أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - السياسة وعجلة الانتاج














المزيد.....

السياسة وعجلة الانتاج


أسماء عيسى سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم السياسة فإن المواقف والتحركات الميدانية على الأرض ترتبط بالمصالح الاقتصادية بالدرجة الأولى، ولا بد لنا أن نرصد المسلك التاريخي لأصحاب هذه المصالح.
وفي الحقيقة ليس لدي أية معرفة أن رأسماليا مثلا قد تنازل عن مصنع يملكه أو جزء من ثروته لصالح الطبقة العاملة، بل يوجد آلاف الحالات التي وثقها التاريخ لنضالات عمالية وصلت إلى حد التصادم مع قوات الأمن (الجندرمة) التي كانت تدافع عن أصحاب رؤوس الأموال. لقد تمثلت غالبية مطالب العمال المضربين في رفع الأجور وتخفيض ساعات العمل وتحسين ظروفه وتأمين الكرامة الانسانية المتأصلة في النفس البشرية. ولا أعتقد أن أي من هذه الاضرابات كانت تطالب بالسيطرة على عجلة الانتاج وملكية المنشأة الصناعية التي يعمل بها أحد ممن خاضوا الإضراب.
وفي ذات السياق، لا يمكن لنا أن نقتنع أنه بين عشية وضحاها ستنقلب السياسة البريطانية أو الأمريكية مثلا رأسا على عقب وتنتصر لصالح حركات التحرر والشعوب لأن ذلك يمس بمصالحها الاقتصادية الرأسمالية، الاستعمارية التوسعية (الجديدة) الرامية الى نهب ثروات البلاد والشعوب.
إن التطور التاريخي للبشرية على هذه المعمورة يبين لنا وبما لا يدع مجالا للشك أن جوهر أي صراع يتجسد في السيطرة الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو غيرها حيث يجري توظيف السياسة بأدواتها المختلفة لاجل أحد هذه الأهداف أو لأجلها كرزمة واحدة.
بدأ الأمر أول ما بدأ عند تشكل العائلة، حيث تولى مقاليد القيادة من تربع على الهرم الإقتصادي داخل العائلة ففرض سيطرته، ثم توسع بين أفراد قبيلته، ثم سيطرت القبيلة الأغنى إقتصاديا على باقي القبائل، وجاء نظام الرق والعبودية وتلاه نظام الاقطاع بسيطرة أصحاب الاراضي (الأطيان) على المزارعين، ومع إختراع الآلة البخارية دارت عجلة الانتاج الصناعي وبرز عصر المسننات فتشكلت طبقة البرجوازية وطبقة العمال ، ودار ويدور بينهما صراعات طبقية متعددة الأسباب والأهداف، وتفرعت طبقة البرجوازية الى شرائح من برجوازية رثة وبرجوازية ذات الياقات البيضاء وبرجوازية صغرى ومتوسطة وكبرى واختلف موقعها في عملية الانتاج ما بين البرجوازي صاحب العملية الانتاجية (المصنع) والبرجوازي الوسيط (الكمبرادور) وغيرهما بالإضافة الى إزدهار قطاع الخدمات من مصارف وبنوك وشركات إتصال وغيرها تغولت على قطاع الانتاج. وبرزت الاحتكارات العالمية ( المونوبوليا) والتكتلات التي تقود العالم وسخرت الماكنة الاعلامية لخدمة أغراضها. وفي المقابل تعددت شرائح الطبقة العاملة وتأرجحت ما بين العمال المهرة وغير المهرة.
وفي خضم ذلك وبتطور وسائل الانتاج تطورت علاقات الانتاج وأفرزت منظومات إجتماعية وثقافية متعددة تتباين في قوتها وتأثيرها وفقا لظروف كل بلد، فنجد مثلا أن ثقافة الاستهلاك تنتشر بتسارع مضطرد في دول الخليج في الوقت الذي يكون إنتشارها في البلدان الأفقر أقل ويترتب على ذلك كله تغيرا ملحوظا في العلاقات الاجتماعية بل والعادات والتقاليد والموروث الثقافي.
ومن دون أدنى شك، يجري توظيف الدين من قبل أشباه المتدينين لخدمة توجهات قادة البلد مع تشويه المفهوم الديني القائل بواجب طاعة أولي الأمر وذلك لتمرير كافة التوجهات الرأسمالية المعبرة عن مصالح طبقة ضيقة في المجتمع تحظى بالثروات والمال.
في النهاية، وكما يقول الشاعر محمود درويش " .... لن يصب النيل في الفولغا ... ولا الكونغو، ولا الأردن .. في نهر الفرات ... كل نهر، وله نبع .. ومجرى .. وحياة.
طالما بقيت عجلة الانتاج بأيدي الرأسمالية سيستمر الصراع الطبقي، وسوف تسعى الرأسمالية دوما الى الاستحواذ بشتى الوسائل بما فيها افتعال الحروب والاقتتال فهي المستفيد الأول والأخير بكل الحالات.



#أسماء_عيسى_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب المصالح
- جدلية العلاقة بين ايطاليا والبرازيل
- الشرف العسكري
- الوقاية لا التحليل
- من وحي المونديال
- مونديال قطر 2022..حقائق لا نقاط
- هواجس من المعركة


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسماء عيسى سلامه - السياسة وعجلة الانتاج