أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( هل لا حياء فى الدين ؟ / لا نوم فى الآخرة / الحساب للسرائر )















المزيد.....

عن ( هل لا حياء فى الدين ؟ / لا نوم فى الآخرة / الحساب للسرائر )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 16:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال :
عندنا واعظ قليل الأدب ، ومع إنه فى الخمسين من عمره تقريبا ومتزوج وله أولاد وبنات ، لكن عينه زايغة ، وبيستمتع فى خطبه ودروسه أن يتكلم فى الأمور الجنسية ، وسألته أن يختار موضوعات أخرى لأن الحاضرات يشعرون بالخجل ، فقال انه يفخر بما يقول ويجرؤ على أن يتكلم فى موضوعات خاصة لا يتكلم فيها الوعاظ ، وقال انه لا حياء فى الدين .
الإجابة :
قيل لى تقريبا هذا السؤال ، واجبت عليه فى مقال نشرته جريدة الأهالى بتاريخ 3 / 8 / 1994 ، تحت عنوان ( لا حياء فى الدين ؟!! ).
أعيد نشره كما هو ، طالما لا تزال المشكلة قائمة .
قلت ( * ارتفع صوت الواعظ في أحد المساجد في حي شعبي وهو يلقي درسا لمجموعة من السيدات والآنسات ، هن بالطبع من خيرة الحي إذ تعودن على الصلاة وارتياد المسجد ، ولكن كان يبدو عليهن السخط والغضب مع الاشمئزاز والحياء والخجل ، لأن فضيلة الواعظ كان يعطي لهن درسا في " الجماع" أو ممارسة الجنس في الزواج ، ويأتي بتعبيرات وألفاظ مستهجنة أقلها إنزال الرجل وإنزال المرأة واحتلام الرجل واحتلام المرأة ، هذا غير الوصف التفصيلي " للحوار " العملي بين الأعضاء التناسلية عند الجماع وما يستوجب ذلك من الغسل . وتسللت بعضهن من فرط الحياء والخجل ، وأحس الواعظ بالاستنكار فصاح فيهن : معايا ولا لا .. فصرخت فيه سيدة مُسنّة : نحن مع الله ولسنا معك ، ونحن في بيت الله ولا يصح أن نسمع فيه هذا الكلام .. وصرخ فيها الشيخ : لا حياء في الدين ..
" وفي إحدى القرى في محافظة الشرقية استطاع أحدهم ببعض مما جمع من أموال المحسنين في الخارج أن ينشيء مسجدا له شخصيا ، يمارس فيه هوايته في التطاول على خصومه في الرأي والعقيدة ، واعتاد أن يعطي درسا للنساء عن آداب قضاء الحاجة والاستنجاء ، وأنواعه بالحجر أو بالماء . وكيفيته في البول وفي غيره .. وتخرج النساء يتضاحكن عليه .. فلما عرف بالسخرية منه قال لهن إنه يدرس لهن المذكور في كتب الفقه المقررة على الأزهر ، وكرر أمامهن العبارة المأثورة : لا حياء في الدين..
" واعظ آخر في خطبة الجمعة استعرض مهارته الفقهية من خلال حفظه لكتب الفقه الصفراء ، فأخذ يشرح للناس العقوبات الشرعية على رجل زنى بأمه في نهار رمضان في جوف الكعبة .. فلما اعترض عليه بعض المصلين أخرج له كتاب " الاقناع في حل ألفاظ أبي شجاع " .. وأكد حجته بالقول المشهور : لا حياء في الدين..
* تلك بعض النماذج التي جاءني بها أحد الغيورين على الإسلام .. وتكاثرت أسئلته ، وكان أبرزها سؤالين : هل الإسلام يرضى عن هذا التدني في الخطاب ؟ وما صحة ذلك القول بأنه لا حياء في الدين؟..
* وقلت له إن الإسلام شيء والفقه شيء آخر ، الإسلام هو القرآن العظيم ، وذلك لا شأن له بآراء الفقهاء الذين عاشوا في عصور مختلفة وتأثرت آراؤهم بعصرهم ، وكان العصر العثماني والعصر الملوكي هما أحط العصور عقليا وفكريا وخلقيا ودينيا ، أقول ذلك من واقع التخصص العلمي في الدكتوراه ، وانعكس ذلك على المؤلفات الفقهية وغيرها ، ومن أسف فإن مؤلفات هذين العصرين هما الأساس في الدراسة الأزهرية ، وهما أساس ما يعرف بالصحوة الدينية الآن ، وتلك الكتب الصفراء كنا نخجل من دراستها ونحن طلبة في الثانوي الأزهري , ولكن في عصرنا أصبحت أكثر بياضا وأكثر انتشارا . والأمر يستدعي اجتهادا فقهيا يواكب ذوق عصرنا ويكون أكثر ارتباطا بالقرآن العظيم وأكثر اقترابا من الإسلام .. ولكن الاجتهاد معناه الخصومة مع الشيوخ ، ومعناه الاضطهاد والاتهام بالردة، وتلك الأسلحة يشهرها القاعدون عن الاجتهاد حتى لا يفقدوا مناصبهم و جاههم..
* وقلت له إن الدين الحق هو الحياء ، لأنه هو الإيمان وهو الطاعة لله تعالى ، وهو ألا تعصى الله تعالى خوفا وحياء منه . وهو أن تتجنب البذاءة والفحش وأن تقول للناس حسنا . وذلك هو الدين أو هو الحياء .. وقد يقال لا حياء في قول الحق إذا كنت مطالبا بشهادة حق ، فتقول الشهادة بصراحة ، ولكن تلك الصراحة لا تعني أن تقع في الإسفاف والبذاءة والفحش .. وقد يقال لا حياء في العلم ، ولكن للعلم ألفاظه ومصطلحاته التي تختلف بالقطع عن ألفاظ الشوارع والمستهجن من الأوصاف والموضوعات ..
* وقلت له : إن الله تعالى وصف النبي بأنه كان مثلا أعلى في الحياء حتي كان يستحي من تنبيه الثقلاء في بيته الذين يأتون إليه بدون استئذان ويأكلون ويمكثون الساعات، فقال تعالى: " إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق " الأحزاب 53.
* وتشريعات القرآن لم تتعرض لموضوع الاستنجاء ، لأنه من البديهي أن يحرص كل إنسان راق على نظافته الشخصية ، لذلك وردت إشارة ضمنية ضيئلة في قوله تعالى عن الوضوء والغسل " أو جاء أحد منكم من الغائط " ولكن " الاستنجاء " استغرق عشرات الألوف من الصفحات في التراث الفقهي وبتفصيلات مقززة .!!
* ولم تتعرض تشريعات القرآن للعلاقة الجنسية بين الزوجين إلا بالألفاظ الراقية مثل " الرفث " " ولا تقربوهن " " لامستم " " تباشروهن " " يتماسا" ، وليس في القرآن تلك الأوصاف المخزية التي حفلت بها أبواب الفقه في عصور الانحطاط ..
* وليس مثل الإسلام دين ظلمه أصحابه والمنتسبون إليه .. ونحن أحوج ما نكون إلى إصلاح ديني قبل الإصلاح السياسي أو الاقتصادي ، وبالإصلاح الديني يمكن أن نبريء الإسلام من التطرف ومن التخلف . )
أخيرا :
مضى على نشر هذا المقال ثلاثون عاما ، ولا تزال المشكلة قائمة فلا يزال الأزهر قائما .
السؤال الثانى :
هل هناك نوم فى الآخرة ؟
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ ليس فى الآخرة موت وليس فيها نوم . فيها يقظة خالدة فى الجنة أو فى النار .
2 ـ النوم نوع من الموت المؤقت . ولا موت فى الجنة ، يتمتع أصحابها بيقظتهم أبد الآبدين ، بينما أصحاب النار يتمنون الموت بلا فائدة . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) ابراهيم)
2 / 2 : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) فاطر)
2 / 3 : ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) الزخرف).
عن إنعدام الموت فى الآخرة قال جل وعلا : ( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) النازعات ). الساهرة وصف للآخرة .
السؤال الثالث :
هل يحاسبنا الله تعالى على سرائرنا ؟
إجابة السؤال الثالث :
1 ـ السريرة هى مستودع سرائر الفرد ، يكتمها عن الناس ، ولكن رب العزة جل وعلا يعلمها . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) غافر )
1 / 2 : ( إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) الأحزاب )
1 / 3 : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ (5) آل عمران )
1 / 4 : ( وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ (38) ابراهيم )
2 ـ يوم القيامة تتكشّف السرائر . أو يتم إختبارها . قال جل وعلا : ( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) الطارق )
3 ـ ثم يكون الحساب على الجوارح والسرائر . قال جل وعلا : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) الاسراء )
4 ـ ثم يكون الغفران لمن تاب فى الدنيا وحسُنت توبته . قال جل وعلا : ( لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) البقرة )



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ( الحسد والسحر / تسجيل الأعمال والميزان والحبط والغفران )
- الكسائى : تلميذ الخليل ومؤسّس مدرسة الكوفة النحوية
- عن ( مرد ، ردّ / بغير عمد ترونها )
- عن ( ذلول و زللتم و ذلل / أستفزاز / الماكياح )
- سيبويه وتأكيد منهج الخليل بن أحمد فى هجر القرآن الكريم
- عن ( عقوبة نقض العهود / دعاء شادية / الإعجاز العلمى فى القرآ ...
- عن ( حالة عصبية / نور التقوى / المستبد والآثار )
- الخليل بن أحمد العبقرى العربى مبتدع علمى النحو و العروض
- عن ( الظلمات والمادة المظلمة / الهيم / الزواج من مسيحية / ال ...
- الاسرائيليون واليهود
- الاستعمار والاستحمار
- عن ( حسن نصر الله ولبنان وسوريا / موعد الزكاة المالية ليس بن ...
- عن ( بغير عمد ترونها / عذول لائم / القتل تعزيرا فى السعودية ...
- عن ( شر الدواب / تسجيل الحلقات / عيسى ابن مريم )
- لمجرد التذكير : مقدمة تاريخية عن نشأة علم النحو
- عن ( يزول يزال / شقى / استغفار النبى لذنوبه / حاصب وحصب )
- عن ( محمد / عيسى وموسى / شوب / مدخل صدق ومخرج صدق )
- عن ( تعلم التكنولوجيا / الاستحسان / يطمثهن / الصدع والصداع / ...
- فى بيتنا ( مطلب )
- عن ( محدث / أرجه / عادين / كسفا / بتاع وباتع / لا يرجعون / ب ...


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( هل لا حياء فى الدين ؟ / لا نوم فى الآخرة / الحساب للسرائر )