أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - حديقة الفراشات الغاضبة (قصة سريالية)















المزيد.....

حديقة الفراشات الغاضبة (قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


حديقة تعج بالفراشات، لكنها لم تكن كأي فراشات أخرى، كانت أجنحتها مدهشة، تحمل ألوانًا زاهية تتغير مع كل حركة، لكن هناك شيئًا غير طبيعي فيها كانت غاضبة في يوم مشمس، دخل إلى الحديقة شاب يُدعى سامي، كان يبحث عن مكان للهروب من ضغوط الحياة اليومية، بمجرد أن وطأت قدماه أرض الحديقة، شعر بشيء مختلف كانت هناك صرخات مكتومة تأتي من كل زاوية، وكأن الفراشات كانت تتجادل فيما بينها تجمعت الفراشات حول سامي، وبدأت تتحدث بلغة غريبة، أخبرنه أنهن غاضبات لأن العالم الخارجي لا يقدر جمالهن
نحن محاصرات بين الجمال والظلم، صرخت فراشة زرقاء:
أضافت فراشة حمراء نريد أن نُرى، لكننا مُهمَلات:
قرر سامي مساعدتهن. بدأ يتحدث إلى الناس خارج الحديقة، يروي لهم حكايات عن جمال الفراشات وغضبهن، لكن لم يكن هناك من يستمع اليه، بدأت الفراشات تفقد ألوانها، كأن غضبهن يمتص حيويتهن في لحظة من الإلهام، قرر سامي أن ينظم عرضًا فنيًا في الحديقة، يجمع فيه الفنانين والموسيقيين من البلدة، جاء الناس من كل حدب وصوب، وبدأ العرض، أجنحة الفراشات تألقت من جديد، ومع كل نغمة موسيقية، كانت ألوانهن تتجدد تحولت الحديقة إلى مكان للفرح، أدرك الجميع أن الجمال يحتاج إلى تقدير، وأن الغضب يمكن أن يتحول إلى قوة إيجابية، عادت الفراشات إلى سمائها، بدلاً من الغضب، أصبح لديهن قصص تروى أصبحت حديقة الفراشات الغاضبة رمزًا للجمال والاعتراف، تعلم الجميع درسًا مهمًا عن أهمية الاستماع والتقدير بينما يستكشف سامي الحديقة، صادف الطائر الحكيم يراقب الفراشات، تحدث معه عن أهمية التعبير والمشاعر، قدم الطائر نصائح حول كيفية تحويل الغضب إلى فن، اقترح ان تلتقي فتاة مبدعة بالفراشات وتبدأ في رسمهن، تُظهر لهن كيف يمكن للفن أن يعبر عن مشاعرهن، بدأت الفراشات بالتفاعل مع الرسومات، ارجعت ثقتهن بأنفسهن ،بدأن في التفكير في كيفية مشاركة قصصهن مع الآخرين تقرر نحلة نشيطة دعوة النحل للقدوم إلى الحديقة، تُنظم حملة صغيرة لجذب الزوار بعرض شيق لأنواع العسل، أدى إلى زيادة الاهتمام بالحديقة ،يزور عجوز حكيم الحديقة ويبدأ في مشاركة تجاربه مع سامي والفراشات، يروي قصصًا عن جمال الطبيعة وكيفية تقديرها يلهم كلامه الفراشات للتفكير في كيفية تغيير نظرتهم إلى العالم الخارجي، يشجعهن على الاحتفال بجمالهن يأتي زائر فضولي إلى الحديقة يبدأ في طرح أسئلة غير منطقية عن مشاعر الفراشات. يساعد النقاش في تعزيز روابط الفراشات وسامي، يخلق شعورًا بالتضامن بينهم، يحفز الفراشات على التعبير عن أنفسهن بوضوح يجتمع سامي، الفراشات، الفتاة، النحلة، والعجوز للتحضير لعرض فني جديد، يعملون معًا على تنظيم المكان وتجهيز الفنون والموسيقى يقام العرض الفني تعرض الفراشات فنونهن وألوانهن المتجددة. يُبهر الزوار جمال الفراشات ويستمعون لقصصهن يتحول الغضب إلى فرح، يتعلم الجميع أهمية تقدير الجمال والاعتراف بالمشاعر. تشعر الفراشات بالتحرر ويصبح لهن صوت بعد العرض، تتجمع الفراشات مع سامي والحضور للاحتفال بنجاح الحدث. يتبادلون القصص والأفكار يعبرون عن شكرهم لبعضهم البعض تعيش الفراشات في عالم مليء بالجمال، لكنهن يشعرن بأن جمالهن لايزال غير مُقدَّر. لازال الناس يتجاهلون مظهرهن الرائع، مما يجعلهن يشعرن بالإحباط والغضب يزددن شعورًا بالحصار والتقييد. يشعرن أنهن محاصرات بين توقعات المجتمع ورغباتهن الخاصة في الحرية، يغضبن من عدم قدرتهن على التعبير عن شخصياتهن الحقيقية، مما يؤدي إلى شعور بالانفصال عن الذات تبحث الفراشات عن طريقة للتواصل مع الآخرين، لكنهن يشعرن أن أصواتهن لا تُسمع. لذا يعبرن عن الإحباط وعدم القدرة على التعبير عن مشاعرهن، الغضب تجسيد للقلق حول ما يحمله المستقبل لهن، يخشين من عدم قدرتهن على البقاء في عالم يتغير بسرعة تذهب الفراشات في رحلة إلى عالم سريالي مليء بالألوان المتغيرة. كل لون يمثل شعورًا مختلفًا. تتعلم الفراشات أن لكل لون قصة، وأن مشاعر الغضب يمكن أن تتحول إلى قوة إبداعية إذا تم التعبير عنها بشكل صحيح تتجمع الفراشات حول شجرة حكيمة تستمع إلى قصص الحيوانات والفراشات. كل حيوان يشارك تجاربه مع الغضب والخوف، وكيف تمكن من التغلب عليها. من خلال هذه القصص، تدرك الفراشات أنه من الطبيعي أن تشعر بهذه المشاعر، وأنه يمكن التغلب عليها تستيقظ الفراشات من هذه الرحلة في عالم سريالي. ترى مشاعرها تتجسد في أشخاص مختلفين، كل واحد يمثل شعورًا مختلفًا. من خلال حوارها معهم، تتعلم كيف تعبر عن مشاعرها بشكل أفضل تشارك الفراشات في مسابقة فنية اخرى تعبر فيها عن مشاعرها، كل فراشة تخلق عملًا فنيًا يمثل شعورها الخاص. يتعلم الجميع أهمية التعبير عن المشاعر بطريقة إبداعية عندما تغضب الفراشات، تتحول أجنحتهن الجميلة إلى ألوان باهتة، يعكس تأثير الغضب على جمالهن. هذا التحول يحدث على عدة مراحل في البداية، تبدأ الألوان الزاهية في التلاشي، حيث تشعر الفراشات بالإحباط أو عدم التقدير. كلما تعمق الغضب، تتلاشى الألوان أكثر، مما يعكس مشاعرهن الداخلية عندما يصل الغضب إلى ذروته، تتحول الأجنحة إلى ظلال رمادية. هذا التغيير يمثل فقدان الهوية والجمال، ويعكس كيف يمكن أن يؤثر الغضب على الروح مع استمرار الغضب، تظهر أنماط معقدة على الأجنحة، تمثل الفوضى الداخلية والشعور بالازدحام. هذه الأنماط تُظهر الصراع الداخلي بين الرغبة في التعبير عن النفس والخوف من عدم القبول في لحظة من الإلهام أو التعاطف، تبدأ الألوان بالعودة ببطء. هذا التحول يُظهر كيف يمكن للفراشات أن تتحرر من مشاعرها السلبية من خلال التعبير الإبداعي والتواصل مع الآخرين مع مرور الوقت، وتحت تأثير الدعم والتفاعل الإيجابي من قبل سامي والطائر الحكيم، تستعيد الفراشات ألوانها الزاهية. تعود الأجنحة إلى جمالها السابق، تعكس قدرة الغضب على التحول إلى قوة إيجابية إذا تم التعامل معه بذكاء من خلال فهم هذه الديناميكية، يمكن للفراشات تتعلم كيفية التعامل مع مشاعرها بشكل صحي وإيجابي، تدرجات الصحو من الغضب، مثل تدرجات الصحو من الحلم، الفراشات الغاضبة تبدأ حالة من الضبابية، تندمج الألوان والأشكال. التفاصيل غير واضحة شعور بالخدر والانسحاب. تبدأ الفراشات في التعبير عن مشاعرها، وأجنحتا تفقد الألوان. تبرز تفاصيل الغضب بشكل أوضح تبدأ في فهم عمق مشاعر الغضب، يؤدي إلى شعور بالقلق والاستغراب تظهر الفراشات في مشهد أكثر هدوا. تجلس في حديقة مليئة بالألوان الباهتة، تبدأ في التفكير في أسباب غضبهن وشعورهن بالتأمل والبحث، يؤدي إلى لحظات من الفهم الذاتي يبدأ التحول عندما تتواصل الفراشات مع سامي أو الطائر الحكيم. تتحدث عن مشاعرهن، يؤدي إلى عودة الألوان تدريجيًا، شعور بالأمل والتفاؤل، تظهر قوة التعبير عن المشاعر تستعيد الفراشات ألوانها الزاهية، ويظهر المشهد بأكمله بشكل واضح. الحديقة مليئة بالحياة، والفراشات تطير بحرية شعور بالتحرر والفرح، تعكس تأثير النبيذ الأحمر على الوعي. يؤدي إلى نمو شخصي وتحول إيجابي، تستيقظ الفراشات في حالة من الذهول، تجد نفسها في حديقة غريبة، بلا أجنحة، تجسد شعورهن بالفقدان والضعف، تتساءل كل فراشة عن السبب وراء فقدان أجنحتها تبدأ الفراشات بالتجول في الحديقة، محاولات فهم ما حدث. كل فراشة تشعر بالحنين إلى أجنحتها، التي كانت تعبر عن جمالها وحريتها، شعور بالانكسار...! ، يرتبط جمالهن بوجود الأجنحة تجتمع الفراشات وتناقش ما يمكن فعله لاستعادة أجنحتها. تتحدث عن تجاربهن السابقة وكيف أن الغضب أثر عليهن، يدركن أنهن لسن وحدهن في هذه المحنة. يبدأ الأمل في الظهور تتواصل الفراشات مع عناصر الطبيعة، الأزهار والأشجار، تشجعهن على البحث عن القوة بداخلهن شعور بالترابط مع البيئة، يمنحهن القوة الداخلية للمضي، تبدأ الفراشات في استعادة قوتهن. تظهر أجنحة جديدة، لكن هذه المرة تحمل ألوانًا زاهية تعبر عن مشاعرهن الحقيقية شعور بالتحرر والفخر، حيث تدرك الفراشات أن الألوان الجديدة تمثل تجاربهن ونموهن وان الفراشات بلا أجنحة هي رحلة من الفقدان إلى الاكتشاف واستعادة الوانها، هذه أهمية التعبير عن المشاعر.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام في حقيبة مسافر(قصة سريالية)
- أخطبوط يكتب الشعر بأذرعه العشر (قصة سريالية)
- طفل يتحدث الى الغيوم (قصة سريالية)
- أحلام في فنجان قهوة الصباح (قصة سريالية)
- عندما يرقص الضوء تحت قمر مكسور(قصة سريالية)
- أفكار عائمة في محيط من الزجاج (قصة سريالية)
- عصفور يرتدي حذاءً من ذهب (قصة سريالية)
- خيال يأكل ظله ( قصة سريالية)
- هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)
- طائر لم يغادر القفص (قصة سريالية)
- نافذة على حافة اللامكان( قصة سريالية)
- دوامة الهاشتاغات (قصة سريالية)
- خنازير تتكلم بلغة البوم ( قصة سريالية)
- عطر نيتشة ( قصة سريالية)
- (زئير)نمر استطاع ان يصطاد ذيله ( قصة سريالية)
- شمس زعيمة الصعاليك (قصة سريالية)
- حصان افلاطون (قصة سريالية)
- الذكاء الساخر(قصة سريالية)
- الإنسان الفيروس( قصة سريالية)
- الاتجاه العلفي (قصة سريالية)


المزيد.....




- زاخاروفا تعلق لـ RT على فضيحة كبرى هزت أمريكا والعالم بطلها ...
- عاصي الحلاني ووائل جسار يعتذران لمهرجان الموسيقى العربية بسب ...
- بسبب الأوضاع في لبنان.. عاصي الحلاني ووائل جسار يعتذران عن ا ...
- رحيل فخري قعوار.. الأديب الأردني العروبي المفتون بقضية التقد ...
- إنييستا.. اعتزال فنان لا ماسيا الخجول وقاتل دفاعات الخصوم
- -تحت الركام-.. فيلم يحكي مأساة مستشفى كمال عدوان وصمود طاقمه ...
- مسلسل عن محمد عبده وفيلم -كابتن ماجد-.. هذا ما كشفه تركي آل ...
- الدنماركي توماس فينتربيرغ رئيسا للجنة تحكيم مهرجان الفيلم في ...
- شموع وصلوات وموسيقى في إسرائيل لإحياء ذكرى 7 أكتوبر
- أقوى إشارة وجودة HD … تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على ال ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - حديقة الفراشات الغاضبة (قصة سريالية)