أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعاد أبو ختلة - الحرب على غزة /مشهد من لوحة دامية














المزيد.....

الحرب على غزة /مشهد من لوحة دامية


سعاد أبو ختلة

الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 14:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحرب على غزة / مشهد من لوحة دامية
تحولت أجهزة الهاتف الذكية والغبية معا إلى جهاز راديو يلتصق بأذن النازحين والمهجربن عنوة، يقتنصون خبرا من هنا وتحليلا من هناك ليصيغوا تحليلاتهم الخاصة، فمنهم المتفائل الذي يرى حلولا وانفراجة ومحبط يائس يرى ألا أفق، وأن جلسات التفاوض استهلاك اعلامي لذر الرماد في العيون وتحويل الأنظار عن المجازر التي لا تتوقف، في ظل انقطاع شبكات الكهرباء والانترنت منذ اليوم الأول للحرب، واختلاق البدائل للبقاء على اطلاع بما يحيطهم، وحيث أن كثير من القنوات صارت تبث عبر الأثير، وأصبح الهاتف مذياعا بأنتين من وصلة سماعة بالية وأحيانا بعض سلك مهترئ ليتماهى مع حالة الفقد والنزوح، تبقى العيون محملقة في الفراغ والأذن تمعن في تقصي خبر يسرها في غمرة الأخبار الفجعة من استهداف مدرسة ايواء ومسجد، والصورة الصوتية لصراخ الجرحى وذويهم، تبكي دواخلهم بوجل، ويستمرون بالمتابعة عل خبر جيد يحمل بعض الأمل فيتنفس ويهدأ، وحين قال مراسل الجزيرة نقلا عن قناة عبرية انتهاء العمليات في رفح حتى ضج المخيم بالسعادة وهرولوا فرادى وركبانا، ليتفقدوا ما تركوه خلفهم نصف روحهم ، نصف حياتهم، بيوتهم ومصالحهم، علهم يجدون بيوتهم مازالت قائمة وعسى أن يجدوا بعض أشيائهم، رفح التي تعرضت مربعاتها السكنية لتدمير واسع، وجرفت حارات واحياء كاملة، انطلقت مجموعات من النساء والأطفال والشيوخ عساهم يجدون أحلامهم مازالت قائمة، وان رائحة من فقدوا بين جدرانها مازالت عابقة، لكن الزنانة، الطائرة المسيرة غراب الموت تنتظر فريستها، استشهد البعض وعاد من عاد خائبا لخيمته ليستكمل الخبر، انتقال لواء لجباليا وبقاء لوائين في محور فيلادلفيا. جباليا، جبل النار، يا هول ما عشت وعاش أهلوك، لماذا يعشق الموت التنكيل بها، نزوح من هنا لهناك، قلوب يفتتها الوجع، جوع وقهر وتهجير، لا مكان آمن ولا لحظة هدوء، شمال لم ينعم بليلة هادئة، لم يكن من متسع في الشاليهات والفنادق، لم تلعب أنديتهم ولم يعتبر العالم أن أم حسن مثل ريبيكا المسكينة التي يؤرقها صوت الانفجارات، وهي تتابع مكابي حيفا من شاشة التلفاز في الفندق، أم حسن فقدت عائلتها وبيتها ومزرعتها وثياب طرزتها أناملها حين كان لها أنامل، أم حسن مقعدة في مركز ايواء عبارة عن ركام مدرسة، بلا مرافق صحية، أم حسن التي لم تأكل منذ يومين سوى كسرة خبز تدعو الله أن يتولاها برحمته ويقبض روحها قبل أن تعيش مزيدا من القهر والوجع، ريبيكا ربما لو سمعت من أم حسن كانت ستقاسمها وجبتها الساخنة ومأواها الدافىء، لو اعتبرت أن أم حسن امرأة مثلها، الحرب تناولتها طحنا حتى لم تعد تذكر تفاصيل حياتها،
راشيل كوري عاشت في رفح وكانت تزورنا في مقر الاتحاد العام للمرأة فتاة في مقتبل العمر أحببتها، كانت بريئة وصادقة، يهودية الديانة، راشيل قضت نحبها تحت جنزير الدبابة في البرازيل، وقفت أمامها كي لا تهدم بيتا، كانت تعرف أن البيوت روح وحاولت أن تحمي روح عائلة، لم تعتقد أن الدبابة صماء لا روح لها، وأن سائقها وحش بلا روح يعشق الدم، اتشحت رفح آنذاك بالسواد، بكيناها بحرقة،
وظلت روحها بيننا، فعاليات ومؤسسات باسمها واحياء لذكراها، أم حسن أيضا روح وريبيكا روح، لكنها لا تعرف الحقيقة، وأن الله خالق الحب والسلام لكن بعض الخلق يحبون الحرب ويسعون للخراب.
( راشيل كوري أمريكية كانت ضمن مجموعة تضامن تقيم في غزة، قتلتها الدبابة عام ٢٠٠٣ وهي تحاول منعها من هدم منزل، كانت في عامها الواحد والعشرون حين قضت شهيدة كل عام في آذار نحيي ذكراها في السادس عشر من شهر المرأة والأرض آذار ...



#سعاد_أبو_ختلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عداد الموتى في غزة تخطى البشر والحجر
- حرب الابادة على غزة صورة خارج التغطية
- غزة تباد جوعاً وقهراً وقصفاً
- الحرب على غزة تفاصيل لا تعرفها المسَيرة
- الحرب على غزة تهجير وخيام وأرواح
- عام من الحرب على غزة
- اليوم العالمي للمرأة قراءة أخرى
- الحب في زمن الكورونا
- أماكن سياحية فاخرة.. مراتع للأمراض!
- عيد العمال يلقي قفازات آلاف العمال المتعطلين عن العمل في وجه ...
- ثقافة الاقتباس
- ثالوث الجهل والفقر والعنف أسباب معاناة النساء
- صندوق الموسيقى
- كلام في حال الصحافة الفلسطينية
- محاكمة مبارك
- العالم الافتراضي .. حيوات أخرى


المزيد.....




- وثقها بكاميرا طائرة -درون-.. مشاهد درامية تُظهر اقتلاع إعصار ...
- انفوغرافيك.. كيف حول القصف الإسرائيلي قطاع غزة إلى أنقاض؟
- بعد رسالتها لطهران.. مناشدة خليجية لواشنطن بشأن الضربة الإسر ...
- ما الذي تسبب فيه إعصار ميلتون حتى الآن؟
- كيف يتعامل الصحفيون مع الأزمات النفسية خلال الحروب؟
- تدريبات نووية لحلف الناتو يوم الاثنين المقبل: استعدادات في ظ ...
- حرب غزة: أرقام قياسية للدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل منذ أك ...
- لبنان.. إصابة جنديين من يونيفيل بنيران دبابة إسرائيلية
- كتاب -الحرب-.. بن سلمان -طفل مدلل-، نتنياهو -كاذب- وبوتين -ش ...
- رئيس الوزراء العراقي يستقبل السفير الروسي لدى العراق


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعاد أبو ختلة - الحرب على غزة /مشهد من لوحة دامية