذ يقتات على الحشرات المتوفرة في تلك البيئة، بينما كانت الافعى الجائعة والتي يبدو انها رصدت بحواسها المرهفة ذلك الزائر الجديد تحاول هي الاخرى ان تقتات على ذلك الجرذ. وبسبب ان الجرذ هو بطل الحكاية فقد كسب تعاطفنا معه، واعتبرنا الافعى المسكينة الجائعة والتي تملك هي ايضا حق البقاء هي الشرير في الحكاية. ماذا لو كان هذا الجرذ في حكاية اخرى هو البطل الثانوي وكانت الافعى الجائعة هي البطل الرئيسي في الحكاية!!؟؟ لكانت الافعى هي من تكسب تعاطفنا ويكون الجرذ هنا مجرد طعام، كما اعتبرنا الحشرات في الحكاية الاولى، اي حكاية الفلم الوثائقي المشار إليه انفا ، أيضا مجرد طعام. ولو كانت الحشرات هي البطل الرئيسي في حكاية ثالثة لكانت هي من يكتسب تعاطفنا هذه المرة، ولكنا قد اعتبرنا الجرذ هو الشرير في القصة. ان تعاطفنا سيذهب بصورة اكبر صوب من سمعناه ورأيناه وتفاعلنا معه وعرفناه اكثر.
وهنالك مثال آخر ورائع جدا يبين قدرة المؤلف على كسب تعاطفنا او بغضنا لهذه الشخصية او تلك من شخوص حكايته، وقدرته بما يسوقه من احداث ومن سرد مقصود ومن التركيز على حبكة معينة واستلال لأدلة مختارة وعلى صفات معينة في البطل، على اقناعنا عاطفيا بان ذلك البطل في قصته هو البطل الخير والطيب الذي يستحق التعاطف منا او ان ذاك البطل الاخر هو الشرير الحقير والذي يستحق نقمتنا وبغضنا له، بل ربما يستطيع المؤلف ان يثير فينا التعاطف والبغض لنفس البطل في نفس القصة وفي نفس اللحظة، ولكن هل يستطيع ان يفعل ذلك احد من القصاصين كما فعلها شكسبير؟ ففي العمل العظيم الذي ابدعه- مسرحية يوليوس قيصر(١)- استطاع شكسبير ان يتلاعب بعواطفنا وموقفنا من القائد الروماني التاريخي يوليوس قيصر ما بين النقمة عليه والتعاطف معه. فأثناء حادثة اغتيال قيصر، الذي صورته بعض المرويات التاريخية على انه شخصية ديكتاتورية حاولت التفرد بحكم روما، وبعد ان ينفذ المتآمرون العملية يقوم احد قادة المتآمرين وهو القائد بروتوس بإلقاء خطاب على جماهير روما التي هالها حدث الاغتيال ولكن بروتوس المتحمس جدا لوطنيته وهو الذي كان يومها من اقرب اصدقاء قيصر، يستطيع- بمقدرة المؤلف واسلوبه العظيم طبعا- ان يثير تعاطف الجماهير الرومانية في المسرحية -وتعاطفنا نحن القراء ايضا- لصالحه ولصالح المتآمرين معه، وان يثير في ذات الوقت النقمة والسخط على قيصر، في مشهد مبهر يجعل عوام جماهير روما متيقنة ان قيصر كان شريرا وآثما وديكتاتورا. واذن فقيصر كان هو الشرير في حكاية بروتوس. لكن بروتوس ، ورغم معارضة بعض رفاقه، يسمح بعد ذلك ل (مارك انتوني- او أنطونيو-) وهو الذي لم يكن من ضمن المتآمرين بل كان من المخلصين جدا لقيصر، ولكنه يصدف ان يتواجد في المكان الذي اغتيل فيه قيصر فيحاول خداع المتآمرين انه لا يهتم لمصير قيصر لكي ينجو بنفسه من القتل ايضا، فيُسمح له ان يلقي خطبته على الجماهير بأمر من بروتوس زعيم المتآمرين ضنا منه ان خطاب انتوني سيكون في صالح الثوار او المتآمرين. لكن الذي فعله مارك انتوني انه قام بتمجيد يوليوس قيصر واخذ يُذكّر الجماهير بمآثره ويعدد منجزاته وصفاته الحميدة على جماهير روما التي كانت قبل برهة من الوقت غاضبة على قيصر وفرحة بمقتله. حتى انه استمالهم بإيراده وصية لقيصر يوصي فيها بامواله وممتلكاته لاهل روما، وكانت خطبة انتوني رائعة ومؤثرة جدا بحيث استطاع ان يتلاعب بعواطف جماهير روما- وعواطفنا- وان يكسب تعاطف الجماهير لصالح قيصر، والتي بدأت الان تُظهر غضبها ونقمتها على بروتوس والمتآمرين معه وتقوم بمطاردتهم ومحاولة الانتقام منهم ثأرا لمقتل يوليوس قيصر. اذن فيوليوس قيصر كان بطلا شريرا في حكاية- او خطبة- بروتوس، بينما هو البطل الخير والنبيل والقائد العظيم في حكاية- او خطبة- مارك انتوني.
ايضا صدام حسين وهتلر وستالين وغيرهم من القادة الشموليين او الذين وصموا بالدكتاتورية، وكذلك غيرهم من القادة التاريخين كنبوخذ نصر واسرحدون وسرجون وفرعون وغيرهم، فانهم في حكاية احدهم مجرد ابطال اشرار وسفاكي دماء ومتسلطين وقتلة، ولكنهم في حكاية راوٍ آخر هم ابطال خيرون وفاتحون واصحاب أثار عظيمة. ولا تعتقد ان هؤلاء الأشخاص- وبالذات المعاصرون منهم كصدام وهتلر- هم أفراد اشرار ومبغوضون من الجميع، بل ان لهم محبون ومريدون ومتعاطفون كثر اليوم في هذا العالم. فإذن المسألة تتعلق براوي الحكاية وكيف يجعل من بطل حكايته شريرا او خيرا، فذات الشخصية هي عند راوٍ ما وفي حكاية ما هي شخصية شريرة تنال بغضنا وكرهها لنا، ولكنها في حكاية راوٍ آخر هي شخصية خيرة تكسب تعاطفنا وحبنا لها.
ولكن لا يتعلق الامر بالشر والخير دائما بخصوص هذه الشخصية او تلك حتى تنال تعاطفنا او بغضنا لها. وإنما يتعلق الامر اكثر بكون تلك الشخصية هي البطل الرئيسي في الحكاية ومحور احداثها، لذلك سنعيش من خلال سير الحكاية مع هذه الشخصية ونتقبل في الاخر سيئاتها كما تقبلنا حسناتها ، وغالبا ما سنحبها في الاخر. وربما هذا الامر عائد الى الراوي او المؤلف الذي استطاع ان يقنعنا بتلك الشخصية حتى صرنا ندرك ان المساؤى والحسنات هي امر واقعي ووارد جدا في حياة كل انسان فلا مناص ان نتقبل ذلك الانسان او تلك الشخصية على علاتها مثلما تقبلناها لصفاتها الحميدة. وباعتقادي ان كون الشخصية هي بطل الحكاية الرئيسي ومحور احداثها لهو سبب كافي لكسب تعاطفنا مع هذه الشخصية. فكثيرا من الشخصيات التي ربما تعتبر شريرة في منظور منظومتنا القيمية قد احببناها وتعاطفنا معها في الاعمال السينمائية او الدراما، وربما كان ابطال تلك الاعمال الفنية مليئين بالمساوئ التي كنا اعتبرناها في الحياة الواقعية صفات سيئة لا تقبل تعاطفنا معها بل ربما تثير استهجاننا وعدم رضانا عنها.
كذلك فأن الشخصيات الشاذة او المرفوضة في المجتمع الواقعي والتي ننقدها ونرفضها واقعا ربما نالت تعاطفنا في الاعمال الادبية، كشخصية المومس مثلا. ففي قصيدة المومس العمياء لبدر شاكر السياب، قد نالت هذه الشخصية- اي المومس- تعاطفنا وربما ذرف بعضنا الدمع رحمة بحال هذه المومس المسكينة التي تلجئها الظروف الصعبة والقاهرة الى ان تحترف تلك المهنة الحقيرة. وربما في حكاية اخرى يجعل الراوي تلك المومس شخصية متهتكة وحقيرة ودنيئة وينال بذلك بغضنا ونقمتنا ورفضنا لها.
وقل ذلك ايضا عن (مرتا البانية) في حكاية جبران خليل جبران(٢)، تلك الشابة الجميلة والطاهرة والساذجة التي كانت تعيش يتيمة بعد فقدها لأبويها وهي مازالت طفلة صغيرة فيتولى تربيتها ورعايتها احد الجيران هناك في احدى القرى اللبنانية، والتي اغراها لاحقا بعد ان نضجت واصبحت فاتنة شاب غني وحقير من المدنية فسلبها شرفها ثم تركها صريعة الإحساس المرير بالخطيئة والدناءة مما اضطرها الى الهرب صوب المدينة والعمل في مهنة البغاء. لقد كسب جبران خليل جبران، وبأسلوبه المعهود ببراعته وقوته والمعروف كذلك بنصرته للنفوس المظلومة والمهمشة والمحطمة، تعاطفنا الشديد مع مرتا البانية واثار مشاعر الرحمة فينا تجاه تلك المخلوقة الضعيفة المظلومة وربما تمنى كل من قرأ حكايتها لو استطاع حقا ان يكون هناك فيمد لها يد العون او يخفف من آلامها، وفي نفس الوقت اثار فينا المؤلف مشاعر الحقد والبغض والاحتقار لذلك الرجل الثري من المدينة الذي زار يوما قرية مرتا فالتقاها مصادفة وفعل فعلته الشنيعة تلك والتي حطمت مرتا وحطمت حياتها بكاملها. ماذا لو كانت مرتا بطلة ثانوية في حكاية راوٍ آخر جعلها مجرد بائعة هوى رخيصة وامرأة لعوب اغرت ذلك الشاب المسكين من المدينة، والذي سيكون هنا بطل الحكاية الرئيسي، واوقعته في الخطيئة في لحظة ضعف غريزي، لربما نالت مرتا حينها سخطنا واحتقارنا لها ونال ذلك الشاب الثري من المدينة تعاطفنا معه.
ان ملخص ما نريد ان نقوله فيما اوردناه في مقالنا اعلاه: ان الشخصية، سواء كانت شخصية واقعية ام متخيلة، معاصرة ام تاريخية، تتبع موقعها في الحكاية من حيث هي شخصية رئيسية ومحورا لأحداث الحكاية ام هي شخصية ثانوية او مهملة، وتبعا لذلك تنال تعاطفنا معها او نقمتنا عليها. وايضا بدرجة كبيرة يتوقف تعاطفنا او سخطنا عليها على قدرة المؤلف او الراوي وموقفه الذاتي من الشخصية وحبكته للأحداث ومهاراته في جعل تلك الشخصية شريرة ومبغوضة او خيرة ومحبوبة. وايضا من ناحية معينة يتبلور موقفنا من الشخصية على استعدادنا النفسي تجاهها ومدى مقبولية بعض صفاتها لدينا، حتى وان كانت سيئة بنظر المنظومة القيمية للمجتمع، والتي ربما تتشابه مع تلك الصفات التي نملكها سواء شعرنا بذلك ام لم نشعر.
محمد السراي. تشرين الأول/ ٢٠٢٤.
.............................
(*) قناة الرابعة العراقية الفضائية
١. وليم شكسبير. مسرحية يوليوس قيصر. ترجمة حسين احمد امين. ط١. دار الشروق. ١٩٩٤.
٢. نسرين بلوط (جبران خليل جبران.. معلم الانسانية) مقال على موقع جريدة الجمهورية. ٢٠١٥.



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة اغتيال صدام حسين.. المجهولة..
- الشخصية العراقية.. واسباب ظاهرة التمرد والقلق، والتي طبعت هذ ...
- عن الشعر الشعبي العراقي.. المعاصر...
- الانسان.. وإشكالية الخير والشر..
- المُتَهيِئون.. ام.. المتَوَهِمون..؟
- هل لدينا طبقة وسطى في مجتمعنا العراقي حاليا!!؟
- مدنيتنا المؤنثة.. والمقموعة...
- هل الانسان كائن اخلاقي؟ هل ان اخلاقنا اصيلة وتكوينية ام طارئ ...
- عن العائلة البشرية قديما..
- الصور الذهنية.. وآلية اشتغال الدماغ البشري..
- احفاذ الشمبانزي، واحفاذ الاورنجاوتان( انسان الغاب)
- الانسان.. ذلك الحيوان النرجسي، والتافه..
- الأنسان العراقي.. الديموغرافيا والتاريخ....
- مقولات
- الهويات الفرعية ومعضلة الهوية الوطنية العراقية
- آلية التفكير البشري.. الاسطورة.. واصل الحقيقة..
- الصراع الوجودي للانسان.. ببن اصالة الشر وصناعة الخير
- شر الانسان.. مابين الظرف الطبقي والحضاري والشخصي
- مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟
- الشريحة المتوسطة من اصحاب الكفاءات والخبرات المتوسطية، واسبا ...


المزيد.....




- شاهد.. إيرانيات يتبرعن بذهب ومجوهرات لدعم حزب الله
- السفارة الأمريكية لرعاياها في لبنان: -غادروا الآن-
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك قطاع غزة (صورة)
- كيف اخترقت مسيرة حزب الله المنظومة الدفاعية في إسرائيل؟
- تشيلي: المابوتشي يحيون ذكرى 532 عامًا على وصول كولومبوس إلى ...
- طلب مليون دولار من إيران لتنفيذ اغتيالات.. تفاصيل جديدة حول ...
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. عصر جديد من الاكتشافات الفيروسية
- شولتس يدعو لتسريع انضمام دول غرب البلقان للاتحاد الأوروبي
- صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل بعد إطلاق رشقة صواريخ من ...
- -لحظة التفجير بالجيبات وإخلاء قتلى وجرحى-..-القسام- تعرض مشا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد اسماعيل السراي - بطل الحكاية