أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي الحيدري - خداع وتدليس الناخبين من قبل الاحزاب في اقليم كوردستان















المزيد.....

خداع وتدليس الناخبين من قبل الاحزاب في اقليم كوردستان


عبدالباقي الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 8125 - 2024 / 10 / 9 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحزاب وتضليل الناخبين: خداع انتخابي أم سباق للأكاذيب؟
مع اقتراب الانتخابات، تطلق الأحزاب السياسية حملاتها الانتخابية، وتملأ شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي بوعود براقة، وشعارات تدغدغ مشاعر الناخبين. لكن خلف هذه الوعود البراقة، تختبئ حقائق قد لا يعرفها المواطن العادي، لأن الحقيقة كثيرًا ما تُطمس في هذه الحملات، ويظل الناخب ضحية للتضليل المتعمد.
هل تحول السباق الانتخابي إلى سباق للأكاذيب؟
إن الأحزاب في سعيها للوصول إلى السلطة تتفنن في رسم صورة زائفة عن نفسها، مستغلة شغف الناخبين بحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية العميقة. فتجد الشعارات مليئة بالوعود مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتطوير البنية التحتية، والقضاء على الفساد، لكن عند الوصول إلى الحكم، تتلاشى هذه الوعود، وكأنها لم تكن.
استغلال نقاط ضعف الناخبين
الكثير من الأحزاب تستغل نقاط ضعف المواطنين وعدم اطلاعهم الكافي على تفاصيل البرامج السياسية. فبدلاً من تقديم حلول واقعية، تلجأ الأحزاب إلى تقديم وعود غير واقعية من خلال شعارات رنانة تفتقر إلى أي جدية في التنفيذ. وهنا يكمن الخداع؛ إذ يتم توجيه اهتمام الناخبين إلى قضايا هامشية أو مثيرة للجدل للتمويه على القضايا الأساسية والمشاكل الحقيقية.
الوعود الزائفة: لعبة متكررة
الانتخابات الحالية في اقليم كوردستان كشفت عن مدى تكرار الأحزاب للوعود نفسها، دورةً تلو الأخرى، دون أن يتغير شيء. فتجد الحزب نفسه الذي وعد قبل اربع سنوات بتحقيق نهضة اقتصادية، و القضاء على الفساد ،و محاسبة الفاسدين يعاود الوعد ذاته في الانتخابات الحالية 2024.10.20 اكتوبر، دون أي مراعاة لتاريخ فشله السابق.
تجاهل حق الناخب في المعرفة
إذا كانت الديمقراطية تقوم على مبدأ "حكم الشعب"، فإن الحكم هذا يجب أن يستند إلى قرارات واعية. ولكن كيف يمكن للناخب اتخاذ قرار واعٍ إذا كانت المعلومات التي تصل إليه مغلوطة أو مشوهة؟ الأحزاب السياسية تتحمل مسؤولية أخلاقية أمام المواطنين، لكن عندما يصبح همّها الوحيد هو جمع أكبر عدد من الأصوات، فإنها تضحي بواجبها تجاه الشعب، فتضلله وتخدعه.
كيف يمكن مواجهة هذا الخداع الانتخابي؟
التوعية السياسية: يجب على وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني أن تقوم بتوعية الناخبين حول حقائق الوعود الانتخابية، وأن تسلط الضوء على التجارب السابقة للأحزاب.
المحاسبة الشعبية: على الناخبين أن يكونوا واعين وأن لا يتساهلوا مع الأحزاب التي تعد ولا تفي، وأن يفرضوا عليها محاسبة مستمرة من خلال منابرهم الاجتماعية.
الشفافية والمساءلة: يجب فرض قوانين تضمن الشفافية في الحملات الانتخابية والمساءلة بعد الانتخابات، للتأكد من التزام الأحزاب بوعودها.
إن نزاهة العملية الانتخابية لا تتعلق فقط بالتصويت السليم، بل بالصدق والشفافية في ما تقدمه الأحزاب من برامج انتخابية. على الأحزاب أن تدرك أن الناخبين ليسوا مجرد أرقام، بل أصحاب حق في المعرفة وفي الحصول على الوعود الصادقة.
التضليل الانتخابي كإستراتيجية ممنهجة
لقد أصبحت الحملات الانتخابية في العصر الحديث تتبنى أساليب تضليل متقدمة، حيث تستعين بعض الأحزاب بشركات مختصة في تحليل البيانات النفسية والاجتماعية للناخبين، لتصميم رسائل انتخابية تخاطب نقاط ضعف معينة، وتؤثر على مشاعر الناخبين بدلًا من عقلهم. وهذا الاستخدام المتعمد للدعاية النفسية يساهم في صنع واقع زائف يعزز من صورة الأحزاب، دون تقديم أية ضمانات حول مصداقية هذه الوعود أو مدى إمكانية تنفيذها.
دور الإعلام في تضليل الرأي العام
للإعلام دور كبير في تشكيل الرأي العام، لكن للأسف، قد تُستخدم بعض وسائل الإعلام كأداة لخدمة أجندات معينة، حيث تتحالف بعض وسائل الإعلام مع الأحزاب لنشر محتوى مدفوع يمجد الحزب ويهاجم خصومه، في مقابل تجاهل أو تلميع أخطائه السابقة. وبهذا، يصبح الإعلام مشاركًا في حملة الخداع، مانعًا الجمهور من الوصول إلى الحقائق، ومحولًا الانتخابات إلى مسرح زائف تظهر فيه الأحزاب بأبهى صورة.
استغلال الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية
قد تلجأ بعض الأحزاب إلى تضخيم الأزمات، مثل الأزمة الاقتصادية أو قضايا الأمن، لتعزيز مشاعر الخوف والقلق بين المواطنين. فتستغل هذه الأحزاب هذه الأزمات لإقناع الناخبين بأنها الوحيدة القادرة على تقديم الحلول، رغم أن الواقع يشير إلى أن الحلول المقدمة غالبًا ما تكون سطحية أو مؤقتة، ولا تساهم في معالجة جذور المشكلة.
الأحزاب وتجاهل وعي الأجيال الشابة
في الكثير من الدول، يشكل الشباب نسبة كبيرة من الناخبين، وهم غالبًا ما يكونون أقل خبرة سياسية من غيرهم، مما يجعلهم هدفًا سهلًا لاستراتيجية الخداع. فبدلاً من مخاطبة الشباب ببرامج طويلة الأمد تخدم مصالحهم، تركز الأحزاب على قضايا آنية، تستهدف تجنيدهم كمناصرين مؤقتين يخدمون الحملة الانتخابية فقط، دون الالتفات إلى احتياجاتهم الحقيقية كمواطنين.
الوعود المؤقتة: سياسة لكسب الوقت
تستخدم بعض الأحزاب تكتيك "الوعود المؤقتة"؛ حيث تعد الناخبين بقرارات محددة سيتم اتخاذها في فترة معينة (غالباً ما تكون بعيدة نسبياً عن بداية الفترة الانتخابية). لكنها حين تصل للسلطة، تُرجئ تنفيذ هذه القرارات بحجج مختلفة، أو تدعي وجود عقبات تمنع التنفيذ، معتمدة على أن ذاكرة الناخب قد تتلاشى أو على أنها تستطيع تقديم وعود جديدة في الانتخابات التالية.
البديل: بناء وعي انتخابي مستقل
لتجنب الوقوع في فخ التضليل، يجب على الناخبين أن يتبنوا أسلوبًا أكثر وعيًا في تحليل برامج الأحزاب، وأن يبحثوا عن مصادر مستقلة للتحقق من وعودها. يمكن تعزيز هذا الوعي عبر:
تحليل برامج الأحزاب بدقة: القراءة الناقدة للبرامج، وفهم ما إذا كانت قابلة للتنفيذ أم مجرد شعارات عاطفية.
التوجه إلى المصادر المستقلة: الاستعانة بمراكز أبحاث مستقلة أو خبراء لتحليل جدية البرامج المقدمة.
التعاون بين منظمات المجتمع المدني: تفعيل الدور الرقابي لمنظمات المجتمع المدني لمتابعة تنفيذ الوعود الانتخابية، والعمل على كشف أي حالات تضليل انتخابي.
دور الجامعات والمثقفين: تسليط الضوء على أهمية الثقافة الانتخابية، والتوعية بكيفية قراءة الوعود السياسية بعين ناقدة.
الضغط لتغيير القوانين: يجب أن تطالب الشعوب بوضع قوانين صارمة لضمان أن تكون الحملات الانتخابية نزيهة وشفافة، وتفرض العقوبات على الأحزاب التي تتلاعب بالناخبين.
في الختام، فإن التخلص من التضليل الانتخابي يتطلب وعيًا شعبيًا عميقًا واستراتيجيات فعالة لمراقبة صدق الأحزاب. وإن أظهرت الجماهير وعيها وقدرتها على مواجهة هذا التضليل، فإن ذلك سيجبر الأحزاب على تغيير استراتيجياتها، والالتزام بوعودها الحقيقية بدلًا من تقديم أكاذيب مؤقتة لكسب الأصوات.



#عبدالباقي_الحيدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خداع وتدليس الناخبين من قبل الاحزاب في اقليم كوردستان


المزيد.....




- -فشلت الخطة-..ماذا فعل ثنائي أمريكي لم يتحقق حلمهما بالتقاعد ...
- من بيروت.. وزيرة قطرية تكشف عن -رسائل- من لبنانيين مع استمرا ...
- من قرية خضراء إلى أنقاض متناثرة.. مشاهد تظهر ما حلّ ببلدة لب ...
- -سانا-: مقتل شرطي سوري وإصابة آخر بغارة إسرائيلية على مدينة ...
- مصر تضع اللمسات النهائية لافتتاح أعظم مشروع في القرن
- هكذا أطفأ المصريون -نيران- الإسرائيليين -الثمينة-!
- -سي إن إن-: جنرال في الناتو يضع قائمة بالأسلحة التي يمكن للو ...
- إصابة مستشار سموتريتش في جنوب لبنان
- الصحة اللبنانية تصدر تحديثا جديدا بعدد ضحايا الغارات الإسرائ ...
- البوندستاغ يوافق على تخصيص 400 مليون يورو لدعم نظام كييف


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي الحيدري - خداع وتدليس الناخبين من قبل الاحزاب في اقليم كوردستان