أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مراد سليمان علو - كتابات على جدران المجتمع














المزيد.....


كتابات على جدران المجتمع


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 22:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المجتمع العراقي بصورة عامة، والمجتمعات الأيزيدية الصغيرة التي تعيش في العراق بصورة خاصة غائب عنها تقاليد الحوار، وبات من النادر احترام الرأي الاخر، وتحولت الخلافات الفكرية والقومية والسياسية الى سكاكين تقسم الناس، فحيثما ينعدم احترام الرأي الآخر يصبح التشبث بالخصام والنزوع الى الايذاء والسب والشتم وتلفيق التهم، وكتابة التقارير الى الجهات التنفيذية بنية الايذاء. بعضا من مظاهر الانفصام العام في شخصية المجتمع، ومنها المجتمع الأيزيدي الشنكالي الذي لا يشذ عن القاعدة.
وفي رأي، أن قوى المجتمع، وبعض انظمة الحكم لا تزيد عن تحالف الريف ضد المدينة. اي صراع الريف ضد قيم الحضارة والحداثة والمدنية، واستبدال إقطاعي الاراضي الزراعية بعائلات الاقطاع المسلحة بالميليشيات الحديثة، اي الفئات الرثة من البرجوازية الطفيلية. وبفارق ان مضارب القبيلة امتدت الى كل الدولة والمجتمع ولا ضمانة لاي شيء او انسان في اي زمان او مكان. والدليل على ذلك اجتماع رؤساء العشائر بعشائرهم من أجل أصدار قرارات عشائرية بشأن مهور الأناث، وشعائر ما بعد دفن الموتى، وغيرها من أمور الحياة التي هي بالأساس باتت صعبة على الناس من ذوي الدخل المحدود؛ وهذا يعني عامة الناس في المجتمع. بدلا عن تناول مسائل تهم المجتمع مثل البطالة وتعيين الخريجين وبناء المستشفيات والمستوصفات الصحية والمدارس وساحات اللعب للأطفال، وتعبيد الطرق وحفر الآبار وشبكات الكهرباء ... الخ من الخدمات الضرورية للمواطن.
يجبرونك على الانتماء الى العشيرة، لتأكل وتشرب بمشيئتهم، وتلبس على ذوقهم وتتزوج عندما يأذنون لك، وعندما يولد لك مولودك عليهم أن يسمونه لك. وعليك أن تزوج ابتك كما يأمرونك أن تفعل، وأن توفاك الرب، على أهلك ومحبيك اتخاذ خطوات محددة يحظر الخروج منها. كل هذا وأنت تتفرج مثل الأطرش بالزفة لا حول لك.
الشباب الواعي عموما لم يعلنوا عن رفضهم لسيطرة شيوخ العشائر عليهم من جديد. انهم يصمتون عن ذكر الاحتلال العشائري لحياتهم صمت اهل القبور. بل يتباهون برفع صورهم في منصات التواصل الاجتماعي.
في بداية الفرمان وفي السنة الأولى من الفرمان كنا نرى عكس هذا تماما، كنا نرى تحركا شبابيا في مختلف الاتجاهات للمساهمة في تخفيف الحمل على مجتمعهم المنهك والخارج لتوه من فرمان لا يبقي ولا يذر. وكانوا بذلك يحاولون تقويض السلطة العشائرية التي لم تنهض بواجباتها أثناء الفرمان، بل أنهم أي رؤوساء تلك العشائر لحقهم العار، وهم معروفين بالـشيوخ الـ (11) الذين خانوا عشائرهم علنا وقبضوا أثمان ذلك بالدولار على مرأى الجميع.
لقد اخترقت الفيروسات السياسية والحزبية والعشائرية والطبقية مجتمعاتنا الصغيرة الآمنة الجميلة والهادئة بعد ضعف الدولة. وتراجع دور الشباب الواعي. وعندما تضعف الدولة يتفكك المجتمع وتتجه المجموعات السكانية الى استعادة ماضيها والانغلاق على نفسها واعتزال المجتمع.
في مجتمعات متخلفة مثل مجتمعاتنا التي في العراق يتحول الساحر، والدجال وقارئ الكف، وقارئ فنجان القهوة، والطالع، والابراج، والشيخ الذي يمسك بأفعى غير سامة، متباهيا بقدراته الفائقة، والكوجك الدجال. الى قادة للمجتمع وأصحاب رأي ويتصدرون المجالس وعناوين الأخبار في المنصات الاجتماعية التي زادت الطين بلة.
اليوم يحاول التيار العشائري أن يجذب الشباب الى مناطق لعبهم فالقرى لا حياة فيها ولا خدمات وبالتالي البطالة تكون هي السائدة فتضطر الناس للذهاب الى مجلس الشيخ، وبالمناسبة مصطلح (الشيخ) حديث ومدسوس فهم جميعا كانوا يسمون مخاتيرا. والاستماع الى عواءه، كما كان الأمر في العهد الملكي، وكأنك يا بو زيد ما غزيت.
سادت الفوضى والعشوائيات في العمران في المجمعات التي تفتقر الى أبسط مقومات الحياة تماما حالها حال المخيمات، بل الأفضلية هي للمخيمات كونها أقرب الى مظاهر المدنية والتمدن. وكذلك في التجاوز على املاك الدولة والمواطنين، والحاجة الى شبكات الماء الصافي وشبكات الكهرباء الوطنية. كقاعدة عامة أقول: عندما تضعف الدولة تقوى المافيات والمليشيات واللصوص وتجار السلاح والمخدرات والتهريب.
وأصبح من له مشكلة مرورية او حادث تصادم يقوم باستئجار شيخ عشيرة من الفئات الرثة التي تزدهر بها مجمعاتنا ويقوم بتزويده اولا بكارت شحن للموبايل، وبعد ذلك يتم تلفيق قصة مناسبة. والهدف هو للحصول على فصل عشائري بمبلغ كبير. وكذا الحال في مسائل الطلاق وطبعا الزواج.
في زمن الرثاثة تحول التعليم الابتدائي والثانوي من سيادة الدولة الى مدارس تجارية خاصة، مثلما زادت الكليات والجامعات الاهلية والتي تخرج طلابا من دون توفير فرص عمل لهم. ومع ذلك لا نرى مدارس كافية ومناسبة في حوض جبل شنكال.
ان سيادة التخلف والجهل والامية والعقل الخرافي والاسطوري من اسباب تخلف مجتمعنا الأيزيدي الشنكالي. ان انتشال شنكال والقرى في حوض جبل شنكال من التخلف تستلزم القيام بثورة ثقافية وتعليمية والعودة الى تدخل الدولة في توجيه الاقتصاد واصلاح القضاء وإعادة أعمار شنكال وقراها ومجمعاتها والتخلي عن الخصخصة والمقاولات التي لا يستفيد منها الا الفئات البرجوازية البيروقراطية الرثة.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرمان الأخير
- في فهم جديد لنيتشه
- ثلاث أغاني
- طفل الاله المدلل
- الليلة الأخيرة في المخيم
- عليّ الوردي وعنصريته ضد مكونات المجتمع العراقي الأيزيديون أن ...
- بتلات الورد 4
- الاسرة في المجتمع الايزيدي الالماني
- من وحي الفرمان
- حوار
- أناشيد أيزيدية
- الأربعاء بين مطرقة الجمعة وسندان الأحد
- اطلقوا سيقانكم للريح
- شنكال ملجأ أيتام أبناء الشمس
- اعترافات شبح اجتاز درب الحزن الشنكالي
- في البحث عن الدين الأيزيدي التاريخي
- على درب جيمي سافيل
- بين العود الأبدي لدى نيتشه والاعتقاد بالتناسخ عند الأيزيدي
- بتلات الورد 2024/1
- مع نيتشه في كهف زرادشت/2 تخير الموت


المزيد.....




- مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس ...
- ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه ...
- محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر ...
- كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ...
- يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء ...
- إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث ...
- إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
- بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
- -يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مراد سليمان علو - كتابات على جدران المجتمع