أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري فرجاني - صورة الله في المخيال الأصولي:














المزيد.....

صورة الله في المخيال الأصولي:


خيري فرجاني

الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 19:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس ثمة شك أنه توجد صوره مشوهه عن الله في المخيال الديني– الأصولي، وهذه الصور المشوهة التي رُسمت في أذهان الحركات الأصولية عن الله، تقف في كثير من الأحيان عائقا حقيقا في تكوين علاقة سليمة مع الله، ومع الآخر المختلف معهم في الدين أو المذهب، فضلا عن أن هذه الصورة تعمل نوعا من التشويش على صوره الله الحقيقية.. وبالطبع فإن هذه الصوره المشوهه أو المشوشة عن الله في المخيال الأصولي، هي نتيجة طبيعية للمفاهيم الخاطئة والمغلوطة عن الله، والتي تكونت وترسبت لدى قطاعات كثيرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية؛ نتيجة تفشي ظاهرة الأصولية الدينية، وهيمنة الفكر الأصولي، وبروز التنظيمات الأصولية التي استطاعت أن تستقطب قطاعات كبيرة من الشباب. ومن هنا، انتشرت هذه الصور المشوهة عن الله.
فالواقع ان بداخل كل منا صورة عن الإله. قد تشكلت من خلال ما تعلمناه أو ما سمعناه من أراء وتعاليم عن الله، حيث تتكون المفاهيم المختلفة لدى الإنسان من خلال مصادر متعددة، أهمها خبرات الحياة والعلاقات مع الآخرين، وأيضا التعاليم التي يتلقنها منذ نعومة أظافره. ومن ثم، يجب أن يُنّشأ الإنسان منذ البداية على المبادئ والقيم الإنسانية العليا، من حب وعدل ورحمة وتعاون وسلام، وأن هذه القيم تمثل صورة الله الصحيحة، فالله هو العدل والرحمة؛ وذلك لمواجهة تلك الصورة المشوهة عن الله كما هي في المخيال الأصولي، الذي لا يحدثنا إلا عن العذاب والجحيم، وعذاب القبر، وأهوال القيامة ، أو أن الله يأمرنا بأن نقاتل الناس حتى يدخلوا الإسلام، أو يُحل لنا السلب والنهب بُحجة أنها غنائم، أو نعتدي على دول ذات سيادة بحجة الجهاد والفتح، أو نُسبي النساء والأطفال ونتخذ من النساء جواري وإماء ونُقيم سوقا للرقيق.
هذه الجماعات الأصولية تمتلك تفسيرات بدائية عن الله، كما أنها تمتلك منظومة فكرية ماضوية حول علاقتها بالآخر المختلف عنها، في الوقت الذي تنفتح فيه المجتمعات الحديثة على استيعاب التنوع العرقي والديني؛ وذلك لضمان التعايش الإنساني بين تلك المجموعات المتباينة.
لكن في المقابل نجد ان تيارات الإسلام السياسي، لا زالت تحلم بإعادة إنتاج حُقب تاريخية قديمة تنتمي للعصور الوسطى فيما يعرف بالخلافة الإسلامية، حيث تنظر إليها تلك الجماعات باعتبارها مراحل مثالية للإسلام ونموذج يجب تكراره، مع تجاهل كل المتغيرات التي طرأت على العالم الحديث، ونشأة الدولة الوطنية ذات السيادة القانونية، وهو ما يوضح لنا السبب الحقيقي لانفصال هذه الجماعات عن واقع المتغعيرات الدولية والقانون الدولي الحاكم.
إذ تعتقد هذه الجماعات أن ثمة مجموعة من الأهداف تقع على عاتقها، مثل: نشر الدعوة الإسلامية، وإقامة المجتمع المسلم، وإعادة الجهاد في سبيل الله، وإقامة دولة الخلافة، وهو الحلم الذى دعت له جماعة الإخوان منذ عشرينيات القرن الماضي، وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من تحقيقه، من خلال الأهوال والفظائع ونشر الفوضى وقتل الأبرياء والأطفال واغتصاب النساء وسرقة ثروات البلاد، وتفكيك الدول وإسقاطها؛ فهذه الجماعات الأصولية لا تؤمن بالتطورات والمتغيرات الدولية، التي تكفل الحق لكل القناعات الدينية والعرقية والإثنية المختلفة، أن تشارك في وضع نظام أخلاقي وسياسي واجتماعي عام من خلال نظام دستوري، يكفل الحقوق والحريات العامة لكل مواطن دون النظر للدين أو اللغة أو العرق.
وأن الأمور التعبدية تنبثق من الدين، لا يفرضها القانون ولكنه يتيح المجال لتطبيقها وممارستها، فإن أوامر الدين لا تفرض بالقوة لأن فرضها بالقوة يفقدها معناها، فالقوة تخلُق مجموعة من المنافقين، ويظل الجانب السياسي متغيرا متطورا، لأنه جانب إداري معاملاتي، تحكمه المصلحة وما يراه العقل البشري عن طريق الخبرة والتجربة الإنسانية، كما تكفل الدولة الحديثة تطبيق القوانين التي ترتضيها لنفسها بالقوة، وعلى النقيض من هذا ترفض الجماعات الأصولية، المفاهيم الحديثة، وتستغل الدين للسيطرة على الناس.
هذه الأفكار المغلوطة والمضللة في المخيال الأصولي، مرتهنة بحالة عداء للآخر وضعف، وتراجع ثقافي وحضاري، وعدم فهم لطبيعة الأديان ومهمتها، مسالك نفسية تسدّ المدى والرؤية.



#خيري_فرجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طه حسين رائد التنوير
- الأصولية ووهم الخلافة -من البنا إلى البغدادي-:
- إشكالية علاقة المثقف بالسلطة في المجتمعات العربية:
- دور الإصوليات الدينية في إدارة الصراع السياسي:
- مبدأ تكافؤ الفرص:
- تأثير الحرب في غزة على الاقتصاد المصري:
- مفهوم دولة القانون
- دور الإسلام السياسي في نشر خطاب الكراهية
- اللوبي الإخواني داخل أوروبا:
- جدلية الفكر والتكفير
- الأمن الغزائي العربي في ظل التحديات الراهنة
- أهمية التكامل الاقتصادي العربي
- العقد الاجتماعي


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خيري فرجاني - صورة الله في المخيال الأصولي: